تعتبر قضية حقوق الانسان هى المحور المهم والأهم لدى دول
العالم لتقاس مدى تمدن اى دولة ورقيها وذلك بواسطة المعايير الدولية المتوافق
عليها .وقد كان هناك احترام لحقوق الانسان فى حكومة الوفد فى العهد الملكى ولم
يثبت عليها اى موقف امتهن فية الانسان برغم ماكان يتعرض لة الوفد من الأحزاب
الموالية للقصر والقصر نفسة من حملات تشهير الا انة كان دائما يحترم الدستور
والقانون ولم يتخذ اى قرار مخالف للقانون او الدستور برغم انهم يملكون الأغلبية .
ولكن دعونا نرى ما حدث بعد ثورة يوليو وما فعلة زبانية
عبدالناصر من اعتداء على حقوق الانسان ووصف معارضية بانهم مجرد نفايات وكان ذلك
مخالفا لبيانها الأول وانها ترمى الى احترام الدستور وعودة الحياة النيابية واطلاق
الحريات .ولكن مالبث ان ايدها الشعب. حتى كان خيار قادتها هو الحكم الديكتتاتورى
وعلى ان اذكر هنا فقد ذكر كثير من المؤرخين ان عبدالناصر نفسة كان يريد ان يعيد
الوفد بحكومتة لتولى ادارة شئون البلاد وان يعود الجيش الى ثكناتة وهذا ما رفضتة
هيئةمجلس قيادة الثورة فرجع ناصر عن استقالتة بعد ان وجد نفسة وحيدا وكل رفاقة فى
الجهه الاخرى وبرغم اختلاف ايدلوجياتهم من اشتراكيين وشيوعيين وليبراليين
واسلاميين فعمد عبدالناصر على التخلص منهم الواحد تلو الاخر وبعد ان وضع عبدالحكيم
عامر على رأس الجيش واعتمادة الكلى علية (الجيش) فى حكم البلاد .
وكأن مبدأ الثورة هو الحكم والسلطة مهما كانت العواقب او
القرارات .وبدلا من اطلاق الحريات وعودة الحياة الدستورية والبرلمانية تم تجميد كل
شىء واصبح العسكريون هم الحاكم الناهى .ولذلك اعتبرت الثورة ان الخلاف معها فكريا
او بالكلمة او بالرأى يمثل خطر عليها .فأخذت تنكل بكل معارض اسلامى او شيوعى او
يسارى او حتى من رجال الجيش انفسهم كان جزائهم الاعتقال والمحاكمات العسكرية والتعذيب
والتنكيل والاهانة بل محاولاتهم ان يفقد المعتقل كبريائة وكرامتة وان يرهبه نفسيا
وكانت المعتقلات تشبة معتقلات النازية ابان حكم هتلر .
وقد استولى العسكريين على كل مفاصل الدولة وبدون خبرة او
كفائة مما تدهور الانتاج وادى الى اضرابات عمالية وراينا ما حدث لعمال كفر الدوار
وتنفيذ حكم الاعدام فى البقرى ورفيقة داخل مصنعهم ليكونوا عبرة لزملائهم. وتحولت
الوظائف المدنية الى عسكرية يتولاها عسكريين بلمحة البصر لذلك اممت وسائل الانتاج
عام 61 لفتح مغانم الادارة المدنية للعسكريين وتقديمها لما يهدف أغراضهم ومصالحهم
وان يكونوا المسيطرين على كل وسائل الانتاج فيعطوا الشعب بايديهم ماشائوا حتى
اصحبت الدولة راس مالية بيد الجيش وتحولت كل موارد الدولة فى يد الجيش ولخدمة
مغامراتة فى اليمن والجزائر وافريقيا حتى هزيمة 67 وترك الجيش معداتة بدون ان تطلق
طلقة واحدة وادى ذلك الى انهيار الاقتصاد المصرى وفقدة مليارات بجانب ارضة فى
سيناء وسقوط الجولان وغزة ايضا .
وانا هنا لا اتجنى على نظام ناصر فقد كان لة ايجابياتة
كما لة سلبياتة وانا هنا اوضح كيف عامل نظام ناصر معارضية وهى نقطة وحيدة وثابتة
فى مذكرات المثقفين والسياسيين والأدباء والمفكرين والكتاب والبعض الذى وضح كل
ماحدث لة فى مذكرات فى معتقلات زبانية عبدالناصر لا لجريمة جنائية او جنحة او جنت
يداة اى اثم انما كان كل جريمتهم انهم اعترضوا فكريا سواء بالقول او بالكلمة فقصف
كل قلم معارض لة واخرص كل لسان يعترض على ما يتخذة من قرارات ولم يرتكبوا فعل
ارهابى او يرهبوا المواطنيين او يزرعوا المتفجرات ويقتلوا المواطنيين كما يحدث
الان على ايدى جماعة الاخوان الارهابية مثلا انما فقط بالكلمة والقول وكان يتم محاكماتهم محاكمة عسكرية صورية ثم يزج
بهم فى المعتقلات حيث تستقبلهم التشريفة بالسياط والشوم والسباب وعلية نؤكد ان
ثورة يوليو خلت تماما من حرية الصحافة والديمقراطية وحقوق الانسان وحفلت بألوان
القهر واهدارا لكرامة لكل ممصرى معارض من مفكر حتى العامل والفلاح حتى امتلأت
المعتقلات بابوزعبل والفيوم والوحات وسجن مصر والحضرة بخيرة ابناء مصر وعقولها
الراجحة وتعامل معهم النظام الناصر بالطريقة الفاشية البحتة ولا ننسى ما حل
بالرئيس محمد نجيب وان كانت يوليو ازالت الفواق بين الطبقات فهى ازالت الاحترام
بين الناس بافعالها الغبية تجاة القمع واهدار حقوق الانسان وكان شعار ناصر ارفع
رأس يا اخى ماهو الى لزمة فى خطاباتة فقط اما من يعلن راية او يبدى النية فكان جزائة الفصل من عملة وتشريد اسرتة
على جريرتة ناهيك عما يلاقية من الوان التعذيب والتنكيل مهما كان قدرة العلمى
والثقافى وكانت التهم جاهزة ومعدة سلفا ليلقى كل معارض فى غيابات المعتقلات .
كنت اتعجب كثيرا من حب الناس الجارف لناصر ومشهد جنازتة
التاريخية والحشد الهائل من المصريين الذين خرجوا لوداعه برغم ما يرتكبة زبانيتة
وجلادية تجاه معارضية وسيبقى هذا سؤال ابحث لة عن اجابة حتى الان .وكانت كراهية كل
نظام قمعى ديكتتاتورى لحرية الراى والفكر والمثقفين كما فعل جلادى عبدالناصر
وكرههم للمثقفين كراهية التحريم فحاولوا وئدهم .
والان ونحن بعد ثورتين 25 يناير و30 يونيو فاين ياخذنا
المسير فمع اختلاف العصر والزمان والتكنولوجيا فلم يعد هناك شىء يستطيع احد اخفائة
وسنظل نهتف عيش حرية كرامة انسانية حتى تتحقق كل مطالبنا ويتم تصحيح كل مافات
قصاصا لأرواح الشهداء ولدماء المصابيين
حفظ الله الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق