السبت، أبريل 05، 2014

نظرة الى الوراء ونظرات للمستقبل

عندما قامت حركة الضباط الأحرار عام 52 لم يدخل الحرس الملكى فى قتال مع ضباط الحركة وقتها .وتخلى فاروق عن العرش لولى عهد وكان ذلك حفاظا على أرواح المصريين من الطرفين .ولاننا تعودنا على قرائة التاريخ من وجهتى نظر وليس من منطوق الحقيقة فتارة كان فاروق خليع فاسد وتارة وطنى ومصلح .حتى جاء عبدالناصر وقرر وئد تاريخ اللواء محمد نجيب ودفنة حيا فى فيلا زينب الوكيل بالمرج برغم دورة فى الحركة ومطالبته المستمرة بالديمقراطية وضرورة عودة الجيش لثكناتة فكان ماكان من الانقلاب علية هو الاخر ومحو تاريخة وانجازاته بفعل فاعل .حتى عبدالناصر ورفاقة من الشباب والذين تخيلوا البلد غنيمة قسموها فيما بينهم وتناحروا وتنافسوا حتى بدا طيفهم يغيب بالاقصاء تارة واخرى بالنفى وماحدث مع خالد محى الدين ويوسف صديق خير دليل وغيرهم كثيرون .وكأن الثورة او الحركة كما احب ان اذكرها تقتل أولادها .ومرت السنوات وجاء السادات والذى خاطب الجميع نفس خطاب سابقة حتى تمكن من ادوات الحكم وبعدها اطاح بكل رجال عبدالناصر وكما يقولون كان السادات يسير على خطى ناصر باستيكة يمحو كل شىء وينكر كل شىء .وفى كل هذة السنوات نعيش فى عبائة الرئيس الفرد صاحب القرار الأول والأخير الفاهم العالم ببواطن الأمور والذى لا ترد له كلمة ولا قول .والشعب يعيش يومة فقط ولا يفكر ابدا فى الغد وراضى وقانع يشجب فى صمتة ويدين فى خلوته سوء حالة ومعيشتة بغض النظر عن المنتفعين ورجال الموائد الذين يلتفون حول كل نظام ويزينون لة دائما صواب الرأى وعظمة القرار .واعلام تربى على ان يكون البوق لكل رئيس يناصر من يناصرة ويهاجم من يهاجمة بعيدا عن الحقيقية .ثم نعود دائما كعادتنا السيئة ان ننظر دائما الى الوراء فعندما تسوء الأحوال فى عهد ناصر نترحم على عهد الملك وعندما يخطأ السادات نقول رحم الله جمال عبدالناصر وتستمر هذة العجلة تدور احيانا الى الأمام وتعود كثيرا الى الخلف .نبحث عن انجازات وقت ان نقدمهم فى الصفوف ونبحث ايضا عن اخفاقات وقت ان قررنا الهجوم .وبين كل ذلك الشد والجذب يكتب التاريخ ونترك اجيال كثيرة عرضة لما تقع عليهم ايديهم وما يذهب البعض حيث يريد ان يكون وعلى حسب مزاجيتة السياسية من الكرة والحب .
حتى جاء عهد مبارك بعد مقتل السادات واستمر عهدة الطويل ثلاثون عاما .كان بها كثيرا من الانجازات وكثيرا جدا من الاخفاقات .ونفس المواطن الذى يعانى منذ 52 هو نفس المواطن يتوارث الظلم جيلا بعد جيل .ظلم فى كل شىء وساطة ومحسوبية قهر وسجن وسحل وتعذيب وغياب العدالة الاجتماعية والتى امطرونا حديثا عنها بدون ان تتحقق.ومع مرور الوقت تتزايد المشاكل وتزداد صعوبة المواطن المصرى وكأنة مكتوب علية ان يعيش فى كنف هؤلاء القادة منسيون فى الفعل موجودون فى خطبهم فقط .حتى خرج الشعب عن صمتة بقيادة مجموعة من الشباب ساندوهم فى ثورتهم . خرجوا ليطالبوا بالعيش والحرية والكرامة الانسانية بعد ان عجزوا كثيرا وطوال عقود عن تحقيقها .واستجاب مبارك بالضغط الشعبى متنازلا عن سلطاتة لعمر سليمان ثم متنحيا عن الحكم نهائيا ودون المكابرة على الدخول فى اشتباكات وعنف والسماح بحدوث انقسام بين المؤيدين والمعارضين وحفاظا على دماء المصريين بعد ان سفك الكثير من الدماء فى الأيام الأولى بين الشرطة والشعب .وبعد ان رحل مبارك عن الحكم وتحول الى سجين فى القفص تم محوة من كل مكان ونسيت حسناتة ولم يتذكر احد سوى سيئاتة فقط واخفاقاتة وتلك عادة مستمرة ان نغيير فى التاريخ .ولا انسى يوم ان ذهبت الى متحف اكتوبر بالسويس وتم ازالة كل صور مبارك بين قادة مصر او بين قادة حرب اكتوبر عن عمد فهذا تزوير فى التاريخ .والمفروض ان يذكر الرجل بما له وبما علية احقاقا للحق ومن اجل صنع حقيقة لأجيال قادمة .
واخذ راية القيادة المجلس العسكرى والذى اخفق رغما عنة وتحت ضغط شعبى او اخفق لعدم تملكة رؤية سياسية وعدم ممارستة العملية السياسية وفهمة فى دهاليزها وهو الذى تربى على عقيدة السمع والطاعه والالتزام وتنفيذ المهام المحددة .وكانت فترة فى منتهى السوء فى الادارة خسرنا فيها دماء وتوقفت الحياة لمدة ثمانية عشر شهر عاشها الشعب فى مرحلة من التخبط وسوء الأحوال .فعندما انحاز نفس القادة للشعب ضد مبارك حملوا على الأعناق وهتف الجميع بدون استثناء للجيش والشعب ايد واحدة وعلقت صورهم وتم تحيتهم فى كل مكان يعانقهم الجميع ويثنى على دورهم .ولكن عندما دارت الدوائر واخفقوا هتف نفس الشعب بسقوطهم واسقاط حكمهم وقالوا يسقط يسقط حكم العسكر .وكل انتهاء فترة من الحكم يستنشق المصريون نفسا عميقا لعل القادم افضل وبرغم حالة الاستقطاب والانقسام المجتمعى والانفلات الأمنى والأخلاقى والاضطرابات والوقفات الاحتجاجية وتردى حالة الأوضاع على كل الاصعدة داخليا وخارجيا .دخل المصريين مرحلة جديدة تحت حكم اول رئيس مدنى منتخب وقتها قلنا لقد انهينا حقبة بدات من عام 52 ونبدأ عهدا جديد نحقق ما نصبوا الية من عيش وحرية وكرامة .ولكن جاءت الرياح على عكس ما نشتهى  واخفق الرئيس المدنى المنتخب والذى طمحنا الية حتى لو كنا من عاصرى الليمون نكاية فى الدولة القديمة ومن يناصرها او يمثلها .واخفق محمد مرسى منذ ان وضع قدمة فى الاتحادية وانحاز لجماعته ومن يؤازرهم وتجاهل الشعب وبدأت المشاكل مبكرة فقد وعد واخفق فى وعودة وخان الامانة واعلن انحيازة لجماعته وانة ليس رئيس لكل المصريين حتى باتت نهايتة وشيكة وسريعه .فخرج الشعب الذى لم تهدأ ثورتة بعد ومازال يعيش أملا فى تحقيق حلمة وانه تعهد بان يزيل كل عقبة ستقف فى طريق العيش والحرية والكرامة .فعام كامل فى عهد مرسى ازدات المأسى وعجز عن تحقيق شىء غير 59 خطبة هوجاء القاها لجماعته ومهددا فيها شعبة بعدم الخروج عن شرعيتة وكان الأمل مرة اخرى فى الجيش .الجيش الذى هجمناة بقوة وضراوة عندنا نعقد أملا فى قادة الجيش لانقاذنا من فرعون جديد يهدد المصريين علانية وخرج الشعب فى 30-6 ليقول للعالم نحن ضد هذا الرئيس ونطالب قائد الجيش ان ينحاز للشعب وان الجيش جيش الشعب برغم فشل محاولات التهدئة وكل محاولات ارضاء الشعب امام اصرار مرسى على موقفة المعاند تم الاطاحة به وعزلة .
ومرة اخرى تنفسنا الصعداء وان تنتهى مرحلة سفك الدماء والأرواح ودخلنا فترة انتقالية جديدة تحت قيادة عدلى منصور وامام غباء الجماعه والتى تبحث عن حلمها الذى انتهى فى لحظات وضياع ثمانية عقود من العمل للوصل للحكم انتهى سريعا واقسموا انهم لن يستسلموا حتى لو كان فية فناء الشعب الخارج عليهم وكان اعتصام رابعه والنهضة واحداث عنف كثيرة ومتكررة ودماء تنزف فى سبيل البحث عن كرسى . ثم جاء الوقت الذى ترحم فية الكثيرون على مبارك مستشهدين بذلك الموقف .فمبارك خرج بدون ان يثير ورائة رعيل من انصارة لخلق الفتن وممارسة الارهاب ناهيك عن دور الدولة العميقة التى ترعرت فى عهدة والتى وقفت تدافع عن مصالحها ومكاسبها طوال الوقت وعملت كل شىء لتبقى كل مكاسبها كما هى .انما مرسى خرج من الحكم وصنع كل الفتن وسفك الدماء ومارست جماعته عملياتهم الارهابية سرا وعلانية  وقتلوا المدنيين والعسكريين ورجال الشرطة وهم حتى الان مستمرون فى غبائهم فى ممارسة كل انواع الغدر والخيانة للوطن والوفاء فقط لجماعتهم ومرشدها فقط  ونحن الان ندخل فى سباق مرحلة جديدة قادمة .وبدأ سباق الانتخابات الرئاسية ايذانا بعهد جديد بين مرشح مدنى ومرشح ذو خلفية عسكرية
وانقسم المصريون على انقسامهم انصار المرشح المدنى وانصار المرشح العسكرى ناهيك عن انصار المعزول مرسى وانصار المخلوع وبرغم ان الدولة فى مرحلة من التدهور والضعف وما تواجهه من ارهاب انصار المعزول وما تكابدة من دولة مبارك العميقة وما بين انصار المرشحين الكبار من تراشق وخلاف وصل الى ذروتة ومازال يشتعل  هذا الخلاف ومستمر .
فهل الرئيس القادم ستكون الدولة طواعية لة راضية عنه حتى لو انصفتة الديمقراطية وجاء بالصناديق .وسط كل هذا الانقسام ينعدم البناء .وبرغم ان الصراع بين المرشحين يميل لكفة المرشح ذو الخلفية العسكرية والذى يملك كل المقومات وعوامل التحدى لبناء دولة وعهد جديد ومرشح يرى انه الثورة بدون اى مقومات وعلى الشعب ان يختار
وسيبقى الشعب منتظر ان يستنشق نعيم العيش والحرية والكرامة والأيام القادمة ستثبت ذلك برغم كل النزاع والصراع الدائر
فهل ان الاوان ان نعود متحدين وننسى كل خلافتنا من اجل مستقبل افضل للجميع ان ستظل العجلة تدورة تارة للأمام وتارة اخرى للخلف
فدعونا ننظر نظرة للأمام ونحسن الظن والاختيار فالمستقبل لن يصنعه فرد والمستحيل يزول امام الارادة والتحدى والجهد والعرق فهيا الى الأمام والعمل والانجاز من اجل مستقبل للجميع
وحفظ الله الوطن   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق