الاثنين، نوفمبر 06، 2017

ملحمة الحايس

رن جرس الهاتف فجرا .يستجيب الأب للمكالمة وينتابه القلق فهو تعود ان لا ينام الا بعد عودة ابنة النقيب محمد من عملة .بسرعة يرد على المكالمة . والجانب الأخر يقول البقاء لله ابنك شهيد .
تدور الأرض بالوالد هل ماحدث حقيقى ام انه يعيش فى كابوس لا انه حلم مفزع وهو نائم لا انه مستيقظ وهذا الهاتف فى يدى وهذه والدتة والمكالمة حقيقية . وظل يردد ابنى شهيد ان لله وانا الية راجعون .
يجلس فى مكانة غير مصدق ان ابنة استشهد فى عملية ارهابية .طار الخبر بسرعة تجمع الأهل والاصدقاء بل تجمع المصريين حولة فى ذلك الموقف الصعب يربتون على كتفية ويشدون من ازرة والكل يردد  بأن ابنة بطل وهو شهيد وما اعظم تلك المنزلة عند الله سبحانة وتعالى .عليك ان ترفع رأسك الى عنان السماء وتفتخر فأنت والد الشهيد  البطل .
يمر الوقت عصيب فى انتظار التعليمات للجنازةالعسكرية كما قال المتصل ولكن طال الإنتظار وزادت  الحيرة والقلق .
اتصلنا بالمستشفيات الشرطية نتأكد من وصول جثمانة الطاهر .الوقت بدأ يمر أصعب لا خبر يطمئنا متى يصل . ومن الفجر حتى المساء كان الجميع فى حيرة فأن كان استشهد فأين هو .و قطع الحيرة بيان وزارةالداخلية والذى احتوى اسماء الشهداء وهو ليس منهم وكذلك المصابين بل جاء فية انه مفقود .
هذا الخبر كان اشد صعوبة .وزادت الهواجس تضرب العقول هل حقا هو مفقود ام مختطف  مع تلك الجماعات المتطرفة التى لا تعرف الإنسانية.
عشنا فى سيناريو انه مفقود. وستتم عملية تمشيط مكثفة للبحث عنه .او انه مصاب و تاه فى تلك الدروب  الصحراويةالوعرة والذى لا يعرف طبوغرافيتها. وتمر الأيام وتستمر عملية التمشيط لا اثر لة فأين هو اللحظات  تمر عصيبة ونحن نتسائل هل هو حى ام مصاب ام شهيد لا احد يملك اجابة عن سؤالنا. ناشدنا الدخلية والجيش والرئيس لابد من تكثيف القوات الأمنية عملية البحث .وتأتى تطمينات من رجال الأمن بأن عملية التمشيط تتم يوميا وان القوات تقوم بدورها والذى لا ننكره ونثمن دورها ولكننا نريد محمد بأى شكل فالوقت يقتلناونحن لا نعرف مصيرة  .
وزاد التعب النفسى فوضى التصريحات الإعلامية سواء فى الفضائيات او فى المواقع الإليكترونية والصحف عن محمد فكل لحظة يكون هناك خبر مختلف عن الحادث وتفاصيلة زاد الأمراضطرابا وزادنا قلقا وتوترا فلم تراعى تلك الوسائل الإعلامية مشاعر أب مكلوم وقلب ام موجوعة واسرة تبكى ابنها المفقود والذى لا تعرف مصيرة ولا أين هو وكيف هو .  
سلمنا الأمر لله فكل شىء بقدر الله ولا راد لقضائة توجهنا بالدعاء وسط تكاتف جميع المصريين المخلصيين وسبحان الله كان الجميع لدية يقين بانة سيعود برغم تواتر الأخبار التى تنوه بالعثور على جثتة ثم يكون هناك خبر اخر ينفى ونحن نتعلق باى دليل او خيط لنعرف مصيره ويمسح عنا الوجع .
قذفنا بكل تلك الأخبار عرض الحائط و لم نعد نهتم بما يقال طالما ليس من مصدر ثقة او جهة مسئولة من الجهات الأمنية.
وتوكلنا على الله فهو خير الحافظين  وان كان محمد حى فهو فى رعاية الله وحفظة تحمية دعوات الطيبين المخلصين من ابناء الوطن العربى كلة .وان كان شهيدا فلله الأمر ولا راد لقضائه .فهو شهيد دفاعا عن الوطن وفى ساحة الشرف ونحن فى كلتا الحالتين مؤمنين إيمان كامل بقضاء الله وقدره المهم ان يعود الينا .
فهناك اسرة موجوعة تبكى ابنها الغائب .اسرة وضعت حملها وتوكالها على الله واتجهت الية بالدعاء والصلاة والصبر وقرأة القران الكريم يساندها دعاء المخلصين فى ربوع الأرض أملا فى ان يستجيب الله لدعائهم واملا فى عودتة.
أسرة صابرة راضية بقضاء الله وقدرة.
أسرة تعلم ان طابور الشهداء لن ينتهى طالما هذا الإرهاب البغيض يضرب ربوع الوطن ويروع الأمنين من ابنائة .اسرة تعلم ان مصير ابنها من لحظة التحاقة بكلية الشرطة انه مشروع شهيد لحماية الوطن وتعلم ان ولدها رجل شجاع وبطل لن يخذل وطنة واهلة وانه سيقدم الغالى والنفيس بل وحياتة فى سبيل رفعه وطنة وحمايتة وانها تعلن للجميع ولتكن رسالتها قوية رغم ازمتها وواضحة نحن متكاتفين مع الدولة بكل مؤسساتها فى محاربة الإرهاب وانهم مستعدون ان يكونوا عوضا عن محمد فى سبيل استكمال رسالتة حتى يندحر وينتهى هذا الإرهاب الأسود وستظل مساندة للجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة فى حربهم ضد هذا الإرهاب البغيض حتى ينتهى .
و محمد اصبح ابن مصر كلها وليس ابنهم وحدهم.
 فقد خلق محمد حالة جميلة تؤكد ان مصر بخير وان شعبها مازال بخير وان بلدنا جميلة وشعبها طيب تجمعه الشدائد يتكاتف ويتعانق ويتلاحم  فالجميع يرفع يدية الى الله بالدعاء يقول يارب ان يحفظة ويرده سالما

الى الجزء الثانى غدا.