الجمعة، مايو 20، 2022

الشيخ الشعراوى سياسيا

 

الشيخ الشعراوى أحد أبرز علماء الأمة الذين جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ) فقد كانت خواطره فى تفسير القرآن يلتف حولها الجميع ومازالوا لأسلوبه البسيط السهل وكان منهجه وسطيا بعيدا عن التشدد فرحم الله الإمام رحمه واسعة .

ولكننا اليوم سنتحدث عن الشعراوى السياسى الذى ارتبط بثورة 1919 وتغنى بزعيمها سعد باشا وكان يقول انها ثورة شعبية عظيمة وارتبط اكثر بالنحاس باشا الذى كان يلقبه بالرجل الطيب الورع داهية السياسة .

كانت دقادوس وفدية وكان شيخنا زعيما للطلبة فى معهد الزقازيق وكانت السلطات تعتبر الزقازيق مهد للثورة فكان يتخفى فى دور بائع عيش حتى يهرب من البوليس ويستطيع الوصول للطلبة بالتعليمات بضرورة استمرار المظاهرات حتى لجأ البوليس الى الذهاب الى قريتة والقبض على والده وأخية حتى يقوم بتسليم نفسه وهذا ما فعله الشيخ واستمر فى الحبس لمدة شهر وصدر قرار بفصله من الأزهر ،ولحسن حظة عاد الوفد للحكم فقام النحاس باشا بإلغاء تلك الأحكام وعاد الى دراسته .

وبرغم وفدية الشيخ إلا أنه كتب أول منشور لجماعة الإخوان عندما انتقلت من الإسماعلية الى القاهرة ،فقد كان شديد الإعجاب بحسن البنا وبشخصيتة وكان يرى فيها جماعة دينية تخدم الإسلام والمسلمين ،حتى ألقى قصيدة تمدح النحاس باشا فى ذكرى وفاة سعد باشا  قام احد أقطاب الإخوان بالصدام معه وأوضح له ان النحاس هو عدونا الأول والأوحد فهو زعيم الأغلبية وان اى سياسى او حزب اخر قادرين على دهسهم وهنا فهم الشيخ أن تلك جماعة تسعى الى الحكم فقرر عام 1938 ترك الجماعة الى الأبد .

وعندما تولى الشيخ حمروش مشيخة الأزهر ذهب الشيخ لتهنئتة فقد كان معلمه واستقبلة استقبالا حسنا وادرك من حول الامام الأكبر خطورة الشعرواى فوضعوا اسمة فى كشف البعثات وسافر الى السعودية مبعد .

ويحكى عن أول مرة قابل عبدالناصر فى السعودية بعد ان دعاه السفير المصرى هناك ليكون فى استقبال الرئيس عبدالناصر ولكن حدث بعد ذلك مالم يكن يتخيلة عندما نزل اجازة الى مصر تم القبض علية هو ومجموعة من زملائة فى البعثة بحجة انهم قرئوا الفاتحة فى مكة ضد العهد الجديد ولم يفرج عنهم الإ بعدما قدموا لهم الصحيفة التى تثبت ترحابهم بعبدالناصر فى زيارته للسعودية وصورة للشيخ وهو يجلس بين عبدالناصر وكمال الدين حسين .

وفى عام 1964 تولى المشيخة الشيخ حسن مأمون الذى اختار الشيخ الشعراوى ليكون مديرا لمكتبه ولكن الشيخ اعترض على قبول المنصب فى ظل قانون الأزهر الجديد الذى سلب الإمام كل حق له ووضع كل الصلاحيات فى يد وزير شئون الأزهر ،وظلوا بلاعمل فى المشيخة حتى طلب من الإمام شيخ الأزهر الموافقة على قانون تحديد النسل فرفض .

ويحكى الشيخ شعراوى كان الامام الاكبر لايحب كلمة اشتراكية ورددها احد الحاضرين امامة فى مكتبة فاعترض وهنا مازحه الشعراوى لقد قبلت اليوم استقالتك وهذا ما حدث فعلا فأثناء ذهاب الإمام الأكبر الى المشيخة سمع فى الراديو انه قدم استقالتة وانها قبلت .

كان الشعراوى له موقف من ثورة 1952 وكان يرى ان القرار السياسى ليس من اختصاص رجال الحرب وان رجال السياسة للسياسة ورجال الحرب للحرب دون خلط فى الأدوار . وان عبدالناصر تعجل فى قرار التأميم للقناة وان الصراع على السلطة أحد أسباب هزيمة 1967 وان صلاته ركعتى الشكر كان لحمد لله فى السراء والضراء وانه يجب الاستفادة من أخطائنا للوصول الى الصواب .

وقد عاد الشيخ من السعودية عام 63 بعد توتر العلاقات بين مصر والسعودية ،وسافر للجزائر فبعث الرئيس السادات فى احضاره ليسافر فى مهمة سرية لعودة العلاقات بين مصر والسعودية مرة اخرى ونجح فى ذلك وعادت بعثات الأزهر مرة اخرى للسعودية .

وفى حكومة ممدوح سالم تولى الشيخ وزارة الأوقاف وشئون الأزهر وقد قبل المنصب بعد إلحاح من ممدوح سالم واشتراطه علية ان يكتب مذكرة يرفعها للرئيس بها شروطة وأهمها ان يعدل قانون الأزهر الذى سلب شيخ الأزهر دوره .ويذكر الشيخ ان وعد ممدوح سلم لم يتحقق وألح علية فى الإستقالة فكان يرد ان لا احد يستقيل انما يقال واننا سنخرج قريبا معا .

وكانت اهم انجازاته معركتة مع رئيس المجلس الأعلى للشئون الاسلامية وتصفيتة وتعريته بجرائم فساده والسماح للمشايخ بتخطى درجة مدير عام والوصول الى منصب وكيل وزارة، كذلك انشائة بنك فيصل الإسلامى .ولكن خسر كل ماله فى الصرف من جيبة على الوزارة .

وكان يرى أن السادات داهية وابن بلد وان قرار الحرب وتحملة حالات التندر قبل الحرب تحسب له ، و أن قرار طرد الروس أهم من تأميم قناة السويس وانه كان بعيد النظر عندما سافر الى اسرائيل فقد أراد أن ينزع عن اسرائيل الورقة التى تلعب بها أمام العالم بأن العرب وحوش يريدون القائها فى البحر وهم دولة مسالمة لذا نجح فى اعادة الأرض بدون إراقة دماء .

وقد هوجم الشيخ من مناحم بيجن بسبب احاديثة فى التليفزيون التى زعم بيجن انها تهاجم اليهود ،كذلك اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة الأمريكية الذى طالب فى كل منصاتة الإعلامية اسكتوا هذا الرجل .

وفى عهد حكومة فؤاد محى الدين قال للرئيس السادات فى وجود سيد جلال وعثمان احمد عثمان بعد ان خلا منصب شيخ الأزهر بأنه عرض المنصب على الشيخ الشعراوى فرفض  وذهب المنصب الى الشيخ عبدالرحمن البيصار .

وعندما سأل سيد جلال الشيخ لسبب رفضة المنصب قال له انه لم يعرض علية فتوجة سيد جلال الى فؤاد محى الدين وقال له انت قلت للسادات انكم عرضتم المنصب على الشعراوى فرفض والشعراوى يؤكد انكم لم تعروضوا علية المنصب قال فؤاد فعلا لم نعرض علية المنصب فنحن لسنا فى قوة الشيخ الشعراوى لشعبيته الكاسحة .

وعندما حاول المنتفعين الايقاع بين وبين فضيلة الإمام البيصار بان الشعراوى طامع فى منصب المشيخة هنا قرر الشيخ التخلى عن لباس الأزهر الشريف وتخلى عن الجبة والقفطان ولبس الجلباب والطاقية .

وقد عارض الشيخ قانون الأحوال الشخصية ولم يصدر الا بعد خروجة من الوزارة وبدون اقرار من مجلس الشعب وقتها .

رحم الله شيخنا الجليل ورحمة الله تعالى رحمة واسعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق