السبت، فبراير 20، 2016

ثورة محظورة

عندما تخلى مبارك عن الحكم وأدار المجلس العسكرى شئون البلاد وكنا قد اؤتمنا المجلس العسكرى على مطالب الثورة ووعد بتنفيذها .وكان الميدان وقتها فى عنفوانة وطهارتة وسلميتة وقوتة .وبدون اى ضمانات تركنا الميدان وعاد كل منا الى حال سبيلة .ذهبنا نحكى ونسرد حكايات وحكايات عن ثمانية عشر يوما عشناها فى الميدان   كما كنا رائعين فى تنفيذ مبتغانا . كيف تطورت مطالبنا مع تغير سير الأحداث ؟
لقد سقط النظام وقت أن هتفنا عيش حرية كرامة انسانية وصرخنا بأعلى صوت الشعب يريد اسقاط النظام .
وهذا ما فهمناه خطأ فسقوط مبارك ليس سقوط دولتة الفاشلة انما ظلوا قابعين يحكمون ويتحكمون .تم حل الحزب الوطنى بقرار من المحكمة .ولم يتم عزل سياسى لرموز دولتة البغيضة ولم تحاكمهم ثورة اطاحت بكبيرهم واستمرت الأحداث ونحن لا ندرى ما يحملة الغد لنا انما نحن نعيش زهوة نصر مؤقت  .
كنا نفرح بمكسب بسيط فى اعينهم ونراه كبير فى اعينا فهل لم نكن نتوقع ان نزيح هذا الفرعون وجلادية
ارتضينا ان يحاكموا أمام القاضى الطبيعى والذى يحكم بأدلة ومستندات ولم يحاكموا سياسيا بفعل ثورة اطاحت بهم.ولم يحاكموا على أفعالهم البغيضة طوال عقود من قتل للمصريين وفساد فى كل المناحى  .
 فقد تم تقويض الثورة يوم 12 فبراير 2011 واصبحت فى عداد المفقودين ورغم ذلك جلسنا نتغنى بما ليس فينا وصدقنا انفسنا أننا انتصرنا .
وكانت قمة الخسارة يوم استفتاء مارس فقد كان ذلك الاستفتاء بداية السقوط الى الهاوية لم نستطيع ان نلملم وحدتنا مرة اخرى .وأصبحنا كقطع الشطرنج هناك من يحركها على الطاولة كيفما شاء .
اتذكر وقت ان طلبت من زوجتى ان نصطحب اولانا الثلاثة الصغار معنا الى الميدان وقبل تنحى مبارك ليكون هناك ما نحكية لهم وقت الانتصار وعندما يصيروا كبار يفتخرون انهم كانوا هنا فى الميدان يعيشون التاريخ ويرون صانعية .كنت انظر لعاليا ابنتى التى لم تتعدى شهور واخاطبها بما سوف يحدث واعلنها بتطورات الأحداث وهى تنظر الى بكل برائة مصدقة كل حديثى .كم كنت اتلهف الى ان تكبر حتى تعيش الحلم الذى كنا فية وهو حقيقة وتفتخر بوالدها الذى كان وسط الميدان .
هتفنا يسقط النظام وسقط .وتوالت الأحداث وهتفنا يسقط يسقط حكم العسكر وقبلها قلنا الشعب والجيش ايد واحدة ولكن كانت الأحداث متلاحقة تقذف بنا ونحن ونحن نعيش فى شتات وتفرقة وانقسام بل وتناحر غابت وحدتنا ووهنت قوتنا وبات من الممكن كسر شوكتنا بكل يسر وسهولة .
وأصبح الشباب الطاهر خائن وعميلا ويسعى الى هدم الدولة وسعت الجحافل الاعلامية تصنع تلك الغضبة على هؤلاء الشباب الذى خرج بصدره العارى ويقول سلمية سلمية وعيش حرية كرامة انسانية ممول وعميل بل وخائن وبلطجى .
توالت المظاهرات والاحتجاجات على تردى الوضع والنتيجة شهداء ومصابين وفقط .
غاب صوت العقل واصبح الاندفاع سمة الثائرين وغلبت المصلحة والانتهازية على المنتفعين سواء من تكتلات حزبية او نخب مصطنعة منتفعة .الكل يثرثر بما يريد وحسب مصالحة وفقط وغاب الوطن ومصالحة .
وبقى أمل فى قلوب البعض من الشباب ولكنة كان اما معتقل فى سجونهم او مهدد فى دروبها  من مواطنيهم الشرفاء او محبط فى جنباتها من تردى قرارتهم فهم يستدعون قانونهم وقت الحاجة ويعلبونة وقت ما يشائون .
كنا نبحث عن وطن نصنع له مجد بعد ان أفقدوه بريقة ومكانتة بفسادهم .وكانت ثورتنا هى الحلم ولكنهم سرقوها تأمروا عليها وتكالبوا علينا حتى اضعفونا .
وبعد ان هتفنا يسقط حكم العسكر هتفنا مجددا يسقط يسقط حكم المرشد وذلك طوال عام من التردى والمحاباة فانقسم المجتمع وهجر الزوج زوجتة والاب طرد ابنة والابن فجر فى الخصومة مع ابية واخية وتشتت المجتمع اكثر مما كان ومازال يعيش فى تلك الحالة من الاستقطاب والانقسام فكيف يكون البناء ؟
خمس سنوات مرت على ثورة يناير ومازالت تهاجم وتحاكم ويتم تحميلها سوء الوضع الذى نحياة برغم انها لم تحكم بعد ثم صنع لها امتداد 30 يونيو حتى تتلاشى يناير تماما مع انهم فى دستور ما بعد يونيو تم تمجيدها ولكن على الورق انما عقولهم وقلوبهم يرفضونها .
ولكن علينا ان نعترف أننا السبب فى ذلك التردى والتقويض للثورة بل اغتيالها وبايدى من شبابها .فقد انقسمنا على انفسنا وارتضينا بالفتتات الذى كان ياتى بعد كل مظاهرة حتى تم شراء النفوس حتى كانت ملكا لهم .ووقعنا فى ايدى جماعة تتاجر بالدين وبكل شىء من اجل نرجسيتها وبغيتها وفى براثن نخب مثرثرة تتمتع بالأنانية والنرجسية واعلام بغيض سيطرت مصالح مالكية على قمة اهدافنا .لم نكسب من وراء ذلك التشرزم سوى عبارات الخيانة والعمالة .حتى الفرصة الوحيدة التى ناشدت فيها من يتكلمون باسم الثورة ليل نهار وكان ذلك اثناء الانتخابات الرئاسية الأولى ان يتوافقوا على مرشح واحد ليقف فى وجة النظام السابق والجماعة الباغية ولكن فشلوا وكتب للثورة ان تظل فى غرفة العناية تعانى المرض والوهن .


فعذرا عاليا ابنتى لم يعد هناك ما افتخر بة لك من بقايا ثورة لم تكتمل سوى ذكريات ثمانية عشر يوما صنعنا فيهم تاريخ جديد ولكن تكالب السحرة والفاسدون والمنتفعون علينا واصبح كل الرفاق اما مشردا او محبطا او مهددا او سجينا ومن بقى منههم يعيش على امل ان ياتى يوم لنكمل صيحتنا حتى النهاية .
وفى هذة المرة لن نرحل من الميدان وسنظل قابعين حتى نحقق كل مطالبنا وبأنفسنا لن نعتمد على احد فالسلطة للشعب والشعب مصدر السلطات والى هذا الحين سنظل نعيش الأمل والحلم حتى يكون واقع
الثورة مستمرة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق