الأربعاء، أغسطس 16، 2017

روح مصر قريتنا


كانت القرية هادئة يعمها السلام والأمان .تشعر وانت فى رحاب اهلها بالطمأنينة .فكل اهلها طيبون وتربطهم صلة من الرحم والدم والمصاهرة .كلهم يعيشون فى صفحة من كتاب مفتوح .لا ضغينة ولا مشاحنات .يسود الحب والعطف والوئام . كانت سعادتى بالغة وانا ارى كل مظاهر التعاون بين الجميع فى السراء والضراء .كان الجميع يعيش فى حالة من الرضا والقناعة . وكانت جماعة الإخوان تتغلغل بين الأفراد والجماعات تساند وتؤازر .تقف مع المحتاج وتساعد اليتيم وتعطف على الفقير وتطبب المريض .وبصراحة كنت ارى فيهم كل الخير فهم يفعلون كل ذلك طواعية حتى تسير فى ركابهم وتقف معهم وقت النداء .وكان ذلك يظهر فى انتخابات المحليات والنقابات والبرلمان .وكنا نرى فيهم اهل تقوى وصلاح ومروءة لا انكر ذلك . كنت وانافى المرحلة الإعدادية احضر اجتماعاتهم والتى كانت تتنوع بين دوس دينية والعاب جماعية رياضية ومسابقات ثقافية ويتطور الأمر بمرور الأيام ونحضر لقاءات موسعة بين ابناء الإقليم الواحد حيث نتعارف على رفقاء جدد من حولنا وتتوسع الدائرة ولا ادرى ما المقصود من ذلك . حتى وصلت الجامعة فى السنة الأولى وكانت بداية الصدام وخروجى عن المألوف لاحتكاكى بشباب خارج سيطرتهم ومنعى من التعرف عليهم انما يجب ان ابحث عن أقرانى لنشكل لوبى داخل الكيان الجامعى ولنسيطر على انتخابات اتحاد الطلاب .كذلك الصدام الفكرى لاعتراضى على بعض ما يحشرونة فى عقولنا من غباء الأنظمة السابقة وتعنتهم ضد جماعة تريد للاسلام العلو والسطوة وكأننا فى حرب ضد الدين وضد الإسلام وكأنهم يملكون صك التدين وحدهم من اختلف معهم فهو خارج الملة وكان شعارهم الدائم الإسلام هو الحل .حتى تم استبعادى واحمد الله على ذلك .لاننى اكتشفت عالم اخر غير العالم الذى كان يحوطننى بة فكان يفرض عليا ان اقرأ لفلان ولا اقرأ لأخر بدعوة انه زنديق وكاذب .فطوال الوقت هو يريدنى فى منطقة محددة لا اخرج منها وأنا عليا السمع والطاعة . ولا أنكر اننى تشائمت نوعا ما بعدما وصلوا الى الحكم وكنت أبعد هذا الهاجس عن نفسى بدعوة انهم يمارسون العمل المجتمعى والمعارضة منذ عقود وهم لديهم خريطة تفصيلية بكل مشاكل الوطن ومعاناتة وقادرون على حلها لتغلغلهم داخل تركيبة المجتمع المصرى ويدركون معاناته وانهم قادرون على حل تلك المعضلة .وهانحن الأن امام رئيس مدنى من عامة الشعب يجلس مع البسطاء وفلاح لفحتة الشمس وقست علية برودة الشتاء وسيعوض المصريين صبرا من معاناتهم وتمنيت ان يكون رئيسا لكل المصريين وليس جماعته فقط . ولكن خاب ظنى فهؤلاء ليس لهم ولاء ولا انتماء سوى لبطانتهم ورعيتهم وفقط وتوالت الأحداث وأحدثت شرخا فى المجتمع المصرى وانقساما لا اصلاح فية حتى مع الزمن . وبالتالى ظهر ذلك جليا على القرية المصرية ومنها قريتى أصابها ما اصاب كل القرى المصرية من انقسام وانشقاق وتفرقة . تخيلوا معى القرية الهانئة السعيدة المتماسكة اليوم متناحرة مشتته منقسمة بعدما ظهرت النوايا واصبحت النفوس تبوح بكل مكنوناتها . وانقسم الأهل وانقطعت صلة الأرحام وتفرقت الأصهار كلام لا مجاملة ولا كذب فية الأب يتناحر مع الإبن وتصل علاقتهم لطريق مسدود فاين الدين الذى يتمسكون بة عندما ترى شاب يعوق والدة المخالف لة فى الفكر .اين هو اسلامهم الذى يجعل زوج يطلق زوجتة بدعوى انها تؤيد رئيس منقلب .اين حرية الراى والفكر . فهل راجعت تلك الجماعة مواقفهم من بداية الثورة حتى الان وهم من كانوا يجلسون على كل الموائد .هم من ساندوا مبارك الاب واعلنوا عن مباركة لترشح مبارك الإبن . اين هم من أقوالهم انهم لن يشاركوا فى ثورة يناير ثم انقضوا عليها بغلمانهم اين هم وهم ينشدون الأشعار فى قادة المجلس العسكرى ومؤازرة الجيش لمطالب الشعب وعندما اختلفت مع مطالبهم تحولوا الى أبواق معادية لايهمها وطن ولا مواطنة ولا شعب يئن من المعاناه .وظهر ذلك جليا عندما فقد الحكم مارسوا شرورهم وارهابهم غير عابئن بدماء تسيل وارواح تسفك .فهل هذا ما يدعوة اسلامهم . فهذا حديث يطول شرحة ولكنى الأن فى ؤئد روح القرية الطيبة وكل القرى الهانئة وحالة الإستقطاب المريرة التى تعيشها وتدفع ثمنها من حرية ابنائهم وازدياد وطيس الإحتدام والإنشقاق بين الأهل . اصبحت القرية الأن كئيبة انطفى وهج بريقها وطيبه اهلها .وأنا من هنا اعلن لو عادت القرية الى سابق عهدها لعادت لمصر روحها ………..شرود وصمت وامل وتمنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق