الجمعة، أغسطس 10، 2018

لغتنا القديمة


مصر أم الحضارات .ونحن اليوم نتفاخر بأننا حضارة سبعة ألاف عام .
ولكن حقيقة التاريخ المصرى هو انه قصة واحدة طويلة .تدور احداثها حول أشخاص مختلفيين فى الثقافة والعادات واللغة وحتى الدين ولكن البطل واحد طوال تلك العقود الطويلة هو الشعب المصرى .
فمنذ حكم الاسرات الفرعونية مرورا بحكم الفرس ثم اليونان والرومان وبيزنطة حتى وصولا للفتح الإسلامى حتى وصلنا الى الاسرات الطولونية ثم الاخشيدية والفاطمية فالايوبية فالمماليك البحرية والبرجية حتى الغزو العثمانى حتى وصول الحملة الفرنسية فاسرة محمد على .وبطل القصة مصرى ولكنه ترك لنا برغم النكبات والانتصارات تاريخ طويل .
ولكننى هنا أركز على نقطة جوهرية منذ دخول مصر تحت عبائة الفتح العربى عام 640 م أصبحت ركن هام من أركان العالم الإسلامى الذى يشمل شعوب وأمم مختلفة استطاعت ان تحافظ على لغتها الأم مثل اندونيسا وايران وتركيا وباكستان وغيرهم ولكن المصريين تنازلوا عن لغتهم الأم واتخذوا اللغة العربية بدلا منها ورويدا انفصلت مصر تماما عن حضارتها وتاريخها الفرعونى الذى برغم مرور كل تلك العقود من انكسارات تحت الحكم اليونانى او الرومانى او البزنطى او حتى الفارسى ظلوا محتفظيين بهويتهم وقوميتهم ولغتهم .
ومن الغريب ان نبدأ نحن كمصريين مسلمين تاريخنا الحضارى بالفتح الاسلامى والمصرى المسيحى يبدأ تاريخه الحضارى بكرازة مرقس الرسول . وكأن ما سبق من تاريخنا صفحة وانتهت .لذلك انتظرنا طويلا جدا حتى استطاع شامبليون فك طلاسم لغتنا التى اندثرت لنعرف تاريخنا المجهول .
وانة ليس من المنطق نجهل حضارتنا لاننا لم نحافظ على لغة الأجداد فقد بدأ ذلك الاندثار  مع اعتناق المصريين المسيحية فقد يسرت لهم الأحرف اليونانية كتابه لغتهم القبطية والتى انثدرت هى الاخرى مع الوقت ولم يتبقى منها سوى ان تكون لغةبعض الطقوس الكنسية .
وانا أسال نفسى سؤال كيف للمصريين برغم كل الغزاه الذين استولوا على مصر استطاعوا الحفاظ على لغتهم وكتابتهم الهيروغليفية وعاداتهم وتقاليديهم وقوميتهم ولم يتأثروا بهؤلاء الغزاه حتى انهم لم ينقلوا عنهم شىء وكذلك لم يتحولوا الى اليونانية او الرومانية او غيرها من اللغات الاستعمارية .
ولماذا لم يحافظ المصرى المسيحى على لغته القبطية برغم انه السبب الأول عندما أصدر قرار من الامبرطور تيودوسيوس عام 395 م بايقاف العبادات الوثنية فى انحاء الإمبرطورية ومن هنا كانت بداية هدم المعابد والفتك بكل ما هو وثنى فكان المصريين وثنيون يعبدون الحيوانات لذلك ارىى ان يتحمل المصرى المسيحى تبعية ضياع مفاتيح الكتابة المصرية القديمة الهيروغليفية ومنذ ذلك واصبح تاريخنا مجهول لاننا تبرانا منه وقتها .
والسؤال الأهم ماذا لو لم يقوم شامبليون بفك طلاسم تلك اللغة القديمة . كنا سنظل نجهل تاريخنا حتى الان ولم ولن نعرف شىء عن احمس وتحتمس وحتشبسوت وغيرهم .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق