الجمعة، مايو 05، 2017

فى قلب الحدث -2

تنحى مبارك عن السلطة . وترك الشباب ميدان معركتهم والتى من المفترض انها بدأت بالتنحى .وتشتت شمل الجموع وانصرف كلا الى غايتة .
 وفى الجانب الأخر ام شهيد تبكى بطلها ووالد جريح يصارع معة ألام جراحة ومنتفعين يبحثون عن فرصة للإنقضاض على الثورة .ونخب مثرثرة تتاجر بكل الألام التى تنزف .وسياسيون يجلسون على كل الموائد يبحثون عن صورة ومشهد يمسح عنهم صدأ السنوات العجاف .
وشباب حائر بين الإئتلافات والأحزاب والحركات السياسية .الكل يبحث عن فرصة .وباسم الوطن يتغنون ويتباكون.
فى الوقت الذى ذهبت دولة مبارك الى الجحور تنتظر مصيرها المحتوم ومحاسبتها على كل ما اقترفتة من خطايا وفساد واستغلال نفوذ . تلاشت المطالب وراء اصحاب المصالح.  وغدر الإسلام السياسى بكل التيارات المشاركة معة فى الثورة وبدأت حالة العداء المعلن .
 وكان اول الخطايا استفتاء مارس وما حدث بة من استقطابات باسم الدين .وقبلة حل الحزب الوطنى بحكم قضائى وليس حكم ثورى ومشينا فى طريق لم نختارة ولكن اجبرنا على المضى أملا فى مستقبل أفضل .
وكان المفروض ان تكون هناك محاكم ثورية باسم الثورة لتعاقب كل مخطىء فى حق الوطن ولتقصى كل منتفع وليسترد اصحاب المظالم حقوقهم المنهوبة،ولنقتص لأرواح اذهقت ودماء أريقت .
فلا يعقل ان يحاكم مبارك على جريمة قتل المتظاهرين او قضية القصور الرئاسية ولا يحاكم سياسيا على 30 عام قضاها فى الحكم وليكون عبرة لكل أزلام نظامة وزبانيتة البغاة، ولم يحدث عزل سياسى أو محاكمة زبانيتة ومن أفسدوا تحت رعايتة .
واستمرت الأحداث من سىء لأسوء .وزادت المطالب الفئوية والتظاهرات والتصادمات مع المجلس العسكرى .ومازال نزيف الدماء مستمر ونتيجة كل اشتباك محصلتة لا شىء .غير شهداء ومصابيين ثم يلهى بنا فى حدث اخر وكاننا مرغمين على خوض مغامرة بدون ان نتوقع مكاسبها او خسارتها فمن مسرح البالون الى محمد محمود الى ماسبيرو الى مجلس الوزراء وغيرها من صدامات واتهامات بالتخوين والعمالة من الجميع ولبعضهم البعض .
حتى انتهينا الى انتخابات رئاسية بين سىء واسوء .وعام كئيب من حكم الإخوان وصدمات لا تنتهى ووضع متردى فى كل المجالات وكأن التاريخ أراد ان نتوقف عند 25 يناير وفقط .
يذكرنا بمن يتغزل فى مصر وتاريخها وأثارها ونهضتها القديمة وسبعة ألاف عام مضت وبكاء على الأطلال ولم نلاحظ ان التاريخ يبقى ولكن الحياة تستمر وتتطور ولكننا أردنا الوقوف ضد حركة التاريخ .
فمبارك تنحى وعزل مرسى وجاء عدلى منصور ومن بعده السيسى ومرت سنوات ولكن مازال من يعيش ويبكى على أطلال ثورة قامت بعدها ثورة اخرى ونسى الواقع الذى يجب ان يتعامل معة .
علينا الأن ان نحاسب أنفسنا ونعاتبها لكن علينا ان نفكر فى المستقبل لا ان نتوقف عند ماضى قد ولى .ولنتخلص من احزاننا ولنتحرك لبناء دولتنا الجديدة وان نكون ايجابين والأهم ان نكون منطقيين وواقعيين .
فالواقع فرض علينا ولنا ان نتكييف مع ذلك الواقع وان نحاول ترويضة لا ان نقف ضده وفقط .فأول الغيث قطرة وبداية الطريق خطوة والطريق مازال طويلا لنصل ولكن علينا ان لا نتوقف .
وحفظ الله الوطن





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق