السبت، مايو 06، 2017

حول تيار الكرامة

لا شك ان صوت المطربة الرائعه صباح يؤثرك وهى تشدو وتقول
كلام كلام ما بخدش منك غير كلام .
علقت قلبى فى الهوا
بكلام كتير راح فى الهوا....
وانت اتاريك بياع كلام
لا ادرى لماذا تذكرت تلك الأغنية وانا اقرأ خبر اندماج التيار الشعبى وحزب الكرامة واعلان عن ميلاد حزب جديد اسمة تيار الكرامة .
ثم تنبهر والسيد حمدين صباحى يخطب ويعلن ويعلى من صوتة بان هذا الإندماج خطوة نحو توحبد الحركة الوطنية التى عانت من التشرزم .وان هذا الاندماج يحقق فريضة التنظيم الغائبة التى افتقدتها ثورة يناير ومؤكدا ضرورة استكمال أهداف الثورة واعادة تنظيم القوى السياسية .وان هذا التيار الجديد سيكون عمود الخيمة التى ستجمع كل القوى السياسية من اجل انتخابات 2018 وانه فى حالة موافقة الأحزاب على اختيارة سيكون شرف لة وان اختارت غيرة سيدعمه بعد ان نتناقش فى برنامجة .
وانتهى المؤتمر وسط تهليل وتكبير وصيحات وهتافات وانذارات للنظام القائم باننا قادمون او نحن احياء نرزق وموعدنا فى انتخابات 2018.
السيد حمدين صباحى نريد ان يذكرنا بماذا قدم التيار الشعبى اصلا للشعب المصرى .بل اين حزب الكرامة من الخريطة الحزبية واين دورة على الساحة غير بيانات الشجب والإدانة ومؤتمرات لا تتخطى الحوائط الكرتونية التى يجتمعون فيها  .ان ما بقى من بعض تلك الأحزاب مثل الوفد او الكرامة او التجمع سوى صحيفة لا يقرئها الا القليل من اعضائها .
فى مصر تخطى عدد الأحزاب التسعين حزبا ولا يعلم الشعب المصرى عنهم شيئا لانهم تحولوا الى احزاب كرتونية ناهيك بعض الأحزاب التى تملك الأموال لتقيم مؤتمراتها فى القاعات المكيفة وتمتلك عدد من النواب داخل البرلمان .والتى انفصلت عن الشعب بعد تربعهم على كراسيهم تحت القبة .
 اؤكد اولا ايمانى بدور الأحزاب السياسية فى بناء العملية الديمقراطية وتداول السلطة ولكن تلك الأحزاب نحن نفتقدها بشكل حقيقى .واننا نعيش بلا سياسة ولا عمل سياسى ولا يوجد مؤمنين بذلك التوجة .ولنا ان ننظر ان مصر تخطى عدد سكانها 90 مليون ومن يحق لهم الانتخاب اكثر من 40  مليون ولكن هناك عزوف عن المشاركة السياسية داخل كيانات حزبية ولا تتعدى 2% على اغلب الأحوال والباقى 98% هى الأغلبية الصامتة والتى خرجت لمؤازرة الثورة والمشاركة فى الاستفتاء وما تلاها من انتخابات املا فى تحقيق أحلامها من حرية وكرامة وعيش كريم ولكنها عادت الى سابق عهدها تنتظر المخلص مع عدم ايمانها بما يحدث فهى فى الواقع ليست متابعه كل ما يشغلها احوالها وظروفها وفقط ولا يهمها من يحكم او يقود .
ونحن لسنا انجلترا التى لديها نموذج حزب المحافظين والعمال او الولايات المتحدة بحزب الجمهوريين او الديمقراطيين .فلديهم هناك حوار وشعب متفهم ومؤمن باختياراتة ونحن لم نصل بعد الى تلك النقطة المهمة .
فهل اندماج التيار الشعبى والكرامة بالنقطة المهمة التى يلتف اليها الشعب (الأغلبية الصامتة ) ام تنحصر داخل غرفهم المغلقة .
أريد ان اذكر السيد حمدين بموقف للرئيس السادات عندما تحدث عن تحالف القوى الوطنية فكان ردة الفلاحون فى حالهم, والعمال يحركهم الشيوعيون ،والراسمالية سعيدة بالانفتاح ،ولكن القلق من المثقفون هؤلاء الأفندية الذين يثيرون المشاكل ،ولكنهم نسوا القوة الخامسة وهى الجيش .
فعلينا ان نعترف بالواقع الذى نعيشة وان يكون المنطق سيد الموقف فالمعادلة صعبة ولابد من خلق حالة من جمع تحالف قوى الشعب بشكل حقيقى لا ان تبحث كل قوى عن مصالحها ومشهد 18 يوم من عمر ثورة يناير ليس ببعيد ولكنهم انصرفوا بعدها الى البحث عن مكاسبهم وانفض تحالف قوى الشعب سريعا فلذلك فشلت الثورة فى تحقيق اهدافها .
علينا ان نعترف اولا اننا لا نملك احزاب سياسية .وكل ما يتم الان من اندماجات او تحالفات هى مجرد صدى صوت .وحتى لو تحالفت كل الأحزاب لن تقدم شىء طالما للا تملك ظهير شعبى حقيقى مؤمن بأفكارها وايدلوجياتها
وان استمرار ذلك الكم الهائل من الأحزاب المشتتة لن نصل الى الديمقراطية التى نتمناها وسيستمر الوضع كما هو علية الان .
ولان الكل يتحرك حسب مصالحة ويبحث عن اسباب بقائة سواء من يحاول التقرب من السلطة  وهم كثيرون .او من يعارض وهم صوت خافت بين الأصوات التى تصدح وتسبح بمجد النظام .
والحل فى بناء كيانات حزبية حقيقية بمعنى الكلمة فعلا وواقعا .وحتى ذلك سيبقى كل ما يحدث كلام كلام ومتاجرة وانتهازية سياسية للعودة الى مشهد سيحجبون منه سريعا شائوا ام آبوا .
لذلك اؤكد على تفهمى وايمانى بضرورة توحيد الأحزاب ذات الأيدلوجية الواحدة او القريبة من الافكار بعضها ببعض حتى تقوى وتستطيع التواصل مع الشارع ولتحقيق هدف الانتشار بنشر أفكارها .واعرف ان الجو غير مهيأ وتم تجفيف منابعها برغم كثر الأحزاب والتى غالبيتها فى حضن السلطة الحاكمة الان .
اعترف انه بعد المؤتمر الإقتصادى الذى أقامة النظام الحاكم فى شرم الشيخ أقيم مؤتمر اقتصادى بعده فى نقابة التجاريين تحت رعاية التيار الديمقراطى والمنتدى الوطنى تحت عنوان مؤتمر مواجهة الأزمات الإقتصادية والإجتماعية فى مايو 2016 .وانتهى المؤتمر بتقديم ورقة عمل ورؤية لبعض تلك الأزمات ولكن اين هى من العرض والتنفيذ والتطبيق ولكن بعد انتهاء المؤتمر انتهى الحفل وذهب المعازيم الى حال سبيلهم .
وذلك لان النظام لا يسمع لمعارضية ولم يحاول ان ياخذ منهم او الجلوس معهم وتم تغيبهم اعلاميا بكل الصور ماعدا منصات التواصل الاجتماعى وهذا لايبنى معارضة ولا يقيم حوار
وهل باندماج التيار الشعبى والكرامة تم دفن التيار الديمقراطى الذى كان يحمل نفس الأهداف المزعومة للخيمة التى كانت تضم بعض  الأحزاب السياسية وكان منها الكرامة والتحالف الشعبى والدستور ومصر الحرية والعدل والعيش والحرية  .
وقد حضرت الإجتماع التأسيسى للتيار الديمقراطى وسمعت من معسول الكلام الكثير ومن الأمانى والأحلام أكثر ولكن بقيت الكلمات وغاب التطبيق  والتنفيذ .
و منذ فترة قريبة حضرت اجتماع عن التحضير لانتخابات 2018 ومن الأشخاص الذى يجب ان نقف خلفهم وان نختار منهم فهل يكون  د مصطفى حجازى رجل الدولة فى نظام عدلى منصور ام يكون د عصام حجى الطائر المهاجر او يكون خالد على المحامى  الطموح الثائر او المستشار هشام جنينة قاهر الفساد فى عيونهم او السفير معصوم المقاتل القديم كل ذلك اقترحات يتبعها دعم من تتوافق علية الأحزاب التى تعد على أصابع اليد الواحد ونحن لدينا عشرات الأحزاب الاخرى  فما مصيرها سيد حمدين؟
ومما لا شك فية ان النظام سيترك لهم مساحة من الحرية للحركة حتى يظهر أمام العالم اجمع ان هناك منافسة ولدينا انتخابات حقيقية وان العبرة فى صندوق الانتخابات وللشعب الحق فى اختياراتة .
وعلى قوى المعارضة سواء من كيانات سياسية او شخصيات عامة ان تستفيد وان يكون لديها وعى حقيقى بما تطرحة من رؤى ولا تستغل ذلك من اجل معارضة وفقط بدون ايجاد حلول حقيقية .
والايام القادمة كفيلة بما يحدث





الجمعة، مايو 05، 2017

الى ابى

علمنى والدى ان اكون على قدر المسئولية التى تقع على عاتقى .
 علمنى كيف يكون ضمير الانسان هو ضوء طريقة .
 علمنى كيف احب الناس جميعا بدون استثناء
علمنى  الود والعطف وصلة الرحم
علمنى ان لا انظر الى ما فات وان اخذ منة الدرس والعبر وان اركز فيما هو قادم
علمنى ان احلم وان اسعى الى حلمى متخطيا كل الصعاب والحواجز
علمنى ان اليأس ضعف وجبن وان لا اهرب من مشاكلى وعليا مواجهتها
علمنى ابى كثير من الأشياء والحكم .كانت كلماته نبراسا ونظراتة اوامر تتبع
تشتت بى الطريق والدروب .وعاشت احلام وماتت اخرى وهو على ابتسامتة كلما قابلتة ينظر الى بعين الرضا احيانا والعطف احيانا اخرى ويقول فى صمتة حفظك الله يا بنى
حاولت ان لا اخيب امال والدى واكون كما يحب ان يرانى
لا ادرى لماذا تدمع عينى الان وأنا اتذكر شريط طويل من الذكريات .برائة الأطفال وأحلام الشباب فقد كبرت بين يدية وفى كنفة واليوم صرت أبا أنا كذلك وعليا ان أغرس كل القيم التى تعلمتها فى أولادى حتى يكونوا امتداد لجدهم ولى ولأجيال اخرى قادمة .
فازلت اتذكر كلمات التانيب وكلمات الاطراء .مازلت اتذكر الحضن الدافى الذى كان يجتوينى وقت الألم ويصرف عنى الحزن واليأس والغضب .كانت تكفينى كلمات لأمتلأطاقة تدفعنى الى ما أصبو الية

اليك ابى لاتكفيك كلمات منى لتعوضك عن كل همسة ولمسة وافيتنى بها .تحملتنى كثيرا وتحملت تبعات اخطائى
فرحت لفرحى وحزنت لحزنى
تباهيت بنجاحى وامتلأك الفخر والعز والغنى
ابنى اليوم اصبح رجلا وهذا يكفينى
لك حبى وحياتى فانت وطنى وموطنى وانتمائى
ابنك مازال على قدر المسئولية
ابنك اصبح والد وانت اصبحت جد


 الى أبى 

ذكرياتى فى رمضان

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم .اعادة الله علينا وعلى الجميع بالخير والبركة وكل عام وانتم جميعا بخير .
مازلت أتذكر ذكرى استقبال الشهر الفضيل فى طفولتى فى قريتنا البعيدة بكل الحفاوة .وكنا نجوب القرية ونحن اطفال صغار ونهلل رمضان بكرة وكان سعيد الحظ من يمتلك فانوس رمضان او من يعلق زينه فى حارتة ويشترك الجميع لصنع فانوس رمضان الكبير لنتفاخر به امام أقراننا من المناطق المجاورة .وكان اطفال كل منطقة يلعبون معنا لعبة السيجا والدائرة والإستغماية وعسكر وحرامية وغيرها  .وكنا ننتظر بجوار المسجد نترقب المؤذن للصعود الى المأذنة وبمجرد التكبير ننطلق بسرعة البرق الى بيوتنا لنخبر الأهل بأن المؤذن صدع بالنداء وليفطر الجميع .
كما كنت اقاوم النوم لأشاهد المسحراتى وهو يقوم بالدق على الطبلة ليوقظ الأهالى لتناول السحور ولكننى لا استطيع ولكن والدتى كانت تقوم بايقاظى قوم بسرعة المسحراتى وصل وعندما اقوم يكون مر من امام البيت لانة يمر بسرعة ولأنة يجوب القرية كلها وينادى احيانا بالاسم على بعض الأهل ليوقظهم لتناول السحور .وكان بعد انتهاء رمضان يمر يوم العيد ليحصل على ما تجود بة البيوت من خيرها وفضل من الله فكان يحصل على الكعك والبسكويت والأرز والدقيق واحيانا نقود وحولة كثير من الأطفال لان ذلك كان يتم نهار العيد وكان هو اليوم الذى اشاهد فية المسحراتى عن قرب.
كانت الزيارات المتبادلة لا تنقطع والعزومات تتواصل ويلتقى الأهل والأحباب والجيران وكان جو الحب والمحبة السائد بين الجميع فى تكافل وترابط متين .
وكان هناك حديث من شيخ المسجد يوميا بعد صلاة العصر وقبل صلاة العشاء يلتف اهالى القرية فى حلقة حول الشيخ والمسجد ممتلأ عن آخرة ويتم استضافة أهل العلم والحديث من ابناء القرية الدارسين بالأزهر الشريف لإلقاء الدروس وطرح كل الأسئلة التى تدور فى العقول وتخاطر القلوب ويجيب علية الشيوخ حسب اجتهاداتهم وكان منهم من يستعين بمن هو اعلم منة ليجيب حتى لا يقع فى فتوى خاطئة .ثم تكون صلاة التراويح وبعدها يلتقى الاصدقاء والأهل فى جلسات سمر لا تستمر طويلا .لأن يومهم القادم سيبدأ مع صلاة الفجر .
ولم يكن هناك اى انشغال بما يقدمة التلفزيون من فوازير او مسلسلات واعلم بيوت كثيرة كانت تفضل حجب التلفزيون تماما حتى لا ينشغل اهل البيت عن العبادة وكان الراديو هو وسيلة لمعرفة الأخبار . ولكننى أعترف ان هذا المجتمع المسالم لم يشغل عقلة سوى بحقلة وامورهم اليومية ويعيشون فى حالة من الرضا برغم قسوة حياتهم ونقص كل الأمكانيات أو بالأحرى انعدامها تماما ولكنهم يتكيفون ويعتبرون ان اليوم كان أفضل مما سبقة من ايام مضت.
وتعودنا على الصيام ونحن صغار وتحملنا الجوع والعطش مع العمل فى الحقل والذى كان يزيد صعوبة عملية الصيام ولكننا تعودنا على الصيام حتى يكون لنا مكان على المائدة وسط الأهل والذين يتبارون فى تقديم الطعام لنا واطرائنا بعبارات الثناء والمديح على صمودنا على الصيام برغم صعوبة الجو الحار .وكذلك كانوا يترأفون بنا من العمل الشاق .  وكانت أمى عندما ترانى تقسم عليا الأيمان اننى صائم واننى لم اكل من ورائها او أشرب وتوضح ان من يكذب يذهب الى النار وان شهر رمضان هو شهر الله وان الصيام لله ولا يجب ان تكذب على الله لانة سيحاسبك حسابا عسير ومن شدة الخوف كنت ارفض ان اضع الماء فى فمى حتى عند الوضوء حتى يكون صيامى صحيحا .
واتذكر فى يوم كان شديد الحرارة وكنا نقوم بحصاد القمح ولم استطع الصمود وهم يثابروننى واذهب كل فترة الى وضع رأسى فى المياة حتى استطيع ان اكمل اليوم برغم ان سنى تعدى العاشرة ولكننى فى قبل نهاية اليوم قلت لهم ان الله لا يرضى عن هلاكى ويجب ان اشرب الماء الأن حتى استطيع الحياة لأعبد الله كما امرنى وتسللت منهم وشربت ولم اكل حتى اذن المغرب وكان هذا هو اليوم الوحيد الذى اتذكر اننى افطرتة رغما عنى . 
وكانت امى تستعد لشهر رمضان من بداية شهر رجب .حيث تقوم بتربية مزيد من الطيور من الدواجن والبط والأوز استعدادا للعزومات الرمضانية والزيارات المتبادلة مع الأهل والأحباب الذين يقطنون بالمدينة .كما كانت توفر الأرض الطيبة التى نزرعها بعرقنا كل الخضروات من خس وفجل وجرجير وطماطم وغيرها ويتبادل الفلاحون كل ذلك الجود وكان غالبيتهم يترك قيراط من الأرض لذلك الخير .حيث تعود الأهل فى الريف ان يأكلوا مما يزرعون ومن حصاد ارضهم وما يرعونة من طيور ولديهم الأرز والخزين من البطاطس والقمح ليخبزوا يوميا قدر احتياجاتهم .وكان مبدا عملية الشراء يكاد يكون منعدم .فالحياة رغم قسوتها الا انهم تعودوا على ان ياكلوا من زرعهم وما تجود على ماشيتهم من لبن ويصنعون الجبن والقشدة والزبدة والفائض يبيعونة لتغطية تكاليف اخرى .
وكنت ترى المائدة عامرة بالخير وحولها قلوب راضية شاكرة فضل الله ونعمة .
عكس هذة الأيام فقد اصبحوا يشترون كل شىء حتى الخبز وكل مستلزمات البيت من المأكل فاين تلك القرية الفاضلة والتى ذهبت مع الزمن الجميل .
ولكننى مازلت احمل فى قلبى وعقلى كل الحب لتلك الأيام السالفة والتى كان فيها الحب متاح بلا مقابل ولا زيف .والكل يعيش فى تعاون وتناغم وتكافل وترابط ليس فقط فى رمضان انما طيلة العام
فشهر رمضان كان يشعرك بعبق من الروحانيات فالمساجد ممتلئة بالمصليين وبعد الصلاة يتلون كتاب الله ويلتفون حول حلقات الذكر والتعليم .حتى تشتد تلك الروحانيات والعبادة فى العشر الأواخر من الشهر الفضيل ومع بداية الإعتكاف .وكنت انا وأقرانى نتسابق على من يصلى اكثر فى التهجد وبعد صلاة التراويح او من قرأ أكثر فى المصحف وكان معظمنا يتردد على كتاب القرية ومن حفظة القرأن الكريم
اعاد الله على جميع المسلمين الشهر الفضيل بالخير والبركات وكتب الله لمصر السلامة والأمان والتقدم والازدهار وحفظ الله مصر وشعبها
وكل عام وانتم بخير
وللحديث بقية .


                







فى قلب الحدث -2

تنحى مبارك عن السلطة . وترك الشباب ميدان معركتهم والتى من المفترض انها بدأت بالتنحى .وتشتت شمل الجموع وانصرف كلا الى غايتة .
 وفى الجانب الأخر ام شهيد تبكى بطلها ووالد جريح يصارع معة ألام جراحة ومنتفعين يبحثون عن فرصة للإنقضاض على الثورة .ونخب مثرثرة تتاجر بكل الألام التى تنزف .وسياسيون يجلسون على كل الموائد يبحثون عن صورة ومشهد يمسح عنهم صدأ السنوات العجاف .
وشباب حائر بين الإئتلافات والأحزاب والحركات السياسية .الكل يبحث عن فرصة .وباسم الوطن يتغنون ويتباكون.
فى الوقت الذى ذهبت دولة مبارك الى الجحور تنتظر مصيرها المحتوم ومحاسبتها على كل ما اقترفتة من خطايا وفساد واستغلال نفوذ . تلاشت المطالب وراء اصحاب المصالح.  وغدر الإسلام السياسى بكل التيارات المشاركة معة فى الثورة وبدأت حالة العداء المعلن .
 وكان اول الخطايا استفتاء مارس وما حدث بة من استقطابات باسم الدين .وقبلة حل الحزب الوطنى بحكم قضائى وليس حكم ثورى ومشينا فى طريق لم نختارة ولكن اجبرنا على المضى أملا فى مستقبل أفضل .
وكان المفروض ان تكون هناك محاكم ثورية باسم الثورة لتعاقب كل مخطىء فى حق الوطن ولتقصى كل منتفع وليسترد اصحاب المظالم حقوقهم المنهوبة،ولنقتص لأرواح اذهقت ودماء أريقت .
فلا يعقل ان يحاكم مبارك على جريمة قتل المتظاهرين او قضية القصور الرئاسية ولا يحاكم سياسيا على 30 عام قضاها فى الحكم وليكون عبرة لكل أزلام نظامة وزبانيتة البغاة، ولم يحدث عزل سياسى أو محاكمة زبانيتة ومن أفسدوا تحت رعايتة .
واستمرت الأحداث من سىء لأسوء .وزادت المطالب الفئوية والتظاهرات والتصادمات مع المجلس العسكرى .ومازال نزيف الدماء مستمر ونتيجة كل اشتباك محصلتة لا شىء .غير شهداء ومصابيين ثم يلهى بنا فى حدث اخر وكاننا مرغمين على خوض مغامرة بدون ان نتوقع مكاسبها او خسارتها فمن مسرح البالون الى محمد محمود الى ماسبيرو الى مجلس الوزراء وغيرها من صدامات واتهامات بالتخوين والعمالة من الجميع ولبعضهم البعض .
حتى انتهينا الى انتخابات رئاسية بين سىء واسوء .وعام كئيب من حكم الإخوان وصدمات لا تنتهى ووضع متردى فى كل المجالات وكأن التاريخ أراد ان نتوقف عند 25 يناير وفقط .
يذكرنا بمن يتغزل فى مصر وتاريخها وأثارها ونهضتها القديمة وسبعة ألاف عام مضت وبكاء على الأطلال ولم نلاحظ ان التاريخ يبقى ولكن الحياة تستمر وتتطور ولكننا أردنا الوقوف ضد حركة التاريخ .
فمبارك تنحى وعزل مرسى وجاء عدلى منصور ومن بعده السيسى ومرت سنوات ولكن مازال من يعيش ويبكى على أطلال ثورة قامت بعدها ثورة اخرى ونسى الواقع الذى يجب ان يتعامل معة .
علينا الأن ان نحاسب أنفسنا ونعاتبها لكن علينا ان نفكر فى المستقبل لا ان نتوقف عند ماضى قد ولى .ولنتخلص من احزاننا ولنتحرك لبناء دولتنا الجديدة وان نكون ايجابين والأهم ان نكون منطقيين وواقعيين .
فالواقع فرض علينا ولنا ان نتكييف مع ذلك الواقع وان نحاول ترويضة لا ان نقف ضده وفقط .فأول الغيث قطرة وبداية الطريق خطوة والطريق مازال طويلا لنصل ولكن علينا ان لا نتوقف .
وحفظ الله الوطن