الأحد، فبراير 10، 2013

حكايات جدتى 1



كانت جدتى رحمها الله تمطرنا كل مساء بحكاياتها الشيقة من امنا الغولة والشاطر حسن وست الحسن والجمال وكنا ننام على هدير صوتها ونحلم بكل ما تذكرة فى حكاياتها .
اليوم وبعد مرور السنوات اتذكر حكاياتها عن الرئيس عبدالناصر ومدى الحب الجارف الذى كان يكمن فى قلوب هؤلاء الناس البسطاء وحزنهم البالغ يوم رحيلة .كانت تعيش فى حالة مقارنة دائما بين الحاضر والمستقبل الذى نحياة نحن دائما كانت تقول الخير قل بركتة وانقطع ولم يعد زى زمان حتى الصحة كان اناس زمان اشداء كان يوجد تلاحم وتواصل بين الجميع كان هناك عادات اجتماعية تحترم ومواعيد الافطار والغذاء والعشاء يجب ان تلبى ولها قدسية مش زى جيلكم العفاريتى اللى بياكل وهو ماشى او نايم وكل واحد ياكل لوحدة فى البيت انتم عيال تهدوا الحيل هو كان زمان ابوكم مثلا يقدر يتأخر عن ميعاد الغدا مثلا كان جدكم يقتلة
كان هناك احترام بين الكبير والصغير وتعاطف وتراحم وتواصل فى الافراح والحزن
لم نكن نشعر بالضجيج الذى يحدث الان كان عصر كلاسيكيا فى كل شىء فى الحب والزواج والثقافة والفن كان الجميع يجتمع حول التلفزيون الوحيد للعائلة والانصات لخطب الرئيس عبدالناصر كان هناك عشق للعمل الفلاح مرتبط بأرضة ارتباط ام برضيعها اليوم هجرها بحثا عن مصدر رزق اخر كان القطن طويل التيلة نتباهى به وتقام الافراح على حصادة وكان يوم حصادة هو موسم للزواج فى القرية .وتستمر حكاياتها بدون انقطاع كل ليلة عن شىء مختلف كانت تزرع فينا القيم والأصالة وحب الرض والعمل والوفاء والاحترام للصغير قبل الكبير كانت الادوار فى البيت موزعه بمهارة على الجميع وقت ان يستيقظوا كل فرد يعرف مهامة المنوط بة القيام بها بدون توتر او ضجر او ملل كنا نعيش بالرضا والقناعه فيما قسمة الله لنا جميعا ناكل يوما اللحوم ويوما ناكل الجبنة القديمة فى سعادة بالغة .كنا نعرف كيف ننام مرتاحين الضمير وفى صفاء ذهنى كامل صحيح الوقت تغير والعصر تغير ولكننا مازلنا كما نحن وكما تعودنا يخيفنا زحف المدينة الينا والدش والفضائيات والسهر حتى الصباح واهمال الارض والضجر منكم على مانحن فية وما عشنا من اجلة والاستقلالية التى تحيونها وانكم صرتم كبار قبل الأوان لم تسمعوا ولن تنصتوا الا لعقولكم برغم ان الحياة فعلت بنا الافاعيل واستفدنا منها الكثير .
لا أدرى لماذا اتذكر حكايات جدتى الكثيرة اليوم هل لان ما يحدث اليوم من احداث لة علاقة بالامس البعيد هل حالة التخبط والانفلات له مردود بعدم الايمان بكل ما هو قيم ام اختلاف الثقافات بين الاجيال هم اخذوا على الركون الى الهدوء والطمئنينة وعاشوا بنظرية ليس فى الامكان افضل مماكان واعتقد ان ذلك خطا فجدودنا هم اصحاب اقدم ثورة فى التاريخ ونحن من قمنا بثورة القاهرة الاولى والثانية والثورة العرابية وثورة 19 انهم جيل سبقنا بالثورة والتحرر لكننا نعيش فى عصر المعلوماتية والشبكةالعنكبوتية التى تصل بين القاصى والدانى فى لحظات .
مازلت اتمنى ان افهم ما يحدث الان من توتر مستمر بين الشعب بفصائلة وايدلوجياتة متى يتوحدون من اجل البناء ورفعه الوطن وينحون نرجسيتهم وانانيتهم متى يكون الوطن هو شغلهم الشاغل وهمهم الاول والاخير كلنا نحب وطننا مصر ولكننا نختلف فى الحب وطبيعتة لكن ينبغى اولا ان نحب بعضنا البعض باخلاص وان ننحى تلك الخلافات الفكرية من اجل الصالح العام
وحفظ الله الوطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق