الجمعة، فبراير 13، 2015

ماما الحكومة

مازلت اتذكر الثمانية عشرة يوما الأولى من عمر الثورة المصرية .وقد تلاحم جميع ابناء الشعب بمختلف انتمائتهم وايدلوجياتهم وفئاتهم الاجتماعية على قلب رجلا واحد ولتحقيق حلم واحد وهتفوا جميعا بصوت واحد عيش .حرية .كرامة انسانية .وقتها فقط تحققت ارادتهم بفضل توحدهم على هدف واحد .
ولكن للاسف سرعان ما انفك هذا الرباط الوحدوى وانصرف الجميع الى عادتة القديمة وتفتت الجمع الى أشلاء متناثرة متناحرة بدلا من اصرارهم على الاتحاد من اجل بناء مصر الجديدة والتى لا تبنى الا بسواعد ابنائها وارادتهم الحرة وبناء مستقبل أفضل من اجل اجيال قادمة .
فيجب ان نعترف باننا لدينا مشكلات عديدة فى الصحة والتعليم والثقافة والسياسة  والعدالة الاجتماعية والمرور بل دعونا نعترف اننا نعيش مشاكل فى كل شىء وتلك المشاكل لن تحلها الحكومة كما يظن الجميع .
فالبعض الكثير يشجب ويدين ويصب جام غضبة وسخطة على الحكومة والبعض يعيش بحالة اللامبالاة والبعض يهرب بعيدا عن هذا الجو المتردى من السوء والبعض يصفق غير مبالى بحال الاخرين ويعيش فى انتهازيتة مطلقة
فيجب ان نعترف ان مشاكلنا عديدة وان ماما الجكومة لن تستطيع بمفردها ان تحل تلك الاشكالية الصعبة ويجب ان نعرف ان كل مواطن على عاتقة واجب كبير لو قام بتأديتة على أكمل وجة فسيتغير الحال الى الأفضل
وليبدأ رجال الأعمال والقادرين واعرف منهم البعض والذى يساعد على تنمية المجتمع من حولهم فى انشاء مستوصفات صحية ورعاية غير القادرين على كافة احتياجاتهم وانشاء مساكن لغير القادرين وتطوير العشوئيات فدورهم كبير ويجب ان يستثمروا جزء من اموالهم فى مساعدة المجتمع
كذلك الجمعيات الخيرية مثل الاورمان ورسالة ومصر الخير وغيرهم فلهم دور كبير ويجب تزايد ذلك الدور ومساعدة المواطنيين على قدر استطاعتهم بالتبرع للأعمال الخيرية والتى تعود بالنفع على المواطنيين
وعلى الجكومة مساندة تلك الأعمال النبيلة وان تخرجها من بين ثنايا البروقراطية العقيمة وان تساعد رجال الاعمال فى ذلك وان تعفى مساهماتهم من الضرائب وان تشجع على العمل التعاونى فنظام التعاونيات فى بلدن كثيرة حول العالم كان لة بالغ الأثر العظيم فى تطوير تلك الدول والحد من البطالة وان يكون هناك تسهيلات لانشاء تلك التعاونيات بكافة اشكالها بعيدا عن البروقراطية ايضا التى نحبط العزائم وتفتر الهمم .
على المواطن ان يعلم جيدا بصفتة وشخصة يعيش على تلك الأرض ان يكف عن الشجب والادانة وان يعلم ان له حق وعلية واجبات وان الحكومة ما هى الا اداة لتنفيذ متطلباتة ورغباتة وانة شريك اصيل فى المجتمع  وان الحكومة موظفة لتحقيق رغباتة واحلامة .اما ان نترك لها العنان ونتخاذل ونتكاسل ونتهاون عن التعاون معها وتوجيهها وان نكون اداة من ادوات البناء فلن نتقدم خطوة للأمام
فنحن نشجب وندين ونسخط على الحالة التعليمية برغم اننا شركاء فى ذلك فالمدرس مواطن ومدير المدرسة حتى اصغر موظف فى التربية والتعليم مواطن يجب ان يقوم بدورة بدلا من تحميل اعباء الخطأ على الحكومة وفقط
وكذلك الاهمال الشديد فى الصحة وغيرها من مناحى الدولة فكلنا شركاء فى ذلك الاهمال اما بالتخاذل او عدم المسئولية وعدم الاهتمام بالتطوير والتغيير والتوجية الايجابى لكل ما هو سلبى
ايها المواطن النجيب النبيل هذا وطننا ونحن من سنبنى ونغيير ونطور ونحلم ونتقدم بالوطن كلنا معا يدا واحدة من اجل مصرنا الجديدة فقد انتهى عهد ماما الحكومة ويجب ان ينتهى الا غير رجعة وان نختار نواب فى البرلمان تحقق مصالحنا وليس غير ذلك وان ندقق فى كل اختيار لاننا فى النهاية من يتحمل تلك الاختيارات .ثم نخطأ ونحمل الحكومة كل البلايا
فقد اعطانا الدستور الجديد مزايا كثيرة فى المحليات وغيرها فلو قام عضو المجلس المحلى بدورة والمنوط لة فى الدستور لتحولنا الى دولة عظيمة اما لو تخاذل فسيبقى الحال على ماهو علية من السوء

اتمنى ان نقدر اننا فى مرحلة جديدة وان نكف عن التناحر والارهاب وان نقدم فقط مصلحة الوطن على كل المصالح الايدلوجية حتى نخرج من عنق الزجاجة التى نضيق بنا كلما زاد التناحر والاختلاف وان نعرف ان الحكومة لن تستطيع عمل كل شىء بدون مشاركة المواطن سواءفى محو الأمية وتطوير التعليم والصحة واقامة المشاريع والمشروعات الخاصة ولكم تقدروا كم العمالة التى تعمل فى القطاع الخاص وهكذا فى كل شىء كما ان للحكومة دور فى تذليل كل العقبات التى تواجة المواطن سيكون المواطن عند حسن ظن الحكومة فالعلاقة تبادلية وتصب فى النهاية لصالح الوطن . وفى نهاية الحديث اتذكر مقولة الفنان احمد ذكى فى فيلم ضد الحكومة كلنا فاسدون لا استثنى احد حتى فى الصمت العاجز قليل الحيلة .لذلك علينا جميعا ان نتخلى عن ضغائن انفسنا ونقدم الوطن فوق الجميع

حفظ الله الوطن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق