الأحد، أغسطس 21، 2016

عيون مصرية

مازلنا نعيش فى حالة انقسام مجتمعى حقيقى .ويزداد كل يوم عن سابقة .ويساعد فى استثمارة وتأجيجة اعلام الطرفين .فكل طرف يعتقد انه فقط من يملك الحقيقة وانه على صواب والأخر على باطل .ويزداد العناد وتتسع الفجوة ويدفع الوطن ثمن ذلك التناحر .
فى قريتى البعيدة مترامية الأطراف والتى تعيش مايعيشة المجتمع المصرى من انقسام وصل الى قطع صلة الأرحام وتفكيك للروابط الإجتماعية التى بنيت عليها كل القرى المصرية من ترابط وتلاحم وتكافل ووحدة فى السراء والضراء .
ولن ننكر ان الخلاف اصبح واضح وصريح بين الطرفيين .والتخوين والقاء التهم من الجانيين مستعر ومستمر فذاك مع وهذا ضد .فهناك طرف مع دولة 30 يونيو يؤيد سقوط جماعة الإخوان ويسعى الى فضح مخططاتها لهدم الدولة المصرية .واصبح كل عمل ارهابى يتم فى ربوع الوطن تتجه انظار الطرف المؤيد للدولة الى هؤلاء الخارجين عن حضن الدولة ويتهمونهم بكل قسوة انهم السبب فى ذلك التخريب .حتى لو كان بينهم وبين ذلك الفعل مئات الكيلو مترات وما يسرى على تلك البقعة الصغيرة من ربوع الوطن يسرى على كل الأرجاء .فكل عمل خسيس يتم يتهم فية هؤلاء الرافضين لثورة شعب اطاح بحكم فشلة قادت البلاد خلال عام واحد الى حافة الهاوية .
والطرف المعارض يرى ان الشرعية هى من اتت بهم وان ما حدث انقلاب عسكرى .وما حدث بعدة من عمليات قبض عشوائى وظلم هو لارهابهم وتكميم افواهم لان الحق معهم والشرعية هى غايتهم .وانهم مازالوا برغم مرور ثلاث سنوات انهم سوف يعودون الى السلطة وسوف يقتصون ممن ظلمهم وخرج عن سلطانهم .لذلك يسعون بكل الطرق الى وقف مسيرة البناء والتحول الديمقراطى الذى تم بعد 30 يونيو من دستور جديد واستكمالا لخريطة الطريق المرسومة والتى تمت بنجاح حتى الان .
ولا ننسى ان مصر كانت تمر بظروف قاسية على كافة المستويات اقتصادية وثقافية وصحية واجتماعية وسياسية وغيرها من تردى فى كل الخدمات .ناهيك عن سنوات الثورة التى توقفت فيها عجلة الانتاج وهرب المستثمرون وازدياد البطالة وحالة الفوضى نتيجة الفراغ الأمنى وكثرة الاضطرابات والوقفات الإحتجاجية وغلق للمصانع وازدياد حالة التدهور نتيجة تردى الوضع الإقتصادى والذى انعكس بالسوء على الخدمات التى تقدم للمواطنيين .
لم يفهم احد بعد الحقيقة ولم يشاهد الصورة كاملة حتى يحكموا عليها من منظور عقلانى بحت .ولكن كل طرف يحمل الاخر المسئولية ونسوا ان الوطن يجب ان يبنى بكل المصريين دون تمييز او تفرقة .
وينبغى عليهم الاعتراف بحقيقة ما حدث وان ارادة المصريين هى التى ارادت ذلك التغيير .وان عناد قادة تلك الجماعة هو من ادخلنا فى ذلك النفق المظلم وجعلنا نخسر كثير من الدماء والأرواح نتيجة ذلك التناحر والعناد بل والغباء .وانة يبغى ان نفكر فى الغد ونسعى الى بناء دولة قوية متماسكة نحقق فيها شعار ثورتنا عيش .حرية .وعدالة اجتماعية .
فمن منا نحن المصريين لا يريد مصر قوية اقتصاديا وسياسيا وبها نهضة حقيقة فى التعليم والصحة والرياضة والثقافة والأدب والفن وفى كل المجالات بدون استثناء .فنحن مصر التاريخ والعراقة والمجد والحضارة وينبغى ان نعود الى مجدنا ومكانتنا وان نستعيد دورنا العربى والافريقى والدولى ايضا وكل هذا لن يتحقق الا اذا توحدت اهدافنا وغايتنا لذلك الهدف .
فهل حان الوقت ان نقلب صفحة الماضى ونفكر فى المستقبل وبناء مصر الناهضة وان نسعى لتحقيق العدالة الإجتماعية وان تحدث مصالحة حقيقة يكون هدفها صالح الوطن وليس شقائة وهدم اركانة .
دعونا نعترف ان هناك الان قصور من السلطة التى تحكم .وان هناك وضع اقتصادى سىء وهناك تضخم وغلاء بالأسعار ومعاناة للمواطنيين وأن ما يحدث يدركة الجميع ويصيب الجميع ولا يستثنى مؤيد ولا معارض .فالجميع فى مركب واحد وان انحرفت او شطحت فالكل خاسر لا محالة .
وان كان الشعب هو مصدر السلطات يعطى ويمنح من يشاء فعلى الشعب ان يتحد لتحقيق حلمة فى بلد ينعم بالرخاء وان يعمل ويجتهد ويعرق فى سبيل ذلك . وكما اسقط مبارك فى 25 يناير ومرسى فى 30 يونيو فهو قادر على ان يسعى لهدفة مرة اخرى ان شطحت بة السفينة وعلينا ان نعرف ان مصر مليئة بالكنوز الطبيعية والخيرات الربانية والموارد البشرية التى تستطيع ان تستغل كل هبات مصر الى التحول الى الأفضل .وهذا ما تسعى الية السلطة الحاكمة الان فى زراعة مليون ونصف مليون فدان وبناء مدن جديدة واسكان اجتماعى والقضاء على العشوئيات وتحسين البنية التحتية وبناء مجتمعات عمرانية متكاملة جديدة وتحسين شبكة الطرق والكهرباء وبناء مدارس للقضاء على تكدس التلاميذ بالفصول والتخطيط لتطوير منظومة التعليم والصحة والتامين الصحى وغيرها من المشروعات التى تهدف الى التغيير نحو مصر ناهضة تتحقق فيها العيش الكريم والعدالة الاجتماعية .
وكلمة اخيرة ينبغى ان يذكرها الجميع جميعنا يريد مصر قوية ناهضة وينبغى ان تتوافر الأدوات والأليات لتحقيق ذلك وان تتحد كلمة المصريين وان تعود روح ميدان 25 يناير قبل تنحى مبارك وان يكون الكل فقط مصريين لا اخوان ولا سلفيين ولا يسار ولا ليبرالين ....الخ الكل مصرى بدون ايدلوجية او هوى سياسى فهلا نتصالح لصالح الوطن ام يستمر الشد والجذب والتناحر والخلاف والشقاق وكل ذلك سيدع الفرصة لطرف ان يقصى طرف لا محالة حتى لو قذف بة من فوق السفينة بدون رحمة او عطف وقتها سنندم على فرص ضائعه لم نتصالح مع انفسنا وبعضنا البعض من اجل الغد.
مصر تحتاج الى تكاتف الجميع ومصر للمصريين فهلا بدانا


يسقط يسقط حكم العسكر

عندما قامت حركة الضباط الأحرار فى يوليو 52 كانت تهدف الى مبادىء ستة هى القضاء على الاقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال على الحكم واقامة حياة ديمقراطية سليمة واقامة عدالة اجتماعية واقامة جيش وطنى كما كانوا يدعون .
وكان بيان الثورة الأول يوضح ان الجيش يطهر نفسة من الخونة والفاسدين والمتأمرين وسيتولى الضابط أمرهم بنفسهم لتطهير الجيش وليصبح الجيش يعمل لصالح الشعب محترما الدستور والقانون . واستطاع الجيش السيطرة على الأمور فى البلاد وأجبر الملك للتنازل عن العرش لولى عهدة الأمير احمد فؤاد وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش وبقى مجلس قيادة الثورة .
ولكن سرعان ما بدأ الصراع على السلطة فريق يرى ضرورة تسليم امور البلاد الى سلطة مدنية يقودة اللواء محمد نجيب وفريق يصارع من اجل البقاء والاستيلاء على السلطة يقودة عبدالناصر ورفاقة .وعلية تم الغاء الملكية فى 18 يونو 1953  واعلان الجمهورية والتى كان رئيسها محمد نجيب ولكن استمر الصراع حتى نجح ناصر فى انهائة لصالحة بعد ازمة مارس وتحديد اقامة محمد نجيب الذى طالما طالب بضرورة عودة الجيش الى ثكناتة . وبعدها تحول عبدالناصر الى جماعة الاخوان والتى كان لها الغلبة فى تحويل  انهاء الصراع الى صالحة استدار عليهم ليتخلص منهم تشريدا واعتقالا وتعذيبا مع ان موقفهم كان مؤيد له وهم ضد الأحزاب وضد تعدد الأراء وقرروا انهم ضد الحياة النيابية ومع الحياة العسكرية .ولم يدرك وقتها الإخوان ان الجيش اذا خرج من ثكناتة سيطيح بكل القوى السياسية المدنية ليصبح هو القوى الوحيدة فى الوطن .
و كما تخلص ناصر من الإخوان تخلص من الشيوعيين وذج بهم فى المعتقلات ولم يعد يفرق بين وفدى ولا سعدى ولا بين اخوانى وشيوعى وان من بقى سيؤيد خريطة طريقة ويلعب لصالحة وفقط .
كذلك تخلص من الضابط الأحرار من مجلس قيادة الثورة والتى تعارضة فمثلا كان يوسف صديق يدعو الى التمسك بالدستور ويطالب بعودة البرلمان المنحل الى الانعقاد وكان مؤيد لكل ماهو دستورى والنتيجة اجبر على الرحيل الى سويسرا فى مارس 53 وكان معه خالد محى الدين ومن بعدة ثروت عكاشة والذين عادا الى وظائف مدنية بعد ذلك .وكذلك تم التخلص من عبدالمنعم امين وعبدالمنعم عبدالرؤف ورشاد مهنا  وفى فترة متقدمة  عام 55 ابعد صلاح سالم و من بعده جمال سالم .ونستطيع ان نقول عبدالناصر تخلص من كل معارضية قبل ان يستولى على السلطة باستفتاء 56 ولم يبقى معه سوى عبداللطيف البغدادى وعامر وحسن ابراهيم وزكريا محى الدين وكمال الدين حسين والشافعى وظل السادات بعيدا عن دائرة الصراع وعين رئيسا لمجلس الأمة السلطة التشريعية وعبدالحكيم على راس المؤسسة العسكرية وهما اخر من بقى الى جوار عبدالناصر من رجال الصف الأول .
وكان مجلس قيادة الثورة فى حالة فزع مستمر من اى انقلاب يطيح بسلطانهم وكانوا على اتم استعداد ليفعلوا اى شىء يحافظ على نفوذهم سواء داخل الجيش او خارجة .فلقد تم ترقية عبدالحكيم عامر من رتبة صاغ الى لواء ثم بعد ذلك الى رتبة فريق والى رتبة المشير وكان على رأس الجيش .واستمر التجريف للحياة السياسية والتخلص من كل الكوادر والكفاءات سواء كانت داخل الجيش او خارجة فى الحياة المدنية وسعوا الى سياسة تكميم الأفواه والتشريد والاعتقال لفرض هيمنتهم بالقوة.
وكان الشك وسوء الظن والتخوين يملأ نفوسهم لذلك مارسوا أسوء انواع الحكم وبسبب قلة ثقافتهم وانعدام الوعى وضيق الأفق وعدم التريث وعدم الاعتماد على اولى الخبرة والكفائة فى ادارة الملفات المختلفة للدولة  تدهور الحال من سىء الى أسوء.وتم صنع الفرعون و السعى الى حكم الفرد  المطلق .
ولنا ان نسوق ان هؤلاء الضباط والذين ترعرعوا تحت حكم ليبرالى وحكومة الوفد او الحكومات الديمقراطية المتعاقبة والتى كانت تحترم الدستور والقانون وكانت تتحالف الأحزاب الى مافية صالح الوطن وهذا لم يكن متاح لدى ضباط الجيش والذين كانوا يرفضون ان يعملوا تحت من هو احدث منهم وتلك هى عقيدتهم النرجسية الطاغية .حتى انهم كانوا يعملون على ازاحة من هو أقدم منهم والاطاحة به حتى يصلوا الى مبتغاهم .
ولنا ان نرى ان سعد زغلول بكل شموخة ومكانتة عندما حصل على الأغلبية فى انتخابات 26 طلب من عدلى يكن تشكيل الحكومة واكتفى هو برئاسة البرلمان .وفعلها بعد ذلك مع عبدالخالق ثروت .
ونرى ان عبدالخالق ثروت نفسة والذى كان رئيسا للوزراء قبل ان يكون وزيرا تحت رئاسة عدلى يكن .وكذلك قبول صدقى باشا العمل وزيرا فى وزارة محمود باشا بعد ان كان هو رئيساللوزراء فترة طويلة من قبل وهناك كثير من الأمثلة على ذلك كانت تتم فى عهد الحياة البرلمانية الحقيقية التى الغاها عبدالناصر بمساعدة الأخوان المسلمين قبل ان يتحلص منهم.
وبذلك لن ترى احد من رجالات الجيش يقبل بمثل ما قبل به عدلى يكن وعبدالخالق ثروت وصدقى من ان يكون رئيسا للوزراء ثم يرضى ان يكون وزيرا فقط لأنهم كانوا يسعون الى صالح الوطن وهذا ما ترفضة العقيدة العسكرية  .
وبرغم ان مصر فى تلك الفترة وقت قيام حركة الضباط كانت تعج بكل الكفاءات التى تسطيع القيادة فعصر الليبرالية المصرية كان مازال مزدهرا حتى كتب له العسكر الفناء والاقصاء .
ولقد ضحت الثورة بالديمقراطية وفرضت اساليبها القمعية فى ادارة البلاد والحكم وظلت تعانى من الخوف من الانقلاب عليها بعد النكبات التى حدثت من عدوان 56 وهزيمة 67 والدخول فى مهاترات بغرض خلق الزعيم القومى وساعدها فى ذلك أصحاب القلم المقربين منها ليتغنوا بامجادها الكاذبة وليصنعوا هالة المجد حول زعيمهم الأوحد. لذلك لم يلتف حولهم سوى الأفاقين والانتهازين وأصحاب المصلحة وتم الزج فى السجون لكل من يعترض او حتى لدية نية الاعتراض على مواقفهم وقراراتهم وحكمت الثورة بالطريقة الميكافيلية .
ولى ان اذكر قول مصطفى النحاس باشا انه قال ينبغى ان يكون الجيش بعيدا عن السياسة وان تكون الأمة هى مصدر السلطات وان يكون انتماء الجيش للوطن وللشعب وفقط .ولكن للأسف لم يبعد الجيش نفسة عن السياسة وانما انغمس فيها حتى قمة راسة وتدخل الضباط فى الحياة المدنية بكل صورها واشكالها وبعدوا عن دورهم الحقيقى فى حماية الحدود والدفاع والذود عن الوطن .وفرضوا الديكتتاتورية العسكرية  التى لا يحكمها الا دولة المخابرات ولذلك اتمنى عودة الحياة الى ما قبل 52 من ديقراطية حقيقية يتولاها احزاب حقيقية لها برامج وظهير شعبى وتملك الكوادر لادارة شئون البلاد ولنحقق ما لم تحققة حركة يوليو من عدالة اجتماعية وكرامة انسانية واقامة حياة ديمقراطية ولان تقدم الأمم لن يحدث طالما لم نحقق ما سبق.
وتحيا مصر


السبت، أغسطس 20، 2016

صائد الدبابات ابن الشرقية عبدالعاطى

مصر ولادة كما يقولون .فيها من الرموز والقدوة الكثيرين الذى نفتخر بهم فى كل المجالات  .والذين قدموا أرواحهم وعمرهم فى سبيل ان تظل رايتها خفاقة بين الأمم .والتى ستظل صفحات التاريخ تذكر سيرتهم العطرة الى اخر الزمان .ومن تلك الرموز الوطنية التى سنقدمها اليوم هو محمد عبدالعاطى عطية شرف المعروف بصائد الدبابات .
ولد عبدالعاطى فى قرية شيبة قش احدى قرى مركز منيا القمح شرقية .توفى والدة وهو فى التاسعه من عمره وتولى تربيتة اخوة الأكبر عبدالحميد وتولاه بالرعاية والعطف حتى انهى تعليمة وتخرج من مدرسة هانى كامل الثانوية الزراعية عام 69.
وكان عبدالعاطى عنيدا ويثور عندما يشعر بالظلم وكان بسيطا مرحا .يعرف دورة وما علية وما تحملة اخوة الكبر ووالدتة فى تربيتة حتى حصل على دبلوم الثانوية الزراعية .وتقدم للتجنيد وهو يعلم ان هناك أرض مغتصبة وحرب استنزاف دائرة على أشدها لاعادة الارض والكرامة . ارتدى عبدالعاطى الزى الكاكى الأصفر الذى زادة عزا وشرفا وقوة وعزيمة والتحق بسلاح المدفعية وانغمس فى تدريبات شاقة وقاسية وفى مركز التدريب تعلم فى مصنع الرجال كيف يكون جندى يحافظ على سلاحة  ويستخدم سلاحة وتدرب كفرد مدفعية صاروخية موجة فى مركز التدريب حتى انتقل الى كتيبتة القتالية وانه لا مكان هنا للهزل وتضييع الوقت وانة يجب الانغماس فى التدريب الشاق حتى يكتب لة التوفيق وينال اعجاب قادتة وكان شعاره الاتقان الشديد والجدية والصرامة حتى يكون فى المقدمة بلا منازع .
وهذا ماحدث عندما قاموا باول اختبار بالذخيرة الحية حيث كان دائما فى المقدمة ورقى الى رتبة العريف ثم الى الرقيب لتواصل تألقة فى التدريب والاختبارات التى كانت تتم بالذخيرة الحية  .ولذلك نال الهدايا والمنح والتذكارات بل والاجازات نتيجة تقدمة فى وحدتة .والتى انضمت الى احد التشكيلات بالجبهة وتلك هى اللحظة التى انتظرها كل افراد الوحدة هو الثأر من العدو الغادر الخسيس .
وقد رقى عبدالعاطى الى رتبة رقيب أول ولها حكاية تلك الترقية حيث كان فى ميدان الرماية وعندما استعد للاشتباك لا حظ من خلال منظارة ان الهدف خارج مدى الصاروخ فوقف واستئذن قائدة فى ان الهدف خارج المدى ولكن قائدة طلب منة الاشتباك وبالفعل ضرب صاروخة وسقط قبل الهدف وعندما طلب منة مرة اخرى الاشتباك وقف وكرر نفس ما قالة بكل ثقة وهنا ادرك قائد وحدتة ذلك وقاموا بقياس ميدان الرمى الذى كان يشرف علية الخبراء الروس وهنا اتضح صدق ما قالة عبدالعاطى فتم تعديل الهدف حسب مرمى الصاروخ فرمى واصابة ومن هنا كانت ترقيتة الثالثة الى رتبة رقيب أول .
وكما كان عبدالعاطى بارع فى توجية الاصابة بالصواريخ كان بارعا فى لعبة كرة القدم مجنونتة والتى نال بسببها شهرة واسعه فى الجيش الثانى كلة ولكن قائدة اراد ان يوجة تركيزة الى هدف اسمى الى المعركة .
وقد صدرت الأوامر بالعبور لكتيبتة والتى كانت افضل كتيبة صواريخ مضادة للدبابات بين وحدات الجيش .وكان عبدالعاطى امهرهم دائما لما يعطية للتدريب من اهتمام واهمية وتركيز وجدية وكان الجيش المصرى على استعداد للمعركة فى نفس الوقت الذى توهم العدو الصهيونى اننا نخشى بأسهم وعتادهم واننا موتى لن نحارب .
وبدأت حرب العزة والكرامة وخاضها رجال لا يخافون الموت وكان عبدالعاطى من هؤلاء الرجال فقد دمر اكثر من23 دبابة مع افراد طاقمة لدرجة اذهلت الجميع واكسبتة شهرة واسعه ونشرت صورتة فى كل الجرائد تشيد بة وبدورة العظيم وبالجيش المصرى الذى حطم غرور الجيش الذى ظن انه لا يقهر .
فكان عبدالعاطى يقف فى الضفة الشرقية وينتظر اللحظة التى يرمى نفسة فيها فى القناة ليعبر ذلك المانع المائى ويدخل ليحطم تحصينات العدو ويسترد أرضة وارض اجداده وليطرد العدو ويمحو اثار نكسة 67 وهذا ما حدث فى يوم السادس من اكتوبر يوم الخلاص والشرف صدرت التعليمات بعبور وحدتة بعد ان حصلت على مهامها القتالية بدقة وكان المفروض ان يقود عبدالعاطى المجموعه الثالثة ولكنها استئذن قائدة فى قيادة المجموعه الأولى حتى يكون لة شرف العبور فى الموجات الأولى ولكن قائدة وضح لة انه يجب ان يلتزم بالتعليمات الصادرة وان الفرق بين المجموعات هو دقائق معدودة ولكن الحماس يدب فى قلب الجميع وبعد لحظات من عبور المجموعات لكل الوحدات اهتزت الأرض من وابل النيران الموجة الى تحصينات العدو وصدح الجميع بالله اكبر تدوى فى المكان وبين صدمة العدو المذعور من الجيش المصرى الذى عبر القناة الملغمة بالنابال وبين تحطم خط بارليف ذلك السد المنيع وبين تحطيم غرور العدو وكبريائة فى لحظات الذى كان يقذفة اكثر من 2000 مدفع فى وقت واحد تحطم دشمة وتحصيناتة .وبعدها اندفعت القوات للاشتباك مع قوات العدو وهاهى اللحظة التى ينتظرها عبدالعاطى ورفاقة وبدأ فى اصطياد دبابات العدو لوقف تقدمها نحو القوات المصرية وكان هو فى الاحتياطى يحسد زملائة التى تصطاد الدبابات وينتظر اللحظة التى يدخل فيها الاشتباكات وخصوصا بعد ان علم باستشهاد أصدقائة جعفر بيومى وصبحى يعقوب وحامد عيد وكانوا لا يقلوا براعة عن عبدالعاطى نفسة الذى ذهب الى قائدة يطلب الانضمام الى الخطوط الأمامية بدلا عن هؤلاء الشهداء ولكن طلبة قوبل بالرفض حتى من قائد كتيبتة حتى كان اليوم الثالث من العبور صدرت الأورامر لة باحتلال نقطة وعمل كمين للعدو والذى تقدمت دباباتة الثلاثة عشر ودخلت مدى ضرب الابطال سمح لهم بالاشتباك ونالت منها صواريخ عبدالعاطى ورفيقة بيومى  ودمر عبدالعاطى 9 دبابات وبيومى 4 دبابات وذلك خلال 20 دقيقة فقط وبعدها تعالت الصيحات الله اكبر وهذا يدل على معدن البطل المصرى فان كان العدو يتباهى بعتادة فنحن نملك الايمان والعزيمة فلقد تم سحق سرية كاملة بفضلهما .
وبعدها صدرت لهم الأوامر باحتلال نقطة اخرى ومع رفاقة وقائد سريتة وظهرت ست دبابات لم يعطى عبدالعاطى الفرصة لاحد من زملائة فدمر منهم خمس دبابات وحدة وفرت السادسة وهرع عبدالعاطى بعدها الى قائدة الذى اصيب ليقدم لة الاسعافات الأولية وندمة على هروب الدبابة السادسة .
وزادت شهرة عبدالعاطى واصبح مثل النجوم اللامعه الكل يتحدث عنة وعن بطولاتة .ولكن كل ما يهم عبدالعاطى هو دحر العدو ولذلك طلب من قائدة ان يتم نقلة الى مكان بة اشتباكات فهو منذ اربعه ايام والوضع هادى والمكان ليس بة اكل عيش كما قال لقائدة وقوبل طلبة بالرفض  .
ولكن سرعان ما حاولت دبابة من دبابات العدو الالتفاف الى موقعهم واصابتهم بنيرانها ولكن عبدالعاطى استطاع برغم جغرافية المكان الصعب ان يوقف تلك الدبابة الى الأبد ويصيبها قبل ان تقضى على موقعهم بنيرانها الغزيرة .الأمر الذى دفع العدو الى ارسال طيرانة للقضاء على ذلك الموقع وألقت علية كمية هائلة من النيران ولكن قواتنا من الدفاع الجوى تصدت لها وأصابت عدد من طائرات العدو .حتى دفع العدو بمدفعيتة طويلة المدى بنيرانة على الموقع ليدمرة بمن فية حتى ظن انه تم القضاء عليه دفع العدو  بثلاث من سياراتة المدرعة لاحتلالة ولكن كان عبدالعاطى فى انتظارها هو ورفيقة عوض الذين اصابوا تلك الأهداف معا .
وقد شكل هذا الموقع نقطة حصينة صعب على العدو اختراقها او المرور منها فكان نصيب دباباتة ومدرعاته التدمير بكل افرادها .
ودمر عبدالعاطى دبابة كانت تقصف موقعه وتظهر وتختفى بسرعه مستغلة موقعها بين تبتين تراوغ وكان صعب اصطيادها واستمرت فى محاولاتها مرات عديدة حتى تيقن الماهر بانها ستكرر حركتها واطلق صاروخة قبل ان تظهر بين التبتين وفى تلك الأثناء ظهرت واصاب صاروخة الهدف وكان  اصابة تلك الدبابة من العلامات الكبرى فى حياة عبدالعاطى وتلقى تهنئة مدير سلاح المدفعية وقتها .وبعدها اصاب دبابة فى منطقة ميتة اى صعب اصطيادها ولكنة اصابها.
 وكان عبدالعاطى يساعدة فى تجهيز الصواريخ الخولى وعبدالفضيل الذى كان ساعدة الأيمن والسبب الرئيسى فى سرعة اشتباك عبدالعاطى مع دبابات العدو .
وصدرت الأوامربوقف اطلاق النيران ولكن العدو الخسيس لم يلتزم وحاول احتلال موقع كتيبة عبدالعاطى وهجم بمدرعتين تصدى لهم بيومى وعبدالعاطى كلا بصاروخه حتى قضوا على امال العدو باحتلال تلك النقطة .
ووضعت الحرب اوزارها وبدأت طوائف المصريين تزور الجبهه وليشاهدوا الأبطال فى مواقعهم وكان لقائهم مع كتيبة عبدالعاطى التى ذاع صيتها ولقد شاهدوا المعرض من الغنائم من دبابات العدو ومدرعاتة حول الموقع التى تحتلة تلك الكتيبة وشهدوا ببراعة عبدالعاطى ودماثة خلقة ويذكر عبدالعاطى ان لقائة بالمشير احمد اسماعيل فى معرض الغنائم بارض المعارض كان من اسعد لحظاتة حيث عرفة المشير والذى اثنى علية وعلى ما قام بة من بطولات هو وزملائة ويومها نادى علية المشير لكى يقص شريط افتتاح المعرض .وفى اليوم التالى كانت صورتة فى كل الصحف والمجلات وتذكر  فى نفسة كيف لفلاح بسيط ان يقص شريط وسط كبار مسئولى الدولة الكبار .وعندما نزل الى قريتة استقبل بكل اكاليل الغار والانتصار .وسرعان ما عاد الى وحدتة وفى طريقة مرعلى جريدة الجمهورية لرغبتة وامنيتة فى الحصول على صورتة مع الوزير وما ان علم الجميع بوجودة حتى استقبل
استقبال يليق بالابطال وذهب الية رئيس مجلس الادارة بنفسة ليستقبلة فى مكتبة وقدمت الية الصورة التى ارادها .
وانهالت علية الدعوات من الصحف والمجلات والاذاعه .فعبدالعاطى بطل مصر وسط جبل شاهق من الابطال التى انجبتهم مصر ومن حقنا ان نفخر ونعتز بأبطالنا وقد كرمتة الدولة هو وكل زملائة وحصل على نجمة سيناء .وكذلك تم تكريمه فى محافظتة وكذلك فى محافظة اسوان وفى كل مكان كانت تطئة قدمه ورغم ذلك التكريم والاجلال ظل على بساطتة وتواضعه برغم انة صاحب الرقم العالمى الثالث فى اصطياد وتدمير الدبابات .
ولقى عبدالعاطى ربة فى شهر رمضان الكريم يوم 9 ديسمبر 2001


المستحيل يتحقق

مازلنا نعيش فى حالة انقسام مجتمعى حقيقى .ويزداد كل يوم عن سابقة .ويساعد فى استثمارة وتأجيجة اعلام الطرفين .فكل طرف يعتقد انه فقط من يملك الحقيقة وانه على صواب والأخر على باطل .ويزداد العناد وتتسع الفجوة ويدفع الوطن ثمن ذلك التناحر .
فى قريتى البعيدة مترامية الأطراف والتى تعيش مايعيشة المجتمع المصرى من انقسام وصل الى قطع صلة الأرحام وتفكيك للروابط الإجتماعية التى بنيت عليها كل القرى المصرية من ترابط وتلاحم وتكافل ووحدة فى السراء والضراء .
ولن ننكر ان الخلاف اصبح واضح وصريح بين الطرفيين .والتخوين والقاء التهم من الجانيين مستعر ومستمر فذاك مع وهذا ضد .فهناك طرف مع دولة 30 يونيو يؤيد سقوط جماعة الإخوان ويسعى الى فضح مخططاتها لهدم الدولة المصرية .واصبح كل عمل ارهابى يتم فى ربوع الوطن تتجه انظار الطرف المؤيد للدولة الى هؤلاء الخارجين عن حضن الدولة ويتهمونهم بكل قسوة انهم السبب فى ذلك التخريب .حتى لو كان بينهم وبين ذلك الفعل مئات الكيلو مترات وما يسرى على تلك البقعة الصغيرة من ربوع الوطن يسرى على كل الأرجاء .فكل عمل خسيس يتم يتهم فية هؤلاء الرافضين لثورة شعب اطاح بحكم فشلة قادت البلاد خلال عام واحد الى حافة الهاوية .
والطرف المعارض يرى ان الشرعية هى من اتت بهم وان ما حدث انقلاب عسكرى .وما حدث بعدة من عمليات قبض عشوائى وظلم هو لارهابهم وتكميم افواهم لان الحق معهم والشرعية هى غايتهم .وانهم مازالوا برغم مرور ثلاث سنوات انهم سوف يعودون الى السلطة وسوف يقتصون ممن ظلمهم وخرج عن سلطانهم .لذلك يسعون بكل الطرق الى وقف مسيرة البناء والتحول الديمقراطى الذى تم بعد 30 يونيو من دستور جديد واستكمالا لخريطة الطريق المرسومة والتى تمت بنجاح حتى الان .
ولا ننسى ان مصر كانت تمر بظروف قاسية على كافة المستويات اقتصادية وثقافية وصحية واجتماعية وسياسية وغيرها من تردى فى كل الخدمات .ناهيك عن سنوات الثورة التى توقفت فيها عجلة الانتاج وهرب المستثمرون وازدياد البطالة وحالة الفوضى نتيجة الفراغ الأمنى وكثرة الاضطرابات والوقفات الإحتجاجية وغلق للمصانع وازدياد حالة التدهور نتيجة تردى الوضع الإقتصادى والذى انعكس بالسوء على الخدمات التى تقدم للمواطنيين .
لم يفهم احد بعد الحقيقة ولم يشاهد الصورة كاملة حتى يحكموا عليها من منظور عقلانى بحت .ولكن كل طرف يحمل الاخر المسئولية ونسوا ان الوطن يجب ان يبنى بكل المصريين دون تمييز او تفرقة .
وينبغى عليهم الاعتراف بحقيقة ما حدث وان ارادة المصريين هى التى ارادت ذلك التغيير .وان عناد قادة تلك الجماعة هو من ادخلنا فى ذلك النفق المظلم وجعلنا نخسر كثير من الدماء والأرواح نتيجة ذلك التناحر والعناد بل والغباء .وانة يبغى ان نفكر فى الغد ونسعى الى بناء دولة قوية متماسكة نحقق فيها شعار ثورتنا عيش .حرية .وعدالة اجتماعية .
فمن منا نحن المصريين لا يريد مصر قوية اقتصاديا وسياسيا وبها نهضة حقيقة فى التعليم والصحة والرياضة والثقافة والأدب والفن وفى كل المجالات بدون استثناء .فنحن مصر التاريخ والعراقة والمجد والحضارة وينبغى ان نعود الى مجدنا ومكانتنا وان نستعيد دورنا العربى والافريقى والدولى ايضا وكل هذا لن يتحقق الا اذا توحدت اهدافنا وغايتنا لذلك الهدف .
فهل حان الوقت ان نقلب صفحة الماضى ونفكر فى المستقبل وبناء مصر الناهضة وان نسعى لتحقيق العدالة الإجتماعية وان تحدث مصالحة حقيقة يكون هدفها صالح الوطن وليس شقائة وهدم اركانة .
دعونا نعترف ان هناك الان قصور من السلطة التى تحكم .وان هناك وضع اقتصادى سىء وهناك تضخم وغلاء بالأسعار ومعاناة للمواطنيين وأن ما يحدث يدركة الجميع ويصيب الجميع ولا يستثنى مؤيد ولا معارض .فالجميع فى مركب واحد وان انحرفت او شطحت فالكل خاسر لا محالة .
وان كان الشعب هو مصدر السلطات يعطى ويمنح من يشاء فعلى الشعب ان يتحد لتحقيق حلمة فى بلد ينعم بالرخاء وان يعمل ويجتهد ويعرق فى سبيل ذلك . وكما اسقط مبارك فى 25 يناير ومرسى فى 30 يونيو فهو قادر على ان يسعى لهدفة مرة اخرى ان شطحت بة السفينة وعلينا ان نعرف ان مصر مليئة بالكنوز الطبيعية والخيرات الربانية والموارد البشرية التى تستطيع ان تستغل كل هبات مصر الى التحول الى الأفضل .وهذا ما تسعى الية السلطة الحاكمة الان فى زراعة مليون ونصف مليون فدان وبناء مدن جديدة واسكان اجتماعى والقضاء على العشوئيات وتحسين البنية التحتية وبناء مجتمعات عمرانية متكاملة جديدة وتحسين شبكة الطرق والكهرباء وبناء مدارس للقضاء على تكدس التلاميذ بالفصول والتخطيط لتطوير منظومة التعليم والصحة والتامين الصحى وغيرها من المشروعات التى تهدف الى التغيير نحو مصر ناهضة تتحقق فيها العيش الكريم والعدالة الاجتماعية .
وكلمة اخيرة ينبغى ان يذكرها الجميع جميعنا يريد مصر قوية ناهضة وينبغى ان تتوافر الأدوات والأليات لتحقيق ذلك وان تتحد كلمة المصريين وان تعود روح ميدان 25 يناير قبل تنحى مبارك وان يكون الكل فقط مصريين لا اخوان ولا سلفيين ولا يسار ولا ليبرالين ....الخ الكل مصرى بدون ايدلوجية او هوى سياسى فهلا نتصالح لصالح الوطن ام يستمر الشد والجذب والتناحر والخلاف والشقاق وكل ذلك سيدع الفرصة لطرف ان يقصى طرف لا محالة حتى لو قذف بة من فوق السفينة بدون رحمة او عطف وقتها سنندم على فرص ضائعه لم نتصالح مع انفسنا وبعضنا البعض من اجل الغد.
مصر تحتاج الى تكاتف الجميع ومصر للمصريين فهلا بدانا


الأربعاء، أغسطس 10، 2016

المشهد


دخل بيتة الأثير الأنيق .بعد ان عاد من عملة فى شركة عالمية .تناول غذائة واخذ قيلولتة ليذهب بعدها نشيطا الى النادى الكبير .حيث يلتقى مع اصدقائة .يتبادلون الحديث الفارغ الممل عن الفتيات واحدث الأغانى والأفلام وخطوط الموضة والسيارات .وكلا يسجل اخر مغامراتة على مواقع التواصل الاجتماعى  متباهيا بنفسة وبصولاتة وجولاتة .وعادة ما ينتهى يومهم فى اوئل تباشير اليوم التالى ليستقل كلا منهم سيارتة ويعود الى منزلة فى الحى الراقى .
ومع انه نال حظ كبير من التعليم وفى اعرق جامعات العالم ويتكلم عددة لغات الا انه لم يدرك يوما ما اى معاناه فكل طلباتة متاحة وجاهزة للتنفيذ .وكل امالة محققة وطموحاتة مهيئة لتنال حظها من الواقعية .
وفجأة قامت الثورة .ولم يدر فى خلدة معنى تلك الثورة ولماذا قام بها هؤلاء المواطنيين وماذا يريدون وما الداعى لهذا الشغب والمصادمات واراقة الدماء وازهاق الأرواح .ووجد فى نفسة شعور عميق و عليه ان يبحث عن تلك اجابات لاسئلة كثيرة تدور فى خلدة  .ونزل ميدان التحرير لاول مرة فى حياتة وكان الجيش قد سيطر على الوضع ولم تعد هناك مصادمات بين الشعب والشرطة .والتفت حولة فلم يجد احد يعرفة معرفة شخصية ولكن كل من حولة يدرك انه يعرفهم وانهم يعرفونة حاول ان يتجاذب اطراف الحديث مع من حولة ولكن خاف ان يخطأ فى تصويب رأية وهو من  نال كل حظة تحت عبائة ذلك النظام ولا يحمل ضغينة علية .فهو لم يدخل مستشفى حكومى وقت مرضة ولم يتعلم بالمجان فى مدارس الدولة ولم يعانى من مشاكل الفقر والصرف الصحى والبطالة وقلة الحيلة وضيق ذات اليد ولا ما تعانية تلك الجموع من اضطهاد وعنف وارهاب من زبانية النظام .
ولكن حاول على خجل ان يقترب من شخص تبدو على ملامحة الطيبة والهدوء وبعد ان تعرفا على بعضهما البعض .قال لة ممكن افهم الناس دى هنا لية ؟
قال نحن نبحث عن العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة فى بلدنا وهذا طلب بسيط وشرعى .
 ورد ومن يقف فى وجة تحقيق تلك الطلبات أليس فى الوطن عدالة اجتماعية وحرية وكرامة أنا امارس حريتى كاملة ولا احصل على شىء من احد ولم يضطهدنى احد ولم يعتدى احد على كرامتى  وانا اعيش مثلك فى ذلك الوطن .
نعم انت تعيش ولكن لم تعيش ما نحن فية من فقر ومرض وتكميم للأفواة وتقييد للحريات وارهاب وترهيب حتى نظل صامتين ومن يخرج عن هذا النطاق لا يرى الشمس مرة اخرى يعتقل ويلقى فى غيابات السجون بدون محاكمة وحتى لو تمت تكون محاكمة صورية صدر فيها الحكم حتى قبل ان تتداول القضية من الأساس .ناهيك عن دائرة المنتفعين التى لا تنتهى حول السلطة وتكون بداية فسادها وافسادها  .
والأن وقد تم كسر حاجز الخوف والصمت وسقوط زبانية وجلادين النظام يجب ان يسقط النظام نفسة .
تعجب الشاب مما يقولة رفيقة فى الميدان .هل تنون فعلا سقوط رأس النظام ؟ هل تدركون حجم الفوضى والتخريب والتدخلات الأجنبية ؟ هل تصمت أمريكا على سقوط رجلها فى المنطقة. هل تعلمون مدى قوة الدولة العميقة وتصلب جذورها فى البلد ؟ومن القائد الذى يقود الجموع لتحقيق أهداف تلك الثورة وما هى ادواتة ؟
قال الشاب الثورى بكل ثقة انه الشعب هو مصدر السلطات وهو من يقود !
تعجب الزائر للميدان ورد انه يجب ان يكون هناك قائد يلهب الشعب الحماسة ويقود ويفاوض ويكون علية اجماع حتى تظل وحدة ذلك الميدان بدون انقسام .
وبعد لحظات شرود من الزائر الى الميدان طلب من رفيقة ان يتجول معه وسط الجموع المحتشدة لتعرف عليهم عن قرب حتى لو بعينية التى كانت تجوب كل الأركان وكأنة متعجبا لهذا العالم الذى هو فية .
ولكن قرر الشاب الثورى الرجوع الى بيته لمرض والده  وعندما حاول الاستئذان من رفيقة طلب مرافقتة الى بيته .ومروا سيرا حتى وصلوا الى اقرب ميكروباص يقلهم الى صفط اللبن وكان صديقنا هذا أول مرة يركب الميكروباص وينزل الى تلك المناطق الشعبية المكدسة بالسكان والصاخبة بالضوضاء من الورش والتكاتك وسيارت الخردة المتهالكة والتى مازالت تعمل وتحمل ارواح تنقلها من مكان الى مكان وسط طرقات محطمة وشوارع غارقة فى الصرف الصحى وتزاحم على طلمبة المياة باحد الشوارع لانقطاع المياة بالمنطقة وظل فى شرودة حتى وصل الى البيت .كانت عمارة متهالكة ومدخل ضيق جدا وسلم يكفى لمرور شخص واحد ودخل الى المنزل ذو الحجرتين والذى يعيش بة خمسة اشقاء ووالدهم المريض والكل حول الاب المريض ماذا يفعلون الان وليس معهم اى نقود تكفى ليوم واحد فى مستشفى خاص او حتى قيمة روشتة العلاج وفكر احد الابناء ان ينقلة الى الصيدلية ليصف الحالة الى الدكتور الصيدلى ويعطية الدواء ويوفر قيمة الكشف وعذاب الانتظار وقد كان ولكن اوصاهم الصيدلى بنقلة فورا الى مستشفى الهرم العام وعندما وصلوا دخلوا الى الاستقبال وتم الكشف على الحالة وكتب لهم دخول الى المستشفى لعمل تحاليل واشعات ومتابعتها ولكن كانت المفاجأة لا اسرة متاحة وان الاشعات المطلوبة والتحاليل يجب ان تتم فى مركز خارجى وعلى حساب المريض واخذت تتوالى الصدمات على الأبناء ولم يستطيعوا ان يفعلوا شىء سوى البكاء والسب واللعن على ذلك الوطن الجاحد .وهنا تدخل الشاب الزائر وتطوع بدفع كل تلك المصاريف وتركهم بعد ان استقر الوضع واخذ الاب مكانة فى المستشفى فى احد الطرقات لعدم وجود اسرة وهو معلق المحاليل فى يدية .
ترك المستشفى وعاد الى حيث مكانة فى بيته الفخم يفكر فى ساعات قليلة قلبت راسة على عقب .بتذكر كل الوجوة التى تطلع اليها وتحمل عيونهم كل الهموم وكل الغضب وكذلك الأمل فى غد يتساوى فية الجميع وتتحقق العدالة الاجتماعية ويجد المصرى كرامتة مصانة فى بلدة يجد العلاج والدواء والكساء .يحلم ان يتعلم اولاده تعليما محترما وان يتم القضاء على الفساد والرشوة والمحسوبية .تذكر كلمات كثيرة من صديقة فى الميدان .
وهنا تيقن بان هناك الملايين تجوب الشوارع وتهتف تبحث عن الأمل وتتمنى سقوط النظام وحاشيتة .
ولكن هل بسقوطة سيتغير كل شىء الى ما يصبوا الية من حلم وامل وتطلعات واين ذلك القائد الملهم الذى يدير تلك الدفة بمهارة ليحقق حلم تلك الجموع ليجعلهم يتكاتفوا ليحصدوا حلمهم وليعملوا بكل جهد ليحيوا ضمائر موتى ونفوس خربة .
 وقال فى نفسة ان عليه دورا وكل مواطن علية دور فى البناء وانه من اليوم سيكون شخص ايجابى يخدم الوطن والمواطنيين ليرفع عنهم ألامهم وعذباتهم حتى يتحقق حلم المصريين
ولكن مازل النظام قابع على الصدور ونفوس الغالبية دأبت الخضوع والخنوع
ومازال الشرود سيد الموقف
10-10-2016