السبت، أغسطس 20، 2016

المستحيل يتحقق

مازلنا نعيش فى حالة انقسام مجتمعى حقيقى .ويزداد كل يوم عن سابقة .ويساعد فى استثمارة وتأجيجة اعلام الطرفين .فكل طرف يعتقد انه فقط من يملك الحقيقة وانه على صواب والأخر على باطل .ويزداد العناد وتتسع الفجوة ويدفع الوطن ثمن ذلك التناحر .
فى قريتى البعيدة مترامية الأطراف والتى تعيش مايعيشة المجتمع المصرى من انقسام وصل الى قطع صلة الأرحام وتفكيك للروابط الإجتماعية التى بنيت عليها كل القرى المصرية من ترابط وتلاحم وتكافل ووحدة فى السراء والضراء .
ولن ننكر ان الخلاف اصبح واضح وصريح بين الطرفيين .والتخوين والقاء التهم من الجانيين مستعر ومستمر فذاك مع وهذا ضد .فهناك طرف مع دولة 30 يونيو يؤيد سقوط جماعة الإخوان ويسعى الى فضح مخططاتها لهدم الدولة المصرية .واصبح كل عمل ارهابى يتم فى ربوع الوطن تتجه انظار الطرف المؤيد للدولة الى هؤلاء الخارجين عن حضن الدولة ويتهمونهم بكل قسوة انهم السبب فى ذلك التخريب .حتى لو كان بينهم وبين ذلك الفعل مئات الكيلو مترات وما يسرى على تلك البقعة الصغيرة من ربوع الوطن يسرى على كل الأرجاء .فكل عمل خسيس يتم يتهم فية هؤلاء الرافضين لثورة شعب اطاح بحكم فشلة قادت البلاد خلال عام واحد الى حافة الهاوية .
والطرف المعارض يرى ان الشرعية هى من اتت بهم وان ما حدث انقلاب عسكرى .وما حدث بعدة من عمليات قبض عشوائى وظلم هو لارهابهم وتكميم افواهم لان الحق معهم والشرعية هى غايتهم .وانهم مازالوا برغم مرور ثلاث سنوات انهم سوف يعودون الى السلطة وسوف يقتصون ممن ظلمهم وخرج عن سلطانهم .لذلك يسعون بكل الطرق الى وقف مسيرة البناء والتحول الديمقراطى الذى تم بعد 30 يونيو من دستور جديد واستكمالا لخريطة الطريق المرسومة والتى تمت بنجاح حتى الان .
ولا ننسى ان مصر كانت تمر بظروف قاسية على كافة المستويات اقتصادية وثقافية وصحية واجتماعية وسياسية وغيرها من تردى فى كل الخدمات .ناهيك عن سنوات الثورة التى توقفت فيها عجلة الانتاج وهرب المستثمرون وازدياد البطالة وحالة الفوضى نتيجة الفراغ الأمنى وكثرة الاضطرابات والوقفات الإحتجاجية وغلق للمصانع وازدياد حالة التدهور نتيجة تردى الوضع الإقتصادى والذى انعكس بالسوء على الخدمات التى تقدم للمواطنيين .
لم يفهم احد بعد الحقيقة ولم يشاهد الصورة كاملة حتى يحكموا عليها من منظور عقلانى بحت .ولكن كل طرف يحمل الاخر المسئولية ونسوا ان الوطن يجب ان يبنى بكل المصريين دون تمييز او تفرقة .
وينبغى عليهم الاعتراف بحقيقة ما حدث وان ارادة المصريين هى التى ارادت ذلك التغيير .وان عناد قادة تلك الجماعة هو من ادخلنا فى ذلك النفق المظلم وجعلنا نخسر كثير من الدماء والأرواح نتيجة ذلك التناحر والعناد بل والغباء .وانة يبغى ان نفكر فى الغد ونسعى الى بناء دولة قوية متماسكة نحقق فيها شعار ثورتنا عيش .حرية .وعدالة اجتماعية .
فمن منا نحن المصريين لا يريد مصر قوية اقتصاديا وسياسيا وبها نهضة حقيقة فى التعليم والصحة والرياضة والثقافة والأدب والفن وفى كل المجالات بدون استثناء .فنحن مصر التاريخ والعراقة والمجد والحضارة وينبغى ان نعود الى مجدنا ومكانتنا وان نستعيد دورنا العربى والافريقى والدولى ايضا وكل هذا لن يتحقق الا اذا توحدت اهدافنا وغايتنا لذلك الهدف .
فهل حان الوقت ان نقلب صفحة الماضى ونفكر فى المستقبل وبناء مصر الناهضة وان نسعى لتحقيق العدالة الإجتماعية وان تحدث مصالحة حقيقة يكون هدفها صالح الوطن وليس شقائة وهدم اركانة .
دعونا نعترف ان هناك الان قصور من السلطة التى تحكم .وان هناك وضع اقتصادى سىء وهناك تضخم وغلاء بالأسعار ومعاناة للمواطنيين وأن ما يحدث يدركة الجميع ويصيب الجميع ولا يستثنى مؤيد ولا معارض .فالجميع فى مركب واحد وان انحرفت او شطحت فالكل خاسر لا محالة .
وان كان الشعب هو مصدر السلطات يعطى ويمنح من يشاء فعلى الشعب ان يتحد لتحقيق حلمة فى بلد ينعم بالرخاء وان يعمل ويجتهد ويعرق فى سبيل ذلك . وكما اسقط مبارك فى 25 يناير ومرسى فى 30 يونيو فهو قادر على ان يسعى لهدفة مرة اخرى ان شطحت بة السفينة وعلينا ان نعرف ان مصر مليئة بالكنوز الطبيعية والخيرات الربانية والموارد البشرية التى تستطيع ان تستغل كل هبات مصر الى التحول الى الأفضل .وهذا ما تسعى الية السلطة الحاكمة الان فى زراعة مليون ونصف مليون فدان وبناء مدن جديدة واسكان اجتماعى والقضاء على العشوئيات وتحسين البنية التحتية وبناء مجتمعات عمرانية متكاملة جديدة وتحسين شبكة الطرق والكهرباء وبناء مدارس للقضاء على تكدس التلاميذ بالفصول والتخطيط لتطوير منظومة التعليم والصحة والتامين الصحى وغيرها من المشروعات التى تهدف الى التغيير نحو مصر ناهضة تتحقق فيها العيش الكريم والعدالة الاجتماعية .
وكلمة اخيرة ينبغى ان يذكرها الجميع جميعنا يريد مصر قوية ناهضة وينبغى ان تتوافر الأدوات والأليات لتحقيق ذلك وان تتحد كلمة المصريين وان تعود روح ميدان 25 يناير قبل تنحى مبارك وان يكون الكل فقط مصريين لا اخوان ولا سلفيين ولا يسار ولا ليبرالين ....الخ الكل مصرى بدون ايدلوجية او هوى سياسى فهلا نتصالح لصالح الوطن ام يستمر الشد والجذب والتناحر والخلاف والشقاق وكل ذلك سيدع الفرصة لطرف ان يقصى طرف لا محالة حتى لو قذف بة من فوق السفينة بدون رحمة او عطف وقتها سنندم على فرص ضائعه لم نتصالح مع انفسنا وبعضنا البعض من اجل الغد.
مصر تحتاج الى تكاتف الجميع ومصر للمصريين فهلا بدانا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق