الأحد، أغسطس 30، 2015

طاغية كمبوديا بول بوت

يسير الظغاة فى خيلاء وكبرياء .ويمتلكهم الغرور والاستعلاء والعظمة .لا يسمعون الا صوتهم ولا يصغون الا لمصالحهم .
ولكن غاب عنهم ان لتلك البداية نهاية واحدة وهى الغدر بهم والقتل .
والتاريخ ملىء بهؤلاء الطغاة .ولكن ينسى هؤلاء فى بدايتهم نهايتهم المؤلمة المحتومة .
ومن هؤلاء الظغاة بول بوت أو الأخ رقم 1 والذى قاد الخمير الحمر فى انقلابهم عام 1975 فى كمبوديا واسقطت نظام المارشال لون نول
 وكان يقود بوت الحزب الشيوعى من عام 1963 حتى81 . وتولى رئاسة الوزراء بعد انقلابة 1975 وحتى 1979 .
وقد اشتهر بول بوت وعصابتة بسياسات قمعية مثيرة للجدل .فقد أجبر سكان الحضر على التهجير القسرى الى الريف . وخلال ذلك قام بحرق بيوتهم حتى لا يوجد لهم اى امل فى العودة الى منازلهم بعد ان تم تجريدهم من ممتلكاتهم بحجة الهروب الى الغابات خوفا من قاذفات الطيران الأمريكية .بل قاموا بتجفيف منابع المياة فى الحضر ايضا واقتلاع اشجار الفاكهة  .كما فرق بين أفراد العائلة الواحدة .
وبما أنهم كانوا يقدسون الاعمال الزراعية والفلاح هو الشخص الأهم فى دولتهم الجديدة.فقد اقتادوا الجميع الى العمل فى الحقول الجماعية فى الزراعه وفقط . وكانوا يعملون لساعات طويلة تصل الى 18 ساعه يوميا بدون راحة.
ولم يكتفى بول بوت وعصابتة بذلك بل كان يريد تطهير شعبة من اثار الحضارة الغربية والعودة الى تقاليدهم وطقوسهم القديمة فبدئوا بتصفية كل المثقفين وكل من يقرأ ويكتب فأغلقوا المدارس والمستشفيات ومنعوا الادوية وعادوا الى التداوى بالأعشاب مما ادى الى موت كثير من الكمبودين من الجوع والمرض بسبب انتشار الأوبئة .وكذلك تم اغلاق المصانع وكل المصالح الحكومية . حتى وصل الأمر الى قتل من يلبس نظارة طبية بدعوى ان من يرتديها فهو متعلم وقتل كل صاحب مرض او اصابة   .
فقد أروادوا تجريد الشعب من كل شىء حتى يتم تحويلة الى الة مطيعه لأوامرهم فقد حرموا عليهم الأكل من ثمار غرسهم وكان جزاء ذلك القتل باعتبارة ملكية عامة .حتى حرموا عليهم السلام والتحية والقبلات حتى العلاقات الاسرية .فكان يضطر الى اعدام الابن لو دمعت عيناة او أبدى اى نوع من التعاطف عند رؤيتة مقتل أباة او اى فرد من عائلة  وحظر الأديان واى مظهر دينى فى البلاد .
حتى قام باعتقال المسلمين والمسيحين والبوذيين فى معتقلات كبيرة يمارسون ضدهم التعذيب حتى الموت .وكان الموت يتم بفأس لان الرصاصة كانت اغلى لديهم من تلك الروح المهدرة .او يتم سحبهم الى حقول الموت ويتم حفر قبورهم بأيديهم ويتم دفتهم أحياء . ويقال ان تم قتل 500 الف مسلم من 700 الف تعداد المسلمين فى ذلك الوقت .
وتشهد المقابر الجماعية على مقتل ملايين من الشعب الكمبودى على ايدى زبانية السفاح بول بوت .حيث كانت هناك متاحف كبيرة من تلك الجماجم لاناس لقوا حتفهم غدرا على أيدى نظام قاتل فاشيستى .وكان يتم قتل الكمبوديين  بسبب نظرية شيوعية بائسة ويتم القتل تحت شعار طبقى وان الفلاحة هى من توصلهم الى الفردوس المنشود .
ويقال ان عدد القتلى فاق 3 مليون مواطن او يزيد .فقد اباد بوت ثلث شعبة وكان يرى ويردد دائما ان كانت كمبوديا 7 ملايين نسمة فيكفى فقط مليون نسمة لتحقيق غايتنا .
ووسط الفوضى العارمة من القتل والتعذيب وسفك الدماء المباح لأرواح الكمبوديين انطلقت الحرب الفيتنامية الكمبودية بسبب اعتداء عصابة بوت على القرى القريبة من  حدود كمبوديا وقتل اكثر من 100 الف فيتنامى وكثر اللاجئين الكمبوديين الفارين من جحيم بول وعصابتة.
 كانت فيتنام يدعمها الاتحاد السوفيتى وتايلاند تساند الخمير الحمر وتقدم لها السلاح  والولايات المتحدة تقدم الدعم العسكرى للحركات المتمردة والصين تشن حرب على فيتنام حتى توقفها عند اعلان فيتنام النصر على الخمير الحمر.وتشكيل حكومة موالية لها فى كمبوديا وهروب بول بوت الى الغابات والقبض علية وتقديمة للمحاكمة حتى مات بالسكتة عام 1998 وهروب عصابتة فى الغابات حتى تم القبض على زعماء الخمير الحمر وتحديد اقامتهم حتى قامت الامم المتحدة بعد ذلك بمحاكمتهم ضد جرائمهم ضد الانسانية ومحاكمتهم على كل الجرائم البشعة والمجازر التى ارتكبوها ضد الكمبوديين وانتهى الخمير الحمر باستسلام تاموك واسر باقى افراد عصابتة عام 1998 .
ولكن لن ينسى الشعب الكمبودى ابدا تلك الفترة الدموية وما بعدها من صراعات بين الفصائل الكمبودية وزرع الاف الألغام فى الحقول والتى مازال تطيح بارواح الفلاحين البسطاء المسالمين .
ولنا هنا ان نعرف ان لكل ظالم نهاية حتمية وان الظلم مهما طال سيأتى لة يوم ويندثر الى غير رجعة .وسيذكر التاريخ بكل سوء ذكرى كل طاغية قاتل ويستمر شعبة فى صب اللعنات علية دائما .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق