الجمعة، مايو 20، 2022

ارثنا هو تاريخنا

 

 

 

وطن بدون حضارة هو وطن بدون تاريخ .

والحضارة تمر بثلاث مراحل النشوء والنضج والصغف  

ولكن الحضارة الإسلامية كتب لها الإستمرارية لما تملكة من مقومات راسخة وعوامل الإستقرار.

فقد وصلت تعاليم الإسلام إلى جزء كبير من العالم .

ويشكل عدد المسلمين حول العالم اكثر من مليار نسمة .

فقد كانت تعليم الإسلام تضمن سلامة المجتمع البشرى من الضعف والتفكك وتضمن سعادتة فى الدنيا والأخرة فخضعت لهم الدنيا وتوسعت دولتهم .

و شكلوا أكبر وأقوى دولة عرفتها القرون الوسطى.

فأقام المسلمون حضارتهم على الإسلام وتعاليمه وهم بذلك يؤسسون حضارة قوية ومجتمع متماسك ومترابط.

ولان حضارتهم فريدة وتمزج بين ماهو مادى وما هو حسى فدمجت بين العقل والروح فوصلت الى مرحلة النضوج .

وبما ان الإنسان اساس الحضارة فقد اهتم الإسلام ببناء الإنسان نفسيا وعقليا وجسديا وسلوكيا .

وحث الإسلام على طلب العلم  واعتبره فريضة وجعل العلماء ورثة الأنبياء فكانت نهضتهم .

وبما الحضارة القديمة كانت اليونانية والفارسية والسريانية والهندية فقد انصهروا فى تلك الحضارات .

ليحصلوا على أفضل ما فيها ليكونوا حضارتهم ووفق تعاليم دينهم الإسلامى .

فقد حفزت المسلمين إلى الإفادة مما اطَلعوا عليه من علومهم المختلفة .

 ولم يلبث المسلمون أن انطلقوا إلى عالم الإبداع في كل الفنون والعلوم ونجحوا في إقامة حضارة أصبحت الأعظم خلال عشرة قرون .

  وهكذا أصبح المسلمون قادة الحضارة الحقيقيين المستوعبين لحضارات الماضي والقادرين على نقدها ومعالجة سلبياتها وتقديم خلاصتها الإيجابية للعالم.

 وفي الوقت نفسه أصبحوا المبدعين في كل العلوم تتلمذ أوروبا وغيرها عليهم وتجلس تحت أقدامهم.

كما تأثر فلاسفة وعلماء أوروبا بهذا التطور الحضاري الذي وجدوه في علوم المسلمين كافة وأعتمدوا الكتب الإسلامية مراجع لدراساتهم وعلومهم .

والدين الإسلامى بتعاليمة وقيمة  هو الأساس لقيام الحضارة وإعمار الأرض فظهر أثرُ ذلك في الأقوال والأعمال والأفعال .

وبما ان الإسلام رفض كل اشكال التعصب والعنصرية والقومية فقد شكل أمة واحدة مختلفة الأعراق والقوميات واللهجات ولكن أمة واحدة منصهرة بكل حب وتفان لبناء حضارتهم ورفع كلمة  التوحيد .

وقد كان العدل هو أساس الحكم بين الجميع حتى مع اختلاف ديانتهم فلم يدرك غير المسلم انه غريب او منبوذ .

وقد احترموا عادات وتقاليد البلدان التى فتحوها ما لم تخالف تعاليم الإسلام .

لم يكرهوه احد على الإسلام وكانت حكوماتهم بها غير المسلمين من اليهود والنصارى .

وسوف نبحر سريعا لفترات تشكيل الحضارة ومراحلها :-

فقد أرسى الرسول صلّى الله عليه وسلّم معالم الدولة وآخى بين المهاجرين والأنصار

وعقد الصلح بين الأوس والخزرج ووحد القلوب وشرع فى بناء الدولة .

 وقام بناء المساجد ووضع دستور الدولة من خلال صحيفة المدينة كل هذه الأعمال ساهمت في نشوء الحضارة الإسلاميّة .
 ثم كانت فترة حكم الخلفاء الراشدين وقد ساهمت الفتوحات الإسلاميّة فى توسيع رقعة الدولة الإسلامية .

و تم بناء العديد من المُدن مثل الكوفة والفسطاط وغيرهما

وكان بناء أول أسطول بحري في عهد عثمان بن عفان وقاتل الروم وانتصر عليهم وعلى أسطولهم البالغ من العمر أكثر من ألف سنة.

 الأمر الذي أدى إلى ازدهار الحضارة الإسلاميّة أكثر وأكثر

وقد استمرّ حكم الخلفاء الراشدين ما يقارب 30 سنة وقد كانت لتلك الفترة إسهام كبير في الحضارة الإسلامية وتوسيع رقعة دولتهم وانتصروا فيها على الفرس والروم .

 ثم كانت الدولة الأموية  وقد ساهم خلفائها فى ازدهار الحضارة الإسلاميّة نتيجة اهتمامهم  بالعلوم والأدب وبناء المدن والفتوحات وبداية حركة الترجمة والنقل لعلوم البلدان الأخرى.

 وازدهر علم النحو والشعر والأدب وتدوين الحديث وكان من أشهر من دون الحديث مالك بن أنس و محمد بن مسلم وغيرهم.

ثم كانت  للدولة العباسية دور في ازدهار العمارة الإسلامية وبناء المدن مثل بغداد و سامراء و ازدهر في تلك الفترة الأدب والشعر على وجه الخصوص وكان من أبرز شعراء العصر العباسيّ أبو الطيب المتنبي و أبو العتاهية و أبو نواس وقد ساهم هؤلاء الشعراء في ازدهار الحضارة الإسلامية.

وقد كان في زمن الدولة العباسية العديد من الدول المستقلة عن الحكم العباسي

 وقد ساهمت هذه الدول في ازدهار الحضارة الإسلاميّة في العمارة والأدب والفنون بأنواعها.

ومن هذه الدول( الدولة السلجوقية و الدولة الفاطمية و الدولة الأيوبية و الدولة المملوكية وغيرهم كل هذه الدول ساهمت في تكوين الحضارة الإسلاميّة فقد ازدهرت بالإسلام أولًا من ثم بالعلوم والأدب وتركوا ارث شاهد علي تاريخهم حتى الأن .
 ولا نغفل عهد الدولة الأموية في الأندلس التي ازدهر  فيها الأدب والشعر الأندلسي وكان من أشهر شعراء هذا العصر. ابن زيدون و ابن رشيق القيرواني وغيرهم.

 وكما ازدهرت العمارة أيضا في الاندلس و بقيت خطوطها  حتى الآن تخبر بمرور إسلامي من قصر الحمراء إلى قصر الزهراء وهذا ساهم في ازدهار الحضارة الإسلامية .

وكان منهم الأطباء والعلماء مثل الخوارزمي وابن الهيثم والرازي وغيرهم.
و في العمارة  عموما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا كثيرة جدًا تحكي عن تميز العمارة الإسلامية وفنونها مثل إسطنبول وما فيها من مساجد ومبانى.

 وفي شرق آسيا في بخارى وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وأيضًا قندهار وغزنة وبوزجان

 ومدن أخرى في أوروبا مثل طليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفو

 وفي بلاد فارس مثل أصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها الكثير من المدن الإسلامية

وحقا كانت الحضارة الإسلامية تنير الطريق وتبدد ظلمات الجهل وتنير للبشرية طريقها .

فقد كانت تعاليم الإسلام تضمن سلامة المجتمع البشرى من الضعف والتفكك وتضمن سعادتة فى الدنيا والأخرة فخضعت لهم الدنيا وتوسعت دولتهم .

وكان من اسباب انهيار الحضارة التفرقة والحقد والتنازع والتمزق السياسى  وحلت محل الدولة ممالك عديدة واندلاع الحروب فيما بينهم.

 ولنا فى الحرب بين السلاجقة والفاطميين والعباسيين مثال ادت الى ان  نصل الى مرحلة الضعف وفشلنا فى الحفاظ على حضارتنا .

 ولكن الحضارة الاسلامية لم تختفى وتنهار بل كتب لها الاستمرار لانها راسخة رغم عوامل الفرقة

وقد تركت لنا أثار باقية حتى الان شاهدة على شموخها سواء فى العمارة او كافة العلوم .

وتمتد الدولة الإسلامية فى رقعة كبيرة من الأرض ويدين بدين الإسلام اكثر من مليار نسمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق