الأربعاء، أبريل 10، 2013

لماذا لا يثور الفلاحين ؟


كانت الحياة فى القرية



هادئة جدا لا صخب ولا ضجيج يحوطها جو من الألفة والمودة والتراحم بين الجميع يتلاقون فى جميع المناسبات متكافلين يعرف الجميع بعضهم بعضا من كبيرهم الا صغيرهم
تحكمهم الأعراف والتقاليد المتوارثة يسود جو من الحب والتعاطف
يرضون بالقليل وبما قسمة الله لهم لم يتذمروا يوما ولم يثوروا برغم سوء أوضاعهم المعيشية والصحية والاجتماعية لم يحظوا بأى نوع من الرعاية من جهه الدولة وكأنهم لم يتبعوا مصر المحروسة
لن اذكر ما يعانية الفلاح اجمالا وتفصيلا حيث لا رعاية صحية ولا اجتماعية ولا تأمينية ولا تعليمية ولا حتى فى مهنتة الاساسية زراعية غابت الدورة الزراعية وزادت أسعار المبيدات والكيماوى والايجار ولم يقدر ان يسوق محصولة وغابت الدولة وعاش هو فى نيران الغلاء تفتك بة حتى قحلت الارض ومن سوادها تحولت الى كتل خرسانية وجار عليها واعتدى على ارضة ووضع فأسة جانبا وتدهورت المحاصيل التى كنا نتباهى بها من قطن مصرى طويل التيلة واصحبت افة حايتنا النسيان وجاء جيل اخر غير جيل جدى وتلاة جيل اخر لم يتمسك بالارض وأصبحت بالنسبة لة مجرد أطلال
عشت بين هؤلاء الفلاحين رأيت طيبتهم وتعلقت بملامح وجوههم السمراء المصرية الأصيلة تلحفها شمس الصيف الحارة غير مبالين ولا برودة الشتاء القارص انما هو يرى ان ذلك فرض فرضة الله علية ان يعمل ويجتهد ليربى بقليلة اجيال اخرى برغم التعب الذى ينالهم يواصلون حياتهم
كان السؤال الذى يشغلنى طوال الوقت لماذا لا يثورون على هذة الاوضاع الصعبة وتلك المعاناة التى يحيونها كل يوم فهم ليسوا بكائنات جمادية انما هم اجساد بشرية تحركها الطبيعه فبرغم مرض احدهم لا يستطيع ان  لايرى زرعه وارضة تدركة الغربة وهو بعيدا عن الأرض
كنت احاورهم لماذا لا نتذمر ضد هذا العبث حتى حدث تصادم بين الفلاحين والحكومة فى اوائل التسعسنيات وارضهم تسلب منهم بدون مقابل لتعود الى احضان الاقطاع مرة اخرى بقرار من مبارك وتدخل الامن ليسحل ويسجن ويضرب بيدا من حديد على كل من يخالف القانون من وجه نظرهم لكن اليس لهذا القانون عدل ان تسلب ارضى الذى ورثتها عن اجدادى وافنيت عمرى فيها وتسرق منى فى وضح النهار وفى حياتى لماذا انا حى لماذا انا هنا فلتنشق الارض وتبلعنى ولكن هيهات هيهات ان تصمد امام جحافل الظلم وتدهورت الزراعه من وراء ذلك الفعل القبيح من النظام الحاكم وهجرت الاراضى واستوطن الفلاحين المدن واعتدى على العادات العريقة المتوارثة وهان كل شىء وبارت الاراضى وساء خال الفلاح اكثر وأكثر ويعود السؤال لماذا لا يثور الفلاحون وهم غالبية الشعب المصرى ولكن هم ارتضوا ان يستكينوا ويعيشوا فى سكون تدركهم الحياة فى سكونهم ويتركونها راحلين فى نفس السكون برغم ان ارضهم اخرجت عباقرة وعلماء وكتاب وادباء ومفكرين ولكن قلة يبهرون بها عالمهم وحياتهم انهم لو اخظوا بقليل من الرعاية والاهتمام ستتغير صورة مصر بكاملها فمصر منذ فجر التاريخ بلد زراعى اقاموا الفراعنة الاجداد بجوار ضفتى النيل صنعوا المجد والحضارة وكانوا مخزن غلال الدنيا وقت الجفاف اليوم نتسول القمح وما يقوتنا فمن السبب وراء ذلك وهم المطيعون المستسلمون لواقعهم برغم صعوبتة ومرارتة
عندما قامت ثورة يناير كنت افتخر اننى هنا فلاح مصرى ولكن اين فعلا الفلاحين الوقت وقتهم ليقولوا كلمتهم لكن ظلوا صامتين
خرجت الوقفات والاحتجاجات تتوالى على مدار العامين بعد الثورة الكل يطالب بحقة وتحسين ظروفة ولكن ظلوا قابعين  فى اماكنهم
ادركت انهم فعلا الثروة الحقيقية برغم عدم ثورتهم  فهم جاهزين طوال الوقت الى العمل والعمل بجد برغم كل شىء فقد وفروا لهم وسائل العمل ومناخ يخرجون فية انفعالاتهم وطاقتهم اتجهوا بهم الى مناطق جديدة ويخلقون العمران ويقيمون الحياة وفروا لهم الارض يحولونها الى جنة فلتعودوا ولتضعوا الفلاحين على مقدمة اهتمامكم فمصر بلد زراعى لا نحتاج الى ان نتسول القمح او نستورد القطن او العدس والفول ولا الماشية ورؤس الابقار هم جاهزين الى العمل فاستغلوا ثروتهم قبل ان تظهر عليكم ثورتهم
وحفظ الله الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق