الاثنين، سبتمبر 14، 2015

عندما يتكلم الرئيس

لاشك انة عندما يتكلم الرئيس .ينصت البعض .يصمت البعض .يتأهب ويتحفز البعض .يصغى البعض .لا يأبة البعض الاخر
ولكن يتأهب الجميع فى سرد وتفسير الخطاب كلا حسب رؤيته الشخصية .
فمنهم من قال انه لوح بيدية عندما قال كذا .وأشار باصبعه عند كذا .وأومأ بعينة .وتنهد وتنفس عند كذا .
لا انه خرج عن النص المكتوب وارتجل  عمدا .بل انة اخطأ بانة لبس كرافتة لا تليق بمقام خطابة وانة ترك الجاكت مفتوح .وانة احاط بة مجموعه من الشباب الكلاس المنعمين المختارين .
الكل يبدا الحكاية قبل ان ينهى الرئيس كلمتة .وتتسابق المواقع الاليكترونية والصحف فى حبك الرواية بشخصياتها الرئيسية والثانوية مع اضافة عنصر الاثارة خروجا عن النص المقروء او المكتوب .
ولنا ان ننظر فقط بعين الاعتبار الى كافة المواقع الاليكترونية وهى تصف كلمة الرئيس وتروى خطابا لم يقلة وتفسر تفسيرات لم يقصدها وتشرح نواياها هى ومن المفترض وما يجب ان يكون .
ثم ننتقل الى برامج التوك شو وانت تحتاج شاشة كبيرة مقسمة الى مائة قسم حتى ترى الخبراء والمحلليين والنخب والنشطاء والمذيعين أنفسهم  ما بين مؤيدين ومعارضين ولا توجد بينهما منطقة وسطى .
الجميع لا تسمع منهم  سوى صراخة على الجانبين ولسان حالة يقول بما ان اذا وما يجب وما يكون مع ان الجميع اختلف فيما يجب او يكون او من المفترض .والشعب فى صمتة يشاهد الجميع فى غضب مكبوت .
الكل يتحدث عن الفضيلة من وجة نظرة مع ان هذا معترض وذاك مؤيد ولم يصلا الى نقطة اتفاق فى هذا الخلاف .فأفسدوا كل شىء لان النتيجة منهما هى لا شىء .
ويستمر هؤلاء المثرثرون يشجبون ويدينون ويدافعون ويدينون كل شىء فى وقت واحد والشعب يشاهد حسب ارتياحة حتى لو كانت الحقيقة الكاذبة يسير وراء كذبتة طالما هذة هى راحتة وسبب هدوئة .
وكأننا فى طوابير طويلة نسعى الى ان الحقائق الكاذبة المريحة ونبتعد عن الحقيقة المؤكدة والمؤلمة .فهكذا يسعى الجميع كلا حسب مزاجة وميولة واهوائة .
وحاول ان تجمع فى الصباح كل الصحف المطبوعة قومية ومعارضة وخاصة واجعلها متراصة بجوار بعضها البعض ولتنظر فقط على الصفحة الأولى والمانشيت الرئيسى ستقرا ما لم تكن تحلم بة او تتخيلة ما بين كاتب يقرأ الحقيقة وما بين ملتوى على الحقيقة وما بين مخادع يضلل عنك الحقيقة .وناهيك عن ترسانة المقالات الداخلية فى طيات تلك الصحف فتجد من يسب ومن يبشر ومن يهنأ ومن ينتظر ثورة قادمة ومن يشعل اتون حرب ضروس وكلا حسب رؤيتة يدافع عنها او مدفوع للدفاع عنها فتلك افة العصر نفاق حتى النهاية .
ثم تاخذنا فى جولة حول مواقع التواصل الاجتماعى فستجدها لا يوجد فرق كبير بينها وما بين تلك الصحف وتلك البرامج الا فى حدة السب والقذق والتهجم والهجاء و
المدح والثناء .وكما يقولون هذة صفحتى الشخصية لتعبر عن رايى انا ومن حقى ان افعل فيها ما أشاء وليس لاحد حق الاعتراض .المهم ان تجيش ما فى نفسك حتى لو كان بالتطاول والخروج عن النص من تقاليد واعراف وتربية .
فى وسط كل ذلك الركام هناك من يبحث عن الحقيقة .مع انها دائما واضحة وضوح الشمس .مادام لنا عقل وواقع حياتى نعيشة ونتعايشة وعلية يجب ان نحكم على كل الأمور .
وطالما ان هناك ضبابية فى المشهد البعيد ولا يوجد شفافية مطلقة .ولا يوجد ميثاق شرف يحترم بين الجميع فسوف تستمر تلك المياة عكره ويبقى هذا الغث منتشر ومعه الكذب والضلال والشائعات .
وسيستمر الشعب يسعى فقط الى ما يريدة حتى لو كانت اكاذيب فطالما هى مريحة بالنسبة لة .
وعليك ان تشاهد بنفسك قناة مؤيدة وقناة معارضة واحكم بنفسك
وعليك ان تقرا جريدة قومية وجريدة معارضة واحكم بنفسك
والأمر ليس ببعيد ولكم خطاب الرئيس الأخير كيف اختلف البعض وايد البعض الاخر ولم يصلا الى نقطة تلاقى وتلك هى قمة المأساة .
انا هنا لا اعترض على النقد ولكن يجب ان يكون بناء فكما علية فلة ايضا .اؤجدوا الغث والثمين .

نحن فقط لا نريد سوى الحقيقة ولا ننتظر سواها فهل هذا مستحيل .ش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق