السبت، سبتمبر 19، 2020

مؤسس سنغافورة


 

لى كوان يو .نظرت الى صورتة طويلا .وكأننى ابحث عن سر عبقريتة .فالرجل الذى صنع مجد وتاريخ دولتة وشعبه معا  . فرد واحد صنع المعجزات ونقل سنغافورة من دول العالم الثالث الى دول العالم الأول . وهنا استحضرت جملة جاك شيراك رئيس فرنسا عندما قال عجيب امر سنغافورة التى تحولت فى 30 عام الى بلد راق ومن يريد معرفة ذلك فعلية النظر الى لى كوان الذى نجح فى تحويل المدينة الى دولة وجمع حولة العقول اللامعة واستطاع ان يهتم بالتعليم ومحاربة البطالة والإدخار فكانت سنغافورة .

ولد لى كوان عام 1923 .واصبح اول رئيسا لحكومة سنغافورة .بعد انتخابات برلمانية فاز فيها حزبة الذى اسسه وتولى القيادة وعمره 35 عاما . وكانت دراستة للقانون بجامعة كامبريدج  هى التى اهلته للعمل السياسى والذى انتهى بتركه الحكم طواعيته عام 1990 معطيا الفرصة للشباب  بعدما اصبح رمز واب روحى لكل السنغافوريين برغم انه كان الديكتتاتور الرشيد وقد تعرض للانتقاد بسبب تقيده لحرية التعبير ومحاصرتة للمعارضة الا ان الكثيرين اعترف بعد ذلك بعبقريتة.

 ولقد قال قمت بفرض بعض السياسات القاسية من اجل الوصول الى الوضع الصحيح .كما كان يؤمن بافكار ميكافيلى لذا كان يقول اذا لم يكن هناك احد يخشانى فانا بلا معنى وكان كوان شخصية عملية وواقعية وقوية وطموحة. وكان يقول ان استطعت ان تنال منى وتؤذينى فافعل ولكن لايمكن ان تحكم مجتمع صينى سوى بهذة الطريقة .وهذا ما صنع نجاح سنغافورة شخصيتة وطموحة وارادتة الفولازية ورغبتة فى النجاح والتى انعكست على شعبة

فقدكانت سنغافورة مستعمرة بريطانية و تعيش فى فقر وجهل ومرض وفساد وانتشار معدلات الجريمة والقتل والاغتصاب والسرقة والدعارة  .

 وكانت قد انضمت الى اتحاد الملايو والذى لم يستمر سوى عاميين وتركتها ماليزيا ونالت استقلالها بعد انفصالها عن الإتحاد فى 9 اغسطس 1965 وهو نفس يوم استقلال سنغافورة

ولكن استطاع لى كوان تحويل سنغافورة من جزيرة مليئة بالمستنقعات والبعوض وتتزاحم فيهااكواخ مواطنية الصياديين الى ناطحات سحاب. فقدغرس فيهم حب العمل وبنى المصانع واقام الشركات واغلق السجون  وطبق حكم القانون .وكان التعليم هو شغلة الشاغل وهوقاطرة التنمية لذلك اهتم بالتعليم واهتم بالمعلميين واعطاهم اعلى الرواتب وقال لهم انا على بناء الدولة وانتم عليكم بناء الإنسان وارسل البعثات للخارج للاستفاده من خبراتهم فور عودتهم فى نهضة بلدهم . وفتح ذراعية مع شعبة للتطلع الى مستقبل افضل بل وسعى الى ذلك حتى تحقق لة ما اراد. فقد قال رأيت فى الاحتلال اليابانى لسنغافورة كيف يخضع الناس لانهم يريدون الحياة والطعام وتعلمت بعد ذلك ماذا تعنى القوة

فلقد استلم الجزيرة ونسبة البطالة مرتفعة وتنتشر الأوبئة والأمراض وليس لدية موارد طبيعية ولا بنية تحتية ولا شرطة لضبط النظام ليس سوى كتيبتين عسكريتين من وحدات الجيش الماليزى ولا مدارس ولا جامعات كافية

كذلك انسحاب بريطانيا نهائيا من الجزيرة كان سبب قوى فى ازدياد الوضع السىء لما كانت توفرة تواجد القوات من فرص عمل كما كانت تشكل ثلاثة ارباع دخلها القومى وضياع اكثر من 30 الف فرصة عمل ولكن مع خروج اخر جندى استعاد جميع المبانى والقواعد التى كان يستخدمها الانجليز واقنعهم بعدم تدمير احواض سفنهم بغرض تحويلها للاستخدام المدنى واحسن هواستغلالها

كانت تلك بعض اكبر التحديات التى كانت تواجة الزعيم ولكنة اخذ فى البدأ فى مواجة الأولويات وبدأ بالتسليح ثم قطاع السياحة والذى سيوفر فرص عمل ويقلل من البطالة ويوفر موارد مالية من اجل استمرار التنمية

ثم بدأ فى انشاء المصانع الصغيرة وتشجيعها .وانه احسن اختيار العنصر البشرى الفعال والكفأ لأى مهمة دون النطر عن دينة او انتمائة واصولة. وتمسكة بالقيم الحضارية والتاريخية بالاضافة الى صرامتة فى ضرورة تحديد النسل لمواجهة الانفجار السكانى والذى هو العائق الأكبر فى عملية التنمية

ولكن بعد ذلك عندما تحسنت البلاد وضع برامج تحفيزية لزيادة النسل بعد ان ضمن لهم مستقبل مشرق وتعليم ممتاز ورعاية صحية وفرص عمل مستقبلية

وقد بنى مدينة صناعية على مساحة 9 الاف فدان لجذب الاستثمارات الأجنبية ونظرا لموقعها الفريد استطاعت فى تلك الفترة ان تستقبل 70% من تجارة حاويات العالم .وتكون انشط ميناء بحرى وثالث اكبر موقع لتكرير النفط فى العالم ومركز رئيسى للصناعات التحويلية والخدمات .واقنع الأروبيين والامريكان واليابانيين من تأسيس قاعدة للاعمال فى البلاد حتى اصبحت من اكبر مصدرى الإليكترونيات فى العالم وهيأ البلاد الى الاستقرار السياسى وتهيئة البنية التحية الجاذبة للاستثمار مع طمانة المستثمرين وكان لى كوان يتميز بالصرامة فى تنفيذ مخطاتاتة لعملية التطوير والتحديث

كوان نجح فى وضع سنغافورة ان تكون رقم واحد فى كل احصاء سواءكان فى النمو او دخل الفرد او التعليم او النظافة او البيئة او مستوى المعيشة . كمااستحوذت على اى احصاء يتم الا وتصدرتة

 واستطاع كوان فى تحويل كل مواطن من شعبة الى شخص مسؤل وغرس فيهم الجدية وحب العمل والواجب وعلمهم التسامح الدينى فيعتنق 15% منهم الاسلام وباقى السكان يعتنقون البوذية والكنفوشية والمسيحية بل كان هناك تنوع عرقى وثقافى ودينى وخليط من السكان الصينين والملاويين والهنود كما ان اللغة الاساسية الانجليزية وتنتشر اللغة الصينية والماليزية .ورغم ذلك استطاع ان يوحد بينهم جميعا . وحارب معهم كل الأمراض المجتمعية . لذلك اصبحت بلادة اهم مركز مالى وتجارى فى العالم وقفزت الاستثمارات الأجنبية الى اعلى معدلاتها والتى انعكست على الناتج المحلى وعلى دخل الفرد وكان موظفى القطاع العام يحصلون على رواتب تنافسية مع موظفى القطاع الخاص كما حارب الفساد حتى كانت رقم واحد فى الشفافية فى تقرير منظمة الشفافية الدولية  فلا تجد نجاح حدث فى سنغافورة الا واقترن اسمة لى كوان بة فحقا هو معجزة تستحق الدراسة والتامل والاقتداء بها رجل واحد استطاع ان يحول جزيرة نائية الى دولة حديثة متقدمة خلال 30 عاما فقط .لذلك نال ارفع الأوسمة والنياشين فى حياتة من بلدان العالم كما عمل مستشارا لبلادة ولابنة بعد ان سلم الحكم وعمل ايضا مستشارا خاصا للصين بشكل غير رسمى تقديرا لدوره

 ومن اقوالة التى استوقفتنى قولة ان الجيران الغير مناسبيين يعلمونك الإعتماد على نفسك .وان على الدول استغلال كل مواردها البشرية والطبيعية بشكل كامل لتحقيق النمو المتوازن وأن الدول تبنى بالتعليم وانة اهتم بالاقتصاد على السياسة كما ذكر كوان اصنعوا الانسان قبل اى شىء امنوا المرافق والخدمات ثم اجعلوه يستخدمها بطريقة حضارية ونظيفة واعيروا التفاصيل الحياتية اليومية للمواطن كل الأهتمام .كما وصفتة مجلة التايم بانة رجل عظيم الذكاء ليس لدية صبر على انصاف الحلول وهو ماتظهرة افعالة قبل كلماتة .

سيبقى لى كوان رغم رحيلة اسطورة وملهم فهل أن الأوان ان نستلهم سيرتة ومسيرتة فى مصرنا الحبيبة

 

ملحمة السويس

 



لاشك ان فى عمر أمتنا كثير من الصفحات المضيئة والتى لا تعد ولا تحصى .فنحن امة التاريخ والحضارة .وسنلقى الضوء اليوم عن يوم تحتفل بة محافظة السويس تلك المحافظة الباسلة بعيدها القومى يوم 24 اكتوبر .

ولتعرف الأجيال القادمة مدى التضحيات والفداء التى قدمها أهلينا للدفاع عن وطنهم ولم يبخلوا بالغالى والنفيس وقدموا أرواحهم ودمائهم فى سبيل عزته ورفعته

فبعد نكسة 1967 لجئت قواتنا المسلحة الى ضرورة عملية التهجير حتى يتثنى لها سهولة الحركة لرد أى عدوان ولم يترك فى مدن القناة سوى المواطنيين لتشغيل المرافق الأساسية مع تهجير عائلاتهم ايضا .

وهنا ظهر ايضا معدن المصريين الكرماء والذين استقبلوا اخوانهم المهاجرين بكل حب وترحاب .

وفجأة بدأت الحرب التى فوجىء بها السوايسة باسراب الطائرات تحلق متخطية مدينتهم .وكل من بالسويس من المقاومة والاهالى الموجود يطمئن على معابر المدينة وتسهيل مرور الامدادات للجيش الثالث .والعدو كان قد بدأ فى قصف المدينة واسقطت احدى طائراته قاذئفها على كفر احمد عبدة ويوم 9 اكتوبر كانت المدينة تقصف بمدفعية العدو .واستمرت محاولات العدو فى محاولة قصف المواقع العسكرية فى القطاع الريفى وكلها ايضا باءت بالفشل بفضل مهارفة دفاعاتنا الجوية

ثم احتفل السوايسة برفع العلم المصرى فوق لسان بور توفيق وعلية قام العدو بغلق الترعه التى تمد السويس بالمياة مما اضطر الاهالى الى اقامة سدود للمحافظة على المياة من الاهدار بالصحراء وتخزينها فى صهاريج المدينة .

ثم كان انقطاع التيار الكهربائى لقطع اسلاك الضغط العالى القادمة من القاهرة يوم 20 اكتوبر ورغم ذلك تكييف الاهالى مع الوضع واستمروا فى الصمود .

ولكن العدو الخسيس استغل قرار وقف اطلاق النار يوم 22 اكتوبر وبدأ مهاجمة القطاع الريفى وصمد الفلاحين برغم خسائرهم البشرية والعينية فلقد قتل العدو تلك القرى الأمنه وليس معهم سلاح بدم بارد قتل حتى الاطفال والنساء اعتقادا منه انه يوسع رقعه الارض التى يسيطر عليها بعد خسارتة المعركة وعدم انصياعة لقرار اللأمم المتحدة بوقف اطلاق النار ولكن اجبر الفلاحين بعد صمودهم على ترك قراهم لان المعركة كانت غير متكافئة .وهرع القرووين الى مدينة السويس وكانت اعدادهم كبيرة ومعهم ما استطاعوا حملة وتم تشكيل فرق المقاومة بعد تدريبهم السريع على حمل السلاح واصبح مسجد الشهداء وبقيادة شيخنا الجليل حافظ سلامة قائد المقاومة فى اعداد الترتيب للمقاومة .

وفى صباح 24 اكتوبر بدأ العدو فى قصف المدينة بشدة وبدأ بطولات سيظل يذكرها التاريخ لكل من اشترك فى تلك المعارك سواء من كان يحمل سلاح او من يساعد فى نقل الجرحى ومحاولة اعانة الابطال الذى اعتلوا الاسطح وبدئو فى التعامل مع العدو بدباباته ومدرعاته حتى احتل الاسرائليين قسم الاربعين بما فية من ضباط وكانت المقاومة قادرة على تدمير القسم بمن فية من العدو ولكنهم قاموا بعمليات انتحارية بطولية حتى يحافظوا على الضباط والجنود المصريين الموجودين داخل القسم حتى استطاع جندى محبوس من قتل افراد الحراسة على الغرفة التى بها المأمور ورفاقة والخروج سالمين بعد ان نال الشهادة البعض ممن كانوا يحاولون اقتحام القسم واستمر الصمود والمقاومة حتى استطاعوا تدمير الثلاثين دبابة التى دخلت السويس عن اخرها وثلاث مدرعات .

ثم انتقل العدو الى احتلال شركة السويس لتصنيع البترول ومطالبين المحافظ بتسليم المدينه لما معهم من رهائن بالشركة وانهم سوف يضربون المدينة كلها ان لم يتم التسليم وتم المماطلة بحجة البحث عن المحافظ فى الوقت الذى كان المحافظ مع رجال المقاومة يحاولون الوصول الى قرار وكان الرد لا استسلام والمقاومة مستمرة و حلقت طائرات العدو دون قصف على المدينة ووسط فشل من مجنزراته فى عملية الاقتحام للقطاع الريفى لتعدد الاكمنة التى نصبها رجال المقاومة ورعب اصاب افراد العدو الذى قرر احتلال شركة النصر للبترول واصطحاب بعض موظفيها فى سياراته وكذلك اجبر على جمع بعض الفلاحيين ايضا ووضعهم فى سياراته ولكن رجال المقاومة استطاعوا تحرير الفلاحيين بعد نسف مدرعه العدو واستمرت عمليات المقاومة حتى وصلت قوة الطوارىء الدولية يوم 28 اكتوبر .

ولنا ان نقول بكل فخر ان شعب السويس ضرب اروع الامثلة فى التضحية والفداء وتحمل ذلك الحصار ومحاولتة التقشف بغية ان يحافظ على كمية المياة المخزنة حتى تم اكتشاف بئر قديم بجوار سيدى الغريب وان مياهه صالحة للشرب كذلك تأقلمة بعد تدمير شبكة الكهراباء ومحاولة الفنيين من المدنيين عملية الاصلاح وتنظيف المدينة ورفع المخلفات ونقل المصابيين ودفن الشهداء الكل فى واحد يرفعون شعار مصر اولا مسلم ومسيحى كلنا شعب مصر ويصدحون

يابيوت السويس يابيوت مدينتى ...استشهد تحتك وتعيشى انتى ....

وفى متحف أكتوبر امام قيادة الجيش الثالث بالسويس ستجد لوحات الشرف لابطال المقاومة الشعبية والكثير من المعدات العسكرية الاسرائيلية التى تم تدميرها وكثير من مستلزمات الجندى المصرى سيظل شاهد على تلك البطولة التى قام بها الشعب فى تكاتف وتلاحم مع جيشة على الجبهة حتى كان النصر العظيم وعودة الارض المسلوبة

والله اكبر الله اكبر الله اكبر

وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر

حفظ الله الوطن