الأحد، يوليو 03، 2011

الجزء التالت من يوميات الريفى

واحنا عيال صغيرين كنا بنحلم نشوف المدينة والعربيات والاسفلت وكانوا بيقولولنا الاشارة لو فتحت وانت معدتشى ممكن تخطفك وكان هناك تنبيهات كتير قوى تتقال للى رايح البندر المركز يعنى وكان يوم السعد طبعا هنشوف الناس والزحمة وهناكل سندوتشات وهنلاقى قصة نحكيها لصحبنا اللى مرحوش البندر وطبعا كان لازم نديها طابع زيادة واننى جريت والاشارة بتفتح وشفت السيما والبوستر اللى عليها وهناك كهربا والبلد بالليل زى بالنهار مش عتمة زى قريتنا هناك ناس كتير رايحة وناس كتير جية وعديت على الاستاد عارفين مصنع الغزل والنسيج بتاع المحلة شفت ناس كتير قوى اكتر من الناس اللى فى بلدنا والبلاد اللى جمبنا شغالين فية وكانت تكثر القصص وتتنوع الحكايات وانا نفسى احظى بفرصة لزيارة المدينة واشوف اللى بيحكوا عنه واشوف الكهربا اللى نسمع عنها بس لكن مدخلتش بلدنا لسة .
وافتكر اول مرة اروح فيها البندر وانا فى سنه سته ابتدائى وطبعا كنت رايح فى فريق الكشافه ومع اوائل الطلبة وهنزور مدرسة فى المركز طبعا مانمتش طول الليل مستنى اركب الميكروباص اللى عمرى مركبتة فى حياتى وفضلت سهران للصبح ومن الفجر كنت عند المدرسة ظنا وخوفا من ان يذهب الجميع ويتركنى لذلك فضلت صاحى طول الليل ورحت المدينة وشفت الانبهار وقعدت اجمع كل الروايات اللى بتتقال عن الاشارة لو حمرا او خضراء او صفرا هعمل اية وحافظ عن ظهر قلب ماذا افعل وكان يوم لا ينسى ؟
قد تسألونى لماذا هذة المقدمة الطويلة فى يوم رحت قعدت مع عمى الحاج عبدالمقصود ودة كان راجل كبير فى السن تجاوز العمر الثمانين راح حج على الجمل قالى انتوا جيل عفريت مستعجل كل حاجة متصربع يعنى احنا موتنا علشان نخصب الارض دى ليكوا وانتوا طالعيين براويين مبتحبوش الارض اللى خيرها بيجف من جحودكم الكل عايز يسافر على بلاد برة يجيب فلوس بالساهل وخلاص والارض تموت من قلة الرعاية الارض دى لو تعرفوا قيمتها متفرطوش فيها ابدا وميبعدكوش عنها الا الموت 
وشفت جدى وانا صغير وسمعته بيقول ان لو مرحتش عند الارض هموت برغم انه كان مركب رجل صناعى وبيمشى بصعوبة عرفت يعنى اية ارض وعرض وشرف ووطن وانتماء .
لكن كنت دايما حاسس ان بلدنا ابعد عن مصر ملايين الكيلو مترات وان الريس فى مصر ميعرفشى ان فية ناس هنا عايشين ولا يعرف حتى اسم بلدنا وان اجنا معنديناش مية ولا كهربا وان احنا بنعد نذاكر على الطبلية بالليل ونحط فى وسطها لمبة الجاز ونتلم كلنا حولين الطبلية كل واحد فى اخواتى يا خد ركن مفيش مكتب ولا كرسى دة عرفناة واحنا فى الجامعه فصلنا ترابيزة خشب عند النجار بدون ادراج وجبنا كرسيين من بتوع القهاوى بتوع زمان دول المهم نتلم كلنا نكتب الواجب.
والمواعيد فى البلد مقدسة الفجر لازم الكل يصحى يصلى والجاموسة تتحلب طبعا بناخد كنكة لبن للافطار والباقى يتعمل زبدة وجبنة علشان يتباع فى المركز ونحصل على الجنيهات القليلة للمصاريف بتاع البيت والكل ماشى يعمل من غير تذمر منعرفشى حاجة فى اى حاجة واكن الظهر يدن يكون ميعاد الغدا والمغرب يكون ميعاد العشا وتتحول القرية الى سكون مميت لا كهرباء ولا اصوات وكان صفوة القوم يملكون بطاريات يشغلون عليها تلفزيون ابيض واسود 14 بوصة وكنا نتلصص للفرجه على هذا الجهاز العجيب بس كان عندنا راديو دايما شغال على اذاعة القران الكريم وجدتى لا تسمح لأحد بتحويل المحطة




نهائيا واستمر الحال على هة الشاكلة حتى دخلت الكهرباء بس كانت بتقطع اكتر ما بتيجى وكنا بنروح علشان نشرب مياة حلوة نسير عشرات الكيلومترات علشان نملى جركنين من المياة كل يومين لازم المشوار الصعب دة يتم او تشرب بقى من مية البحر وكانت بنات القرية يتجمعون على شاطىء الترعه لغسيل المواعين والملابس وكل شىء يتم هناك وكنت اسأل نفسى هو مبارك يعرف حاجة عننا يعرف ان فية ناس من شعبة عايشين فى ها المنفى البعيد يعرف ان فية اطفال عندهم احلام وطموح ولا احنا مش من حقنا نحلم ونكبر ونغرد تحت سماء هذا الوطن واشتد كرهى لة صغيرا حتى كبرت كان يزداد كرهى واحتقانى لماا يهتمون بالمدن ويتركون القرى فى العراء لا تعليم جيد ولا رعاية صحية ولا خدمات كانت الدنيا عندما تمطر تنقطع بنا سبل الاتصال عن المركز وكان الطريق ترابى ومن شدة المطر يكون موحل لا عربيات تسير او اى شىء افتكر وانا فى الجامعه كان عندى امتحان وكان لازم اسافر طبعا والطريق واقف من المطر وكنت اسير 12 كيلو على الاقدام فجرا حتى استطيع ان اهب الى الكلية لاداء الامتحان وانا كلى ضجر وقرف من هذا العناء وطبعا كنت اصل منهكا ولديا من اليأس ما يجعلنى اسب واقذف كل حكومات الدنيا انها تركتنا هنا فى العراء بدون اى خدمات .
حتى عندما كنت فى المدينة انتقلت مقارنتى بالقاهرة لماذا فيها كل الفاعليات من رياضية وثقافية كل شىء يخصها فقط ونحن هنا فى المركز لاشىء كنت احس بالغيرة ولكن كان لدى اصرار على استكمال ها المشوار الصعب حتى اصل الى ما اريد وكانت غاية احلامى ان انهى دراستى وان اهاجر الى اى مكان المهم ان لا اقيم فى مصر اطلاقا فلقد كرهت ها البلد الجاحد الى لم يقدم لى شىء كنت اعترض طوال الوقت حتى اسمونى فى المدرسة ونحن فى الثانوى البية المعترض الناقم دائما مش عاجبة حاجة ولا عايز يرضى بعيشتة كنت اريد ان اتحرر صحيح حدثت لى مشاكل كثيرة جدااااا وانا انادى بالتطوير واننا لسنا اقل من اى حد يعيش فى المدينة ولنا حق فى ها البلد وبدأ طريق الصعاب الى واجهنى فية والدى بأننى متمرد واننى يجب ان اسير بجوار الحائط حتى عندما كنت فى اوائل طلبة فى الثانوية العامة وكان يحلم بأن اكون من الاوائل كعادتى معه وكانت اسوء سنين حياتى وكنت اقيم فى المدينة وكان معظم وقتى اقضية فى قصر الثقافة او المكتبة العامة اقرا الكتب واهملت المذاكرة كانت امنية حياتى ان اعمل فى الاعلام وان اجعل الجميع يعرف اسم قريتى اون اكون انا صوتها وشبابها ولكن لم افلح ورفضت ان ادخل كلية تربية بناء على رغبة والدى وقلت لة اننى لن اعمل مدرسا وافنى حياتى بجواركم الشغلانة دى لن افلح فيها ابدااااا ودخلت كلية الاداب على امل اقتحام العمل الاعلامى ولكن كانت احلام عشت فيها وحدى حتى عندما كنت فى اتحاد طلاب الكلية واعتصمت واعترضت ودخلت فى مصادمات مع الحرس الجامعى والعميد وغيرهم واتبهدلت طلعت كل شىء بالواسطة والمحسوبية يعنى محكوم علينا نعيش ونموت كدة وانت ابن مين فى مصر ؟ حتى تزاحم هؤلاء كنت مدمن قرائة صفحة الوفيات طبعا هتقولوا عليا شيوعى سيادة اللواء مات تلاقى العيلة كلها كتيبة فى الجيش وهكذا ,
قلت فى نفسى انت لزم تعمل عمل يدخلك التاريخ انت تروح مصر وتقتل مبارك هو سبب كل شىء بيحصلك مش هو الرئيس يعنى ممكن يشغلنى ويغير حياتى بكلمة واحدة وطبعا مش هعرف اقابلة لكننى صممت ان اسافر الى القاهرة ورحت عند قصر العروبة ومشيت هناك قلت طب ازاى الواحد يدخل من كتائب الامن الملكى والميرى دة وفشلت خطتى . اتلميت بقى على الجماعه بتوع الاخوان المسلمين ومشيت معاهم كتير وقلت لواحد فيهم انا نفسى اساف رافغانستان احارب مع المجاهدين وهناك الواحد يغير خريطة حياتة حتى دى فشلت فيها لانهم طردونى من الجماعه وقالوا عليا مستبد وراسى ناشفة قلت لا انا اسافر برة مصر واريح ابويا والكل منى بدل ما الكل زهقان منى بالشكل المريب دة وفعلا ارسل لى صديق مبلغ 1000 دولار حتى اهب الى بيروت ولكن والدى كان يعرف جيدا اننى اا سافرت لن اعود وتحايل معى حتى اخذ النقود ولم يدعنى اسافر واكن دينا عليا اضطررت الى العمل حتى اسددة وطبعا قبلها كنت عملت مدرس لمدة شهرين ونصف وتركت التدريس لعدم ايمانى بالفكرة واننى لم اخلق لذلك وشكوت المدرسة فى الادارة والتوجية والمحافظة وقابلت مدير مكتب شكاوى المواطنيين بالمحافظة عن طريق صديق ولكنة عنفنى وكان ناقص يضربنى واعطانى شكواى وهو يقول لى خاف على اهلك فقلت ساذهب بالمرة بقةى وانا هنا الى مدير التعليم الاعدادى بالمحافظة وقابلتة وجها لوجه ونسيت نفسى قعدتاكيل لة تدنى العملية التعليمية وسوء المستوى طبعا كان تانى يوم فى المدرسة وكنت انا بعدها منقول لمدرسة اخرى قعدت فيها شهر وسيبت المدرسة بعد خلاف مع الناظر والمدير وقسمى اننى لن اعود حتى لو جعلونى ناظر المدرسة.
هنا علم ابى بكل ما فعلت وهاج وماج وسمعت كلمتين طوال عراض فحزمت حقائبى وسافرت الى الغردقة هربا من نفسى ومن احلامى قررت ان امحيها وان انسى ما قرات وتعلمت وسعيت لاجلة واقحمت نفسى فى عمل لا احبة ولكنة كان يحبنى فتبادلنا الحب والعطاء ومعرفشى اى حاجة فى اى حاجة حتى لو سالتنى مين بيحكم مصر ممكن اقولك معرفشى انا اخر واحد اعرفة من الرؤساء كان مبارك وهكا سارت بى الامور حتى وضحت خريطة طريقى وكان يهفنى الشوق الى كتابة الشعر والى كنت مغرما بقرائتة وكتابتة حتى النقد وكتابة يومياتى فى الثانوية والجامعه والجيش وبعدها احجمت على نفسى وان اطوى كل تلك الصفحات وان انسى من اكون ومن انا العمل وخلاص اقرا الجرائد لاعرف فقط ما يجرى دون تعليق على الاحداث كسابق عهدى 
تزوجت وانجبت وهنا ادركت اننى تخليت عن القضية وانة يجب ان لا يحيا ابنائى صعوبة حياتى ويجب محاربة النظام الظالم 
وللقصة بقية مع الجزء الرابع من اليوميات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق