الخميس، أغسطس 27، 2015

الشيطان جوبلز

قررت مقاطعة كل برامج التوك شو .كان ذلك مجرد استيتس على الفيس بوك كتبتة على صفحتى الشخصية .
وبعدها انهالت التعليقات والتى غالبيتها مؤيد للقرار وان اعلامنا غير منصف وغير محايد ويبعد بك عن الحقيقة ويبحث عن الشو حتى لو كان الموضوع تافه .واخر يقول ان هذا هو اعلام السلطة المطلق والمؤيد للسلطان فى كل أفعالة وتحركاتة حتى لو كانت ضد المواطن المهم ان تكون فى صف الدولة حتى لو بالنفاق .
مع ان الاعلام الحقيقى يجب ان يوضح الحقائق .وان يخلق فكر ورأى مؤيد لجموع الشعب وان يعبر عن وجة نظرهم مؤيد كان او معارض. وان يتمتع بالمصداقية فى نقل ذلك الرأى حتى يكون منصف .
برغم ان التاريخ ملىء بمعارك دارت بين السلطة ومثقفيها ومن يحملون لواء التغيير او من يطلق عليهم النخب المستنيرة فمنهم من استطاعت السلطة اغوائة فرضخ لسلطانها .ومنهم من دفع حياتة فى سبيل ايمانة بمبادئة وولائة لأفكارة وانحيازة للحق المقتنع بة .
ويقول برنارد شو ان مأساة العالم الذى نعيش فية تكمن فى ان السلطة فى يد العاجزين .يعنى ذلك ان هاجس الحرية يؤرق دائما أى نظام حاكم مع ان الله خلقنا احرار .وليست الديمقراطية والحرية منحة فى ايدى الحكام يهبونها ويسلبونها وقت ماشائوا لذلك يقول فولتير (عندما أقدر على ما أريد فهذة حريتى ).
ومع ان السلطة قادرة على تحويل الملائكة الى شياطين فهؤلاء الاعلاميين الخاضعين لاملاءات النظام الحاكم ماهم الا شياطين ينفذون رغباتة واوامره بدون النظر الى ما يهم جمهور الشعب العظيم .
ونحن نعيش مأساة حقيقية فى اعلامنا ولكن للأسف نحن نميل الى ذلك فكل طرف يريد ان يستمع ويصدق ما يحلو لة وفقط بدون اشغال العقل او رؤية الواقع الحقيقى الذى يحياه .
ذات يوم ذهبت الى قريتنا وكانوا يديرون فقط القنوات المؤيدة للأخوان بدعوى انها الحق وتقول الصدق ويؤمنون بكل كلمة تذاع على تلك القنوات وان ماعداها كاذب ومنافق ولا يذكر الحقيقة .وهكذا حال الطرف الأخر ايضا والذى يرفض ان يستمع الى ماتذيعة تلك القنوات ويصفها بالكذب وان اربابها ضيقوا العقول ولا ينتمون للواقع بشىء .
طبعا ناهيك على اننا نعيش فى عصر التكنولوجيا والانترنت وانتشار شبكات التواصل الاجتماعى وهذا يعطى فرصة لنشر الشائعات وترويج الأكاذيب وكل فرد عرضة لهذة الحالة من الاستقطاب او الانجذاب لتلك الاخبار الكاذبة .
وكذلك بعد القنوات عن مناقشة امور الناس وتسليط الضوء على مشاكلهم الحقيقية والانشغال بمواضيع أكثر سخافة مثل محافظ يفتتح مركز تجميل ومحافظ يكرم فنانة بملابس شبة عارية .
وفى نفس الوقت الذى يطالب الجميع بميثاق شرف اعلامى ولكن هيهات ان يتحقق فى ظل تلك الفوضى الاعلامية .وعندما تتشدد الدولة فى وضع قانون وضعى يعاقب من يروج للاخبار الكاذبة ويساعد على انتشار الفوضى يخرج هؤلاء الاعلاميين ضد القانون بحبسهم وينتهى الى الغاء عقوبة الحبس وتوقيع الغرامة على من يروج تلك الأكاذيب .
ياسادة الاعلام هو من يشكل وجدان الأمة .فالتفوا حول الوطن وتكاتفوا الى ما فى صالح الوطن والمواطنيين .وكونوا امناء فيما تقدمونة ولا تكون اداة لاشعال النار وتشتيت المواطنيين .وعلينا ان نعلم ان قوة الاعلام تعادل قوة الجيش .
وان اى سلطة تعلم ان تثبيت اركان حكمها وتثبيت دعائمة لا يتم الا بان يملك الحاكم سلطة الجيش وسلطة الاعلام .لذلك لا ننكر ان دويلة مثل قطر تحارب بقناة الجزيرة مالم تستطع ان تفعلة الجيوش .
ونحن لاننكر ان للسلطة عبيدها ومن يتغنون ويتعبدون فى محرابها ويخلطون بين الطيب والخبيث وبين الحقيقة والكذب وهكذا هم مستمرون مستخدمون ابواقهم فى الغناء لها طالما هم من يحققون المكاسب والملايين وغير مباليين بالشعب الذى يتاجرون بالامة واحلامة .ومع ان حكم السلطان غير دائم ولكنهم يتلونون بكل لون وهم خدم كل نظام طالما ضمنوا الجنيهات فعلوا أى شىء الا من رحم ربى منهم .
وهؤلاء الذين هربوا من براثن السلطة تراهم يعيشون تحت قمع ووئد لحرياتهم وتضييق عليهم كل الدوائر وتغلق كل الأبواب فى وجوهم برغم هذا الفضاء الفسيح من عصر التكنولوجيا والمواقع الاليكترونية وألاف الفضائيات ولكن ذلك يتم خارج الدولة التى ينتقدونها فيكتب لهم الغربة والانعزال بعيدا عن اوطانهم ايمانا منهم بمواقفهم .
والله خلق الحياة وفيها الخير والشر والملائكة والشياطين فسوف تستمر تلك الحياة حتى يوم الساعه خير وشر وملائكة وشياطين وعلى كل انسان ان يختار الى من ينحاز .
ولنا ان نعرف كم من شخص تغنى للسلطة ونعم برضاها وعندما ادارت له ظهرها وغلقت الابواب فى وجة انقلب عليها ولدينا امثلة كثيرة لهؤلاء الأفاقيين .وهناك من يسعى الى السلطة ويقدم كل فروض الولاء والطاعه ولكنها لا تسأل عنة .وهناك من تبحث عنة السلطة وتسعى الية .وهناك من يعارض السلطة من اجل ان يقول لها نحن هنا .
والسلطة هنا ليست النظام الحاكم وفقط ولكن كل صاحب نفوذ .لذلك رأينا ان كل ملاك الفضائيات والصحف من رجال الاعمال والتى تسير خريطتهم التحريرية حسب صاحب المحل كما يقولون فهو يبحث عن مصالحة وانه مجرد بزنس يستخدمة وقت ما يشاء للتخلص من خصومة او تأيد النظام او معارضتة ويستخدم فى ذلك كل الوسائل الممكنة والغير ممكنة ويجند لرغباتة من ينفذ خطتة وان خرج عن المسار يكون جزائة الطرد والحرمان من ملايين الجنيهات .
ورغم ذلك انا لا أثق فى اعلام السبوبة او الاعلام المنحاز لطرف على طرف اخر او اعلام يتغنى للحاكم انما اريد اعلام حر صادق .ولكن فى زمننا ينتصر الشر طالما الخير مقيد .
 حفظ الله الوطن .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق