الجمعة، يناير 11، 2019

يناير البريئة


أيام تفصلنا عن ذكرى25 يناير التى تحولت فى نظر البعض الى جرم ارتكبناه .مع أنهم هؤلاء أنفسهم من أطلقوا علينا الرائعون وأطربوا مسامعنا بأننا قمنا بما لم يستطيعوا القيام به .تغنوا بنا وبشعارات ثورتنا .وأننا كسرنا حاجز الخوف والصمت واستطعنا مواجهة جحافل الدولة العصية بصدور عارية حتى أرغمناهم على الخضوع والتنازل من عليائهم وتنحى مبارك .
مازلت اتذكر لحظات عمر سليمان وهو يلقى بيان التنحى ونحن فى لحظة صمت طويلة وبعدها بثوانى كانت الفرحة العارمة والبكاء من شدة الفرخ واخير قرر الديكتتاتور التخلى عن السلطة .نعم لقد فعلناها
اعترف ان ماحدث بعد ذلك خارج عن ارادتنا نحن الشباب فقد وثقنا فيمن لديهم الخبرة وكذلك المجلس العسكرى الذى وقف بجانب الشعب وانحاز للثورة فى انهم سيحققون كل مانتمناه وما تمنيناه وعدنا خطوات الى الوراء ننتظر ما بعد ذلك .
اعترف ان غالبية الشباب ليس لهم مطمع فى مشهد أو صورة داخل الإطار ولا يبحثون عن الفضائيات التى فتحت أبوابها للبعض الأخر مدعيا البطولة وانهم يمثلوننا ويتكلمون باسمنا وراحوا شكلوا ائتلافات وحركات ومسميات ليس لنا منها سبيل حتى كبرت كرة الثلج .فهذة حركة توافق واخرى ترفض وثالثة تمتنع عن المشاركة وكأننا فى نزال شتت جمع الأمس وانتفضت الأيادى وتصارع الجميع وتداخلت الأيدلوجيات  وتنازعت السيطرة على المشهد .وبدت حلبة النزاع ملتهبة ونحن نشاهد من بعيد متى يستفيق هؤلاء ويتحدوا من اجل فترة انتقالية يجب فيها وضع المصلحة العليا وابعاد المصالح الشخصية وهذا للاسف لم يحدث فزاد الصراع وكسب القوى وطرد الضعيف من حلبة النزال .وكان بطبيعة الحال ان يكسب المتمرس كجماعة الإخوان والسلفيين ووسط توارى رجال الدولة القديمة فى ذلك الوقت عن الانظار .
لماذا لم يتحمل المجلس العسكرى مسئولية فترة حكمة  ومن بعده جماعة الإخوان التى قضت على باقى الأمل والحلم الذى عشناه وحلمنا به للاسف تم وئد الحلم وسلب الأمانى لانهم فقد حادوا وخرجوا عن المسار ونحن خذلنا الثورة لأننا وثقنا فى الكثيرين الذى ارادوا فقط ان يدخلوا باب التاريخ فخرجوا منه بالعار والخطيئة
يجب ان نعترف ان الثورة لم تحكم ولم يكون هناك قرارات ثورية بفعل الثورة وهذا دليل على انها توارت بعد تنحى مبارك .فكل القرارات التى صدرت كانت قانونية ودستورية فحل الحزب الوطنى ىكان بقرار محكمة .ومحاكمة رجال الشرطة ومبارك فى قضية محددة هى مقتل المتظارهرين وامام اوراق القضية التى تاهت وطمست لم تستطع اى محكمة على مستوى الجمهورية فى ادانة أحد والكل خرج برائة .
الثورة لم تحكم لتحاسب اليوم بأنها من جلبت على مصر الأسوء .ولنعود الى احداث ما بعد التنحى لنعرف جيدا انها ليس لها ذنب بما حدث فهى لم تجلب الفوضى ولم تأتى بمرسى رئيسا انما من جاء بالفوضى المتصارعين على كرسى السلطة والبحث عن المغانم .حتى عندما جاء مرسى لانهم استطاعوا بفضل تنظيمهم السيطرة والاستحواز وفرض القوة حتى على المجلس العسكرى ذاتة يوم اعلان النتيجة وقبلها يوم اقرار قانون انتخابات مجلس الشعب والذى لم يكن دستوريا وتم حل المجلس لقضية تم رفعها وكان من السهل اقرار الحل حتى مع سلطة مرسى وقتها لتحصينه او تحصين مجلس الشورى .
شباب الثورة ليس هم من دعوا للجمع المتتالية وليس هم من حاصروا مدينة الانتاج الاعلامى .
ولكن كان البعض يبحث عن كبش فداء لما ألت الية الأمور سوى شباب الثورة الذين تم تحميلهم كل اوزار ما بعد التنحى .
على الجميع ان يعلم انه لولا يناير ما كانوا هم الان وان يكفوا عن محاكمة شباب برىء من الاسائة لمصر فقد خرجوا وضحوا من اجل مصر والسعى الى نهضتها وقوتها .
وعلى الجميع أن يعرف ويعلم أننا خرجنا من أجل مصر ولسنا عملاء ولا مرتزقة ولا خائنين لوطن نفديه بأرواحنا وأننا تحملنا الكثير ومازلنا ندفع ضريبة موقفنا ولم نغير مبادئنا طمعا فى منصب او اى شىء كل ما يعنينا هو مصلحة الوطن وندعو الله ان يرحم شهدائنا ويحفظ مصر ومازالت يناير فى القلب .وتحيا مصر
وعيش حرية كرامة انسانية