الأربعاء، أغسطس 16، 2017

اللى اللقاء فى ثورة اخرى

تقوم الشعوب بالثورة من اجل التغيير .ودائما ما تحمل الثورة فى طياتها هدف واضح يتجمع الشعب حوله ويسعى الى تحقيقة .
كان لدينا حلم .وكنا نحتاج الى من يشعل جوانحنا حتى ننتفض .وكانت 25 يناير البداية لتحقيق حلم طال انتظارة وغدت تنادى عيش حرية كرامة انسانية .التف الجميع حولها مؤمن بأننا نستطيع غير عابىء بصوت طلقات الرصاص .خرج عارى الصدر ليتلقى الطعنات ليحمى أجيال قادمة من ان تعيش فى خنوع واستسلام وأمنت بأن اليأس خيانة ونعم نحن نستطيع .
كنت تتجول فى ارجاء الميدان وكل الميادين لتشاهد كل الجموع وكل الأيدلوجيات السياسية  والغير منتمية لأى تيار سياسى. فكل تركيبة المجتمع المصرى اجتمعوا فى مكان واحد ليقولوا نعم نحن نريد التغيير .نريد دولة قوية يحكمها العدل والمساواة .دولة ليس فيها ظلم ولا محسوبية ولا فساد ولا فاسدين .دولة تعلى من كرامة مواطنيها وتضمن لهم العيش الكريم .
نعم كنا نحلم والأن اصبح الحلم حقيقة تنحى المخلوع رأس دولة الظلم والفساد ولكن بقى زبانيتة يعبثون وينفسون سمومهم وأكاذيبهم .وانفض الجمع وذهب كل تيار يبحث عن مغانمه وانفض العرس مبكرا قبل ان يحقق ما كنا نحلم به .
بدأ الانقسام والشتات وتفرق الجمع الذى تغنى بة القاصى والدانى واستيقظنا من حلم على كابوس .واستباح الدم والإتهامات المتبادلة بالعمالة والتخوين والسعى لهدم الوطن وانتشرت حالة من الإستقطاب واستغل الدين وأصبح كل شىء مباح المهم ان يفوز فريق على فريق وان يحصد فريق مغانم أكبر من فريق والكل جهلاء لا يسعون الى من اجل مصالحهم حتى من اعتبرناهم رموز ثورتنا وقادتها انهم من اعمدة فشل ثورة 25 يناير وسبب رئيسى فى انتكاستها .
من تسابقوا على انتخابات الرئاسة و من شتتوا الشباب وفرقوا جموعهم من تاجروا بدماء ضحايانا وحرياتهم .عبدوا الميكرفونات وخطفتهم القنوات الفضائية ليصدحوا بما ليس فى قلوبهم نافقوا خانوا الوعد والعهد جميعهم بدون استثناء .كانوا فقط يبحثون عن مصالحهم ومصالح ايدلوجياتهم . ويريدون ان يكتب عنهم التاريخ وعن زعيم فيهم  بأنه المخلص والمسيح الموعود .تكلموا باسم الشعب دون ان يعيشوا معاناته .اعلنوا ان الشعب يريد ولكن هم من كانوا يريدون .
عندما كنت تجلس مع احد اهلينا من الفلاحيين والذين يعيشون فى معاناه من غلاء فى تكاليف زروعهم من مبيدات وايجار و مطاردة بنك التسليف وعدم قدرتهم على تسويق المحاصيل وحرمانهم من كل مظاهر الحياة يعيشون بدون صرف صحى وكهرباء غير دائمة ووحدات صحية لا تحمل من وجودها سوى لافتة وعدم رعاية اجتماعية ولا صحية  حتى كان هذا الفلاح هو الشهيد الحى ورغم ذلك كان يعيش فى حالة من الرضا ولا يتمنى ان يعيش اولاده معاناتة وكان يدفع بهم الى الميادين لعله يجد من يحنو عليه ويرأف بحالة ويسمع له.
اتذكر اننى كنت احكى لعاليا ابنتى فى بداية الثورة عن كل شىء وعن كل امانينا التى اصبحت الان سراب كنت اتعجل ان تكبر وهى عمرها شهور لأقول لها كنا هنا ذات يوم ننادى بعيش وحرية وكرامة انسانية وقد مرت السنوات وكبرتى وتحقق ما كنا نحلم بة من اجلك انت وكل ابناء جيلك .ولكنى الان اخشى ان تسألنى عن صورها وهى طفلة فى ميدان التحرير ومع ماكنا نظنهم قادتنا وقدوتنا اننا فشلنا بسبب هؤلاء وأننى لن أستطيع أن اعيد على مسامعها ما قد قلته لها فى طفولتها اننا غيرنا العالم وليس مصر اننا بصدور عارية واجهنا الرصاص لنحقق الحلم فى التغيير وان ثورتنا كان وقودها دماء من زهرة شبابنا لم نحفظ لهم تضحياتهم ولم نحافظ على ما رجلوا من اجلة .
فكل شىء كما هو الفساد يتوغل ويستوحش والمحسوبية تضرب بكل احلام البسطاء والقانون لا يعرف سوى الضعفاء وأصبحت ثورتنا مجرد شعار  نحاسب على اننا هتفنا به ذات يوم .
فهل مازلنا قادرين على الحلم ام ننتظر ثورة اخرى
………….صمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق