الجمعة، أغسطس 10، 2018

السلطانة شجرة الدر


ثلاثة ملكات مصرية سيظل التاريخ يذكرهم دائما  .فكانت حتشبسوت فى الحقبة الفرعونية وكليوباترا بنت بطليموس الثالث عشر واخر الملوك المستقلين الذين تولوا حكم مصر منذ مينا والتى شغلت حياتها العالم الرومانى وحبيبة مارك انطونيو  . وشجرة الدر فى التاريخ الاسلامى وهى موضوع مقالنا .
وشجرة الدر هى جارية أرمنية وقيل تركية وقد اشتراها الصالح ايوب قبل ان يصبح سلطانا ولكنه تزوجها بعد خروجة من المعتقل فى الكرك .وعندما تولى السلطنة فى مصر حصلت على حريتها و تزوجها.وقفت معة وساندتة فى حربه التى انتصر فيها على موجة الصليبين و ضد لويس التاسع ملك فرنسا وتنوب عنه فى امور الدولة وقت غيابة .
وكان دورها الرائع وحنكتهاعندما مرض الملك الصالح ايوب اثناء المواجهات مع جنود لويس فكانت تصدر التعليمات بخاتمة حتى توفى واستمرت فى ذلك الإجراء بعد وفاتة  حتى لا يعلم المماليك بموتة اثناء المعركة فينفرط عقدهم وتفتر عزائمهم ويخسروا المعركة وقد ابلغت الأمير فخر الدين الذى قاد المعركة حتى النصر والطواشى جمال الدين من خاصية الملك واتفقا على اخفاء خبر موت الملك الصالح حتى نهاية الحرب وكانت هى تستقبل الوفود وتقوم على ادارة امور الدولة وتدعى ان الملك مريض حتى طعامه كان يدخل الى غرفتة حتى لا يشك احد فى موته .
و كتب لها الانتصار وأبيد جيش لويس ما بين مقتول او اسير حتى لويس نفسة وقع فى الاسر وتم دفع فدية عظيمة لنجاتة  .
واستمرت فى المحافظة على كيان الدولة الأيوبية حتى استدعت طورانشاه ابن زوجها من العراق ليتولى السلطنة .ولكنة عاد بخاصيتة من رجاله والذين تقلدوا المناصب بدلا من مماليك أبية والذين حنقوا علية لما يضمرة لهم من حنق وغدر .حتى زوجة ابية لم تسلم منه ومن تدخلاته وهو يتوعدها لتقر له بمال ابية وكانت تقول له انها انفقتة على الحرب وتحقيق الانتصار ولكنها خشيت منه ومن غدرة فذهبت الى القدس وقد نفذ صبرها من نكراه للجميل سواء لها او للماليك الذين حافظوا له على ملك ابية  فأمرت رجالها أقطاى بقتلة.
وبقتل طورانشاه تنتهى الدولة الايوبية وتبدأ فترة حكم المماليك البحرية بقيادة السلطانة ذات الحجاب الجميل والستر الجليل والدة المرحوم خليل وسكت النقود بألقابها الملكية وساعدها فى ذلك جنودها من المماليك الذين استتب لهم الأمر وقاموابمبايعتها سلطانة .
 و مع ان المماليك فى حقيقه الامر يسعون للاستيلاء على السلطة كان عليهم اظهار التموية على السوريين الخاضعين لسلطانتهم بأن الحكم مازال فى بيت ايوب حتى بعد ان تزوجت شجرة الدر عز الدين ايبك اقاموا طفل ايوبى لارضاء سوريا والخليفة العباسى .
ومع انها كانت تدير امور المملكة بمساعدة عزالدين ايبك ويتم الدعاء لها على المنابر الا ان المسلمين خارج القطر المصرى كان لديهم عدم رغبة ان تتولى حكمهم امرأة فخرج أهل سوريا عن طاعتها وبايعوا حاكم حلب الناصر يوسف الأيوبى .
كما ارسل الخليفة العباسى المستنصر بالله ليطلب من الأمراء ان يتولى الحكم رجل وقال لهم نصا (اعلموا ان كان مابقى عندكم فى مصر من الرجال من يصلح للسلطنة ارسلنا لكم من يصلح لها وذكر حديث الرسول (ص) لا أفلح قوما ولوا امرهم امرأة )
وامام ذلك التهديد خلعت السلطانة شجرة الدر نفسها من السلطنة ثم تزوجت من عز الدين ايبك التركمانى والذى تولى بعدها مقاليد الحكم .وتخلصت من أقطاى صاحب الكلمة على الجنود والامراء وقائد جيشها فى تصفية فلول الحملات الصليبية .
ولكنها كانت صاحبة الكلمة العليا على ايبك ومالكة المال التى كانت تغدق بة على العامة وتشترى به الجنود والامراء من المماليك للنزول على طاعتها وايبك راضخ رغما عنه لنفوذها وسلطانها حتى انها امرتة بتطليق زوجتة ام ولدة المنصور ولكنة اخطأ عندما تجرأ وخطب ابنة صاحب الموصل نكاية فى شجرة الدر.وذلك بعدما احكم قبضتة على امور البلاد وتخلص من كل رجالها وفلول الايوبين الذين يطالبون بالحكم ولكنها امرت خدمها بضربة بالقباقيب وهو يستغيث ويتوسل اليها حتى طلبت منهم ان يرفعوا ايديهم عنه ولكنهم خافوا ان عاد الى الحياة لقتلهم فقتلوه .
وتولى ابن ايبك السلطنة بعد مقتل ابية وكان اول ما فعلة هو التحقيق فى مقتلة والقبض على الفاعلين .وتعتقل ام خليل فى البرج الأحمر بالقلعة ثم تقاد الى ضرتها التى امرت ايبك بتطليقها لتأمر جورايها بقتلها بالقباقيب حتى ماتت. وألقيت بجثتها عارية من فوق السور الى خندق فى القلعة لمدة ثلاثة ايام لتلعق فيها الكلاب حتى حملت فى قفة ودفنت فى مقبرتها المعروفة الان عند مدخل قرافة الامام بالقرب من مقام السيدة نفيسة .
والشاهد فى حياة شجرة الدر انها كانت حكيمة وذكية وعندها حسن التدبير والتصرف والوصول الى هدفها مهما كانت الوسائل ولها شخصية قوية وفرضت نفسها على السلطان الصالح فى حياتة وحكمت مصر بعد وفاتة لمدة 88 يوما . و سيظل اسمها خالدا كأول سلاطين المماليك  انها السلطانة شجرة الدر .

لغتنا القديمة


مصر أم الحضارات .ونحن اليوم نتفاخر بأننا حضارة سبعة ألاف عام .
ولكن حقيقة التاريخ المصرى هو انه قصة واحدة طويلة .تدور احداثها حول أشخاص مختلفيين فى الثقافة والعادات واللغة وحتى الدين ولكن البطل واحد طوال تلك العقود الطويلة هو الشعب المصرى .
فمنذ حكم الاسرات الفرعونية مرورا بحكم الفرس ثم اليونان والرومان وبيزنطة حتى وصولا للفتح الإسلامى حتى وصلنا الى الاسرات الطولونية ثم الاخشيدية والفاطمية فالايوبية فالمماليك البحرية والبرجية حتى الغزو العثمانى حتى وصول الحملة الفرنسية فاسرة محمد على .وبطل القصة مصرى ولكنه ترك لنا برغم النكبات والانتصارات تاريخ طويل .
ولكننى هنا أركز على نقطة جوهرية منذ دخول مصر تحت عبائة الفتح العربى عام 640 م أصبحت ركن هام من أركان العالم الإسلامى الذى يشمل شعوب وأمم مختلفة استطاعت ان تحافظ على لغتها الأم مثل اندونيسا وايران وتركيا وباكستان وغيرهم ولكن المصريين تنازلوا عن لغتهم الأم واتخذوا اللغة العربية بدلا منها ورويدا انفصلت مصر تماما عن حضارتها وتاريخها الفرعونى الذى برغم مرور كل تلك العقود من انكسارات تحت الحكم اليونانى او الرومانى او البزنطى او حتى الفارسى ظلوا محتفظيين بهويتهم وقوميتهم ولغتهم .
ومن الغريب ان نبدأ نحن كمصريين مسلمين تاريخنا الحضارى بالفتح الاسلامى والمصرى المسيحى يبدأ تاريخه الحضارى بكرازة مرقس الرسول . وكأن ما سبق من تاريخنا صفحة وانتهت .لذلك انتظرنا طويلا جدا حتى استطاع شامبليون فك طلاسم لغتنا التى اندثرت لنعرف تاريخنا المجهول .
وانة ليس من المنطق نجهل حضارتنا لاننا لم نحافظ على لغة الأجداد فقد بدأ ذلك الاندثار  مع اعتناق المصريين المسيحية فقد يسرت لهم الأحرف اليونانية كتابه لغتهم القبطية والتى انثدرت هى الاخرى مع الوقت ولم يتبقى منها سوى ان تكون لغةبعض الطقوس الكنسية .
وانا أسال نفسى سؤال كيف للمصريين برغم كل الغزاه الذين استولوا على مصر استطاعوا الحفاظ على لغتهم وكتابتهم الهيروغليفية وعاداتهم وتقاليديهم وقوميتهم ولم يتأثروا بهؤلاء الغزاه حتى انهم لم ينقلوا عنهم شىء وكذلك لم يتحولوا الى اليونانية او الرومانية او غيرها من اللغات الاستعمارية .
ولماذا لم يحافظ المصرى المسيحى على لغته القبطية برغم انه السبب الأول عندما أصدر قرار من الامبرطور تيودوسيوس عام 395 م بايقاف العبادات الوثنية فى انحاء الإمبرطورية ومن هنا كانت بداية هدم المعابد والفتك بكل ما هو وثنى فكان المصريين وثنيون يعبدون الحيوانات لذلك ارىى ان يتحمل المصرى المسيحى تبعية ضياع مفاتيح الكتابة المصرية القديمة الهيروغليفية ومنذ ذلك واصبح تاريخنا مجهول لاننا تبرانا منه وقتها .
والسؤال الأهم ماذا لو لم يقوم شامبليون بفك طلاسم تلك اللغة القديمة . كنا سنظل نجهل تاريخنا حتى الان ولم ولن نعرف شىء عن احمس وتحتمس وحتشبسوت وغيرهم .