الخميس، أغسطس 11، 2011

قريتى =مدينتى = محافظتى = مصر

نشأت فى قرية صغيرة وتلقيت تعليمى الابتدائى والاعدادى بها ثم ذهبت الى المدينة لتلقى تعليمى الثانوى ثم دلفت الى المحافظة لتلقى تعليمى الجامعى وتلك رحلة طويلة 
فى قريتى حيث لا كهرباء ولا ماء نظيف عندما تمطر السماء تتوقف الحياة تماما ونكون فى جزيرة منعزلة عن المدينة وتتوقف معها الدراسة لأن كل المدرسين والمدرسات ياتون من المدينة وكنا نظل بالاسبوع بدون تحصيل 
وكان الطريق الذى يربط بين القرية والمدينة بطول 9 كيلو مترات غير مرصوف طبعا كان طريق طينى لا تستطيع المشى فية بالسيارات وكانت اساسا وسائل الموصلات صعبة جدا قليلة ونادرة رغم اننا كنا اكثر من خمس قرى متجاورة ونتشارك فى نفس الهم والمصير وكانت المدرسة الوحيدة لتلك القرى لدينا فى قريتنا وكان يضطر التلاميذ الى السير يوميا على اقدامهم حوالى 3 كيلو ليصلوا الى بلدتنا فى الايام العادية وعندما تمطر السماء يعكفون فى منازلهم فهم من خبرتهم ذلك لا غياب ولا تفتيش ولا تدريس ولا اى شىء يتم 
برغم كل الظروف الصعبة وان ذلك من التحديات ان تعيش فى هذا الجو من الضبابية وان تحلم بان الغد سيكون افضل كنا نطير من السعادة عندما دخلت الكهرباء بيوتنا ورغم انها ظلت لسنوات تقطع ولا تضىء اكثر من ان تنير طرقنا ولمتنا
كنا نذهب الى الحقل بعد انتهاء اليوم الدراسى مباشرة لممارسة اعمال الزراعة ثم ياتى الليل ويخيم السكون ويملىء الظلام ربوع المكان ونضع الطبلية فى منتصف الحجرة تتوسطها لمبة الجاز ويلتف الجميع حولها بكراريسهم وكتبهم وكشاكيل الواجب ليتذاكروا بجوار بعضهم البعض فى صمت ايضا وتدور الايام وتمر السنين بحلوها ومرها المهم ان نحقق حلم والدى وان نتعلم جميعا وان نكون شيئا يفتخر بة 
ولا انسى دموعه والدى عند نهاية كل مرحلة وعند الحصول على شهادة كل فرقة انا واخوتى حتى دخلنا الجامعه جميعا وأضاءت القرية وتغير الحال ورصف الطريق بعد عناء ودخلت المياة النظيفة ولكن لم تتغير عاداتهم فى كل شىء 
مواعيد الافطار والغذاء والعشاء مقدسة والواجبات الاجتماعية واحترام الصغير قبل الكبير كنت مفتونا بحياة القرية الناس طيبون يجاملون بعضهم البعض يقفون معا فى مواجهه كل ازماتهم وافراحهم يلتفون معا لمساعدة بعضهم البعض 
وزاد حبى للقرية واخلاقها عندما ذهبت الى المدينة انا واخوتى واقمنا فيها بعيدا عشنا كالاغراب لا يعرف احدا الاخر من السكان المتجاورين لم اعد اسمع تحية الاسلام تقال وانت تمشى فى الطريق حتى الشقة الملاصقة لنا لم يدور حوار بينا وبينهم الا بعد اكثر من خمسة سنوات ولا ادرى لماذا هذا الجفاء بين سكان المدينة رتمها السريع انشغالهم بحياتهم لم اجد سبب يقنعنى حتى الان بذلك التباعد وغياب روح التراحم والمودة حتى بين الجيران 
كنت اشتاق الى العودة الى روح القرية الكل يعرفنى الكل يقدم التحية للاخر الكل متكاتف مترابط يقفون معا بجوار بعضهم فى احزانهم وافراحهم 
تولد لدى الانتماء الى قريتى ومدينتى ومحافظتى ومصريتى تباعا هكذا كنت اتمنى ان تكون افضل قرية فى العالم وكذلك الكل بتتاتبع بعد ان غاب الانتماء 
كنت احلم وانا صغير احلاما كثيرة ليست لى اكثر من ان تكون لبلدى لست من المتلونين الذى يقولون اننا كنا نتنبأ بالثورة ولكن فعلا كل ما عشتة فى حياتى كان ثورة على كل شىء كنت ادرك اننا نعيش فى نهاية العالم عندما نموت لا يعلم أحد اساسا اننا كنا احياء وموجودون على هذة الارض 
قرات كل ما استطعت من كتب فى الدين والتاريخ والسياسة والسير كونا مجموعات للتبارى فى القراءة وكل واحد فينا يشرح للمجموعه ما خرج من قرائتة للكتاب 
اشتركنا جميعا فى المكتبة العامة فى المحلة وقضينا بها الساعات كل يوم نهمنا من كتب انيس منصور ومصطفى محمود وغيرهم عرفنا العالم فيما حولنا قررنا التواصل والخروج من بوتقتة الخمول قررنا ان نقول نحن هنا واصبح يكبر الحلم رويدا رويدا ونحلم اننا لنا مكان على هذا الكوكب ونحن من يحفر هذا المكان ويجدة ويصنعه كان منا من دخل كلية الاعلام والالسن والتربية وغيرها حتى ونحن فى الجامعه فى اتحاد الطلاب اردنا ان نقول نحن هنا وتابعنا كل انشطتنا بحماس بالغ حتى كانت الصدمة الكبرى بعد ان تخرجنا وواجهنا الواقع الحقيقى الذى لم نفعل له اى حساب كنا نقول ان امكانياتنا وقدراتنا ستسوق لنا كل الصعوبات لقد ملكنا ابجديات اللغة ونعرف جيدا ان نتعامل معها جيدا ولكنها لم ولن تنفعنا بعد ان عرفنا ان البلد كلها محسوبية ووساطة وليس لنا مكان حتى عاتبنى صديقى وقال قلت لك تعالى ادخل كلية تربية كان زمانك شغال دلوقتى انت رايح طريق مسدود 
وقدمت اوراقى الى التقديم والاختبار فى القناة السادسة ولكن المحسوبية قالت لى ليس لك مكان عشقت قرائة صفحة الوفيات لان فيها الحقيقة ليس حقيقة الموت بل طبيعه المتوفيين كل شىء يورث حتى فى الوظائف الدنيا والادنى 
مرت لحظات سيئة وايام عصيبة وحلم يضيع وبلد تقتل ابنائها ونظام لايرى بعينية بعيدا ولا حتى قريبا منة بل لايرى اطلاقا
سنكمل فى الجزء القادم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق