الجمعة، أغسطس 28، 2015

كوكب مصر

جميعنا يعلم مدى تدهور كل شىء فى مصر فى كل المناحى .وبرغم موقع مصر الجغرافى وثرواتها الطبيعية وكنوزها الأثرية وكل ما وهبها الله من نعم الا اننا فشلنا فى استثمار كل ذلك .
ويضيق هذا الفضاء الفسيح داخل الوطن على العقول المبتكرة والمبدعة وتضطر الى السفر خارج الحدود .وتخرج وهى تحمل الألم والأسى على وطن برغم خيراتة يعيش فى فقر وتخلف  .
ولأنة وقع فريسة الفساد والبيروقراطية والروتين وقمع للحريات تحول الى طارد لكل الطاقات الخلاقة .ولنا امثلة كثيرة لمصريين مغتربيين فى الخارج صنعوا لهم مكانة عالية فى كل المجالات ونفتخر نحن بهم برغم اننا لم نستفيد من تجاربهم ولا علمهم سوى القليل .
ومع أن من على سدنة الحكم يعرف مقومات النجاح جيدا وكيفية طرق هذة الابواب ولكن ليس هو وحدة السبب فكلنا مسئول بشكل او بأخر فى هدم منظومة الفساد وتركيبة النظام القديم والخروج من جلبابة الردىء الى رحابة العالم المتقدم فى كل شىء ولكن كتب علينا ان نظل نحلم ونثرثر مادمنا مقيدين بين قوسين الاطلال والفساد .
بالامس سافر صديقى احمد صقر الى اليابان فى منحة دراسية وكلة امل فى ان يعود الى وطنة ليطبق كل ما سوف يتعلمة فى بلد خرجت من الحرب العالمية مدمرة تماما .فى بلد تعيش على 1/3 مساحتها وبرغم نقص الموارد الا انهم استثمروا فى البشر وكان العلم والتعلم هو املهم الوحيد للخروج من عنق الزجاجه .ولنا ان نلقى نظرة على اليابان الان والتى استطاعت ان تهزم كل شىء لتحقق لها المكانة العظيمة بين دول العالم .فلم تمجد فرعون ولم تصنع فرعون ولم تتغنى لحاكم الكل يعمل فى صمت لأنة يدرك قيمة الوقت فاستحقت مكانتها وصنعت ريادتها وتقدمها .
وهناك كثير من التجارب الحية لدول ناهضة وخرجنا معها فى وقت واحد مثل كوريا الجنوبية واندونسيا وماليزيا وسنغافورة والمانيا وغيرها من البلدان التى استفادت من مواردها وصنعت مجدها بفضل العلم والتعلم والمثابرة والمساواة .
فلايوجد هناك فرق بين حاكم ومواطن الكل سواء امام القانون وكل مواطن يعرف حقوقة ووجباتة جيدا .فهم يتفاعلون ويتناغمون داخل منظومة تدار بدقة بالغة .ولكننا هنا فى مصر لا اهمية للوقت على الاطلاق ونعيش فى عبثية لا تنهى.
وكثير من المصريين الذين يسافرون فى الخارج يحكون حكايات بالنسبة لنا اغرب من الخيال مع انها بالنسبة لتلك الشعوب هى الأمر الطبيعى والمعتاد وما يجب ان يكون
فمرة تجد رئيس وزراء بريطانيا يستقل المترو وهو ذاهب الى عملة بين المواطنيين . وعندنا تغلق الشوارع لمرور موكب المختار
وتارة تجد حاكم ولاية بين المواطنيين فى الباص ويتدخل لحل مشاكلهم .وابواب المحافظين مغلقة فى وجة المواطنيين لدينا
وتارة اخرى تجد رئيس فرنسا يركب دراجتة ويذهب لممارسة عملة كرئيس جمهورية لدولة كبيرة .
وتجد العجب عندما تعلم ان مستشارة المانيا مازلت تسكن فى منزلها مع زوجها وتتعامل مع جيرانها وكأنها مواطنة عادية .
وكان هيلموت كول يذهب الى مقر المستشارية سيرا على الأقدام فاين حراستهم وسيارتهم المصفحة وغلق شوارع وتعطيل لمصالح البلاد والعباد .
ويحكى صديقى احمد عما حدث له فى اليابان فى اول لحظة تطىء قدمة هذا الكوكب العجيب وهم فى المطار .وهو يختم جواز سفرة يستخرج له كارنية الاقامة فتعجب من تلك السرعة. اما فى مصر فيجب ان تزور مجمع التحرير مرات ومرات وتحتاج الى اختام وتوقيعات ودمغات لا نهاية لها ناهيك عن المعاملة السيئة وفوت علينا بكرة ياسيد .
وما قصة احمد ايضا عندما تخلفت احدى شنط رفاقة فى المطار وفوجىء بان ادارة المطار تعتذر وتقدم لصاحب الشنطة المفقودة مبلغ من المال وتحصل على عنوان اقامتة فى اليابان لترسل له الشنطة على عنوانة بدون ان تزعجة بعملية البحث كما يحدث عندنا فى مصر .
وهنا يجب ان نقارن بيننا وبينهم وماهو الفرق ولماذا يوجد فرق فهل هم بشر خارقين ام نحن لم نصل بعد الى مرتبة الانسانية فى تعاملاتنا وهذا صحيح .
كذلك حكى صديقى احمد ابوغزالة بالأمس عن تجربتة فى فرنسا وهو فى وزارة الداخلية الفرنسية لينهى اجراءات الاقامة ففوجىء بانهاء الاجراءت فى لحظات. ثم قدمت له الموظفة ورقة لتختبر لغتة الفرنسية والتى وجدتها معقولة فعرضت علية ان يقدموا له كورس مكثف مجانا لتحسين اللغة ليستطيع بها ان يدرس ويتعامل مع الفرنسيين. وفوق كل ذلك تم اعطائة كارنية التأمين الصحى الشامل وبالكارت دة يقدر يشتغل مثلة مثل اى مواطن فرنسى ولم يكتفى الامر عند هذا الحد انما عرضت علية بعض الوظائف التى تناسب مؤهلاتة وكيفية الحصول على تلك الوظيفة .وابلغتة الموظفة انه سوف يحضر جلستين بوجود مترجم ليوضحوا له حقوقة ووجباتة ويشرحوا له طبيعه البلد وثقافتها وقوانينهاوماهو العمل المناسب له وفين وازاى .
الحكايات كثيرة فى بلاد الغربة تدل على مدى تقدم تلك الدول واحترامها والتزام مواطنيها ومن يعيشون على اراضيها بكل قوانينها ومع ان الأمر بسيط الا انه فى مصريعد ضربا من المستحيل .
فجميعا يعلم مدى فساد الجهاز الادارى وعندما نريد تصحيح تلك المنظومة التى تأبى على الاصلاح تخرج الاعتراضات والاحتجاجات مع ان نفس المواطن عندما يسافر فى الخارج يحترم قوانيين الدولة التى يقيم فيها .



يعنى باختصار نحن نحتاج ان نطبق القانون ولكن على الجميع بدون استثناء .وان نعطى الأولوية للعلم والتعلم والبحث العلمى وان نعرف ان اهم مواردنا هو الاستثمار فى البشر فهو الكنز الذى يطوع كل موارد الطبيعه لخدمتنا .وكما قالوا بالعلم تنهض الأمم وعندما يتم ذلك سنكون قد الدنيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق