الجمعة، أبريل 13، 2012

الشعب يريد

أنا الشعب ومن أنا لأتكلم بصفة الجمع 
الكل خرج ليتكلم على لسان الشعب ويعمم الحديث 
الكل يقول الشعب يريد والشعب يقرر مع أنة لم يأخذ تفويض بذلك 
البداية أن الشعب خرج وتلاحم جميعا فى ملحمة تغنى بها الجميع وأشاد بها العالم عندما خرجت الملايين تريد اسقاط النظام وكانت هذة هى الأرادة الشعبية الحقيقية والتى كان لها مطلب واحد وهو اسقاط النظام البائد الذى ارهق الجميع وذاق ويلات جبروتة وقسوتة 
فى ثمانية عشر يوما شكل الشعب ملحمة لا يستطيع احد ان ينكرها اظهرت الثورة معدن المصرى الحقيقى عندما وقف المسلم بجوار المسيحى عندما تشارك الاخوانى مع السلفى مع الليبرالى مع العلمانى مع كل الايدلوجيات فقد تلاشت هذة الايدلوجيات وبقى الانسان المصرى الحر الأبى الاصيل فى وجة الظلم يقول لا لا فليسقط كل الطغاة والمستبديين 
فقال الشعب كلمتة ونفذها 
ولكن كانت الطامة الكبرى بعد ذلك غلبت الانانية على النفوس وطغت النرجسية الكل اراد ان يكتب لة مشهد فى الصورة الكلية فانقسموا وتناحروا وعرفنا من الشعب المصرى الاخوان والوفديين والحزبيين جميعا والسلفيين والجماعات الاسلامية وتحزب البعض وعاد البعض الاخر الى مخدعة بعد ان كان يحلم بالتغيير وطالت مدة الانتظار حتى زاد الانقسام وتنوعت الائتلافات وكثرت وغلبت المصالح وتعارضت ايضا حتى كانت النتيحة التى نراها وندرك الان مرارتها فطوال 14 شهر من عمر الملحمة الشعبية خرجت كل طائفة وكل ائتلاف وكل حزب يريد شيئا والمصيبة انهم جميعا بدون اثتثناء يتكلمون باسم الشعب 
فالشعب يريد اسقاط الداخلية 
والشعب يريد اسقاط حكم العسكر 
الشعب يريدها اسلامية
والشعب يريدها مدنية
الشعب يريد احمد شفيق
والشعب يريد عمر سليمان
والشعب يريد حازم ابواسماعيل
والشعب يريد التطهير 
والشعب يريد الاخوان 
الشعب يريد اقامة شرع الله 
الشعب يريد السلفيين
وبرغم اننى من الشعب لم اريد كل هذا انما اردت الحرية واقامة العدالة الاجتماعية وتطهير مؤسسات الدولة والقضاء على رموز النظام فهكذا ارادت الثورة وهكذا كانت بعض مطالبنا جميعا لكنها تلاشت فى الانقسامات 
فعندما خرجت جماعه تقول الشعب يريد اسقاط الداخلية لأنهم بلطجية خرجت جماعه ترفض ذلك وتقول تعالوا نساعدهم ليحمونا البعض ينظر اليهم انهم قتلة الثوار ويجب تعليقهم على المشانق والبعض الاخر لايرى ذلك 
وهكذا عندما تعالت الاصوات تريد اسقاط الجيش خرج البعض مفزوعا فقد سقطت كل مؤسسات الدولة ولم يبقى الا الجيش الحصن الحصين واخر درع وحامى للوطن وكيف تفكرون فيمن حمى الثورة ولم يعاملنا كما عاملت اليمن وسوريا وليبيا والاخر يقول انة ضربنا فى ماسبيرو ومجلس الوزراء وتلوثت يداه فى محمد محمود وهكذا البعض يريد شىء ويخرج ضد هذا الشىء فلا يتحقق شىء فى النهاية من جراء حالة الانقسام هذة والتى مازالت مستمرة حتى الان ولم نتوحد على مطالبنا والتى تاهت فى زحمة المصالح والسعى وراء الكراسى 
فقد استحوذ الاخوان على معظم كراسى البرلمان من شعب وشورى واطلق لنفسة العنان ان يفعل ما يشاء بحجة انة جاء بارادة الشعب وان الشعب يريد والشعب قد اختار 
مع العلم اننا لم نسأل انفسنا سؤال رغم احترامى لكل مصرى متعلم او غير متعلم هل كانت عندة الرؤية فى اختيارة هل تردى التعليم والثقافة فى ظل حالة الاستقطاب الدينى التى مارسها الاخوان والسلفيين تكون قناعه فى الاختيار 
وفى النهاية يقولون الشرعية للصناديق 
فما هو الموقف عندما يأتى احد من رموز النظام مثل سليمان بشرعية الصناديق هل نقول لحظتها ان الشعب غرر بة ام اخطأ فى اختيارة أم نقول لقد اختار الشعب 
فالشعب يريد من اكثر الجمل التى أكرة استخدامها لاننا اوعى من ذلك والشعب لم يفوض احد للكلام على لسانة ولم يعط لأحد صك ان يقول عنة ما يريد 
لقد تعايشت مع الحركات ومع الائتلافات ومع غيرهم من القوى السياسية برغم قلة عددهم جدا تخرج الحركة وتقول ان الشعب يريد كذا وكذا حتى رغم شرعية المطالب احيانا وتخليها عن الشرعية كثيرا الا اننى لا احب استخدامها فلا بد أن نكون مؤمنين بما نفعل ولابد ان نظل نتبنى مطالبنا الاساسية والتى قامت الثورة من اجلها والذى اعترف المجلس العسكرى المتواطىء بشرعية تلك المطالب ولم يسعى الى تنفيذها فعلينا ان نعود الى الوراء قليلا حتى جمعه 8 يوليو مثلا ونلتف مرة اخرى وتعمنا روح الميدان والتى سادت طوال 18 يوما وان يتكاتف الشعب جميعا فى تحقيق كل هذة المطالب فهل نعى الدرس برغم كل العواقب ان تستمر المطبات والعوائق فغذا الجمعه والتى قرر الاخوان عمل مليونية لحماية الثورة وبمشاركة السلفيين ضد ترشح عمر سليمان برغم انهم كانوا ضد الميدان بدعوى الاستقرار ولكن عندما تعثرت مصالحهم سارعوا الي الميدان مرة اخرى ليس لصالح وطنى انما لمصلحة خاصة بمشروعهم فالويل لهم ولمصالحهم 



فهل نغلب مصالحنا على مصلحة الوطن الم يتذكروا الشهداء والمصابيين الم يشاهدوا اخواتنا تتعرى وتسحل فى محمد محمود ام كان ذلك ضد الاستقرار فهم يخرجون غدا ويقولون ان الشعب يريد اسقاط الفلول ومنع ترشحهم وبرغم مشروعية المطلب الا انة لمصلحة تخصهم 
فهل يظل الجميع يتكلم على لسان الشعب ام سيتكلم الشعب ويقول كلمتة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق