الثلاثاء، مايو 01، 2018

النقطة صفر


هل عندما قمنا بالثورة فى 25 يناير كنا حالمين ؟
كنت اعيش فى حالة صمت طويل . دائم الشكوى من كل شىء حولى .
لماذا نحن نعيش فى كوكب بعيد عن العالم المتقدم ؟
ماذا ينقصنا نحن المصريين لكى نكون فى مصاف الدول المتقدمة المتحضرة ونحن أصحاب تاريخ وحضارة ؟
فى اواخر القرن العشرين ومازلنا نحارب الأمية .وللأسف امية القراءة والكتابة والعالم فوق سطح القمر .ويتطلع لرحلات فوق المريخ
كانت هناك اسئلة كثيرة واجوبة مختلفة لكل تلك الأسئلة
كنت احلم بوطن متقدم ناهض فى كل المجالات .يتبوأ مكانتة وقيمتة بين الأمم .فكما تسيد حضارات العالم علية ان يعيد مجده القديم وبيد ابنائه
ولكن كيف السبيل لتحقيق ذلك فى بلد تعيش على بحر من الفساد والمحسوبية وينتشر فيها الفقر وتنهش فى اجساد ابنائه الأمراض فلا تعليم ولا صحة ولا ثقافة ولا أى شىء فلماذا نحن نهنا بل لماذا نعيش مادمنا تعساء الى هذا الحد
قالوا لنا ان العهد الملكى البائد كان فاسدا فاسقا فصدقناهم
جاءت حركة يوليو بمبادئها الست و تنادى بالحرية والعدالة والديمقراطية ووطن قوى خالى من الرشوة والمحسوبية فصدقناهم
مرت السنوات وسلبت أراضينا وأهدرنا مواردنا تحت شعارات القومية والزعامة والقوى فصدقناهم بما ينادون
غفرنا ونحن لا نملك صك الغفران
صدقنا ونحن لم نلمس حتى بوادر ذاك الصدق
عشنا على أمل ان يتحقق كل شىء ونحن نطيعهم فى كل الاشياء رحل فاروق ومن بعده عبدالناصر وجاء السادات ليقول لنا انا الاب وعليكم الطاعة وسألارفع عن كاهلكم ما كان يصيبكم فصدقناه
قتلوه لأنهم رفضوا مثلنا ان يصدقوا ما امنا نحن به
جاء مبارك واطال فى جلوسة ونحن ننتظر لحظة البركان فهل تكون هذة المرة هى الحقيقة التى ننشدها
كانت يناير الحلم للحالمين والقابعيين منذ عقود ينتظرون ان تنتهى كل عهود المذلة والصمت والخوف فكسروها وفكوا القيود وهتفوا بصوت قوى عيش حرية كرامة انسانية
فهل هذا ما كنا نبحث عنه .ولماذا لا نعيش فى وطننا بكرامة وحرية
كرهت يوليو وما بعدها لاننى فتشت فيها فلم اجد منها سوى الدسائس والخداع كلهم شخص واحد يعد ولا يحقق
قال لى صديقى نحن لم نقرأ التاريخ جيدا ولم نقف امام كل الثورات التى عبرت حياة الشعوب لنعرف كيف تنتهى النهاية السعيدة للحالمين .
تركنا الميادين بعد ان صدقناهم انهم سيحققون كل ما مطالبنا وعندما جمعوا أشلائهم المتناثرة عادوا لقوتهم وكان فرضا علينا تصديقهم لاننا الان اصبحنا أشلاء متناثرة ائتلافات واحزاب وجماعات تتناحر وخفت الصوت القوى المنادى بتحقيق العيش والحرية والكرامة .
قالوا لنا العيب فيهم فجاء من أقصى المدينة من يملك الحل ومن ظننا فية انه السندباد وسيبحر بالسفينة الى بر الأمان وسنصارع معة الأمواج ولكنه كان أفشل الفاشليين فعدنا مرة اخرى الى النقطة صفر
ولكن أصبح محتم علينا الان ان نسير الطير كلة بسنواته مرة اخرى حتى نصل الى نقطة البداية
لكنها لن تأتى
واصبح محتم علينا الان ان نصدق كل ما يقولون لعلهم تلك المرة يصدقون فى وعدهم وحتى نأمن وعيدهم