الأربعاء، مارس 29، 2017

قمة البحر الميت

تأسست الجامعة العربية فى القاهرة عام 1945 . وكان برتوكول الإسكندرية هو الوثيقة التى وضع عليها ميثاق جامعة الدول العربية والتى وقع علية الدول الأعضاء وقتها ومن انضم لاحقا بعد ذلك.
وكان أبرز ما فى ذلك الميثاق هو تنفيذ اعضاء الجامعة ما يتم اقرارة من اتفاقيات وعقد اجتماعات دورية لتوثيق الصلات فيما ببينهم . ولا يجوز الإلتجاء الى القوة لفض نزاع بين دولتين كما لا يتم اتباع سياسة خارجية من دولة من الدول الأعضاء تضر دولة عربية اخرى .كما يمكن ان تعقد اى دولتين معا اتفاقيات فيما بينهما  لتعزيز مصالحهما.
ولكن دعونا نؤكد على نقطتين من هذا الميثاق وهما ان لاتقوم دولة باتباع سياسة خارجية تضر دولة من الدول الأعضاء .والثانية ان تلتزم الدول الأعضاء فيما يتخذ من قرارات  وتوصيات فى نهاية اجتماعتهم .
ومما لا شك فية تعقد قمة البحر الميت فى الأردن اليوم .وهناك صراعات وتقلبات سياسية ونزاعات وتدخلات ايرانية فى الشأن العربى .وقيام اسرائيل بانتهاك السلام وبناء مزيد من المستوطنات وتشريد للشعب الفلسطينى . ووعد ترامب الرئيس الجديد فى البيت الابيض على نقل السفارة الأمريكية الى القدس  .
ناهيك عن الوضع المتأزم فى سوريا واليمن والعراق وليبيا .وتوتر فى العلاقات بين بعض الدول مثل قطر ومصر .ومصر والسعودية ومن يقول كلام للمجاملة فعلية ان يعترف بالحقيقة . كذلك موقف السعودية من الملف السورى .وتغلغل داعش فى الجسد العربى وسيطرتة على مناطق متفرقة من ارجاء الوطن العربى  . والوضع فى السودان بين شمالة وجنوبة وتجدد الإشتباكات بين الفصائل المتناحرة فى الجنوب
وكذلك الوضع فى لبنان ووجود تكتلات فى مواجهة الجامعه كما فى مجلس التعاون الخليجى.
هناك الكثير الذى بهدد استقرار المنطقة العربية وامنها .وعلينا ان نعترف ان الجامعة لم تعد قادرة على مواجهة كل تلك التحديات والتحولات بسبب انفراط العقد العربى وتشرذمة الى دول متناحرة منها من يقاوم ومنها من يراقب ومنها من تسعى لمصالحها الضيقة وفقط .
علينا ان نعترف اولا بمشاكلنا وبكل ما يحيط بنا وان يكون الوضع الطبيعى للموقف العربى كلة على طاولة المفاوضات .وان يتحدث الأشقاء بما فى قلوبهم وليس المكتوب لهم حتى يصدحوا بالحق ولو مرة واحدة قبل ان ينفرط العقد وتصبح جامعة الدول العربية مجرد أطلال ياتون ليشاهدوا ماصنعته ايديهم .
مازلت اتذكر ونحن صغار وهم يقولون لنا عن ضرورة  اقامة سوق عربية مشتركة .والسعى لعملة واحدة وفتح الحدود بين الدول الأعضاء  والغاء التأشيرات وفتح سبل التعاون بين كل الدول فى كافة المجالات اقتصاديا وسياسيا وتجاريا وزراعيا وثقافيا وعسكريا وغيرها من المجالات التى تصب فى مصلحة الأشقاء وتجعلهم قوة لا يستهان بها فى اطار التحولات الكبرى وفى اطار التقدم الذى حولنا فى دول العالم  
فهل يجلس القادة العرب فى تلك القمة لنسمع منهم حلو الحديث واجمل الأمنيات وينفض العرس على لا شىء كالعادة .
كل ما نتمناه ان تخرج تلك القمة وان تكون مختلفة تماما وان يستسلم الجسم المريض للجراح حتى يستعيد عافيتة فهل يحدث ذلك ام تكون قمة فى عداد الأموات.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق