الخميس، أكتوبر 09، 2014

ابن الأرض

جئنا من مكان بعيد وكنا نظنة أبعد شىء فى الكون أو اننا نعيش فى كوكب اخر لا يعلم احد ان هنا بشر يقطنون تلك المساحة من الأرض انها القرية المصرية  .برغم القناعه والرضا الذى يعلو وجة من يعيش فيها والصمت الطويل والابتسامة الزاهدة التى تعلو الوجوة نادرا .لا يعلمون شىء سوى العمل الدؤب يستيقظون من فجرهم حتى مغيب الشمس يعملون فى حقولهم بكل رضا وقناعه وهدوء .
كان يوم سعدنا عندما تطأ اقدامنا المدينة حيث كل شىء غريب على اعيننا سيارت كثيرة وضوضاء وزحام واناس يسيرون بسرعة غير مباليين بمن بجوارهم .لا يرمى احد السلام على من يقابل تتقابل الوجوة وتختفى فى زحمة تلك الحياة الصاخبة بدون اشارة ورغم ذلك كنا نحسدهم انهم يعيشون حيث كل شىء بجوارهم وفى متناول ايديهم اما نحن عندما نقارن حالنا باحوال اهل الحضر فنحن اموات .فتنقطع بنا السبل وقت نزول المطر وتتوقف الحياة فى تلك المساحة الضيقة التى تجمعنا لا كهرباء ولا مياة نظيفة ولا صرف صحى ولا مدارس ولا وحدة صحية ولا مكتبات ولا طرق ولا موصلات فلماذا اذن نحن هنا وهم هناك .وكان ما يشفع كل ذلك ان الجميع يعيش فى وئام وسلام وتعاون دائم ومستمر الكل فى واحد والواحد فى الكل قريبا كان ام غريب الكل اهل واقارب بينهم صلة رحم ونسب يتوافدون جميعا وايديهم متشابكة معا فى الحزن والسرور يتعاونون فى الحقل كما يتعاونوا فى كل مايخص حياتهم .يتبادلون اطباق الطعام يوميا مع بعضهم البعض جيران متحابيين لم يدب الشقاق صفوفهم ولم يعرف الخصام طريقة الى ابوابهم فكلها مفتوحة على مصراعيها بينهم
.ومع مرور الوقت بدأ يتغير الحال الى الأفضل .دخلت الكهرباء والمياة النظيفة الى البيوت وتم رصف الطرق وانشاء مركز شباب وتطوير الوحدة الصحية وانشاء مكتب للشئون الاجتماعية واضافة مدرسة ثانوية وثانوية تجارية مع تزايد عدد سكان القرية .ومع مرور الوقت بدات القرية تفقد روحها وحيويتها واصالتها ومعدنها النفيس التى تتميز به بخروج اجيال جديدة لا تعرف معنى الروابط الاجتماعية ولا تحافظ على الأواصر العائلية وغابت الأخلاق فلم يعد احترام الاستاذ مقدسا وتجرأ الصغير على الكبير وتفتت العلاقات الاجتماعية فى زحمة الحياة غاب كل شىء وظهرت الأنا والنرجسية وحب الذات .
وحتى دخل علينا ضيف جديد قسم مابقى من مجتمع هادىء كل بغيتة ان يعيش فى أمان وسلام راضىا قانعا بما قسمه الله لة يأكل من حشيش الارض وما تحصدة يداة من عرق جبينة .وجاءت السياسة ضيفا جديدا دخل حياة هؤلاء البسطاء ولكن بتعصب شديد فمن حقهم ممارسة العمل السياسى ومن حقنا ان نختلف ونتفق فى كل امورنا ولكن ماليس من حق الجميع على بعضهم البعض ان تذوب كل اواصر المحبة وتنقطع كل العلاقات الانسانية بسبب خلاف سياسى .
حتى عشنا وقت يخاصم الأخ فية اخاة .وأب يهدم بيت ابنتة لان زوجها اخوانى وجار يتطاول على جارة ويصفة بالكافر والقاتل لانة يؤيد الرئيس السيسى .واخر يصف اخاة وابن عمة بالغباء والجهل لانة يؤيد مرسى المعزول .
علينا ان نعترف برغم كل شىء ان الكل أقارب وبينهما صلات رحم وذوا قربى والجميع يعرف بعضهم البعض حتى الاطفال الصغار .اما الان بعد ان تبددت تلك العلاقة وضاعت فى زحمة الخلاف والذى من المفترض ان لايفسد للود قضية ولكن افسد كل شىء حتى كانت الطامة الكبرى ان يبلغوا عنهم الأمن بما ليس فيهم وبما لم يرتكبوة من أفعال او اعمال . وانكسر كل شىء وغابت الروابط وتفتت واغلقت الأبواب وغاب السلام واصبحوا يتقابلون كالغرباء لا يعرف بعضهم البعض .حتى وصل الامر على تحريم البعض ان يسير فلان فى جنازة فلان او يحضر فلان عزاء او فرح فلان وانهدم المجتمع المتماسك المترابط بفعل اختلاف سياسى

فكانت السياسة كالقنبلة والتى انفجرت فى وجة الجميع لتصنع اشلاء ومصابيين وقتلى كما يتمنون لبعضهم البعض وهم ينخدعون باسم الدين او بفعلهم ذلك يعلون كلمة الحق  ويعلون قيمة الوطن مع انه العكس تماما .فالوطن لا يبنى الا بايادى متماسكة وقلوب صافية واخلاصا فى العمل وتفانى فحفظ الله الوطن واعاد للقرية رونقها وبريقها واصالتها ليحيا الوطن ولينعم المصريين بالامان والسلام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق