الثلاثاء، فبراير 28، 2017

شهريار عسكران -1

قرر الرئيس دولة عسكران ان يتخفى فى زى البسطاء .ليتفقد احوال الرعية .فقد استلهم فكرتة من حكايات شهرزاد لشهريار .وانة كل فترة سيتخفى بين ابناء شعبة فى زى عامل نظافة او زى صياد فقير او عامل كادح ويتنازل عن مظاهر العظمة والسلطان .ليعرف بنفسة عن قرب أحوال البلاد والعباد .
وقد قرر شهريار عسكران ان لا يبلغ أحد من حاشيتة عن نيتة فيما أقدم علية . وكان يشغلة كيف يتسلل من القصر واين سيجد تلك الملابس البالية ومن يصطحبة الى الأسواق العامة والمناطق الشعبية فى مملكتة عسكران .
فاضطر شهريار الى ان يهمس بنواياة الى رئيس حرسة وكان مواطنا صالحا ويحب أبناء رعيتة وشجع شهريار الى الإقدام على تنفيذ فكرتة ومساعدتة وتهريبة من داخل قصره وكذلك الدخول الى القصر فى حال عودتة .
وقد رتب كبير الحرس كل شىء حتى انه قرر ان يتنكر هو الأخر ليكون قريبا من سيده الرئيس .
وبدأت المغامرة من محطة قطار عسكران والذهاب الى احدى المدن القريبة من عاصمة دولتة .ومع انه لم يعتاد الزحام وتلك الضوضاء وبصعوبة بالغة حصلا على تذكرتى للقطار والذى ركباه وسط زحام شديد وعربات بالية حقيرة لا تليق ببنى ادميين وكراسى ونوافذ محطمة ودورات مياة لا تحمل سوى يافطة فقط .وظلا واقفين محشورين طوال مدة رحلتهما القصيرة .ورغم ذلك اخذ يتفحص فى الوجوة حولة .فوجد مواطنيين عبارة عن جسد هامد وارواح غائبة وابتسامة ميتة .فحاول ان يفتح حوار مع من يزاحمة وضع الأقدام على الارض . فقال لة انت مالك زعلان يا أستاذ خير انت كويس
وانتفض الجار خير اية هى البلد دى فيها خير وانفجر فى التعبير عن غضبة بانة يضطر كل يوم قطع مسافة 120 كم الى محل عملة والعودة وسط غلاء فى الأسعار وتعنت مع رئيسى فى العمل ناهيك عن رحلة العودة وعلشان يتم النقل لازم واسطة والواسطة عايزة رشوة والرشوة يعنى فلوس واحنا يابية زى ما انت شايف كدة من تانى يوم فى الشهر مفيش .
وبدا الجميع يتشارك الحديث وسط غضب لما هم يعيشونة من تقشف وظروف صعبة لا يدركها اصحاب الحكم فهم فى البرج العالى ماتت مشاعرهم وتركونا فريسة لمافيا الفساد والمحسوبية والظلم والدروس الخصوصية  واسعار الدواء وكل شىء الدنيا يابية ولعت واحنا معاها .
انت تعرف كشف الدكتور كام انهاردة ولا الروشتة بكام كدة نص مرتبى طار منك لله يا حماتى .
طيب انت لية متروحش  الى مستشفى حكومى
مستشفى حكومى هو انت مش من مصر يا استاذ ولا شكلك عايش فى الخليج .اسكت يابية اسكت ربنا يكرمك خلينا ساكتين وعايشين قبل ما ننفجر .
وهنا جاءت محطة النزول فاضطر الى النزول والتوجة الى المستشفى العام فى المدينة .وكان يجب ان يستقل ميكروباص من المحطة الى المستشفى واضطر الى ركوب ثلاث مواصلات لتقطيع سائقى الأجرة الطريق وتحت اعين امناء الشرطة والذى اتجة الى احدهم شاكيا فقال لة مش عجبك ماتركبش هى الناس دى مش هتاكل زلط ومصاريفهم كتير .ولم يستطع مواجهة رجل الشرطة وهمس فى اذنة رئيس حرسة بان عليهم التحرك وعدم الإحتكاك الان معه .حتى وصلا الى المستشفى وكان امامها جبال من القمامة وزحام شديد على حجرة الإستقبال والذى ليس بها سوى دكتور واحد يكشف على العشرات وسط انتظار الكثيرين من المرضى وعدم وجود مقاعد او ساحات انتظار تليق ووسط اهمال شديد فى النظافة وفى كل شىء .ولكنة اخذ يتجول وسط المرضى واسرهم ويرى فى اعينهم كل هموم الدنيا قاطبة وكل فرد يحمل فيهم ما تنوء الجبال عن حملة . ووجد حالة العنابر كما السجون فى العصور القديمة مرضى فى كل مكان وفى الطرقات وزحام وصخب لا يليق بمستشفى يجب ان توفر الهدوء والراحة للمرضى.
ولكنة أثناء تحركة وجد سيدة تبكى وتحمل ابنها بين يديها وهو عندة ضمور فى العضلات ولا تستطيع ان تتوجة بة الى مستشفى خاص وان مصاريف علاجة جعلتهم يبيعون كل شىء حتى منزلهم ولا يوجد تحسن فى حالتة لعدم مداومتة على العلاج وجلسات العلاج الطبيعى وعدم مقدرتهم على ثمن الدواء وحتى العملية الجراحية وانها تناشد أصحاب القلوب الرحيمة للتدخل لانقاذ ابنها .وقالت لة يابية لو تعرف ريهام سعيد هى ممكن تعالج ابنى .وتدخل وذهب بها ليقابل مدير المستشفى فلم يجده وحاول ان يقابل المسئول بعدة وهو الأخر غير موجود وأمام اصرارة وصراخة همست لة احدى الممرضات بأنة علية ان يذهب لة فى عيادتة الخاصة فأصابة الوجوم واشتد غضبة وهنا تدخل قائد حرسة بتهدئتة وانهم الان عليهم العودة .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق