الجمعة، ديسمبر 22، 2023

اللغة العربية

 اللغة العربية من أقدم اللغات السامية، والأكثر انتشارا ونموا فى العالم، لغة القرآن الكريم، والعمود الفقرى للثقافة الإسلامية والعربية، و الرابط بين جميع العرب رغم اختلاف لهجاتهم، وكذلك يستخدمها جميع مسلمي العالم فى صلواتهم، وقرائتهم للقرآن الكريم.

لغة تميزت عن غيرها بحرف الضاد، الغير موجود فى اى لغة غير العربية، تتميز بأبجديتها الرائعة، والمخارج الصوتية لحروفها، وبرعت فى فنون خطها البديع الذى يؤثر الأنظار.
بها علم العروض موسيقى الشعر والأوزان والقافية، والذى يجعلها عذبة، ويعطيها التميز عن باقى لغات العالم كلة، هى لغة الفصاحة والبلاغة، لغة علم النحو والصرف والاشتقاق والترادف، وتأثيراتها كبيرة فى الدين والأدب والفكر، ولها تأثيراتها فى الثقافة الإنسانية، وجسر مهم للحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة عن طريق الترجمة ونقل العلوم والمعارف الى أوربا فى عصر نهضتها.
فقد تم اعتماد اللغة العربية من الجمعية العامة للامم المتحدة كأحد اللغات الستة داخل المنظمة الدولية، يوم 18 ديسمبر 1973، بعد جهد من المغرب والسعودية وبعض الدول العربية، ودعما من جامعة الدولة العربية، وذلك خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو. وبناء علي ذلك الجهد قررت منظمة اليونسكو فى 2012 اعتماد يوم 18 ديسمبر من كل عام يوما عالميا للغة العربية .
مرت اللغة العربية بفترات من الكبوات والضعف فى بعض البلدان العربية نتيجة وقوعها تحت الإحتلال سنوات طويلة، أثرت فى بنيتها الثقافية واندمجت فى لغة وثقافة المحتل كما فى تونس والجزائر والمغرب على سبيل المثال، على عكس الأمر فى مصر اذ ظلت محافظة على هويتها وتقاليدها وعروبتها لوجود الأزهر الشريف، والتمسك بالدين و التقاليد .
عاشت اللغة العربية قرون طويلة ومازالت ستعيش الى نهاية الحياة، لأن الإسلام حافظ عليها من الضياع والإندثار، عكس لغات اخرى ظهرت واندثرت.
فاللغة المصرية القديمة لو لم تفك رموزها لم نكن لنعرف حضارتنا وتاريخ أسلافنا من قدماء المصريين، وتعمل وزارة السياحة مع وزارة التربية والتعليم على احياء لغتنا الهيروغروفية وتدريس رموزها للأطفال لربطهم بتاريخهم وارثهم الحضارى العظيم، وهناك لغات اختفت وطمست ولم يتعرف على تاريخ شعوبهم القديمة.
انما لغتنا العربية ستظل قائمة الى نهاية الحياة على الأرض لأنها لغة القران الكريم، وإن أصابها الهوان لن تموت أبدا، فقد قال الله فى كتابة الكريم (إنا نزلنا الذكر وأنا له لحافظون) وذلك دليل أكيد على انها حية مادامت الحياة.
هناك بعض الأسباب الرئيسية لضعفها والعمل على تغريبها فى وطنها، لكن يبقى من المهم مواجهة أسباب هذا الضعف فى بلداننا العربية والعمل دائما على إحيائها كلا طبقا لمجتمعة، وسوف نتعرض لبعض تلك الأسباب المشتركة لهذا الضعف وكيف تم مواجهتة فى مصر على سبيل المثال.
تعانى اللغة العربية من ثورة الإنترنت، وتأثيرات عالم التواصل الإجتماعى، والتغريب نتيجة الإحتكاكات والإندماجات فى عالم الغرب، جعل التأثير قوى على شرائح من المجتمعات العربية ذهبت فى تقليد ومحاكاة لتلك العوالم الغربية، والتأثر بثقافات تلك البلدان على حساب هويتها ولغتها الأم.
كذلك من أسباب ضعف اللغة فى الوقت الحالى، انتشار المدارس التى تعلم فقط باللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية، ففى ألمانيا لايتم تعليم لغة اخرى غير الألمانية قبل الصف الصف الثالث اى فى سن التاسعة، وفى اليابان فى سن العاشرة للطفل، لربط الطفل بلغتة الأصلية.
الدراما والسينما والمسرح الذى يتناول مواضيعة باللغة العامية، وغياب الأعمال التى تحيى الفصحى، جعلت من العامية اللغة السائدة فى الشارع والبيت والمدرسة و فى التعاملات بين المواطنين.
غزو الدارما والأفلام الأجنبية، وتأثر المجتمع بثقافات وعادات ذاك الغزو الثقافى المؤثر يجعلنا أن ننتبة لتأثيراته البالغة على مجتمعاتنا العربية.
وهناك دور كبير على وزارة التربية والتعليم باعادة تطوير المناهج التعليمية وخصوصا فى التعليم الأساسى، واحياء الأنشطة الطلابية ورعاية المواهب داخل مدارسنا، مع ان البداية تأتى من تأهيل المعلم وتدريبه وجاهزيته للقيام بدوره، فهو المقياس الأول لجذب النشىء ليحب اللغة، مع توفير مكتبات داخل المدارس، والتدريب على قواعد اللغة العربية .
وزارة التعليم العالى لها دور كبير فى استمرار تنمية ورعاية ابنائها الموهوبين، ودعم كافة الأنشطة الطلابية فى كل الجامعات والمعاهد، واقامة معارض للكتب وتنظيم مسابقات ثقافية وابحاث فى ارثنا الثقافى،بل نرجو ان يتم تدريس مادة باللغة العربية فى كل سنوات الدراسة بالمرحلة الجامعة فى النقد او الأدب والرواية والشعر والبلاغة .
وزارة الثقافة لها دور عظيم عبر مسارحها وقصور الثقافة ودور النشر الحكومية، والمعارض والمسابقات واكتشاف المواهب ورعايتها، وان لايكون الدور فى انشطتها مقتصر على العاصمة بل يجب ان يتسع لربوع مصر كلها، وان تبحث عن المواهب فى الأقاليم المنسية، والتى لا تتوافر فيها اى نوع من الإهتمام، وان تعقد برتوكول مع وزارة الشباب والرياضة لتوفير مكتبات داخل كل مراكز الشباب والأندية لإنارة عقول قادة المستقبل وربطهم بكل قضايا مجتمعهم والإنخراط فى التفاعل معه.
ان تعيد إحياء مكتبة الأسرة للتشجيع على القراءة، ولان إصدراتها كانت فى متناول كل شرائح المواطنيين، على العكس الان سعر الكتب والإصدرارت فى دور النشر لم تعد فى متناول شريحة كبيرة لغلاء أسعارها.
التوسع فى أقامة معارض للكتب فى كل المحافظات المصرية والجامعات وتوفير الكتب بأسعار مخفضة حتى يستطيع الطلاب اقتنائها تشجيعا على القراءة.
الهيئة الوطنية للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة لهما دور كبير عبر الكلمة المسموعة والمقروءة والمرئية فى تقوية الإرتباط بلغتنا الجميلة، ويجب أن تكون اللغة المقدمة عبر تلك النوافذ راقية وان نكثر من البرامج والمسابقات الثقافية .
كما يجب احياء هذا اليوم بشكل يجذب الأطفال والشباب، وليعلموا ان تاريخنا عامر بالشعر والمعلقات وفنون الدب المختلفة ولدينا إرث نفتخر به.
على الدولة ان تتدخل عبر قطاع الإنتاج الفنى فى انتاج دراما تلفزيونية لتقديم اعمال بالفصحى، وعودة دعم المسرح لعودة لغتنا الراقية (اللغة العربية الفصحى) كما كان موجود فى فترات ماضية .
كما نشكر الدولة على رعايتها مسابقة المبدع الصغير، ونطالبها ان تستمر فى رعاية الموهوبين بعد فوزهم او الذين لم يفوزوا لتنمية موهبتهم، ليكون لدينا قوة ناعمة كبيرة وحقيقية تعييد لنا الريادة فى المستقبل، ولا يبقى الأمر قاصر على تلك المسابقة فقط بل التوسع فى المسابقات والأنشطة فى كل المحافظات بشكل مستقل.
الحكومة المصرية عبر وزارة الهجرة انتبهت الى الطيور المهاجرة والأجيال المتلاحقة بالمهجر وعملت على ربطهم بالجذور ودمجهم بقافتهم العربية، فتم اطلاق المبادرة الرئاسية فى 2020 اتكلم عربى لربط المصريين بالخارج بوطنهم الأمم، ودعم الولاء والإنتماء الوطنى لديهم، وتستهدف المبادرة الفئات العمرية من 3 إلى 6 سنوات كمرحلة أولى، ومن 6 إلى 12 سنة مرحلة ثانية، ومن 12 إلى 18 سنة مرحلة ثالثة، وأطلقت تطبيق إليكترونى تحت عنوان اتكلم عربى وعيشها مصرى.
مع العلم أننا لسنا ضد تعلم لغات عديدة والإنفتاح على ثقافات مختلفة، لكن من المهم الحرص على ربط تلك الأجيال بهويتها وثقافتها العربية، وربطهم بلغتهم الأصلية ليستطيعوا تثبيت جذورهم بأوطانهم ومشدوديين لحضارتهم وتاريخهم.
هناك دور كبير على الدولة متمثل فى وزارة الثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالى ووزارة الهجرة والتنمية المحلية ووزارة الأوقاف وغيرهم من الهيئات ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية والأزهر الشريف والإعلام المرئى والمسموع فى تشكيل الوعى وزيادته ومواجهة خطر تشوية الهوية ورسم ملامح الطريق الصحيح لنشر القيم والتمسك بقيمنا، لو قام كلا بدوره المنوط به.
كما هناك دور يمارسة رجال الأعمال، وكبار الكتاب، والمنظمات من المجتمع المدنى، بتدشين جوائز مختلفة لمسابقات عديدة فى الادب والقصة والرواية والشعر والتحقيق الصحفى وغيرها ان تستمر وتتزايد تلك المسابقات.
فلغتنا العربية يسرا لا عسر، وستظل مساهمة فى الحضارة الإنسانية، وركن مهم فى الإبداع وفى عملية التواصل الحضارى بين الثقافات المختلفة، وفى حوار الحضارات بين الشعوب، فافتخروا بلغتكم العربية.

من فصول المشهد الانتخابى

 











منذ أعلنت الهيئة العليا للإنتخابات عن بداية الإنتخابات الرئاسية، اجتمعنا فى المكتب السياسى للحزب لمناقشة المشاركة فى هذا الإستحقاق المهم، عبر الدفع بمرشح رئاسى، او دعم مرشح، ونابع من إدراكنا ان الحق هو المشاركة فى كافة الإستحقاقات الدستورية، ودور الأحزاب السياسية الإشتباك مع كل الإستحقاقات، وكان القرار الإنتظار لحين رؤية الأسماء المرشحة لدعم أحد هؤلاء المرشحين.

وعندما ظهرت الأسماء كان القرار بعد اجتماعات عديدة، وقرار الهيئة العليا للحزب هو دعم المرشح فريد زهران، وذلك لأسباب عديدة تم دحضها فى اجتماع الهيئة العليا للحزب وعن قناعة شديدة.

ففريد زهران هو أحد أقطاب الحركة المدنية، ولدية تاريخ سياسى ونضالى مشرف، وحزب المصرى الديمقراطى الأقرب الى رؤيتنا كحزب العدل وتوجهاتنا، ونتعاون معا فى ملفات عديدة.

وسرعان ما تطور المشهد والقرار من دعم المرشح فريد زهران الى شراكة كاملة فى حملتة الإنتخابية، وفى اعداد برنامجة الإنتخابى.

ورغم ضيق الوقت المتاح للدعاية الإنتخابية، وقلة الإمكانيات، استطعنا بعد عدة اجتماعات استغلال تلك المساحة والفترة المحدودة للدعاية فى عرض رؤيتنا المشتركة بإعداد برنامج انتخابى كامل فى محاورة الثلاثة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وعرض رؤية مغايرة عن رؤية السلطة للخروج من الأوضاع الإقتصادية الصعبة التى يعانى منها الوطن، وحالة الغلاء الفاحش الذى يعانى منه المواطنون، نتيجة تبعيات الإصلاح الإقتصادى.

كما وضعنا برنامج مختصر لنسهل على المواطنيين معرفة برنامجنا، ووضعنا برنامج تفصيلى متكامل لخطتنا فى لحظة الفوز بالسباق الرئاسى ليكون دستور ومنهج عاهدنا ناخبينا علية و يحمل رؤية واقعية بالحلول المتاحة لتغيير ذلك الوضع.

كان شعار الحملة والذى تناقشنا فية كثيرا، حتى انتهينا الى معا للتغيير، ليحمل فى مضمونة أننا نسعى للتغيير الآمن السلمى الديمقراطى للسلطة عبر صناديق الإنتخابات، وان غير ذلك هو استمرار لحالة التردى والوضع الصعب الذى نحيا فية.

كنا واضعين نصب أعيننا على كل ما يحاك بالوطن من مؤامرات، وما يواجهة من تحديات جمة ، فالمنطقة من حولنا ملتهبة، وصراعات فى الشرق والغرب والجنوب من حدودنا، وتهديد واضح للأمن القومى المصرى، وما يحدث فى غزة من حرب بربرية تقوم بها دولة الإحتلال الصهيونى.

وضعنا كل الأزمات بشكل منفرد ونظرنا الى كل أزمة بشكل تخصصى ودارسة مستفيضة عبر أكاديمين وسياسيين واهل الإختصاص لوضع علاج واقعى قابل للحل، وكيف هى رؤيتنا الى أزمة سد النهضة، والديون الخارجية، وازمة سعر الصرف، ومشاكل الاقتصاد والاستثمار والغلاء، ووضع رؤية واقعية تقدم حلول لتلك الأزمات، وتم عرضها فى البرنامج الإنتخابى .

ونفس الوقت تم تشكيل هيكل الحملة، وباعلان هذا الهيكل بدأ تفاعل أعضائها كلا فيما يخصة، ودارت عجلة الحملة بشكل سريع ومتناغم وبشراكة يسود فيها كل الود والمحبة والتفانى لما يقدمه كل فرد من اعضاء حزبى العدل والمصرى الديمقراطى والمتطوعين من خارج الحزبين .

واستطاع حزب العدل عبر رئيس الحزب تخطى عقبة التوكيلات الشعبية، والحصول على توقيعات عدد من النواب شركاء حلم التغيير، بالإضافة الى نواب الحزبين، ووصلت التوقيعات الى ثلاثين نائب، وتقدمنا بأوراق ترشح مرشحنا الى الهيئة العليا للإنتخابات واستكمال الإجراءات وخرجنا من مرشح محتمل الى مرشح رئاسى .

فى تلك الأثناء كانت هناك محاولات للحصول على دعم احزاب الحركة المدنية بعد عدم استكمال احد المرشحين الذين كانوا بصدد دعمة، وكذلك بعد عدم قدرة رئيسة حزب الدستور دخول السباق، فكان لابد منهم دعم مرشح هو احد أعضاء الحركة المدنية، وشريك هو وحزبة وحزب العدل فيها، لكن للاسف كانت رؤيتهم سلبية ورفضوا الإشتباك واعلان دعمهم بحجج واهية، متناسيين انهم برغم اختلاف ايدلوجياتهم استطاعوا الخروج بوثيقة مهمة جدا كانت أساس محاورة أعضائهم فى الحوار الوطنى، هى وثيقة أفق الخروج، الذى اعتبروها دليل حى على ان المعارضة المصرية لديها رؤية، وتمتلك بديل واقعى وحلول لكل مشاكل الوطن، ولكن أردوا الإبتعاد فى وقت كان اصطفافهم سيعطى صورة ايجابية للمعارضة المصرية.

لكن فى كل الأحوال لن نلومهم على موقفهم، لأننا فى الاصل نريد تماسك الحركة وعدم تفتيتها، وابتعدنا عن الزج بها فى سياقات تضعف ولا تقوى مما هو قادم، حتى اعلن بعد ذلك حزب الإصلاح والتنمية دعمة، وشخصيات داخل الحركة دعمها، بخلاف الكثيرين من الشخصيات العامة والسياسية دعمها فريد زهران ومشاركة البعض منهم مؤتمراته الإنتخابية، وبأرائهم فى البرنامج.

ورغم قلة الإمكانيات المادية، وضيق الوقت بدأ انطلاق الحملة عبر مؤتمر صحفى كبير لعرض برنامجنا الإنتخابى، وبدأت المؤتمرات الجماهيرية فى عدد من المحافظات فى كل ربوع مصر.

كان من الرائع التواصل مع المواطنيين فى المؤتمرات الإنتخابية، حيث نزلنا الى الريف المصرى وعبرنا عن مطالبهم، وتكلمنا بلسانهم، وكذلك المدن الصناعية والمراكز والحضر والمحافظات، استمعنا اليهم وناقشونا فى برنامجنا وتجاوبنا معهم وتجاوبوا معنا، ولولا ضيق الوقت ومحدودية فترة الدعاية منذ اعلان الهيئة العليا لكنا وصلنا الى كل ربوع مصر ليسمعوا لنا ونسمع منهم.

لأننا من نفس طينة هذا الشعب، ونشعر بما يشعروا به وما يعانوا منه وما يحلمون به وياملون فية من تطلعات فكلنا تحت مظلة معا للتغيير فقد أصدقناهم فصدقونا.

 لم نتعرض طوال الحملة لأحد من المرشحين الثلاثة بشكل شخصى، انما كنا ننتقد سياسات بشكل علمى مدروس، وواقع نعيشة ونعانى منه لا نبتكره، وندعو لتغيير تلك السياسات الخاطئة، التى ادت الى تلك النتائج الصعبة التى يشعر بها كل مواطن فى مصر.

الدولة بكل اجهزتها ومؤسساتها أعلنت انها محايدة ولم يكن ذلك صحيح بنسبة كبيرة، برغم ظهورنا فى بعض البرامج التلفزيونية، واعلان الشركة المتحدة عن 100 دقيقة لكل مرشح، لكن كان هناك مرشح لم تغفل عنه كل الوسائل سواء المسموعة او المقروئة او المرئية، ورغم ذلك نحن جئنا من حالة الجمود التى اعترت الحياة السياسية، واستطعنا استغلال تلك المساحة المفتوحة، والمتاحة لعرض رؤيتنا كحزبيين سياسيين، وبرنامج مرشحنا الرئاسى.

لن نتحدث عن أيام الإنتخابات فالجميع يعلم حقيقة المشهد الإنتخابى، ولكنه تم بدون اى شكاوى او تقديم تظلمات من أحد المرشحين، حتى تم اعلان فوز الرئيس السيسى بولاية ثالثة.

ثم لقائة بالمرشحين المنافسين له فى الإتحادية كانت صورة جميلة وختامية للمشهد، ونؤكد من خلالها تضامنا مع الرئيس والدولة المصرية فى التصدى لكل ما يحاك للوطن، ونعلن ان هذا وقت الإصطفاف الوطنى من جميع المصريين للعمل على رفعه الوطن وحمايته، كما ندعو الرئيس السيسى الى الأخذ بكل ما تم تفنيده من سلبيات، والإطلاع على برامج المنافسين، واستكمال جلسات الحوار الوطنى والأخذ بكل المخرجات المتفق عليها، وان يتم الإستعانة بحكومة كفاءات قادرة على الخروج من الوضع الإقتصادى لتحسين حال المواطنيين، لأن الأصل فى نهضة أى امه هو بناء الإنسان لا الحجر.

ونحن لا ننكر ما تم من انجازات، وتم ذكرها فى المؤتمرات واللقاءات على لسانى شخصيا، ولكن يجب ان لا يغفل أن هناك قصور يجب علاجه، ولدينا ملفات كثيرة عالقة ويجب حلها،  وهناك حلول سريعة تقتلع كثير من الأزمات من جذورها بشكل سريع طالما توافرت الإرادة السياسية، وتخطى حالة العناد، لذا علية أن يستمع ويتناقش مع صوت المعارضة الوطنية المخلصة لوطنها ولمواطنيه.

ولابد ان نعترف وقد أسدل الستار عن المشهد الإنتخابى أننا استفدنا كثيرا من تلك المساحات التى عبرنا فيها عن رؤيتنا، واشتباك اعضائنا اعطاهم الخبرة الكبيرة فى تلك الفترة، وتمنوا ان يفتح المجال السياسى بشكل عام ومستمر، فالحزب هو الوسيط بين السلطة والمواطنيين، وان دورة الطبيعى الإنخراط بينهم لينقل عنهم ويكون صوتهم الى سلطة الحكم.

كما ان التداول السلمى للسلطة يأتى عن طريق قوة تلك الأحزاب فى الشارع، فيتم اختيارهم فى الإستحقاقات المختلفة عن قناعه بأنهم سيرعوا الوطن ويصونوا مصالحهم.

من المشاهد الجميلة فى أثناء فترة الحملة، هى غرفة عمليات حزب العدل، فبرغم كل القصور إلا اننا استطعنا بكل فاعلية صنع مشهد سيعيش طويلا لكل فرد شارك فى تلك الغرفة، سواء كان فى الغرفة المركزية، او فى الغرف الفرعية فى الأمانات بالمحافظات.

شباب وفتيات كانوا مملؤين  بالهمة والنشاط والتفاعلية، شكلوا خلية نحل قوية تعمل بدأب وحب واخلاص ليخرجوا لنا نتائج وتحليلات وعمليات رصد ومتابعة للمشهد الإنتخابى فى تجربة لن ينسوها ولن تمحى من ذاكرتهم.

فى اللحظات الأخيرة صعب عليهم أن يذهبوا الى بيوتهم، فبرغم التعب والإرهاق والفترات الطويلة من التفاعل والتواصل، قال أحدهم نتمنى ان يظل هذا الحراك مستمر، بعد ان كانوا فقدوا اهتمامهم بالمجال العام او السياسى وجدوا انفسهم فى حدث حقيقى تمنوا الا ينتهى .

فى النهاية يجب ان نشكر السيد / فريد زهران على قراره الشجاع بدخولة معترك السباق الإنتخابى، فلولا هذا القرار الذى لا ياتى إلا من سياسى مخضرم، يمتلك من المقومات الكثير التى أهلته ليقود سفينته ونحن ورائة بكل ثقة فى مشروعه السياسى، وبرنامجة الإنتخابى، وبمشاركة كل اعضاء الحزبيين بكل فاعلية فى كل محاورة، والتشابك مع الشارع المصرى فى كل  قضاياه، فشكرا لكم على تلك الفرصة وعلى احياء الأمل فى قلوب فقدت الشغف بالعمل السياسى بسبب ضيق المجال العام، فحقا استفاد الحزبين وكل اعضائهم من تلك التجربة الحية والحقيقية، وستضيف لحالة الحراك السياسى لو استمر هذا المناخ متاح لحركتنا فى الشارع

 كل تلك الخبرة لن نستطيع ان نكتسبها عبر دروس ومحاضرات، انما عشناها واقع وكنا نحن ادواتها وسلطتها .

كانت مظلتنا معا للتغيير تحمل الصدق والبديل الآمن والسلمى، ولكننا نعترف اننا فى بداية البناء وسنستكمل الطريق من أجل وطن ناهض وجمهورية تتسع الجميع رايتها عالية خفاقة بسواعد كل أبنائها .

حفظ الله الوطن

 

 

الجمعة، مايو 20، 2022

الشيخ الشعراوى سياسيا

 

الشيخ الشعراوى أحد أبرز علماء الأمة الذين جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ) فقد كانت خواطره فى تفسير القرآن يلتف حولها الجميع ومازالوا لأسلوبه البسيط السهل وكان منهجه وسطيا بعيدا عن التشدد فرحم الله الإمام رحمه واسعة .

ولكننا اليوم سنتحدث عن الشعراوى السياسى الذى ارتبط بثورة 1919 وتغنى بزعيمها سعد باشا وكان يقول انها ثورة شعبية عظيمة وارتبط اكثر بالنحاس باشا الذى كان يلقبه بالرجل الطيب الورع داهية السياسة .

كانت دقادوس وفدية وكان شيخنا زعيما للطلبة فى معهد الزقازيق وكانت السلطات تعتبر الزقازيق مهد للثورة فكان يتخفى فى دور بائع عيش حتى يهرب من البوليس ويستطيع الوصول للطلبة بالتعليمات بضرورة استمرار المظاهرات حتى لجأ البوليس الى الذهاب الى قريتة والقبض على والده وأخية حتى يقوم بتسليم نفسه وهذا ما فعله الشيخ واستمر فى الحبس لمدة شهر وصدر قرار بفصله من الأزهر ،ولحسن حظة عاد الوفد للحكم فقام النحاس باشا بإلغاء تلك الأحكام وعاد الى دراسته .

وبرغم وفدية الشيخ إلا أنه كتب أول منشور لجماعة الإخوان عندما انتقلت من الإسماعلية الى القاهرة ،فقد كان شديد الإعجاب بحسن البنا وبشخصيتة وكان يرى فيها جماعة دينية تخدم الإسلام والمسلمين ،حتى ألقى قصيدة تمدح النحاس باشا فى ذكرى وفاة سعد باشا  قام احد أقطاب الإخوان بالصدام معه وأوضح له ان النحاس هو عدونا الأول والأوحد فهو زعيم الأغلبية وان اى سياسى او حزب اخر قادرين على دهسهم وهنا فهم الشيخ أن تلك جماعة تسعى الى الحكم فقرر عام 1938 ترك الجماعة الى الأبد .

وعندما تولى الشيخ حمروش مشيخة الأزهر ذهب الشيخ لتهنئتة فقد كان معلمه واستقبلة استقبالا حسنا وادرك من حول الامام الأكبر خطورة الشعرواى فوضعوا اسمة فى كشف البعثات وسافر الى السعودية مبعد .

ويحكى عن أول مرة قابل عبدالناصر فى السعودية بعد ان دعاه السفير المصرى هناك ليكون فى استقبال الرئيس عبدالناصر ولكن حدث بعد ذلك مالم يكن يتخيلة عندما نزل اجازة الى مصر تم القبض علية هو ومجموعة من زملائة فى البعثة بحجة انهم قرئوا الفاتحة فى مكة ضد العهد الجديد ولم يفرج عنهم الإ بعدما قدموا لهم الصحيفة التى تثبت ترحابهم بعبدالناصر فى زيارته للسعودية وصورة للشيخ وهو يجلس بين عبدالناصر وكمال الدين حسين .

وفى عام 1964 تولى المشيخة الشيخ حسن مأمون الذى اختار الشيخ الشعراوى ليكون مديرا لمكتبه ولكن الشيخ اعترض على قبول المنصب فى ظل قانون الأزهر الجديد الذى سلب الإمام كل حق له ووضع كل الصلاحيات فى يد وزير شئون الأزهر ،وظلوا بلاعمل فى المشيخة حتى طلب من الإمام شيخ الأزهر الموافقة على قانون تحديد النسل فرفض .

ويحكى الشيخ شعراوى كان الامام الاكبر لايحب كلمة اشتراكية ورددها احد الحاضرين امامة فى مكتبة فاعترض وهنا مازحه الشعراوى لقد قبلت اليوم استقالتك وهذا ما حدث فعلا فأثناء ذهاب الإمام الأكبر الى المشيخة سمع فى الراديو انه قدم استقالتة وانها قبلت .

كان الشعراوى له موقف من ثورة 1952 وكان يرى ان القرار السياسى ليس من اختصاص رجال الحرب وان رجال السياسة للسياسة ورجال الحرب للحرب دون خلط فى الأدوار . وان عبدالناصر تعجل فى قرار التأميم للقناة وان الصراع على السلطة أحد أسباب هزيمة 1967 وان صلاته ركعتى الشكر كان لحمد لله فى السراء والضراء وانه يجب الاستفادة من أخطائنا للوصول الى الصواب .

وقد عاد الشيخ من السعودية عام 63 بعد توتر العلاقات بين مصر والسعودية ،وسافر للجزائر فبعث الرئيس السادات فى احضاره ليسافر فى مهمة سرية لعودة العلاقات بين مصر والسعودية مرة اخرى ونجح فى ذلك وعادت بعثات الأزهر مرة اخرى للسعودية .

وفى حكومة ممدوح سالم تولى الشيخ وزارة الأوقاف وشئون الأزهر وقد قبل المنصب بعد إلحاح من ممدوح سالم واشتراطه علية ان يكتب مذكرة يرفعها للرئيس بها شروطة وأهمها ان يعدل قانون الأزهر الذى سلب شيخ الأزهر دوره .ويذكر الشيخ ان وعد ممدوح سلم لم يتحقق وألح علية فى الإستقالة فكان يرد ان لا احد يستقيل انما يقال واننا سنخرج قريبا معا .

وكانت اهم انجازاته معركتة مع رئيس المجلس الأعلى للشئون الاسلامية وتصفيتة وتعريته بجرائم فساده والسماح للمشايخ بتخطى درجة مدير عام والوصول الى منصب وكيل وزارة، كذلك انشائة بنك فيصل الإسلامى .ولكن خسر كل ماله فى الصرف من جيبة على الوزارة .

وكان يرى أن السادات داهية وابن بلد وان قرار الحرب وتحملة حالات التندر قبل الحرب تحسب له ، و أن قرار طرد الروس أهم من تأميم قناة السويس وانه كان بعيد النظر عندما سافر الى اسرائيل فقد أراد أن ينزع عن اسرائيل الورقة التى تلعب بها أمام العالم بأن العرب وحوش يريدون القائها فى البحر وهم دولة مسالمة لذا نجح فى اعادة الأرض بدون إراقة دماء .

وقد هوجم الشيخ من مناحم بيجن بسبب احاديثة فى التليفزيون التى زعم بيجن انها تهاجم اليهود ،كذلك اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة الأمريكية الذى طالب فى كل منصاتة الإعلامية اسكتوا هذا الرجل .

وفى عهد حكومة فؤاد محى الدين قال للرئيس السادات فى وجود سيد جلال وعثمان احمد عثمان بعد ان خلا منصب شيخ الأزهر بأنه عرض المنصب على الشيخ الشعراوى فرفض  وذهب المنصب الى الشيخ عبدالرحمن البيصار .

وعندما سأل سيد جلال الشيخ لسبب رفضة المنصب قال له انه لم يعرض علية فتوجة سيد جلال الى فؤاد محى الدين وقال له انت قلت للسادات انكم عرضتم المنصب على الشعراوى فرفض والشعراوى يؤكد انكم لم تعروضوا علية المنصب قال فؤاد فعلا لم نعرض علية المنصب فنحن لسنا فى قوة الشيخ الشعراوى لشعبيته الكاسحة .

وعندما حاول المنتفعين الايقاع بين وبين فضيلة الإمام البيصار بان الشعراوى طامع فى منصب المشيخة هنا قرر الشيخ التخلى عن لباس الأزهر الشريف وتخلى عن الجبة والقفطان ولبس الجلباب والطاقية .

وقد عارض الشيخ قانون الأحوال الشخصية ولم يصدر الا بعد خروجة من الوزارة وبدون اقرار من مجلس الشعب وقتها .

رحم الله شيخنا الجليل ورحمة الله تعالى رحمة واسعة .

العدل هو الامل

 

الحوار الوطنى الذى دعا الية السيد الرئيس ، بداية لمرحلة جديدة فى بناء الجمهورية الجديدة ، ويجب أن يستمر طوال الوقت .

فنحن كحزب العدل قد استقبلنا الدعوة بمزيد من المسؤلية،وأعطتنا الثقة بأن صوتنا المعبر عن الطبقة المتوسطة سيجد مزيد من الأفق ليصل صوتهم أكثر وأكثر .

ولهذا قمنا بإعداد ورقة بها تصوراتنا كحزب سياسى لكيفية ادارة الحوار ،ونعبر فيها عن رؤيتنا ،وما نتبناه كحزب العدل من رؤية سياسية واقتصادية واصلاح هيكلى فى الحوار الوطنى .

وهذا يعطينا مزيد من المسئولية، لأننا صوت الطبقة المتو



سطة  ويجب أن نعبر عن مطالبهم وامالهم فى تصوراتنا لمخرجات الحوار ،وسنحاول المحافظة على تلك الطبقة ،ودعمها بمزيد من الإجراءات الإقتصادية التى تدعمها .

كما طلبنا بإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى ،وهذا ما وجد له صدى بإصدار السيد الرئيس إعادة تفعيلها . فهذا الملف الشائك يجب ان ينتهى سريعا ، وضم بعض الشخصيات المعارضة شىء ايجابى ،يعطى للجنة النزاهة والشفافية فى القيام بدورها .

فالحوار شىء ايجابى ،واجتماع كل القوى السياسية على مائدة واحدة رغم اختلاف ايدلوجياتهم السياسية هو بداية الطريق لبناء سياسى حقيقى فى الجمهورية الجديدة .

ونحن نرى ان الحوار فرصة ان نخرج من جلساته بنتائج ايجابية ،نسعى الى تنفيذها .

وان الحوار يجب ان يكون دائم ومستمر لما فية صالح الوطن ،وبناء جمهوريتنا الجديدة . فقد انتهت الدولة من مرحلة الإستقرار والدخول الى مرحلة التنمية الشاملة ،وهذا ما ينمية هذا الحوار بوجود كل شركاء الوطن فى عملية التنمية .

جميعنا يعلم ما مر بالدولة المصرية من مرحلة حرب ضد الإرهاب ،وأزمة اقتصادية قدرية من انتشار وباء كورونا وحالة الإغلاق التام ،وكذلك تأثير الحرب الروسية الأوكرانية . كل تلك الأزمات فرض على مصر أعباء مالية ضخمة .

ورغم كل ذلك لم يكن هناك ازمة فى السلع الأساسية ،وعلى عكس بعض  دول العالم  رأينا هناك ازمة تصيب دول متقدمة  ويعانى مواطنيها .

ورغم ازمة التضخم العالمى استطعنا الحفاظ على سقف الأسعار ،ومنذ أيام اعلن السيد رئيس الحكومة فى مؤتمر صحفى عالمى أعلن خطة الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة الإقتصادية العالمية .

ولا شك ان هناك رضا نوعا ما على مخرجات هذا المؤتمر ،وما خرج بة من نتائج ايجابية نتمنى سرعة الدولة فى تنفيذها واقرارها

فلقد خرج المؤتمر بمجموعة من القرارات المهمة جدا فرفع نسبة مشاركة القطاع الخاص فى الاستثمارات الى 60% شىء ايجابى ونتمنى المزيد من الإجراءات لتوفير بيئة صالحة وجاذبة للإستثمار .

العمل على زيادة توطين الصناعات المصرية ،والاعلان على خطة خفض الدين العام وعجز الموازنة ،واجراءات تنشيط البورصة المصرية وطرح بعض الشركات الحكومية فى البورصة .

فبشكل عام نقدر دور الحكومة وما تقوم به ورغم ذلك نطمح فى مزيد من الإجراءات التى تدعم المواطنيين وتشجع الاستثمار وان أمامنا فرصة سانحة للإعتماد على المنتج المصرى وزيادة جودتة ورفع كفائتة للتقليل من الواردات وزيادة صادرتنا المستقبلية .

وكتب الله الخير لوطننا وان شاء الله الى المستقبل نسير بكل ثقة .

 

 

 

 

 

ارثنا هو تاريخنا

 

 

 

وطن بدون حضارة هو وطن بدون تاريخ .

والحضارة تمر بثلاث مراحل النشوء والنضج والصغف  

ولكن الحضارة الإسلامية كتب لها الإستمرارية لما تملكة من مقومات راسخة وعوامل الإستقرار.

فقد وصلت تعاليم الإسلام إلى جزء كبير من العالم .

ويشكل عدد المسلمين حول العالم اكثر من مليار نسمة .

فقد كانت تعليم الإسلام تضمن سلامة المجتمع البشرى من الضعف والتفكك وتضمن سعادتة فى الدنيا والأخرة فخضعت لهم الدنيا وتوسعت دولتهم .

و شكلوا أكبر وأقوى دولة عرفتها القرون الوسطى.

فأقام المسلمون حضارتهم على الإسلام وتعاليمه وهم بذلك يؤسسون حضارة قوية ومجتمع متماسك ومترابط.

ولان حضارتهم فريدة وتمزج بين ماهو مادى وما هو حسى فدمجت بين العقل والروح فوصلت الى مرحلة النضوج .

وبما ان الإنسان اساس الحضارة فقد اهتم الإسلام ببناء الإنسان نفسيا وعقليا وجسديا وسلوكيا .

وحث الإسلام على طلب العلم  واعتبره فريضة وجعل العلماء ورثة الأنبياء فكانت نهضتهم .

وبما الحضارة القديمة كانت اليونانية والفارسية والسريانية والهندية فقد انصهروا فى تلك الحضارات .

ليحصلوا على أفضل ما فيها ليكونوا حضارتهم ووفق تعاليم دينهم الإسلامى .

فقد حفزت المسلمين إلى الإفادة مما اطَلعوا عليه من علومهم المختلفة .

 ولم يلبث المسلمون أن انطلقوا إلى عالم الإبداع في كل الفنون والعلوم ونجحوا في إقامة حضارة أصبحت الأعظم خلال عشرة قرون .

  وهكذا أصبح المسلمون قادة الحضارة الحقيقيين المستوعبين لحضارات الماضي والقادرين على نقدها ومعالجة سلبياتها وتقديم خلاصتها الإيجابية للعالم.

 وفي الوقت نفسه أصبحوا المبدعين في كل العلوم تتلمذ أوروبا وغيرها عليهم وتجلس تحت أقدامهم.

كما تأثر فلاسفة وعلماء أوروبا بهذا التطور الحضاري الذي وجدوه في علوم المسلمين كافة وأعتمدوا الكتب الإسلامية مراجع لدراساتهم وعلومهم .

والدين الإسلامى بتعاليمة وقيمة  هو الأساس لقيام الحضارة وإعمار الأرض فظهر أثرُ ذلك في الأقوال والأعمال والأفعال .

وبما ان الإسلام رفض كل اشكال التعصب والعنصرية والقومية فقد شكل أمة واحدة مختلفة الأعراق والقوميات واللهجات ولكن أمة واحدة منصهرة بكل حب وتفان لبناء حضارتهم ورفع كلمة  التوحيد .

وقد كان العدل هو أساس الحكم بين الجميع حتى مع اختلاف ديانتهم فلم يدرك غير المسلم انه غريب او منبوذ .

وقد احترموا عادات وتقاليد البلدان التى فتحوها ما لم تخالف تعاليم الإسلام .

لم يكرهوه احد على الإسلام وكانت حكوماتهم بها غير المسلمين من اليهود والنصارى .

وسوف نبحر سريعا لفترات تشكيل الحضارة ومراحلها :-

فقد أرسى الرسول صلّى الله عليه وسلّم معالم الدولة وآخى بين المهاجرين والأنصار

وعقد الصلح بين الأوس والخزرج ووحد القلوب وشرع فى بناء الدولة .

 وقام بناء المساجد ووضع دستور الدولة من خلال صحيفة المدينة كل هذه الأعمال ساهمت في نشوء الحضارة الإسلاميّة .
 ثم كانت فترة حكم الخلفاء الراشدين وقد ساهمت الفتوحات الإسلاميّة فى توسيع رقعة الدولة الإسلامية .

و تم بناء العديد من المُدن مثل الكوفة والفسطاط وغيرهما

وكان بناء أول أسطول بحري في عهد عثمان بن عفان وقاتل الروم وانتصر عليهم وعلى أسطولهم البالغ من العمر أكثر من ألف سنة.

 الأمر الذي أدى إلى ازدهار الحضارة الإسلاميّة أكثر وأكثر

وقد استمرّ حكم الخلفاء الراشدين ما يقارب 30 سنة وقد كانت لتلك الفترة إسهام كبير في الحضارة الإسلامية وتوسيع رقعة دولتهم وانتصروا فيها على الفرس والروم .

 ثم كانت الدولة الأموية  وقد ساهم خلفائها فى ازدهار الحضارة الإسلاميّة نتيجة اهتمامهم  بالعلوم والأدب وبناء المدن والفتوحات وبداية حركة الترجمة والنقل لعلوم البلدان الأخرى.

 وازدهر علم النحو والشعر والأدب وتدوين الحديث وكان من أشهر من دون الحديث مالك بن أنس و محمد بن مسلم وغيرهم.

ثم كانت  للدولة العباسية دور في ازدهار العمارة الإسلامية وبناء المدن مثل بغداد و سامراء و ازدهر في تلك الفترة الأدب والشعر على وجه الخصوص وكان من أبرز شعراء العصر العباسيّ أبو الطيب المتنبي و أبو العتاهية و أبو نواس وقد ساهم هؤلاء الشعراء في ازدهار الحضارة الإسلامية.

وقد كان في زمن الدولة العباسية العديد من الدول المستقلة عن الحكم العباسي

 وقد ساهمت هذه الدول في ازدهار الحضارة الإسلاميّة في العمارة والأدب والفنون بأنواعها.

ومن هذه الدول( الدولة السلجوقية و الدولة الفاطمية و الدولة الأيوبية و الدولة المملوكية وغيرهم كل هذه الدول ساهمت في تكوين الحضارة الإسلاميّة فقد ازدهرت بالإسلام أولًا من ثم بالعلوم والأدب وتركوا ارث شاهد علي تاريخهم حتى الأن .
 ولا نغفل عهد الدولة الأموية في الأندلس التي ازدهر  فيها الأدب والشعر الأندلسي وكان من أشهر شعراء هذا العصر. ابن زيدون و ابن رشيق القيرواني وغيرهم.

 وكما ازدهرت العمارة أيضا في الاندلس و بقيت خطوطها  حتى الآن تخبر بمرور إسلامي من قصر الحمراء إلى قصر الزهراء وهذا ساهم في ازدهار الحضارة الإسلامية .

وكان منهم الأطباء والعلماء مثل الخوارزمي وابن الهيثم والرازي وغيرهم.
و في العمارة  عموما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا كثيرة جدًا تحكي عن تميز العمارة الإسلامية وفنونها مثل إسطنبول وما فيها من مساجد ومبانى.

 وفي شرق آسيا في بخارى وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وأيضًا قندهار وغزنة وبوزجان

 ومدن أخرى في أوروبا مثل طليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفو

 وفي بلاد فارس مثل أصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها الكثير من المدن الإسلامية

وحقا كانت الحضارة الإسلامية تنير الطريق وتبدد ظلمات الجهل وتنير للبشرية طريقها .

فقد كانت تعاليم الإسلام تضمن سلامة المجتمع البشرى من الضعف والتفكك وتضمن سعادتة فى الدنيا والأخرة فخضعت لهم الدنيا وتوسعت دولتهم .

وكان من اسباب انهيار الحضارة التفرقة والحقد والتنازع والتمزق السياسى  وحلت محل الدولة ممالك عديدة واندلاع الحروب فيما بينهم.

 ولنا فى الحرب بين السلاجقة والفاطميين والعباسيين مثال ادت الى ان  نصل الى مرحلة الضعف وفشلنا فى الحفاظ على حضارتنا .

 ولكن الحضارة الاسلامية لم تختفى وتنهار بل كتب لها الاستمرار لانها راسخة رغم عوامل الفرقة

وقد تركت لنا أثار باقية حتى الان شاهدة على شموخها سواء فى العمارة او كافة العلوم .

وتمتد الدولة الإسلامية فى رقعة كبيرة من الأرض ويدين بدين الإسلام اكثر من مليار نسمة .

من يتحدث باسمهم

 

أعلنت الوطنية للتدريب توجية الدعوات الى الحوار الوطنى ،استجابة لدعوة السيد الرئيس عندما أعلن فى حفل افطار الأسرة المصرة عن اطلاق حوار وطنى مع كل أطياف المجتمع ،وذلك تدشينا لجمهوريتنا الجديدة التى تقبل الجميع .

وبعيدا عن أصحاب الكرفتات الذين يحضرون ويتحدثون بإسمى واسم الشعب كلة ،هل أدركوا ماذا يريد المواطن البسيط ؟

فهناك مواطن يعانى قسوة الحياة ،ويسعى بكل جهد ليوفر عيشا كريمة لأسرتة ،تطحنة الدروس الخصوصية ،وقلة الرعاية الصحية ،والمواصلات ، والإيجار ، وفاتورة الكهرباء ،والغاز  ونار الأسعار ، والفساد ،برغم ماتنجزه الدولة من خدمات إلا أنة مازال يعانى .

هل يفكر وينشغل هذا المواطن بنظرية التضخم ،ونتائج الحرب الروسية الأوكرانية ،وازمة الدولار والقمح ووباء كوفيد  على اقتصاد الدولة المصرية؟

هل ينشغل هذا المواطن بضرورة تعديل الدستور وفتح مناخ سياسى للأحزاب وحقوق الإنسان والحريات ؟

هل يعرف ان مصر تستضيف مؤتمر المناخ فى نوفمبر من هذا العام وأهمية هذا المؤتمر وكيف نستعد له ؟

هل جرب أحدهم أن يركب أتوبيس نقل عام  فى تحركاتة ،او ان يعيش فى منطقة شعبية تعانى قلة الخدمات ؟

هل سمع من اصحاب الحرف وسائقى الأجرة والعمالة اليومية ؟

هل سمع شباب أنهى تعليمة ومازال يبحث عن وظيفة ؟


هذا المواطن وهم غالبية الشعب يريد وظيفة يعيش منها وتعليم جيد ونظام صحى يحمية ومكان أمن يعيش فية ،لايريد سوى السلام مع نفسة ومع الأخرين ولن يفكر فى أى شىء اخر ،قد يشغلة تفكيرة فى مباريات المنتخب او خلافات الأهلى مع الزمالك ويتغزل بمحمد صلاح ويتابع مواقع النميمة ،انما أن يتكلم فى السياسة العامة للدولة وخطط التنمية وعلاج التعليم وتجديد الخطاب الدينى فكل تلك الأمور هو تركها لأربابها ولكن علينا ان ننصت له ونسمع منه فهو قوة بشرية وشريك حقيقى فى المجتمع .

لكن حسب فهم هذا المواطن أن الحكومة مسئولة عنة مسئولية كاملة هى من يجب ان توفر لة الوظيفة والرعاية الصحية والمجمعية والثقافية والتعليمية هى كل شىء ونسى أهم شىء انة شريك فى هذا الوطن وعضو فعال فى البناء وتنمية ونهضة وطنة وحمايتة،ويجب ان يكون شخص ايجابى فعال

لكن هل مطلوب منة ان يكون عالم زرة او خبير إقتصادى او محلل سياسى هو ترك ذلك لأهل الخبرة هوفقد يريد ان يعيش حياة كريمة ولا ننسى أنه خرج فى 25 يناير لأنة حلم بحياة كريمة ،وخرج فى 30  يونيو لأنة أراد ان يستعيد وطنة وهويتة من جماعة خانت الوطن .

أيها السادة لم نعد نعيش فى جزر منعزلة ،فالعالم أصبح أصغر مما يتخيل البعض ما يحدث فى الصين تتأثر بة مصر .

نريد أن نعمل ونعمل وننتج ونرتقى بوطننا .

 نريد أن نسمع بعضنا البعض ،نبحث عن نقط اتفاق لا إختلاف ،نختلف برقى ،وأبدا لا ننسى أن هناك أصوات لا يسمع لها صوت حتى وإن كان هناك من يدعى انه يمثلهم يجب الإنصات لهم  .

 

 

 

 

رأيى الشخصى فى الحوار الوطنى

 

لا شك أن الحوار شىء ايجابى ،نتفق ونختلف لكن فى النهاية نستطيع أن نخرج بنقاط اتفاق تساهم فى دفع عجلة الوطن للأمام .


لكن وجه نظرى الشخصية ينبغى ان يكون الحوار من القاعدة الى قمة الهرم .

علينا أن نستعرض خريطة الوطن ،بشكل شامل ونظرة اوسع ،فكل فئات الشعب شركاء فى وطنهم لا استثناء لأحد ،طبقا للدستور الكل سواء أمام القانون وكلا له حقوق وعلية واجبات .

وما يهم الفلاح فى الحوار عكس ما يهم المهندسين والمحامين والسياسيين ،كذلك إختلاف درجات الوعى بكل قضايا الوطن بين أبناء الشعب ،فلو وضعت نفسى مكان أحد أهالينا من الفلاحيين وبحثت عن اهم ما يفكر فية ،ستكون أمور خاصة به وليست أمور عامة ،مثل مشلكة التقاوى والتسويق للمحاصيل وأسعارها وتوافر المبيدات ونقص الخدمات والتى تقوم الحكومة حاليا بتحقيها من خلال حياة كريمة و توفير مدارس كافية ووحدات صحية واجتماعية ومراكز حكومية خدمية ومراكز شباب وصرف صحى ومياة وكهرباء .

ولأننى أمثل الفلاحيين وكنت أقطن فى قرية مصرية كنت دائما أعاتب على الدولة  غض طرفها عنا مشاكلنا ،بل كنت أتسال هل تعلم ان هنا مصريين يعيشون بدون اى خدمات بغير اعتراض وراضون قانعون برغم سوء الأوضاع ؟

وكلنا نعرف مثلا ان الصعيد ظل لسنوات تحت الإهمال الشديد وقصور كامل فى كافة الخدمات وكانت نتائجة هجرة داخلية الى المدن وما تسببه من أثار ،حتى ادركت الدولة فى ظل الجمهورية الجديدة ضرورة النظر الى الطرف الغائب لعقود ، واولتة العناية ودبت الحياة واقيمت مدن جديدة وصناعات جاذبة وحياة أدركها اهالينا فى الصعيد تتغير للأفضل .

كما ان هناك نقابات كثيرة المفروض ان تعبر عن أصحابها مثل نقابة المحاميين والمهندسين والمعلميين والأطباء وغيرهم من النقابات والاتحادات ،فعلى تلك النقابات ان لا تخرج عن نطاق ما يخصهم وما يطور أدائهم ويحسن أدائهم ورعايتهم .

ولا ننسى أن هناك فئات أخرى لا تنتمى الى أى نقابة أو اتحاد عليهم أن يبحثوا عن كيفية انشاء كيان حقيقى يعبر عنهم وعن تطلعاتهم .

سيعتب عليا البعض فيما أقول ،وان من حق الجميع ان يشارك فى الحكم وان يكون له راى فى مصير وطنة .

لا انكر ذلك لكن لا تسير الأمور مشاعا ،فأنا لست رجل اقتصاد لأرسم السياسة الإقتصادية للدولة ،ولا طبيب لأعالج المرضى ولا مهندس لأخطط لبناء المدن ولا رجل سياسة يضع السياسة العامة لها ،علينا ان نضع كل أمر فى قدرة حتى نستطيع ان نخرج من هذا الحوار بأوجة القصور وطرق العلاج حتى تتعافى مصرنا الحبيبة وننهض بها الى رقى وتقدم .

ستقول لى أن من بين كل الفئات السابقة منضم للأحزاب السياسية ويمارس عمل سياسى بجانب عملة الحقيقى ،وانا اقول لك أن هذا هو عين الصواب أن لا يخلط الأمرين بعضهما البعض فلو هو طبيب علية أن يناقش ما يخص المهنة داخل النقابة وبين اروقة جدرانها ومع أرباب تلك المهنة ،ولا تدخل السياسية الا اذا احتاج الى تشريع يضبط له ما يسعى الية ،وبذلك يكون قد نجح فى عرض مشكلتة وسعى الى حلها عند من يملك الحل .فكلنا ندور فى دائرة واحدة نتكامل ببعضنا البعض .

فلو كنت مريضا ستذهب الى الطبيب ،ولو أردت أن أعرف معاناه الفلاحين وانا رجل سياسى سأحاور الفلاحين وأنزل اليهم أو تقوم نقابتهم بعرض مشاكلهم لسعى الدولة الى حلها ،وتتبنى الأحزاب السياسية تلك المشاكل لانها تعبر عن جموع المواطنيين وداخل أروقتها لجان نوعية مختلفة تهتم بعرض كل تلك القضايا وتسعى الى بلورتها خلال اجراءات وتشريع يرفع العبأ عن كاهل المتضرر.

لذا علينا ان نرفع واقع حقيقى لأحوالنا ،ومن حسن حظنا أن الحوار سيكون فى كل المحافظات ،وبالتالى ينبغى أن يتم تدريجة على خريطة التقسيم الإدارى للدولة .

هناك قرى وعزب وكفور ونجوع ووحدة محلية تجمعهم ، ومراكز  تجمع تلك الوحدات المحلية ،وأحياء ومدن ومحافظة يندرجوا تحتها .

فقاعدة الهرم ستبدأ من القرى والكفور والنجوع ومشاكلهم بالضرورة ليست مثل المدن والأحياء . كما تختلف الانشطة الإقتصادية بإختلاف الواقع الراهن داخل كل منطقة .وحتى الزراعية كذلك فهناك قرى كاملة تشتهر بزراعات مختلفة عن غيرها من القرى .

وأنا أطالب ان يجتمع أبناء كل قرية لكتابة تقرير كامل عن تصورهم لنهضة قريتهم اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا ويرفعوا واقع حقيقى سواءء لمشاكلهم واقتراح حلول نهضويةلها ، والحصر يبدا من اول عدد من يقطنون داخل حزام القرية ومساحتها وعدد المدارس والخدمات بها وحالة الكهرباء والصرف الصحى والمياة النظيفة والطرق وخلافة ،وما يطمحون الية من تغيير ويرفع الى الوحدة المحلية بعد تجميع ملفات كل القرى التابعة لها ،ثم يتم مناقشته بعد الاطلاع علية ودراستة داخل المركز الخاص بتلك الوحدات المحلية ،ونعرضة داخل اروقة المحافظة بعد وضع الألويات ،كما أتمنى ان تكون كل محافظة مستقلة ،تسعى لزيادة مخصصاتها وأنشطتها الاقتصادية المختلفة وتحسين ظروف قاطنيها وتدخل فى تحالفات واتفاقيات مع محافظات اخرى لتدعيم اقتصادها وتحسين ظروف مواطنيها.

وما يتم فى القرى يكون فى الأحياء والمدن حتى يصل الى المحافظة علينا برفع واقع حقيقى لخريطة مصر .

ونقترح من خلال مناقشاتنا وحوارتنا المختلفة لتغير هذا الواقع الى الأفضل ،وأن نتفق على أولويات هذا التغيير حسب التمويل وكيفية المساعدة فية ووضع خطط زمنية لإنجازه .

ونخرج من هذا الحوار بحصر نقاط القوة والضعف وكيفية العلاج .

يقول البعض ان الحوار سياسى اقتصادى هيكلى رسمت الجهة المعنية أسس الحوار ومحاورة ،فكيف تطلب ما ذكرتة

ان كنا نبحت عن زيادة الوعى وبناء الإنسان لا بد ان تتعدل محاور هذا الحوار .

فمثلا هناك قرى تشتهر بزراعة النباتات العطرية ونقوم بتصديرها كمواد خام ماذا لو اقترحنا على الجكومةوالقطاع الخاص اقامة مصنع للتصنيع داخل مصر .

دمياط تشتهر بصناعة الأثاث لو بحثنا عن معوقات تلك الصناعة ورفعنا درجة الجودة واقمنا المعارض الدائمة لها والحد من الاستيراد فقد شجعنا تلك الصناعة والتى تكون عامل مهم من عوامل جذب العملة الصعبة .فلقد زرت فى تركيا مدينة البورصة وهى مدينة متكاملة لصناعة الاثاث وأقاموا مول كبير لعرض منتجات تلك المصانع ومعارض دائمة وهذا شىء مبهر .كذلك مدينة الشيخ غازى فى صناعة الأدوات الكهربائية حى كامل عبارة عن معارض دائمة ومصانع لكل ما يخص الإضاءة  .

إن أردنا توطين الصناعة المصرية فالفرصة سانحة فى تلك الظروف القاسية التى يمر بها العالم وان نبحث عن دخول صناعات جديدة وجذب استثمارات والعمل على تطوير صناعتنا .وبالامس القريب شرفت بحضور حفل توقيع عقد شراكة مع شركة هانز جروهى العالمية مع شركة مصرية فكم من فرص عمل سيوفرها هذا العقد بخلاف توفير منتج يصنع فى مصر واستهداف تصدير يعود بالنفع على الوطن .

يجب ان نخرج ونحن على دراية كاملة بكل مواطن المرض والسعى على علاجها .

ولقد تابعت المؤتمر الإقتصادى الذى عرض فية السيد رئيس الوزراء كيفية تاعمل الدولة مع الأزمة الإقتصادية العالمية ،وما خرج عن المؤتمر من قرارات لاستقرار الدولة وتشجيع الاستثمار وازالة المعوقات وبحث تشريعات تذلل تلك المعوقات .

ويجب على الجميع ان يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ،ولا يبحث عن مجد شخصى ،أو تصفية حسابات مع احد ،الوطن أهم لأننا جميعا نعيش على أرضه وتظلنا سمائه

حفظ الله مصر وشعبها وحقق نهضتعها ورفعتها على ايد أبنائها .

عبدالغنى الحايس

مواطن مصرى