الجمعة، ديسمبر 16، 2016

متى تكون انسان

فى عالمنا توجد اديان سماوية وديانات ارضية .ونرى المسلم والمسيحى واليهودى والبوذى والهندوسى والملحد وغيرهم كثيرون .
ولكن جميعهم يتعايشون معا ويتناغمون كلا مؤمن فى معتقده ويدافع عنه وهو راسخ فى داخلة بشكل عميق .ويتعايشون بمنطق الدين لله والوطن للجميع .
فلنا ان ننظر الى الهند كمثال بتنوعها الثقافى واللغوى والحضارى والعرقى والدينى ورغم ذلك الكل يعمل لصالح وطنه فى المقام الأول وفى المقام الثانى متمسك بتقاليدة وعاداتة ومعتقدة ويتقبل كل منهم الأخر بل ويحترم كل منهم معتقد الأخر فى اطار من الود والمحبة بعيدا عن التعصب الأعمى والمرضى .
وكأن الإختلاف سنة الحياة . وقال اللة تعالى فى كتابة (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )
ولكن منطقتنا العربية لها طابع خاص فاللغة واحدة والعادات والتقاليد والعرف والثقافة واشياء كثيرة مشتركة تجمع بينهم ويتعايش المسلمين سنة وشيعه واقباط فى جو طبيعى ويحتفلون معا بكل مناسباتهم معا بعيدا عن التعصب الأعمى وقتها صنع العرب نهضة عظيمة وتقدم فى كل المجالات فى الطب والهندسة والرياضة والأدب وغيرها حتى نهل الغرب من فيض معرفتهم وتقدمهم .
ولكن دوام الحال من المحال دبت الفرقة والانقسام واشتدت صراع التعصب والإنحياز وغاب الحاكم الحكيم القارىء المثقف الذى يجمع حولة مستشارية من العقلاء وظهر الجلادون والسفاحين وكانما اشتد الفساد فى الأرض ومع ذلك كانوا يجتمعون وقت النكبات وكانت مصر فى كل وقت هى من تذود وتدفع عنهم الويلات ولتسألوا صلاح الدين وقطز .
ولكن فى جو العنف والعنف المضاد تزداد الأحقاد وتختفى مظاهر الود والتراحم وفى ذلك خروج عن الفطرة السليمة التى خلقنا الله عليها .فيحول الإنسان فى اطار ذلك العنف الى اطار حيوانى متوحش يأكل القوى الضعيف ويفتك الظالم بالمظلوم بدون رحمة ولا رأفة .وتنشأ الحروب بدعوى الحفاظ على الأمن القومى .وتنشأ الحروب وتزداد الصراعات وتخرج الدول منها منهكة .
ولكن الأسوء فى تلك الصراعات هى الصراعات الداخلية بين ابناء الوطن الواحد وخصوصا عندما تكون صراعات مذهبية عقائدية قبلية عرقية لأنها تنهك الوطن وتقضى على أفرادة  وتظهر الإنحيازات للاستقواء طرف على طرف ومع ظهور النفط فى باطن الأرض ازداد اشتعالا .
ويظهر جليا ذلك فى المنطقة العربية وخصوصا بعد ما يعرف بالربيع العربى .فما يحدث فى اليمن يدفع ثمنة كل اليمينين ولم تعد اليمن السعيد سعيدا بعدما تناحر ابنائة فبعد ان قامت الثورة ضد نظام على عبدالله صالح ونجحوا فى الإطاحة به تبددت الشعارات وغابت الأحلام وتاهت الأمانى بحياة كريمة وحرية و بدا صراع من نوع اخر قضى على اليمن ومازال الصراع وكل طرف يرى انه الحق والصواب  .
وكذلك الصراع فى ليبيا والذى يؤدى بهم الى نفس مصير اليمن وان كان الصراع فى اليمن مذهبى انما الصراع فى ليبيا قبلى تشعلة هو الأخر اطماع استعمارية ولا احد يعلم غير الله ما ينتهى عنه هذا الصراع .فبعد عقود من حكم القذافى الأليم كان يجب الاستفادة من كل تجارب الماضى وان يعملوا على وحدة الصف ولكن تحاك المؤامرات ويدفع ابناء ليبيا حياتهم فى دائرة الصراع المستعر.
ثم سوريا أرض الثقافة والفن والحضارة لم تعد سوريا كما كانت سنوات من الحرب قضت على الأخضر واليابس وهجرها غالبية اهلها يعيشون لاجئين فى مخيمات فى دول تضن ان تفتح ابوابها امامهم بعد تركوا بيوتهم وحدائقهم يقطنون فى خيام وبعد ان تحولت بيوتهم الى انقاض من ويلات حرب تشعلها أيادى بغيضة وعصبية عمياء قتلت مئات الألاف من ابناء السوريين ومازال الصراع على أشدة ويتحمل السوريون فقط نتائجة . وبالامس خرجت اصوات وتنديدات عن حلب تحترق وتباد وعلى الطرف الاخر من هم مهلليين بالنصر فى حلب انها عادت الى حضن الوطن وكل الأصوات تتشابك والسوريون يتحملون فظائع تلك الحرب  .
وبالإمعان فى كل ما سبق ان ذلك نتيجة التعصب والجهل بصحيح الدين الاسلامى وان هذا التعصب وجد البيئة الخصبة التى ساعدت فى تأجج ذلك الصراع وتجاهلوا نظرية التعدد واختلاف الأراء والمذاهب والتنوع فى الأفكار والأديان والثقافات ولم يستطيعوا ان يديروا حوار او ان يحتوا الخلاف .ولم يفهموا ان التنوع مطلوب وصحى وان هناك مجتمعات معقده فى تركيبتها اكثر من المنطقة العربية مثل الهند وجنوب افريقيا بعد القضاء على الفصل العنصرى ولكنها استطاعت ان تحتوى ذلك التنوع فى الثقافة واللغة والعادات والدين والعرق وغيرها وان تعمل تحت مظلة الإنسانية وكفى لبناء دولتهم بعد عهود من الظلم والفوضى والفقر .
فما نحتاجة هو بناء الإنسان والعودة الى روح الدين القويم وسنة الرسول الكريم فالاسلام دين الرحمة والتسامح والعطف ودين السلام والمحبة .وفى الانجيل الله محبة وبعيدا عن اى دين او معتقد نريد ان نحترم الانسانية وان يسود السلام بين كل أفراد بنى الانسان .

نستكمل فى الجزء القادم الوضع فى مصر  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق