السبت، أبريل 29، 2017

فى قلب الحدث -1

كنت فى قلب الميدان .ووسط الزحام البشرى . يحتوينى الحماس والقوة والعزيمة والإصرار على تحقيق حلم التغيير .
كنت هناك اقف واصرخ مع الحشود يسقط يسقط حسنى مبارك يسقط يسقط كل مبارك . كنت أعيش فى حلم .هل حقا نحن قمنا بالثورة ؟
الثورة التى كنت أحلم بها مع الحالمين .
هل صارت واقع  حقيقى وكل من حولى من جموع المصريين حقيقة؟
هل خلعنا عبائة الخنوع والإستسلام للظلم والقهر والفساد  ؟
كنت اعود الى البيت لأحكى لأولادى الصغار ما يحدث فى الميدان .واصطفاف الشعب بكل فئاتة وكأنهم فى صلاه لله .هناك الغنى والفقير ورجل الأعمال والعامل هناك الفتاة الشابة والأم والجدة والجد والأب .هناك مصر كلها .
كانت زوجتى تطلب منى النزول بالأولاد .لتشهد التاريخ عندما يكبروا انهم كانوا هناك .وليجدوا ما يفتخروا بة بين أقرانهم فى المستقبل .فتلك لحظات سيسجلها التاريخ وهم جزء منة .وسيأتى يوم ليحكوا لأبنائهم انهم شاهدوا وعاشوا أعظم ثورة عرفتها البشرية .
يالله نحن لسنا فى حلم انها الحقيقية .خرج الشعب وتضامن معة الجيش وتم كسر الديكتتاتور وتخلية عن السلطة .
الكل يبكى فرحا غير مصدق . العالم كلة يتكلم عن روعة شباب مصر وسلميتة .
زعماء العالم يشيدون بالشعب المصرى .الجميع متضامن معا . مع شباب خرج بصدور عارية .يملأ قلبة وعقلة التغيير .وقهر الفساد والظلم .الشعب كلة متلاحم متشابك بكل فئاتة بكل ايدلوجياتة تحت منصة واحدة وهدف واحد . لم يرعبة الرصاص ولم يعد يخشى السجن ولا يأبة للسجان . ولا القتل ولا الدماء التى سالت فهو يعلم ان لك تغيير ضريبتة وهو مستعد لكل ذلك فالمجد لكل الشهداء الأبرار . والمجد لكل من سالت منه نقطة دماء لتروى حلم الجموع .والمجد لكل من خرج من بيتة الى الميادين مؤمنا بالقضية وتحقيق الحلم .
كنت مؤمن بضرورة قيام الثورة .وكنت من ملايين خرجت للأمل .كنت اجلس مع عاليا ابنتى ذات الشهور الثلاثة الأولى فى حياتها .واكلمها واظنها تسمعنى تفهمنى .نعم خرجنا من اجلك انت ومن أجل مستقبل مشرق لك ولجميع اقرانك .من اجل مصر جديدة ناهضة متقدمة .وان تكون مصر للمصريين لا للمنتفعين وشلة من اللصوص والمرتزقة الإنتهازيين الذين يسرقون خيرات الوطن ويحرمون الشعب الكادح من خير بلدة .
فنحن دولة عظيمة .وعلينا ان نفتخر بتاريخنا وحضارتنا ونهضتنا القديمة وامجادنا الزاهرة وعلينا ان نعود وان نرفع راسنا ليناطح السماء ونفتخر فارفع رأسك  فانت مصرى .
ولكن للاسف الشديد ما ان انكشفت الغمة وتم الإطاحة بالبلاء حتى اصيبنا بالإبتلاء .ونفض الجمع يدية وعاد كلا الى طريقة وكانهم رماه احد تركوا مواقعهم بحثا عن الغنائم .وعمت الفوضى وتدهورت الأوضاع فى كل المناحى وكل البقاع .وطفى المنتفعون وتشتت الشباب بين استقطابات ومكاسب وهمية وفترت القوى وخارت العزائم .حتى وجدنا من يبكى على الماضى ويندم على انه خرج وتمنى ان لا كانت ثورة ولا تنحى مبارك .
لكن تلك الطاحونة مازالت دائرة, والتخوين يطال الجميع, ولم تعد غالبية الشعب الذى خرج لمؤازة شبابة  لدية ثقة فى اى مثرثر من النخب التى ظهرت على السطح .
ولنا ان نتخيل الشعب يوم عرس الاستفتاء فى مارس ،والكل خارج للمشاركة فى العملية الانتخابية وما بين انتخابات برلمانة الاخير او حتى انتخابات الرئاسية الأخيرة . شتان طبعا.
وحتى موقف الشعب المؤيد للجيش وقت ان ادى  التحية العسكرية للشهداء ومؤازرتة للثورة وبين موقف الشعب بعدها من هتافهم يسقط يسقط حكم العسكر .
وموقف شباب جمعهم ميدان وفرقتهم ايدلوجيات وائتلافات واحزاب شكلية .
لم يدم الحلم طويلا وسرعان ما انتهى الى كابوس .
كابوس فترة حكم المجلس العسكرى وتصارع القوى الأكثر نظامية وشعب يدفع ثمن ذلك الصراع .
كابوس وقت ان تم استقطاب الشباب وتم المتاجرة بدمائهم او تخوينهم والزج بهم فى المعتقلات فى وقت كانوا فية ملأ السمع والبصر ويحملون على الأعناق ولنا فى صديقى احمد دومه واحمد ماهر او محمد عادل وغيرهم كثيرون  .
كابوس وقت ان رأينا كل مرشحى الثورة او المحسوبين عليها يتصارعون فيما بينهم وقد قسموا الشباب اشلاء حتى وهنت قوتهم وكانت النتيجة خرجوا جميعا من السباب ورجعنا للمربع صفر مرة اخرى ولا عزاء للأرواح ولا الدماء التى سالت .
كابوس وقت ان عصرنا الليمون لنختار بين السىء والأسوء فتلك هى قواعد الديمقراطية .
كابوس وقت ان فشل من توسمنا فيهم خيرا وخبره ومن ظننا انهم من الشعب وللشعب يجتهدون ولكن للاسف هم لمرشدهم ينصاعون ولأربابهم يقدمون .
كابوس ان جاءت ثورة 30 يونيو بشكل اضطرارى لتدفن 25 يناير ولتصفى مع الكل حسباتها .
وتستمر الأحداث على وتيرتها والنتيجة ان ما خرجنا الية من عيش وحرية وعدالة اجتماعية مازال سوى نداء خرج فى السابق من الحناجر مدوى واليوم هو فى الحلقوم صوت مكتوم .
بعد مرور كل تلك السنوات وقد كبرت عاليا وتستطيع الأن ان احكى لها .فماذا اقول .هل اظل اتغنى بثمانية عشر يوما هم الأجمل والأروع .ام احكى عن سنوات ما بعد الثمانية عشر يوم هى الاسوء
ماذا اقول لها ان شعار ثورتنا عيش حرية عدالة اجتماعية مازال حلم بعيد المنال .
للاسف نحن فشلنا ونحن من يتحمل المسؤلية كاملة عن ذلك الفشل .لم نقرا التاريخ ولم نتعلم من الأحداث السابقة .وامام الحالة الحالية التى نعيشها بكل ما فيها من انقسام مجتمعى قوى فلا امل فى مصر ناهضة ولا امل فى عيش كريم ولا حرية ولا عدالة .
وللحديث بقية ....






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق