الخميس، أغسطس 25، 2011

كتاب القرية

كان من عادة الاهل جميعا فى الارياف ارسال اطفالهم الى كتاب القرية لحفظ القران الكريم وكذلك تعلم القراءة والكتابة والحساب قبل الدخول الى المدارس واتذكر اننى اول مرة اذهب الى الكتاب وقد جهزت لى الوالدة شنطة من القماش ووضعت فيها جزء عم وكراسة مسطرة 9 اسطر وسندوتش من الجبن او الطعمية وقد اخذنى والدى من يدى وتمشينا حتى هبنا الى سيدنا وسلمنى اياة وكان سنى لا يتعدى الخمس سنوات وكان الشيخ زكريا هو ايضام امام المسجد القديم فى الجانب البحرى من القرية وكان يلبس دائما الجبة والقفطان ملابس الازهريين ويحمل فى يدة خرزانة وجلسنا مع الاولاد وكانوا جميعهم دفعتى فى المدارس والجامعه بعد ذلك 
وتجمعنا جميعا حتى قام احدى رواد الكتاب وهو يكبرنا بكثير وجمعنا امام سيدنا الشيخ وجلسنا نردد ورائة فاتحة الكتاب وطبعا نحن لم نتعلم القراءة بعد انما نستمر فى ترديد الايات ورائة وحفظها من خلفة او من خلف احدى الدارسين الكبار وكنت سعيدا فى الايام الاولى حتى تعلمنا القراءة من بداية زرع وحصد وكان لدينا المقدرة على القرائة فى المصحف بعد شهور وكنا قد حفظنا خلال لك المدة الاجزاء الثلاثة سمعا فقط 
وكان عندما يأتى على احدى الاولاد ليقف بين يدى الشيخ ويخطأ فى القراءة كانت تهوى علية الخرزانة من كل جانب على جسدة النحيل فكان كل منا يسمع على الشيخ وعينة من الخرزانة اين سيهوى بها الشيخ الى لا يملك شفقة ولا رحمة باجسادنا الصغيرة 
وياويلة لمن يغيب يوما او لم يستطيع حفظ المقرر الى صححة على الشيخ قبل انتهاء اليوم فعلية ان يعكف ليلا للحفظ وان جاء لحظة التسميع ولك يكن انتهى من الحفظ كانت الفلكة فى انتظارة وطبعا لقدر جربت هة الفلكة كثيرا جداا وكانها كانت روتين يومى لى من بين جميع اقرانى فقد كنت اكرة الحفظ تماما ورغما عنى لابد من المحاولة واكن من معى من الاصدقاء الدكتور خالد وصديقى فى الفصل لسنوات حتى الثانوية يونس واحمد وايهاب وغيرهم كثيرين 
واكن الشيخ يشتكى لوالدى دائما صعوبة حفظى وان اقرانى قاربوا انتهاء حفظ القران ولم نصل بعد سن السابعه واننى توقفت عند الجزء الثالث عشر واننى اهرب من المسابقات التى كانت تقام فى طنطا وغيرها حتى قررت ان اهرب من الضرب المستمر يوميا وان اقنع ابى اننى لابد من تعلم الحساب فالشيخ سيد حديدة يعطى يومين لتحفيظ القران وباقى الاسبوع فى تعليم الحساب والاملاء والقراءة وها افضل على الاقل اضمن لنفسى ان انضرب فقط يومين فى الاسبوع بدلا من الضرب طيلة الاسبوع
اتكر وانا فى المدرسة عمرى لم احفظ نص من نصوص الشعر وكنت اتجاهل الدرجة التى تمنح لاى سؤال اكتب مما حفظت برغم عشقى للشعر وكتاباتى الشعرية التى هجرتها بعد انتهاء الجامعه ومعرفتى بان الواقع خلاف ماتريد وانة يجب العمل وكسب مزيد من النقود لمساعدة العائلة فى تحمل المسئولية واننى كنت ارى دائما ان البلد مورثة ولن يكون هناك انيس منصور اخر ليبحث عنة على امين ليراوده للعمل فى اخبار اليوم وترك الجامعه ان يكمل في السلك الجامعى وكنت كذلك احب قرائة صفحة الوفيات منذ ان تعلمت شراء جريدة الاهرام وانا فى الاعدادية لاجد كل شىء مورث ولا مكان للبسطاء وليس من حقهم ان يحلموا ويتطلعوا الى مستقبلهم ورغم لك كنت اعاند نفسى ولم اكتشف الحقيقة الا بعد تخرجى ولم اظل فى عملى فى التدريس بعد التخرج سوى شهرين ونصف فتحت على نفسى كل تيارات الحرب من الادارة والتوجية والمديرية حتى تركت لهم المدرسة الاغير رجعة وهذا ليس موضوعنا نعود الى الموضوع الاساسى وان الكتاب كان لة قيمة كبيرة لدينا ولقد تعلمنا فية اشياء جيدة وقيمة وكنا نخشى الشيخ اكثر من خوفنا من والدنا وكانت زوجة الشيخ مسئولة عن الكانتين وكان يبيع فية اللب والسودانى والحلوى فقط وارضاء لجبروتها كنا نشترى انفسنا من غدرها وكان المصروف يصرف على شراء حبات الكورونا فكانت تتحكم فينا فى وجود الشيخ وعدم وجودة وكانت توزع احيانا الاعمال المنزلية علينا من كنس ورمى الزبالة وملىء المياة ومشواير الدكان وغيرها ولا تملك الرفض لأن العقاب سيكون فى انتظارك وكانت اكثر لعبة نلعبها بعيدا عن الكتاب عندما نهب مجموعه واحد تلو الاخر لنقول للشيخ هنروح نصلى الظهر او الحمام وكنا نجمع الصور التى تباع للاعبى الكورة والفنانيين ونتجمع ونلعب عليها ملك وكتابة اعرف انها لعبة سيئة ولكن كانت هى المتاحة فلسنا من هواة لعبة الاستغماية وكانت هناك لعبة الدائرة وهى لعبة عنيفة جدا بان تقسم الى مجموعات بعدد افراد متساوية ومجموعه تنزل الى الدائرة بكاملها والمجموعه الاخرى خارج الدائرة ويتم انزال لاعب من المجموعه ويتم ضرب من فى داخل الدائرة ومن تصيبة الضربة يخرج واا تكاتف من فى الداخل ومسكوا لاعب النزال خرج ونزل اخر وهكذا 
وطبعا لا ينتشر فى القرى مكتبات اوداخل المدرسة الابتدائية او الاعدادية او اى نشاط خلاف حصة التربية الرياضية  وكنا محروميين من كل شىء وكان الحلم الاكبر متى تنتهى دراستنا داخل القرية لنهب الى المركز حيث الحياة والاسفلت والمكتبات والنوادى والكهرباء المياة النظيفة كل شىء 
واليوم تبدل الحال فلم يعد الكتاب موجودا كما كان ولم تعد القرية كما عهدناها تطورت بفعل الزمان والمكان واصبحت مثل المدينة تكتظ بالسكان واصبحت الشنطة القماش بشنطة جلد وتغير شكل الساندوتش عيش القمح كل شىء قابل للتغير حتى غابت كثير من القيم التى تربينا وتعودنا عليها انه الزحف والتقليد كان كل القرية يعرفون بعضهم بعضا والجميع يحترم الاخر والصغير يوقر الكبير اليوم يدخن الابن امام اباة ويتطاول الصغير على الكبير وعلى مدرسة ومعلمة 
ليت كل شىء يعود الى اخلاق الزمن الطيب الجميل نقبل التطور ولكن النفوس الى الافضل والتقاليد الى رسوخ 
نكمل غدا علشان السحور

هناك تعليق واحد: