السبت، يوليو 25، 2015

ضد الحكومة

كثيرا ما قررنا انا واسرتى ركوب مركب نيليلة والتمتع بجولتها القصيرة فى مياة النيل . فهى فسحة بسيطة يلجأ اليها كثير من البسطاء .فنحن لسنا من رواد النوادى ولا الفنادق النيلية والتى لا تتحملها الميزانية فى يوما من الايام .فنجد متعتنا من خلال تلك النزهة القصيرة .وأجد السعادة على وجوة كل المتواجدين على المركب .وكالعادة معظهم لا يعرف بعضهم بعضا .ولا هناك كشف بأسماء الركاب ولا اعمارهم ولا محل اقامتهم .انما يتسابقون داخل المركب ويجلسون بأسبقية الحضور.ويقوم عامل المركب برصهم رصا حتى يحظى بأكبر عدد ممكن من الركاب .وكثيرا ماتقوم بعض الأسر بوضع ابنائهم على أرجلهم حتى لا يحظى بتذكرة ركوب توفيرا فى النفقات .وما ان يكتمل الرص ويتم رضا سائق المركب على طريقة الجلوس يقوم بالتحرك .
وينشغل كل الركاب بالتقاط الصور التذكارية لهم ولأبنائهم ولأنفسهم .ومع الموسيقى الصاخبة ذات الأغانى الهابطة تكاد تسمع من جوارك بصعوبة بالغة .وتقول فى نفسك ماهى الا دقائق ونخرج من تلك الحالة المهم ان يفرح الجميع وترى الابتسامة على وجوة من حولك .
تحركت المركب بين ضفتى النيل ولم نسأل هل تلك المركب خاضعة لشروط السلامة والنقل النهرى
 وهل هى مستوفاة لشروط الترخيص وتتوافر بها عوامل الأمان فى حالة الغرق؟
 وهل وحدات التحرك من الانقاذ النهرى قريبة وعلى اتصال بكل المراكب العائمة على ضفتى النيل ؟
وهل هناك اجهزة لاسلكى او تليفون مع قائدى المراكب فى حالة النجدة للتواصل مع فرق الانقاذ  ؟
وهل هناك خطوط سير محددة لكل مركب حتى لا يحدث تصادم وخصوصا ان هناك اكثر من مرسى فى خلال الكيلو متر الواحد ؟
وهل يتم الكشف الدورى عن تلك المراكب وبانتظام من الجهة المسئولة للتاكد من مدى صلاحيتها وتوضيح القصور بها ؟
وهل يحصل قائد المركب على ترخيص بمزاولة المهنة وهل يتم تدريبة التدريب الكافى وان يكون متمتع صحيا وبدنيا وقادر على التصرف فى المواقف الطارئة  ؟
كثير من الاسئلة خطرت على بالى بعد حادث الوراق والذى راح ضحيتة اكثر من 33 مواطن مصرى بين طفل وشاب وفتاة .استقلوا مركبا ليحظوا بدقائق من السعادة والفرح .لم يخطر فى عقلهم ان يسألوا كل تلك الاسئلة واكثر لأنهم يعرفون ان هناك دولة وحكومة مسئولة عن المراقبة والمتابعة والعمل على سلامة حياة المواطنيين وراحتهم .
انما للأسف تخاذلت الحكومة متمثلة فى هيئة النقل النهرى فى متابعة مهام عملها وكان نتيجتة تلك الفاجعه المؤلمة .
والتى ممكن ان تحدث لى ولأخرون ركبوا مركبا بحسن نية ولا يعلمون مصيرهم المجهول بغرق المركب والذى تقاعست فية اجهزة الدولة عن القيام بدورها فى الرقابة والتفتيش وحتى تقاعسها فى الانقاذ والذى كان من الممكن لو اتيح بسرعة لأنقذ كثيرا من الأرواح .
انما اهمال الدولة هو من قتل هؤلاء البسطاء .ثم يخرج علينا رئيس الحكومة باحالة رئيس الهيئة الى التقاعد والتحقيق
وهذا ليس بكاف وانما يجب ان يحاسب أكبر مسئول حتى أصغر مسئول عن تلك الفاجعة المؤلمة .ويجب اقالة وزير النقل ومحاسبتة هو الاخر حتى رئيس الحكومة نفسة يجب ان يحاسب فهو المسئول الأول عن عمل الحكومة واى تقاعس هو مسئوليتة ولقد أقسمتم على رعاية الشعب ومصالحة رعاية كاملة فأين هى تلك المحافظة .
فهذا الحادثة لن تكون الأخيرة مادام هناك مقصر لم يتم محاسبتة .
فهناك قلوب موجوعه تنفطر دما على ابنائها وزهرة شبابهم وقلوبا تبكى دما على ابنائهم المفقودين حتى الان .فباى ذنب يتم قتل هؤلاء البسطاء والذين خرجوا يبحثون عن المتعة والابتسام فعادوا جثث الى ذويهم .
مرة واحدة فقط ننشدها ان يحاسب المسئولون الحقيقيون عن تلك الكارثة لا ان يتحملها صاحب الصندل انما يجب ان يتم محاسبة الجميع وبدون استثناء حتى يكون هناك رادع لمن تسول له نفسة ببيع ذمتة وضميرة .
فمازال هناك قلوب ثكلى تبكى أبنائها ولابد ان يهدأ ذلك الوجع بمعاقبة المسئوليين جميعا .

ورحم الله من فقدناهم وألهم الله الصبر لأهليهم اجمعين .



الجمعة، يوليو 24، 2015

نقطة ومن أول السطر

تقوم الثورات من اجل محاربة الظلم والفساد والاستبداد واقامة حياة كريمة للمواطنيين وحرية وعدالة اجتماعية .
ولكن يجب ان يتشارك المجتمع الثائر فى السعى الى تحقيق ذلك .وبوضوح شديد علية ان يعترف بواقعة الذى يحياه وان يسعى بكل جهد دؤوب الى تغيير تلك الحقيقة المؤلمة والتى يجب ان نعترف بوجودها اولا ولا نتهرب منها او نبكى على الاطلال ونتحسر على ماضى قديم فنحن ابناء اليوم واللحظة التى نحياها  .
فمثلا فى مصر رفعنا شعار محاربة الفساد وهتفنا عيش .حرية .كرامة انسانية .ولكن للأسف لم نسعى الى تحقيق ذلك باخلاص .انما تفرغنا الى جدالية لا تنتهى وحكى مستمر وتحولنا الى محلليين وخبراء فى كل شىء وأى شىء المهم ان تدلو بدلوك وكأنها النظرية المنطقية التى تقول  انا افكر فانا موجود .
فنحن لدينا مشاكل فى التعليم والصحة والمرور والرعاية الاجتماعية والثقافية والعشوئيات والبطالة وغيرها كثيرا .ونملك الخبراء والأكاديميين المتخصصين فى كل بند من مشاكلنا فماذا فعلوا غير الثرثرة والظهور فى التوك شو ومطالبة الحكومة او ادانتها .
برغم اننى لا أعفى الحكومة من المسئولية ولكن لانعدام الشفافية .وتغيب الحقائق عن المواطن . واهمال الحكومةلدورها وتركتة عرضة للاستقطاب من كل التيارات التى تتصارع فى جدالية لا تنتهى بدون ان تخطرة بحقيقة الأمور.
والأولى بها ان تخرج علينا بكل صدق وتوضح حقيقة ما نعانية وكيف نتغلب علية وماهى الخطط الطموحة لذلك والتمويل لتغيير ذلك الواقع ومحاسبة المقصر فى اداء عملة وقتها ستجد الشعب فى عضد الحكومة مساندا قويا.
وهنا اتعرض لموضوع التعليم على سبيل المثال.وان بعض الدول التى احدثت طفرات فى النمو الاقتصادى والعسكرى وحتى السياسى وفى كل مجالات نهضتها كان بسبب التعليم. ولذلك تضع تلك الدول التعليم فى أولوياتها وتوفر له التمويل وكل سبل الارتقاء والنهضة .
وبرغم ان العالم يعيش فى عصر التكنولوجيا والثورة المعلوماتية ونحن مازلنا نحارب الأمية وللأسف أمية القراءة والكتابة وليست الانترنت ومواكبة العصر المعلوماتى ولا دخلنا نادى البلدان النووية ولا حتى استفدنا من الهبات الطبيعية التى قدمتها لنا الطبيعه من شمس وانهار وبحار ومعادن ولا حتى أثارنا التى تعد ثلثى اثار العالم لم نستطيع توظيفها التوظيف السليم واللائق .
ولا يتأتى استخدام ذلك كلة الا بفضل العلم فهو الطريق الى الارتقاء والتقدم وقد فهمت الدول الغربية ذلك مبكرا واعطت البرامج ووضعت السياسات لنهضتها العلمية حتى استطاعت التفوق فى كل المجالات المختلفة .
ونعلم جميعا اننا لدينا قصورشديد وتخلف فى التعليم . فهناك فصول مكتظة بالتلاميذ ومناهج مركزية خاضعه للنظام الحاكم .وقلة عدد المدارس وخصوصا فى التعليم الاساسى برغم انه الركيزة الأساسية فى تشكيل الوجدان وتوجية العقل وبرغم ذلك يحظى بالاهمال الشديد .
ناهيك على المناهج والتى لا تساير لغة العصر واعتمادها على الجانب النظرى دون العملى وكذلك الفجوة الواضحة بين المناهج وسوق العمل وعدم ملائمتها للتطور العلمى فى العالم .وكذلك المدرس الذى تؤل الية كثير من الامور فى تدهور تلك العملية برمتها بعدما تحول الى تاجر بما يقدمة من علم ومعرفة لتلاميذة ولا يشغل رأسة سوى الدروس الخصوصية .
وعندما تدخلت الحكومة لتحسين احوالة ووضعت كادر وبرامج تدريبية لرفع كفائتة وقامت بزيادة دخلة وكل ذلك كان دون جدوى فى ان يحييد عن الطريق الذى رسمة وهو التجارة بمادتة ومواصلتة فى اعطاء الدورس الخصوصية واهماله فى الشرح داخل فصلة .حتى اعتمد كثير من الطلاب على تلك الدروس وأهمل دور المدرسة تماما مما جعل الطالب يقفد الثقة فى التعليم ككل وكذلك المدرسة  .
ولابد ان يتحول الاهتمام بالتعليم الى قضية امن قومى لانة اساس التقدم فى كل المجالات وهو من يفرز العامل البشرى المؤهل لقيادة دفة الأمور على منهج علمى مدروس وخطط طموحة. وعلى الحكومة ان تعرف ان التعليم هو حجز الزاوية الأساسى فى التطوير الى الأفضل صحيا وعسكريا واجتماعيا وانة صمام الأمان لامننا القومى لو تم رعايتة حق الرعاية . ما نحتاجة لنتخطى كل عقباتنا ومشاكلنا هو احياء للضمير ومرعاة الله فيما نقدمة ونبذلة .هناك دول كانت فى ظروف اصعب منا بكثير ولكن كان لدى شعبها الارادة على التغيير والتحول الى الافضل ونحن نستطيع
ايها السادة يجب ان نعترف بمشاكلنا ويكون لدينا القدرة والارادة لتحدى تلك العقبات وان نحدد الأولويات لننتقل الى مصاف الدول المتقدمة ونحن نستطيع ان شاء الله

وحفظ الله الوطن 

الخميس، يوليو 23، 2015

علامة استفهام ؟

فى حياتنا كثير من علامات الأستفهام وتحتاج الى توضيح .ولكن تمر بنا الحياة وتبقى كثير من اسئلتنا غامضة لا اجابة لها
واذكر هنا بعض الأمثلة الحياتية والتى نتعايش بها .
اتذكر بان قامت زميلتنا والتى تعمل دكتور فى احد الجامعات الخاصة والمرموقة بعمل بلوك لنا على صفحة التواصل الاجتماعى فيس بوك بحجة أننا مؤيدين للدولة العسكرية ونناصر الرئيس السيسى .والسؤال اذاكان هذا فكر أرباب العلم والمعرفة والنخبة فى ادارة الخلاف فكيف يكون حال البسطاء من اهالينا ؟
لى قريب تعدى عقدة الثالث ويريد ان يتزوج فقامت أختة بجمع عدد من الأسماء من بنات القرية ليقوم هو بالاختيار وهذة عادة فى الريف المصرى بان يقوم الأهل بترشيح العروس الى العريس ولكن مافعلة الاهل هذة المرة كان شديد الغرابة فقد قاموا باستبعاد بعض الأسماء بدعوى انهم مؤيدون لإنقلاب
30 يونيو وان أيديهم ملوثة بالدماء .
فلاح مصرى جلس فى صمت يتسائل انة برغم ضغوط الحياة وعناء المعيشة من غلاء المبيدات والتقاوى وندرة الكيماوى وعدم قدرتة على تسويق محاصيلة وغلاء الايجار ولا يوجد لة رعاية اجتماعية ولا تأمين صحى ولا اندية اجتماعية حتى النقابة المزعومة والتى تحمل اسمهم هى مجرد حبر على ورق .فهل ادركت الحكومات المتعاقبة انه فعلا الشهيد الحى وهل تسعى يوما ما الى النظر اليهم بعين الاعتبار لما يشكلونة من عمود اساسى فى تشكيل المجتمع المصرى ؟
ستطالعنا الصحف فى الأيام القادمة بمنشيتات بالبنط العريض وباللون الأحمر (لا وساطة ولا محسوبية فى اختبارات القبول بالكليات العسكرية ) ونعرف جميعا مهما ادعو ذلك بأنها مجرد مانشيتات لا تغنى ولا تثمن من جوع وسيستمر وراثة تلك الكليات من أبناء الصفوة والمحسوبية .فعلى حكومتنا ألا تكذب على مواطنيها ولتنظر الى التسلسل العائلى فى القضاء والسلك الدبلوماسى والكليات العسكرية وغيرها فالوراثة والمحسوبية اسلوب حياة فى عرف هؤلاء ونحن لنا الله العادل القدير فهو خير المعين .
اليوم هو ذكرى حركة الضباط الأحرار. وبرغم مرور كل تلك السنوات على ثورة يوليو. الا ان هناك أسرار مازالت تروى وحقائق تذكر ومازالت هناك أجيال لم تحياها ولكنها خرجت منقسمة بحسب توجهاتها السياسية بين مؤيد ومعارض .ولكن تبقى ثورة يوليو ومؤازرة الشعب لها والتفافة حولها تأييد ودعما نقطة تحول لشعوب كثيرة فى العالم اجمع تنادى بالتحرر من التبعية الاستعمارية وتسعى الى حريتها .
محافظ الاسكندرية قرر منذ ايام بقطع الكهرباء والغاز والمياة عن العقارات المخالفة والسؤال ان كنت حضرتك تعرف انها مخالفة منذ البداية فكيف تم توصيل اليها المرافق فعليك ان تحاسب رجالك قبل ان تحاسب المواطن الذى اشترى شقته كاملة المرافق ؟
فى المناطق الشعبية والمكدسة بالمواطنيين لا أثر لرجال المرور ولا حتى لعسكرى داخلية واحد .ففى منطقة العشرين بفيصل مثلا لكم ان تطلعوا على السيارات الفولكس والترامكوا والتى انتهت صلاحيتها وعمرها الافتراضى منذ عقود والتى  تسير بدون لوحات معدنية  ويقودها اطفال ناهيك عن التوكتو ذلك الاختراع القاتل .فهل هذة المناطق جزء من الوطن ام تكتفى وزراة الداخلية بالوقوف فى الشوارع الراقية فى محى الدين وجامعه الدول وتترك تلك المناطق لمافيا البلطجة ؟
وتتوالى علامات الاستفهام فى اللقاء القادم .
 حفظ الله الوطن


 23-7-2015