السبت، أبريل 29، 2017

فى قلب الحدث -1

كنت فى قلب الميدان .ووسط الزحام البشرى . يحتوينى الحماس والقوة والعزيمة والإصرار على تحقيق حلم التغيير .
كنت هناك اقف واصرخ مع الحشود يسقط يسقط حسنى مبارك يسقط يسقط كل مبارك . كنت أعيش فى حلم .هل حقا نحن قمنا بالثورة ؟
الثورة التى كنت أحلم بها مع الحالمين .
هل صارت واقع  حقيقى وكل من حولى من جموع المصريين حقيقة؟
هل خلعنا عبائة الخنوع والإستسلام للظلم والقهر والفساد  ؟
كنت اعود الى البيت لأحكى لأولادى الصغار ما يحدث فى الميدان .واصطفاف الشعب بكل فئاتة وكأنهم فى صلاه لله .هناك الغنى والفقير ورجل الأعمال والعامل هناك الفتاة الشابة والأم والجدة والجد والأب .هناك مصر كلها .
كانت زوجتى تطلب منى النزول بالأولاد .لتشهد التاريخ عندما يكبروا انهم كانوا هناك .وليجدوا ما يفتخروا بة بين أقرانهم فى المستقبل .فتلك لحظات سيسجلها التاريخ وهم جزء منة .وسيأتى يوم ليحكوا لأبنائهم انهم شاهدوا وعاشوا أعظم ثورة عرفتها البشرية .
يالله نحن لسنا فى حلم انها الحقيقية .خرج الشعب وتضامن معة الجيش وتم كسر الديكتتاتور وتخلية عن السلطة .
الكل يبكى فرحا غير مصدق . العالم كلة يتكلم عن روعة شباب مصر وسلميتة .
زعماء العالم يشيدون بالشعب المصرى .الجميع متضامن معا . مع شباب خرج بصدور عارية .يملأ قلبة وعقلة التغيير .وقهر الفساد والظلم .الشعب كلة متلاحم متشابك بكل فئاتة بكل ايدلوجياتة تحت منصة واحدة وهدف واحد . لم يرعبة الرصاص ولم يعد يخشى السجن ولا يأبة للسجان . ولا القتل ولا الدماء التى سالت فهو يعلم ان لك تغيير ضريبتة وهو مستعد لكل ذلك فالمجد لكل الشهداء الأبرار . والمجد لكل من سالت منه نقطة دماء لتروى حلم الجموع .والمجد لكل من خرج من بيتة الى الميادين مؤمنا بالقضية وتحقيق الحلم .
كنت مؤمن بضرورة قيام الثورة .وكنت من ملايين خرجت للأمل .كنت اجلس مع عاليا ابنتى ذات الشهور الثلاثة الأولى فى حياتها .واكلمها واظنها تسمعنى تفهمنى .نعم خرجنا من اجلك انت ومن أجل مستقبل مشرق لك ولجميع اقرانك .من اجل مصر جديدة ناهضة متقدمة .وان تكون مصر للمصريين لا للمنتفعين وشلة من اللصوص والمرتزقة الإنتهازيين الذين يسرقون خيرات الوطن ويحرمون الشعب الكادح من خير بلدة .
فنحن دولة عظيمة .وعلينا ان نفتخر بتاريخنا وحضارتنا ونهضتنا القديمة وامجادنا الزاهرة وعلينا ان نعود وان نرفع راسنا ليناطح السماء ونفتخر فارفع رأسك  فانت مصرى .
ولكن للاسف الشديد ما ان انكشفت الغمة وتم الإطاحة بالبلاء حتى اصيبنا بالإبتلاء .ونفض الجمع يدية وعاد كلا الى طريقة وكانهم رماه احد تركوا مواقعهم بحثا عن الغنائم .وعمت الفوضى وتدهورت الأوضاع فى كل المناحى وكل البقاع .وطفى المنتفعون وتشتت الشباب بين استقطابات ومكاسب وهمية وفترت القوى وخارت العزائم .حتى وجدنا من يبكى على الماضى ويندم على انه خرج وتمنى ان لا كانت ثورة ولا تنحى مبارك .
لكن تلك الطاحونة مازالت دائرة, والتخوين يطال الجميع, ولم تعد غالبية الشعب الذى خرج لمؤازة شبابة  لدية ثقة فى اى مثرثر من النخب التى ظهرت على السطح .
ولنا ان نتخيل الشعب يوم عرس الاستفتاء فى مارس ،والكل خارج للمشاركة فى العملية الانتخابية وما بين انتخابات برلمانة الاخير او حتى انتخابات الرئاسية الأخيرة . شتان طبعا.
وحتى موقف الشعب المؤيد للجيش وقت ان ادى  التحية العسكرية للشهداء ومؤازرتة للثورة وبين موقف الشعب بعدها من هتافهم يسقط يسقط حكم العسكر .
وموقف شباب جمعهم ميدان وفرقتهم ايدلوجيات وائتلافات واحزاب شكلية .
لم يدم الحلم طويلا وسرعان ما انتهى الى كابوس .
كابوس فترة حكم المجلس العسكرى وتصارع القوى الأكثر نظامية وشعب يدفع ثمن ذلك الصراع .
كابوس وقت ان تم استقطاب الشباب وتم المتاجرة بدمائهم او تخوينهم والزج بهم فى المعتقلات فى وقت كانوا فية ملأ السمع والبصر ويحملون على الأعناق ولنا فى صديقى احمد دومه واحمد ماهر او محمد عادل وغيرهم كثيرون  .
كابوس وقت ان رأينا كل مرشحى الثورة او المحسوبين عليها يتصارعون فيما بينهم وقد قسموا الشباب اشلاء حتى وهنت قوتهم وكانت النتيجة خرجوا جميعا من السباب ورجعنا للمربع صفر مرة اخرى ولا عزاء للأرواح ولا الدماء التى سالت .
كابوس وقت ان عصرنا الليمون لنختار بين السىء والأسوء فتلك هى قواعد الديمقراطية .
كابوس وقت ان فشل من توسمنا فيهم خيرا وخبره ومن ظننا انهم من الشعب وللشعب يجتهدون ولكن للاسف هم لمرشدهم ينصاعون ولأربابهم يقدمون .
كابوس ان جاءت ثورة 30 يونيو بشكل اضطرارى لتدفن 25 يناير ولتصفى مع الكل حسباتها .
وتستمر الأحداث على وتيرتها والنتيجة ان ما خرجنا الية من عيش وحرية وعدالة اجتماعية مازال سوى نداء خرج فى السابق من الحناجر مدوى واليوم هو فى الحلقوم صوت مكتوم .
بعد مرور كل تلك السنوات وقد كبرت عاليا وتستطيع الأن ان احكى لها .فماذا اقول .هل اظل اتغنى بثمانية عشر يوما هم الأجمل والأروع .ام احكى عن سنوات ما بعد الثمانية عشر يوم هى الاسوء
ماذا اقول لها ان شعار ثورتنا عيش حرية عدالة اجتماعية مازال حلم بعيد المنال .
للاسف نحن فشلنا ونحن من يتحمل المسؤلية كاملة عن ذلك الفشل .لم نقرا التاريخ ولم نتعلم من الأحداث السابقة .وامام الحالة الحالية التى نعيشها بكل ما فيها من انقسام مجتمعى قوى فلا امل فى مصر ناهضة ولا امل فى عيش كريم ولا حرية ولا عدالة .
وللحديث بقية ....






الثلاثاء، أبريل 25، 2017

القريبة البعيدة

فى تلك القرية البعيدة الهادئة والمطمئنة بوحدة قاطنيها ولدت .ترعرعت على ان جميع من حولى أهلى  عمى أوخالى . الجميع يعرف بعضهم البعض فهناك علاقات نسب ورحم .يعيشون فى حالة من التكافل والترابط وكأن حياتهم يشكلها دستور مبجل ينصاع لة الجميع  فى كل شئون حياتهم فى السراء والضراء ترى تكافلهم وتماسكهم والتزامهم  .
كانت تبهرنى تلك الحياة .عندما نجتمع حول الطبلية فى مواعيد ثابتة لا تتغير ابدا ويحترمها الكبير والصغير .وتسمع صوت امى تنادى بان نذهب لنقوم بالعملية اليومية من تبادل اطباق الطعام مع جيراننا وقت العشاء .او ترسل لنا جارتنا التى تملك بقرة تحلبها بكوب من اللبن يوميا حتى نتناول الافطار .أو ان تراهم جميعا فى حقل الحاج خالد وغدا فى حقل الحاج حمامة وبعدها فى حقل اخر يراعون زروعهم  فى محبة متناهية .
وبعد صلاة العشاء يتزاورون وتبدا لحظات السمر وكل حكيهم عن الأرض والمحصول او الترتيب ليوم الغد  من اعمال والذى يبدأ قبل اذان الفجر   .
كنت اتعجب وانا طفل صغير من استيقاظهم مبكرا قبل شروق الشمس متحملين برودة الشتاء ووهج الشمس صيفا الذى لفح وجوههم واشربها سمرتة .
 تعودنا على ذلك الجو وتلك الحياة .كان أبى لا يستطيع النوم قبل ان يشاهد نشرة التاسعة ويسمع حديث الروح للدكتور عبدالله شحاتة الذى كان يحبة  وينتظر احاديث الشيخ الشعراوى والراديو دائما على اذاعة القرآن الكريم .
تعلمنا فى كتاب القرية وحفظنا القرآن الكريم قبل ان نذهب الى المدرسة .كانت تجمعنا لمبة الجاز نلتف حولها بكل سعادة لنذاكر دروسنا ونكتب واجباتنا حتى وصلت الكهرباء والمياة الى بيوتنا .كانت الحياة تتطور ولكن بقيت فينا اخلاق ابأنا واجدادنا .
كنت أرى القرية عن بكرة أبيها وقت ان يكون هناك فرح لأى فرد من ابناء القرية .وخصوصا ليلة الحناء حيث يذهب الكل الى تقديم النقوط الى العريس والعروسة  .
 وحتى فى مناسبات العزاء يتسابق الجميع لتقديم واجب الضيافة الى المعزيين من القرى المجاورة وتكون البيوت كلها مفتوحة دائما  ويصل الامر ان يتم  تأجيل حفلات الزفاف تضامنا مع اهل المتوفى قريبا كان او غريب .
وضربت القرية بأهلها أروع الأمثلة فى التلاحم والتعاون والتكافل والترابط الإجتماعى .
تربى الجميع على كرم الأخلاق وحسن الضيافة والقيم وتوقير الكبير والعطف على الصغير .
كانت القرية هادئة برغم بساطة الحياة وخشونتها .وكان الفلاحين الشهداء الأحياء تملأ قلوبهم القناعة والرضا والطمئنينة يحمدون الله على القليل والكثير .
وعندما اعود الى القرية اليوم لم اجد القرية التى كنت اعرفها .فقد زحفت المدينة على القرية وسلبت منها هدوئها .بعد ان هاجر الشباب من الريف الى المدينة هربا من العمل فى الحقول والبحث عن فرص عمل وخلع جلباب أبائهم تنصلا وهربا .وتغييرت  التركيبة الإجتماعية للقرية تبدلت القرية من حال الى حال .وبدات الروابط الإجتماعية المترابطة فى التفكك حتى على مستوى الأسرة الواحدة .ولم يعد هناك احترام للكبير ولا توقير وغاب رجل القرية الأبوى والتى كانت كلمتة حد سيف على رقاب الجميع .
وتجرأ الجيل الجديد و تمرد على كل شىء وأى شىء حتى الحياة نفسها فى القرية ووسط انصياع من الأباء لأبنائهم  والذين فقدوا السيطرة عليهم لتجرأهم على كل القيم والتقاليد وصلت الى حد السخرية منهم بانهم يعيشون فى القرون الوسطى . ومع تجرأ الأبناء على الأباء بعد استقلالهم المادى وما بين تفتيت متزايد للارض وتبور وهروب من العمل فى الحقول والسفر الى حتى خارج الوطن للبحث عن رزق افضل لبناء البييت والزواج .
واليوم لم يعد غريبا ان تسمع ان فى القرية حوادث اغتصاب وسرقة وقتل واتجار فى المخدرات وتعاطى مخدرات وكل الموبقات اصبحت موجودة والجريمة اصبحت شىء عادى وقبل ذلك كانت منعدمة تماما .
ويصيبنى الصمت وادرك الإحباط على ما وصل الية حال القرية اليوم من تردى .فالبعض يقول ان ذلك مدنية وتطور وان تلك سنة الحياة هى التغيير ولم يدركوا ان هناك قيم ثابتة ومبادىء متأصلة لا تتجزأ حتى لو كنت تعيش فى العاصمة نفسها .وان ذلك ارث اجتماعى وحضارى كما الجلباب البلدى الذى لا استطيع ان البس غيرة بمجرد وصولى الى البيت .فهنا جذورنا وامتدانا ويجب ان تورث عادتنا الأصيلة الى الأجيال جيلا بعد جيل.
والأمر الأصعب انه بعد ثورة يناير ووصول الإخوان للحكم ثم الإطاحة بهم تاهت القرية فى أعماق الدروب السحقية وانقسم الجميع مع وضد وتقطعت الأرحام وتطاول البعض على البعض وغاب الحب والود وكثر الخلاف والإختلاف بعد حالة قوية من الإستقطابات مع وضد ولم يضعوا فى الإعتبار ان الإختلاف لا يفسد للود قضية ولكن هذا الإنشقاق نسف كل ود وهدم القضية .
رأيت اخ ينفصل عن اخية واب يطرد ابنة من البيت وزوج يطلق زوجتة وعلاقات تنقطع وروابط تتمزق بسبب خلاف سياسى .
اليوم اصاب القرية ما أصاب المجتمع المصرى ولكن الأمر عندى يختلف فالقرية يعرف الجميع بعضهم البعض عكس المدينة .
ايها السادة أيها الشيوخ الأجلاء ايها السياسيون والمثقفون والمعلمون يا كل رمز ثقافى واجتماعى وسياسى واعلامى يا اولى المر انقذوا القرية قبل فوات الأوان ففى انقاذ القرية انقاذ للمجتمع ككل
فالقرية هى اساس المجتمع .انقذوا شبابها من الإستقطاب ومن الوقوع فى براثن الجريمة والإرهاب فهم صيد ثمين للوقوع فى الخطأ لا عن جهل ولكن بقى فى جذورهم طيبة وشهامة ولكن يتم توجية حماسهم وانفعالاتهم الى شىء غير محمود
اريد قريتنا كما كانت وكما احببتها واريد شبابها باخلاقها .
حفظ الله الوطن  




السبت، أبريل 22، 2017

سيناء بين النكسة والنصر

أيام قليلة تفصلنا عن احتفالنا بعيد تحرير سيناء ورفع العلم المصرى فوق ارض الفيروز .مما جعلنى اعود بالذاكرة الى ذكرى هزيمة 5 يونيو 67 وما اعقب تلك الهزيمة من نكسة لمصر وللعرب جميعا مازلنا نعانى منها حتى الأن .
كانت المعتقلات فى تلك الحقبة مليئة بكل المعارضين على طريقة حكم عبدالناصر وكان الشيوعيين واليساريين وجماعة الإخوان وحتى الضباط التى يثبت عدم ولائهم للنظام قابعيين داخل المعتقلات او الاقامة الجبرية او النفى سفراء لمصر خارج الحدود .
والزبانية  من الجلادين تقوم بعمليات التعذيب اليومية بانتظام .
ثم يقوم عبدالناصر بغلق مضيق تيران .ومعنى ذلك ان هناك مواجهه حتمية بين مصر واسرائيل وعلى الجيش ان يستعد لتلك المعركة المتوقعة .ولكن كان المشير غارق مع حواريية من قادة الجيش فى خلق المؤامرات وصنع تيار موازى ضد سلطة عبدالناصر والذى فشل برغم ما يملكة  ناصر من كاريزما مغناطيسية من الإطاحة بالمشير أو حتى الاطاحة باحد حواريية من قادة الجيش .اى ان عبدالناصر لم يكن يملك سلطة حقيقية على الجيش وراح يخلق تيارات موازية لمجابهة سلطة ونفوذ عامر بالتنظيم الطليعى تارة والاتحاد القومى تارة اخرى والاتحاد الاشتراكى تارة ليشكل قوة من الجماهير تستطيع ان تقف وراء ظهرة وقت الأزمة وهو من الغى الأحزاب السياسية وفتك بكل معارضية على حدى حتى  رفاقة فى انقلاب يوليو 52  لم يسلموا  من الأذى .
المهم حدث الهجوم المتوقع من الاسرائيليين صبيحة الاثنين 5 يونيو فى الساعه7.30 صباحا على كل مواقع الطيران المصرى المرابض على الأرض وفى حظائرة وتمت الطائرات الاسرائلية مهمتها بنجاح بالغ وبدون ادنى مقاومة من الجانب المصرى وفى حدود الساعة العاشرة من صباح ذات اليوم كان جيشنا قد خسر سلاح طيرانة فقد فقدت مصر 304 طائرة من مجموع 449 طائرة واسرائيل لم تخسر سوى 9 طائرات فقط .
وفى ذلك الوقت كان الفريق عبدالمنعم رياض قائدا للجيوش العربية فى الاردن ورصد عن طريق الرداد تحركات الطيران الاسرائيلى فأبلغ القاهرة قبل وقوع الهجوم بنصف ساعة ولو كان هناك يقظة فى الجيش المصرى والذى تفرغ للصراع على السلطة وخلق كيانات موازية متصارعة ما وقعت الهزيمة .وفك رموز شفرة رياض وواجة العدو .
ولكن المحزن ايضا هو انه اى رياض طلب من الاردن وسوريا القيام بعملية رد سريع لضرب ممرات الطيران الاسرائيلى حتى لا يستطيع الهبوط ويفقد وقودة وتكون ضربة بالمثل ولكن تماطل الجانب الاردنى ورفض الجانب السورى طلب الفريق رياض !
على كل حال وقعت الكارثة وتم تدمير سلاح الطيران المصرى واصبحت قواتنا مكشوفة فى مواقعها .
ومما زاد الأمر سوء هو اصدار امر شفهى من المشير الى القوات المصرية بترك اسلحتها الثقيلة والعودة الى غرب القناة بدون خطة  .وبدون مشاورة من المشير مع قادة جيشة او الرئيس  .وكان قرار الانسحاب العشوائى يوم 6 يونيو مهزلة لم تحدث فى التاريخ العسكرى كلة . وانسحب الجيش كلة بدون ان يعرف الفريق مرتجى قائد جبهة سيناء ان الجيش انسحب دليل على العشوائية فى اصدار الأوامر العسكرية وغياب الضبط والربط والعلم العسكرى.
ويقول الفريق محمد فوزى رئيس اركان الجيش وقتها ان المشير طلب منه وضع خطة الانسحاب فى 20 دقيقة وعندما ذهب ليجتمع مع ضباطة فى غرفة العمليات ووضعوا تصور لخطة الانسحاب قال لهم عامر لقد اعطيت اوامرى بالانسحاب.
ويختلف ويتفق البعض هل كان عبدالناصر على علم بالانسحاب ام لا ويبقى ذلك لغز ما بين مؤيد ومعارض وان القرار كان للمشير
وتزداد الأمور سوء وذلك لضعف خبرة او عدم خبرة من يقود الجيش عندما طلب من قائد الفرقة الرابعه مدرعة والتى كانت تحمى منطقة المضايق بالانسحاب هى الاخرى وتركت مواقعها وعلم عبدالناصر والذى اعترض وطلب عودة الفرقة لحماية المضايق ولكن الوقت كان قد مضى الى غير رجعة وحال دون عودة الفرقة واختفاء قائدها اللواء صدقى الغول . وكان اعادة الفرقة مرة اخرى مستحيل و خطأ جسيم لانة كان سيقضى عليها ويفتح الطريق الى اسرائيل للوصول الى القاهرة .فقد تمزق الجيش المصرى بالفعل وضاعت اسلحتها هباء وتشتت الجنود فى ارض سيناء وتم تدمير الستارة المضادة للدبابات والتى كانت الأمال معلقه عليها لسحق العدو  ولعدم ابلاغهم بقرار الانسحاب من جانب المشيركانت عرضة للتدمير
بقوات شارون هى الأخرى .
وفى يوم 8 يونيو كانت عادت القوات بسلاحها الخفيف وفى حالة لا يرثى لها من الإعياء طلب المشير عودة الفرقة الرابعه بناء على رغبة عبدالناصر لحماية المضايق ورفض الفريق مرتجى ذلك وكذلك الفريق فوزى فمعنى ذلك تدميرها وان عبدالناصر لا يعلم من الاساس بانسحاب الفرقة الرابعه وعودتها وانما طلب بقائها فى مواقعها .ولكن حدثت الكارثة وعادت الفرقة الرابعه جوهرة الجيش المصرى الى سيناء بدون اى غطاء جوى لتشتبك مع الاسرائليين وتخسر معركتها لا لضعف منها اونما لغباء قيادة الجيش .وخسر الجيش اعظم فرقة المدرعة .
وبذلك تقدم الجيش الاسرائيلى حتى احتل القنطرة شرق وسيطر على سيناء وعلى المضايق واصبح الطريق الى القاهرة مفتوح .فلم يبقى للجيش المصرى سوى كتيبة الحرس الجمهورى والذى تم استدعائها الى الاسماعيلية لوقف تقدم الاسرائيليين ولكن عبدالناصر امر بارجاعها واشتبك مع المشير وحوارية ولكن كان الامر انتهى باحتلال سيناء والجولان والضفة الغربيه والقدس وبدأ حلم اسرائيل فى بناء دولتها الكبرى .
وفى الوقت التى كانت البيانات الرسمية فى الاعلام المصرى تذيع كذبا على مدار 6 ايام عن سقوط طائرات العدو ووقوع جنودة فى الاسر كنا خسرنا كل شىء
وكانت خسائر القوات الجوية فى القاذفات الثقيلة والخفيفة  100%  وفى المقاتلات القاذفة والمقاتلة 85% وفى الطيارين 4%وفى معدات القوات البرية 85% واستشهد نحو 9800 شهيد وبلغ عدد الاسرى 3799 اسير بين ضابط وجندى.
وكان يمكن تجنب تلك الهزيمة المروعة لو كان الجيش المصرى مستعد للمعركة بالتدريب والضبط والربط وان يكون بعيدا عن السياسة والصراع الذى شهدتة تلك الفترة بين ناصر و المشير وحواريهما .
وخرج عبدالناصر ليعلن للشعب تنحية عن السلطة واعلان الهزيمة التى وقعت من اليوم الأول وليس بعد ستة ايام .
ولكن الشعب صمد وهتف هنحارب وخرج ليطلب من عبدالناصر عدم التنحى .ونفع ناصر ما خلقة من تيار موازى ادى مهمتة بنجاح رغم مسؤليتة عن الهزيمة .
 وجاءت حرب الاستنزاف وعودة بناء الجيش المصرى والتخلص من كل حوارى عامر  حتى كان نصر اكتوبر 1973 ومحونا عار الهزيمة وكان النصر وعودة الارض كاملة وعادت سيناء ارض القمر الى احضان الشعب المصرى ورفعت رايات النصر على كامل الاراضى المصرية .
ولذلك نحتفل كل عام يوم 25 ابرايل بعودة سيناء كاملة الى حضن المصريين
حفظ الله الوطن وشعبة وترابة وارضة  


الثلاثاء، أبريل 04، 2017

غابت الانسانية

 خلق الله سيدنا آدم فقالت الملائكة لله عز وجل (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء .ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) فعرفت البشرية الجريمة منذ بدايتها وقتل قابيل هابيل غيره وحقدا منه بعد ان تقبل الله قربانه.
ومع تطورت الحياة والنزاع بين البشر والصراعات والحروب موجودة منذ بدا الخليقة وتكاثر البشرية.  وكان أبشعها الحرب العالمية الأولى والثانية والتى يقدر ضحاياها بخمسين مليون شخص .ولم تتوقف الجريمة ولا الصراعات منذ بدا البشريةو حتى الان انما هى يومية .حروب بين دول وبعضها البعض وصراعات طائفية ومذهبية و مايفعلة داعش والجماعات الإرهابية يوميا من قتل وتفجير يذهب ضحيتة أبرياء من نساء واطفال وشباب وشيوخ وهذا على المستوى الجماعى . حتى أصبح خبر القتلى نتلقاه بكل بساطة ونرى مظاهر الدمار والتخريب على الشاشات بدون أى تأثر.
وسوف أسرد لكم بعضا من الحوادث اليومية والتى وقعت خلال ذلك الأسبوع المنصرم ولتكن بدايتنا جريمة رجل يخون زوجتة مع زوجة صديقة وجاره وعندما عادت زوجتة فجأة لم يتردد فى قتل عشيقتة ثم افتعل مشاجرة مع زوجتة وتركت لة البيت وبكل هدوء اعصاب قام بدفنها فى مصطبة ولكن حظة العثر راتة ابنتة الصغرى وبعد ان اتم جريمتة خرج ليبحث عن زوجة صديقة التى قتلها مع جيرانة حتى قالت ابنتة الصغرى لهم عما فعلة والدها بجارتهم .
أصبح القتل سهل ولم يعد هناك وازع دينى ولا خوف ولا رهبة من الموت .يرتكبة الجانى بكل أريحية وبرود اعصاب .جعلنى هذا اطالع صفحة الحوادث فى المواقع وأقرأ الحادثة وكاننى فى فيلم رعب .
زوجة تمزق جسد زوجها بمنشار بعد شهر من زواجها بمساعدة عشيقها لضعف زوجها الجنسى تتخلص منه بعد وضع اجزائة فى شنطة سفر والقائة فى الترعة حتى تم اكتشاف جريمتهم الشنعاء .
واب من منشية ناصر انعدمت فى قلبة الرحمة والإنسانية يعذب طفلة الرضيع 3 أشهر يوميا بالضرب والصفع والعض والركل واخيرا يعلقة فى المروحة  حتى فارق الطفل الحياة متاثرا باصابتة من كثرة الإعتداء علية  .
وام اكثر بشاعة عذبت طفلتها 4 سنوات بالنار والكى على رأسها وجسمها بسبب تبولها على نفسها حتى قامت جارتها بالإبلاغ عنها بعد تدخلها لانقاذ الطفلة. وتحقق معها نيابة دار السلام والتى اثبتت صحة الاتهامات واعترفت الطفلة جودى بتعذيب أمها لها وحرقها بالسكينة لرأسها وفخدها ومؤخرتها.وبررت الأم انها تفعل ذلك مثل كل الأمهات .فأى ام هذة ؟
وفى المنصورة أب انتزعت من قلبة الرحمة ولم يجد سوى طفلية يمارس عليهما إرهابة بعد ان هربت الأم من جحيمة وقام بتعذيب ولدية حتى اصاب احدهم بعاهة مستديمة بعد ان قذف علية ماء النار والاخر جسمة كلة مشوه من التعذيب وطفى السجائر فى جسدة ولم ينقذ الولدين من الموت سوى هروبها الى والدتهما التى قامت بابلاغ الشرطة لحمايتها وحماية طفليها .
ولكن حادثة سيد كشرى كانت الأبشع بعد ان تأكد من خيانة زوجتة .فقام بضربها بالكرباج حتى تقطع لحمها .وبعدها ضربها بعصا خشبية حتى انهكها تماما .ثم انقض عليها طعنا بالسكين .ثم استخدم المخرطة فى تقطيعها واخيرا الماء المغلى سكبة فوق جسدها.
وتستمر الحوادث بشكل مستمر شاب يقطع كف صديقة بسبب موبايل ويقيم علية الحد .وتاجر مواشى بقرية النجاريين بفارسكور 50 عاما يعتدى على ابنتة طالبة كلية الحقوق جنسيا بعد ان يضع المخدر لها وتضع الإبنة طفلتها وتتهم والدها انه اعتاد معاشرتها وتثبت تحاليل الحامض النووى بأنة والد الطفلة !
وكان الأصعب من ذلك الحادث ابنة تعمل فى مصنع تحمل من والدها وتضع مولودها فى حمام المصنع وتقوم بقتلة عقب ولادته مباشرة برطم راسة فى الحمام حتى تهشم رأس مولودها ثم تضعة فى سلة المهملات حتى اكتشف العمال الجثة وتم ابلاغ النيابة وضبط الفتاة ووالدها .
الحوادث كثيرة ولا تنقطع ولكن كل تلك الحوادث وقعت هذا الاسبوع فقط .وعلى علماء النفس والإجتماع البحث عن أسباب تلك الموجة من العنف.ودراسة كل تلك الحوادث والبحث عن مسبباتها  .وكذلك رجال الدين يجب ان يقوموا بدورهم فى المسجد والكنيسة  .
فمهما كانت الضغوط وقسوة المعيشة  التى تواجهنا نحن البشر فيجب ان نقاومها  وان نحييى في الأم مشاعر الأمومة التى غرسها الله فى قلبها وعقلها فهى الفطرة التى خلقها الله .وكذلك الأب فهو الراعى والحصن والأمان للعائلة وهو الراعى ومسئول عن رعيتة بحمايتهم وتوفير لهم سبل الأمان .
ولكن ما نلاحظة غابت الفضيلة والوزاع الدينى ورأينا اب يتجرد من انسانيتة ويرتكب زنا محارم مع ابنتة وصديق يقتل صديقة وام تعذب طفلتها واب يعذب أبنائة وكأن الإنسانية انعدمت فى جوانحهم ورجال الدين والعلماء والأطباء النفسيين والتربويين وكل المنوطين فى البحث عن علاج لتلك المشاكل المجتمعية ليس لهم وجود وصموا اذانهم واعموا اعينهم .وتركوا الجميع لحمقاتهم وعقولهم الشريدة وعلينا ان ننتبة فمعدل الجريمة فى إزدياد مطرد وهذا نذير خطر يهدد المجتمع ككل صالح وطالح الكل سيكون فريسة لتلك الأمراض المجتمعية  


الاثنين، أبريل 03، 2017

قراءة فى الاحداث 3-4-2017

هل حان الوقت الذى يجب ان تطوى فية صفحة مبارك فلقد ادين فى قضية القصور الرئاسية وحكم لة بالبراءة فى قضية قتل المتظاهرين .والرجل الذى قبع فى الحكم  اكثر من 29 عام وقبلها كان نائبا للرئيس غير مناصبة فى الجيش المصرى .اليوم بلغ نهايات العمر فهل آن الآوان ان ندعة فى حال سبيلة ولندع التاريخ يقول كلمتة ونفكر فى المستقبل لانة بطبيعه الحال ليس جزء منة وإنما هو أصبح من الماضى .
الجميع يترقب لقاء السيسى بترامب فى واشنطن .وبطبيعه الحال ستكون قمة استثنائية لأول رئيس عربى وأفريقى يقابل ترامب ويرجع ذلك لعظمة واهمية الدور المصرى فى المنطقة وقناعة الإدارة الأمريكية بهذا الدور .ومصر كانت على خلاف تام مع ادارة اوباما ولم تستسلم للانصياع لقرار واشنطن ولن يحدث الأن ولن يحدث بعد الأن ايضا .وان ما يحرك الإدراة المصرية هو مصالحها  وفقط .ونتمنى ان يخرج اللقاء بالفائدة المرجوة منه فامريكا اقوى دولة فى العالم ويجب ان تكون العلاقة بين البلدين علاقة منفعة متبادلة فنحن ايضا مصر .
فى عمود الأستاذ احمد جلال الصحفى بالأخبار تعليقا عن حادثة فتاة الشرقية التى تم التحرش بها . يلقى باللوم على الفتاة وانها هى المتحرشة لانها تلبس قصير وانها تسير مع صديق لها فى منطقة شعبية لدخول احد الكافيهات بعد منتصف الليل وذلك بعد عودتها من حفل زفاف شقيق احد زميلاتها . يا استاذ احمد  الفتاة لم تسير فى الشارع عارية واين هى من فتيات المينى جيب والميكرو جيب فى الستينيات والسبعينيات ولترجع الى ارشيف صور الجامعة المصرية وحتى فى الصعيد نفسة كان هناك احترام ومسؤلية .وكان يجب ان يكون لومكم على شباب تجمع حول الكافتيريا التى تحتمى بها الفتاة من اجل تعريتها وليس حمايتها وسترها . فهل غابت اخلاق ولاد البلد وقتلت الشهامة .وان كانت اخطأت الفتاة فى ملبسها فيجب نصحها وليس اتهامها .
واخيرا اسدل الستار عن قضية قاضى الحشيش حيث صدر قاضى جنايات السويس الحكم علية بالمؤبد والسائق وشريكتة عشر سنوات وليصمت كل المشككين فى نزاهة وعدالة القضاه المصرى .فالمخطىء مهما كان يجب ان يحصل على عقابة .ولنا ان نثق ونتمسك بتلك الثقة فى قضاء مصر الشامخ .
خبر أضاف لنا البهجة والسعادة والثقة فى قواتنا المسلحة وشرطتنا المصرية قلقد تم تطهير جبل الحلال وهو الجبل الأسطورى والتى تروى عنه الحكايات والقصص المرعبة لسيطرة الإرهابيين على ساحتة ولكن جنودنا البواسل بعد معارك حامية ودماء اريقت تم السيطرة على معقل الإرهابيين .وان شاء الله على العهد حتى يتم اسئصال الإرهاب من جذورة وتطهير سيناء كلها من دنسهم ومصر من شرهم فتحية لكل الأبطال والمجد لكل الشهداء.

3-4-2017