الجمعة، سبتمبر 04، 2015

ايقظوا ضمائركم

استيقظ العالم على صور الطفل أيلان كردى غريقا دفعتة الأمواج على احدى الشواطىء التركية .بعد ان هرب مع عائلة كالكثيرين من دائرة الصراع فى سوريا .
وتأثر كل من يحمل فى قلبة انسانية بتلك الصورة المؤلمة لطفل لم يتعدى عمرة ثلاث سنوات .ولأب فقط طفلية وزجتة فى تلك الرحلة المشؤمة حيث كانوامعه على متن القارب نفسة .ويروى الأب بكل ألم كيف فقد ولدية وزوجتة حتى جاءت خفر السواحل ولم يبقى غيرة حيا فى المركب .
وبسرعة البرق انتشر الخبر على وسائل التواصل الاجتماعى وافردت الصحافة العالمية والقومية المقالات والصفحات تخاطب الانسانية وقادة العالم انقاذ اللاجئين والتهجم على قادة العرب والجامعة العربية وكتبت القصائد واقيمت المحاكم الشعبية .
ولكن للأسف اختزل الجميع الماساة في صورة لطفل برغم قتل ألاف الاطفال وبصور أبشع وافظع .قتلوا غدرا فى صراع ليس لبرائتهم ذنبا فية .قذفوا عليهم البراميل المتفجرة .وقتلوا خنقا بالغاز السام وقنابل الكيماوى.وجندوا تلك البرائة جنودا فى صفوف الدواعش القتلة .
فهل تأثرنا بفيديو لداعش وهو ينعى أصغر طفل مقاتل بين صفوفة .
هل تأثر قلب العالم 14 مليون طفل كانوا فريسة ذلك الصراع فى سورياوالعراق منذ بدايتة .بدلا من ان ينعموا بالبرائة والحلم وصدر أمهاتهم كان التراب مأواهم والبحر حاضنهم صرعى .فقد سرقوا طفولتهم امام انظار العالم اجمع والذى أكتفى بالشجب والادانة بدون التدخل لانقاذ أرواح بشرية فاين كانت الانسانية وقد فقدت سوريا من بداية الصراع اكثر من 300 الف قتيل من السوريين ومازال القتل والصراع مستمر تحت انظار الجميع .
وبرغم فتح بعض الدول حدودها مثل الاردن وتركيا واليونان وقبرص والمانيا ومصر وغيرهم من دول الاتحاد الأروبى للاجئين السوريين الا ان بعض الدول العربية لايوجد فيها لاجىء واحد سورى .وهذا دفع المستشارة الالمانية ميركل تقول سنقول لأطفالنا فى الوقت الذى استقبلنا فية لاجئين سوريين كانت السعودية ليس بها لاجىء واحد .
فاين هى العروبة يا عرب واين هى النخوة والانسانية .فنحمد الله ان فى مصر ألاف من السوريين عاشوا وتعايشوا مع الشعب المصرى وكانهم مصريون حيث أقاموا اعمالهم وربحت تجارتهم وانفتحت لهم كل أبواب الرزق والعيش الكريم .
واعود للطفل آيلان والذى حركت صورتة وهو يحتضن الرمال مشاعر الانسانية داخل قلوب متحجرة وكانها تقول لنا انظروا الى الرعب والقتل الذى أصبح عاديا .وكل يوم نسمع عن اخبار قتلى نتيجة هذا التهجير القصرى والهروب من جحيم الحرب وكانت اخرها الحافلة التى كان على متنها احدى وسبعين شخصا ماتوا خنقا جميعا داخلها .وكذلك غرق القارب بكل من على متنة وكأن تلك الاخبار أصبحت عادية وليس بها رائحة للموت والفجيعه .
وعلى الشعوب ان تعلن صرختها واستيقاظ قادتها والذين يتحركون بدوافع سياسية تدفعهم مصالحهم وفقط الى ايقاظ ضمائرهم والدعوة الى انقاذ الانسانية وصنع سلام يسود بين الشعوب .
ويجب علينا ان لا نختزل المشهد كلة فى صورة الطفل والذى تألم لمشهدها الجميع واتمنى ان تصل بمعانيها الى من يديرون ذلك العالم وان لا ننسى مئات الأف من اللاجئين ومعناتهم فى كل مكان يتواجدون فية ومئات الالاف من القتلى جراء ذلك الصراع وهدم مدنهم وبيوتهم وحالة التشريد والفقر والدمار جراء تلك الصرعات وموت الكثيرين نتيجة انتشار الأوبئة والامراض وقلة الامكانيات والجوع وعليكم ان تتجولوا فى معسكرات اللاجئين لتشاهدوا بانفسكم طبيعه تلك الحياة المؤلمة .ولا ننسى ألاف الفارين بحياتهم بحثا عن الحياة والانسانية وتوصد امامهم الابواب ولقد راينا المئات فى محطة قطار بلجراد وعلي حدود بعض الدول.
فعلى المجتمع الدولىى وضع حد لتلك المعاناة والتى يعانيها السوريين وكذلك العراقيين وانقاذ ليبيا قبل فوات الاوان .ام سينسى العالم اجمع تلك الفاجعه وليعود ليتعاطف مع فاجعة اخرى قادمة فهكذا عودنا كما عودتنا جامعة الدول العربية والعرب ان يخلقوا ضجيجا بدون طحين .
ايها العالم استيقظ فمازال هناك فرصة لانقاذ أرواح مشردة مطاردة ووقف حرب ضروس وصراع يقتل فى البرائة ويغتال الحلم ويدفن الانسانية .فاحيوا ضمائركم واشعلوا مصابيح الامل فى غدا افضل ولتطلقوا حمام السلام يرفرف بجناحية على الجميع .ورحم الله كل نفوسنا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق