السبت، أبريل 22، 2017

سيناء بين النكسة والنصر

أيام قليلة تفصلنا عن احتفالنا بعيد تحرير سيناء ورفع العلم المصرى فوق ارض الفيروز .مما جعلنى اعود بالذاكرة الى ذكرى هزيمة 5 يونيو 67 وما اعقب تلك الهزيمة من نكسة لمصر وللعرب جميعا مازلنا نعانى منها حتى الأن .
كانت المعتقلات فى تلك الحقبة مليئة بكل المعارضين على طريقة حكم عبدالناصر وكان الشيوعيين واليساريين وجماعة الإخوان وحتى الضباط التى يثبت عدم ولائهم للنظام قابعيين داخل المعتقلات او الاقامة الجبرية او النفى سفراء لمصر خارج الحدود .
والزبانية  من الجلادين تقوم بعمليات التعذيب اليومية بانتظام .
ثم يقوم عبدالناصر بغلق مضيق تيران .ومعنى ذلك ان هناك مواجهه حتمية بين مصر واسرائيل وعلى الجيش ان يستعد لتلك المعركة المتوقعة .ولكن كان المشير غارق مع حواريية من قادة الجيش فى خلق المؤامرات وصنع تيار موازى ضد سلطة عبدالناصر والذى فشل برغم ما يملكة  ناصر من كاريزما مغناطيسية من الإطاحة بالمشير أو حتى الاطاحة باحد حواريية من قادة الجيش .اى ان عبدالناصر لم يكن يملك سلطة حقيقية على الجيش وراح يخلق تيارات موازية لمجابهة سلطة ونفوذ عامر بالتنظيم الطليعى تارة والاتحاد القومى تارة اخرى والاتحاد الاشتراكى تارة ليشكل قوة من الجماهير تستطيع ان تقف وراء ظهرة وقت الأزمة وهو من الغى الأحزاب السياسية وفتك بكل معارضية على حدى حتى  رفاقة فى انقلاب يوليو 52  لم يسلموا  من الأذى .
المهم حدث الهجوم المتوقع من الاسرائيليين صبيحة الاثنين 5 يونيو فى الساعه7.30 صباحا على كل مواقع الطيران المصرى المرابض على الأرض وفى حظائرة وتمت الطائرات الاسرائلية مهمتها بنجاح بالغ وبدون ادنى مقاومة من الجانب المصرى وفى حدود الساعة العاشرة من صباح ذات اليوم كان جيشنا قد خسر سلاح طيرانة فقد فقدت مصر 304 طائرة من مجموع 449 طائرة واسرائيل لم تخسر سوى 9 طائرات فقط .
وفى ذلك الوقت كان الفريق عبدالمنعم رياض قائدا للجيوش العربية فى الاردن ورصد عن طريق الرداد تحركات الطيران الاسرائيلى فأبلغ القاهرة قبل وقوع الهجوم بنصف ساعة ولو كان هناك يقظة فى الجيش المصرى والذى تفرغ للصراع على السلطة وخلق كيانات موازية متصارعة ما وقعت الهزيمة .وفك رموز شفرة رياض وواجة العدو .
ولكن المحزن ايضا هو انه اى رياض طلب من الاردن وسوريا القيام بعملية رد سريع لضرب ممرات الطيران الاسرائيلى حتى لا يستطيع الهبوط ويفقد وقودة وتكون ضربة بالمثل ولكن تماطل الجانب الاردنى ورفض الجانب السورى طلب الفريق رياض !
على كل حال وقعت الكارثة وتم تدمير سلاح الطيران المصرى واصبحت قواتنا مكشوفة فى مواقعها .
ومما زاد الأمر سوء هو اصدار امر شفهى من المشير الى القوات المصرية بترك اسلحتها الثقيلة والعودة الى غرب القناة بدون خطة  .وبدون مشاورة من المشير مع قادة جيشة او الرئيس  .وكان قرار الانسحاب العشوائى يوم 6 يونيو مهزلة لم تحدث فى التاريخ العسكرى كلة . وانسحب الجيش كلة بدون ان يعرف الفريق مرتجى قائد جبهة سيناء ان الجيش انسحب دليل على العشوائية فى اصدار الأوامر العسكرية وغياب الضبط والربط والعلم العسكرى.
ويقول الفريق محمد فوزى رئيس اركان الجيش وقتها ان المشير طلب منه وضع خطة الانسحاب فى 20 دقيقة وعندما ذهب ليجتمع مع ضباطة فى غرفة العمليات ووضعوا تصور لخطة الانسحاب قال لهم عامر لقد اعطيت اوامرى بالانسحاب.
ويختلف ويتفق البعض هل كان عبدالناصر على علم بالانسحاب ام لا ويبقى ذلك لغز ما بين مؤيد ومعارض وان القرار كان للمشير
وتزداد الأمور سوء وذلك لضعف خبرة او عدم خبرة من يقود الجيش عندما طلب من قائد الفرقة الرابعه مدرعة والتى كانت تحمى منطقة المضايق بالانسحاب هى الاخرى وتركت مواقعها وعلم عبدالناصر والذى اعترض وطلب عودة الفرقة لحماية المضايق ولكن الوقت كان قد مضى الى غير رجعة وحال دون عودة الفرقة واختفاء قائدها اللواء صدقى الغول . وكان اعادة الفرقة مرة اخرى مستحيل و خطأ جسيم لانة كان سيقضى عليها ويفتح الطريق الى اسرائيل للوصول الى القاهرة .فقد تمزق الجيش المصرى بالفعل وضاعت اسلحتها هباء وتشتت الجنود فى ارض سيناء وتم تدمير الستارة المضادة للدبابات والتى كانت الأمال معلقه عليها لسحق العدو  ولعدم ابلاغهم بقرار الانسحاب من جانب المشيركانت عرضة للتدمير
بقوات شارون هى الأخرى .
وفى يوم 8 يونيو كانت عادت القوات بسلاحها الخفيف وفى حالة لا يرثى لها من الإعياء طلب المشير عودة الفرقة الرابعه بناء على رغبة عبدالناصر لحماية المضايق ورفض الفريق مرتجى ذلك وكذلك الفريق فوزى فمعنى ذلك تدميرها وان عبدالناصر لا يعلم من الاساس بانسحاب الفرقة الرابعه وعودتها وانما طلب بقائها فى مواقعها .ولكن حدثت الكارثة وعادت الفرقة الرابعه جوهرة الجيش المصرى الى سيناء بدون اى غطاء جوى لتشتبك مع الاسرائليين وتخسر معركتها لا لضعف منها اونما لغباء قيادة الجيش .وخسر الجيش اعظم فرقة المدرعة .
وبذلك تقدم الجيش الاسرائيلى حتى احتل القنطرة شرق وسيطر على سيناء وعلى المضايق واصبح الطريق الى القاهرة مفتوح .فلم يبقى للجيش المصرى سوى كتيبة الحرس الجمهورى والذى تم استدعائها الى الاسماعيلية لوقف تقدم الاسرائيليين ولكن عبدالناصر امر بارجاعها واشتبك مع المشير وحوارية ولكن كان الامر انتهى باحتلال سيناء والجولان والضفة الغربيه والقدس وبدأ حلم اسرائيل فى بناء دولتها الكبرى .
وفى الوقت التى كانت البيانات الرسمية فى الاعلام المصرى تذيع كذبا على مدار 6 ايام عن سقوط طائرات العدو ووقوع جنودة فى الاسر كنا خسرنا كل شىء
وكانت خسائر القوات الجوية فى القاذفات الثقيلة والخفيفة  100%  وفى المقاتلات القاذفة والمقاتلة 85% وفى الطيارين 4%وفى معدات القوات البرية 85% واستشهد نحو 9800 شهيد وبلغ عدد الاسرى 3799 اسير بين ضابط وجندى.
وكان يمكن تجنب تلك الهزيمة المروعة لو كان الجيش المصرى مستعد للمعركة بالتدريب والضبط والربط وان يكون بعيدا عن السياسة والصراع الذى شهدتة تلك الفترة بين ناصر و المشير وحواريهما .
وخرج عبدالناصر ليعلن للشعب تنحية عن السلطة واعلان الهزيمة التى وقعت من اليوم الأول وليس بعد ستة ايام .
ولكن الشعب صمد وهتف هنحارب وخرج ليطلب من عبدالناصر عدم التنحى .ونفع ناصر ما خلقة من تيار موازى ادى مهمتة بنجاح رغم مسؤليتة عن الهزيمة .
 وجاءت حرب الاستنزاف وعودة بناء الجيش المصرى والتخلص من كل حوارى عامر  حتى كان نصر اكتوبر 1973 ومحونا عار الهزيمة وكان النصر وعودة الارض كاملة وعادت سيناء ارض القمر الى احضان الشعب المصرى ورفعت رايات النصر على كامل الاراضى المصرية .
ولذلك نحتفل كل عام يوم 25 ابرايل بعودة سيناء كاملة الى حضن المصريين
حفظ الله الوطن وشعبة وترابة وارضة  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق