الخميس، فبراير 24، 2011

الشاذلى ومبارك

رحيل الشاذلى ومبارك

في يوم الجمعة الموافق 11/2/2011 رحل عن دنيانا الفريق / سعد الدين الشاذلى إلي مثواه الأخير محمولا علي الأعناق تحيط به باقات الزهور و الآلاف من حوله يتبعونه و الملايين في بيوتهم يترحمون عليه .
لقد رحل مهندس عمليات حرب أكتوبر بعد رحلة طويلة في خدمة مصر و حماية ترابها من عام 1939 منذ إلتحاقه بالكلية الحربية و حتي عام 1978 حتي قرر الإعتكاف رغماً عنه هو أستاذ استراتيجية العسكرية و مهندس تحطيم خط بارليف و خطة المآذن العالية و نحن هنا لا نشرح تاريخه العسكري المشرف و لكن نصف المشهد الذي رحل فيه و اليوم الذي دخل فيه القير و آلاف المشيعون من حوله و ملايين المصريين في بيوتهم و أعمالهم يتمنون له من الله المغفرة و الرحمة و أن يسكنه الله فسيح جناته و أن يغمده الله بالرحمة ويلهم اهله و نحن جميعاً الصبر علي فراقه ، الجميع متألم علي ما حدث لسيادة الفريق من النظام الغاشم الذى أبعده و سجنه و لم يكرم كبطل من أبطال العبور فهو كان رئيس عمليات العبور و ليس قائداً عادياً اكتسب إحترام الجميع في الداخل و الخارج و لكن أولى الأمر لدينا حاولوا أن يشطبوا اسمه من ذاكرة الشعب و لكن نقول لك يا سيادة الفريق أذهب إلي مثواك الأخير مطمئناً فأولادك علي العهد و علي تراب مصر محافظين و مهما طال الظلم لابد من يوماً ينكشف فيه و يهب الثائرين   من الابناء والاحفاد ليمحو ذلك الظلم كنا نتمني أن تكون بيننا اليوم لنحتفل معاً بالقضاء علي الظلم و بداية عصر الحرية  و الديمقراطية و سأقف علي باب قبرك لأحكي لك المشهد الاخر و الذي لم تشاهده فمنذ سبعة عشر يوماً هب أبناءك من المصريين فثورة صنعها الأحفاد ليسيطر التاريخ في نفس يوم رحيلك الحرية و إسترداد الكرامة من سجنك يوماً ما و لم يرحم سنك و لا تاريخك المشرف ، في هذا اليوم تم بإرادة شعبيه إنزاله من علي عرشه و تنحيه من كرسي الحكم القابع فيه منذ ثلاثين عاماً ، خرج الملايين كانوا يتمنون لك الرحمة و نفس الملايين كانوا يتمنون له العذاب بأفظع الألفاظ و العبارات وصفوه ونعتوه من عاش في البلاد فساداً و ظلماً و قهراً ، الرجل الذى اختزل حرب أكتوبر في شخصة و علمونا في كتب التاريخ و نحن صغار أنه صاحب الضربة الجوية و التي عبرت بنا إلي النصر و لم يذكروا لنا أى قائد أو محارب غيره هو أكتوبر و أكتوبر مبارك و نسينا كل العظماء من أمثال سيادتكم و المشير أحمد إسماعيل و الجمسى  و محمد على فهمى و غيرهم كثيرون جنوداً و صفاً و ظباطاً  و قادة من أفسد علينا التاريخ اليوم سيكتب التاريخ نهايته .
لقد خرج الشعب بجميع طوائفه من رجال و نساء و أطفال و شباب ليقولوا له أرحل يا مبارك ارحل يلا غور يا من جعلت  من بلادنا وسية و تكية أنت و أبنائك و حاشيتك ليتك كنت معنا و أنت تراه يخطب.في الشعب يستمحيه عذراً أن يتركوه أن يجعلوه يموت علي أرض الكنانة يستعطف الشعب بكلمات لم تعد تنجلي عليه و لم يعد يخدع بها بأن يتم الحفاظ علي شرفه العسكري و الجميع غير آبى به و بتوسلاته ويقولون   "ارحل ياللى مبتفهمش ارحل يعني امشي " ، لقد شاءت إرادة الله سبحانه و تعالي أن يجعل من فرعون عبرة لمن يعتبر ومن زبانيته أيضاً .
          أقول لك الآن نم مطمئناً و انت  بين يدي الله و دعواتنا تحوطك و موعدنا  لقاءك في جنة الله فلم نعد مبالين بالمشهد الآخر فسوف نتركه يموت كمداً و غماً و تحوطه دعواتنا بالسخط و أن ينال من الله جزائه في الآخرة فهو العادل و لا عادل غير الله .
أقول لك الآن لقد رفع المصريون رؤوسهم ... و أبهرنا العالم اجمع بثورتنا البيضاء الشريفة المطالبة بالحق و العدل و المساواة و سبيلها قدمنا دماء شهدائنا و سالت دماء جرحانا في كل بقاع مصر حتي تكتب لمصر تاريخ جديد كنا نتمني أن تحتفل معنا به و أتركك الآن في أمان الله و حفظه و رعايته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق