السبت، يناير 09، 2016

ذكرى انتصار ام هزيمة

راجعين للميدان
ثورة ثورة حتى النصر
ثورة ثورة فى كل شوارع مصر
يا حرية فينك فينك امن الدولة بينا وبينك
يا أبو دبورة ونسر وكاب أحنا اخواتك مش ارهاب .
مرت خمس سنوات على تلك الهتافات والتى كان يصدح بها  مدوية تهتز لها الأبدان عندما كان يصرخ بها شعب مصر رافضا الظلم والفساد ومحطما كل قيود الخوف . آملا فى غدا افضل ولتحقيق الحرية والعدالة اجتماعية.
 ولكن للأسف وبعد مرور كل تلك السنوات بكل مافيها من احداث وتغيرات على ارض الواقع مازال هناك البعض القليل الذى يلبس ذلك الرداء الثورى بعد ان احتكرة على نفسة وواصما غيره بالخيانة والخنوع والخوف ومازال واقفا عند نقطة البداية  .
معتقدين انهم من يهبون صكوك الثورية لمن يشائوا ويسلبونه ممن يشائوا من ابناء الشعب. ولم يفهموا متى تهدأ ثورتهم ليفكروا ويتدبروا ليحققوا مطالبها متصورين ان الثورة هى الوطن والوطن هو الثورة غير مبالين بنتائج أفعالهم .
سألت د يوسف زيدان  ابان الحكم العسكرى وقلت لة ماذا حدث للشباب ؟ فقال لى اجابة اعتبرها نموذجية عندما قال سمع الشباب الجميع يتغنى بفعلهم الحميد وهم يقولون الشباب الرائع .الشباب النقى ملايين المرات.فلم يعد يصغى الشباب لأحد ولن يسمعوا لأحد غير اصواتهم وفقط ويجب عليهم ان يصغوا لصوت الحكمة ومقتضيات اللعبة السياسية .
وكثيرا ونحن فى الحزب الوليد وقتها حزب العدل والذى خرج من رحم الثورة وبة غالبية شبابها نوضح للشباب المتحمس المندفع الفرق بين العمل الثورى والعمل السياسى. فطاولة المفاوضات احيانا تفرض عليك واقع ينبغى ان نسلم بة وإلا نخسر كل شىء فالسياسة فن الممكن وانما العناد والمكابرة ستجعلنا نفقد الكثير مما حصلنا علية وقد كان فقدنا كل شىء وتمسكنا بالصوت العالى وفرض الرأى.
ورغم مرور تلك السنوات وما بها من احداث كثيرة ودروس وعبر من الواضح انة لم يتعلم البعض منها ويصر على هتافاتة القديمة مصرا على صياحة ومتصورا ان ذلك الصياح هو من يبنى الوطن
مع انه ينبغى علية ان يهدأ كما قال الامام الجليل الشيخ الشعراوى على الثائر ان يهدأ من ثورتة ليبنى الأمجاد .
ولن نعتب على الشباب بل هناك من نخب كانت تقود المشهد فى وقت ما عندما وضعت فى موضع المسئولية بالحكومة وكان بامكانها تحويل الثورة الى اداه فعالة للبناء ولكنة هرب وترك كل شىء خلفة وعاش فى دور التاجر الذى يزايد بعباراتة وتويتات يقدسها البعض مع انه من المتخاذلين فى الواقع الحقيقى .
واخر يلبس رداء الناصرية باحثا عن نصره المظلومين والضعفاء ومتاجرا بألام كل الكادحين بعبارات رنانة تجذب القلوب ومتصورا ان بعباراتة تبنى الأوطان وتصلح ما افسدتة عقود من التخلف والفقر .
بل والأدهى من ذلك عندما يتكلم البعض باسم الشعب وعلى لسانة ويردد الشعب..... يريد وكانة حصل على تفويض بذلك  من الشعب وهو لا يعبر سوى عن نفسة او من على شاكلتة .
واذكر وقت ان هاجمنى صديقى امين عام حزب من الأحزاب الثورية على مقالتى احزاب مالهاش لزمة وقلت لة باختصار لقد تخطينا المائة حزب سياسى وبصفتك امين عام اذكر لى منهم عشرين حزب فقط وتعالى نسأل المواطن رجل الشارع البسيط لن يعرف منهم احد فقد تقوقعت تلك الأحزاب على نفسها وغاب دورها الحقيقى ولم تتواجد فى الشارع لتكون لسان حال المواطنيين لتعبر عنهم ولتجد الحلول لمشاكلهم وتكون صوتهم لدى السلطة الحاكمة انما اكتفت بنشر البيانات والادانات والشجب والرفض والقبول لما يتوائم مع ايدلوجياتها وأصبحت تتاجر مثل تجار الكلام ولم تكن يوما عنصرا فعالا لذا ليس لها اى غطاء بشرى وليس لها ظهير شعبى يساندها لانها لم تصل اليهم  .
واقول الى كل الداعين الى ثورة جديدة او خلق حراك جديد عليكم ان تعيدوا التفكير وان تنظروا الى كل ما يحاك بالوطن وان يكون همكم الوطن. فبناء الأوطان بالعلم والعمل والاخلاص ومحاربة الفساد وتصحيح المسار ولن يتأتى ذلك الا بنا جميعا .
وعلينا ان نعلم أن هناك دولة وقانون ودستور ومعاهدات واتفاقيات بين الدول ينبغى علينا احترامها فنحن لا نعيش بمعزل عن العالم وحريا بنا ان نعيش فى دولة يحترم فيها الدستور والقانون لا هتافات الشباب وخصوصا الذين فرضوا أنفسهم وصياء على الثورة متناسين ملايين من شباب مصر المشاركين فيها .وعليهم ايضا ان يعرفوا ان هناك منابر شرعية لتعبر عن الشعب وان سياسة فرض الراى بالشارع هى فوضوية لن يجنى منها شىء سوى التخريب والتدمير .
ذكر لى شيخ مسجدنا استنكاره على ان تتحول الثورة الى اداة للهدم والتخريب وان يتم هدم الدولة واشعال الحرائق والفتن وذلك كان يحدث وقال لى تخيل لو هناك اسرة وخرج عن طوع رب الأسرة احد أفرادها وتمرد على رب الاسرة الابن او ابنته وقامت بحرق غرفتها او تكسير الثلاجة فماذا يكون الحال
وقفت مندهشا للمثال الذى عرضة .ثم قال ينبغى ان يكون هناك حوار وفرض أولويات وليعلم الجميع ان الثورة المطلوبة هى على انفسنا لاننا لو أصلحناها لنصلح حالنا كلة .فكيف لطبيب يشتكى من سوء الأوضاع الصحية وهو المهمل فى عملة .وموظف المرور الذى يشتكى من الفساد وهو المرتشى .والمدرس الذى ينعى التعليم وهو الذى يجبر الطلبة على الدروس الخصوصية لانة لا يقوم بالأداء الأمثل فى الفصل والأب الذى يترحم على أيام زمان وكيف كان يقبل يد ابية قبل خروجة من البيت وهو الذى فشل فى تربية ابنة .والموظف الذى يطلب العلاوات والحوافر وهو لايذهب أصلا الى عملة .الفساد من صنع المواطن اما بالمشاركة فى صنعه او بالتغاضى عن مواجهته فكلنا فاسدون حتى فى الصمت العاجز قليل الحيلة ولا نستثنى احد منه.


وحتى يتقدم الوطن ونصل الى عيش حرية كرامة انسانية ووطن بدون محسوبية ولا فساد وطن ينعم بالرخاء والتقدم وطن ناهض فى التعليم والصحة والثقافة والعلم والتكنولوجيا لن يكون قد الدنيا الى بنا نحن ونحن فقط عندما يصحو الضمير داخلنا وننحاز للصالح العام ونمحو انتهازيتنا ونرجسيتنا ومصالحنا الشخصية سنبنى وطن يليق بنا .
وعادة تحتفل الشعوب بذكرى ثوراتها لا بان تقوم بالتخريب والتحريض على العنف وعليكم ان تعلموا ما تم من انجازات خلال مرحلة حكم السيسى والمشاريع القومية الكبيرة التى بدأ العمل فيها والأخرى المخطط لها وان الوطن لن يبنى فى عام انما نحن نزرع لنحصد نحن واطفالنا فى المستقبل
دعونا ان نخرج خارج الشعارات المنمقة والكلمات الرنانة والهتافات الشجية ولنرفع شعار واحد لنحققة جميعا بتضافر كل الجهود والأيادى عيش حرية كرامة انسانية ومهما كانت التحديات وكان القصور سنصل وليكن 25 يناير دائما دافع الى الأمام وقوة نستمد منها الطاقة للعمل والتضحية لبناء الوطن
ولتحيا مصر
وحفظ الله الوطن  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق