كان يعيش
هادئا فى بيتة الصغير والذى يحتوى عن ثلاث حجرات منهم حجرتان للنوم وحجرة للمعيشة
ومعه اولادة الخمسة وزوجتة ووالدتة
كان يخاف
على أولادة من أى شىء وكان يحميهم مثلما يحمى الطائر عشة فوق أعالى الأشجار عندما
جلست معة لأحاورة ونتسامر فى الميدان رأيت شقاء العالم كلة على وجة وتعب السنيين
تعارفنا فى لحظة واحدة وأنا ابادلة القول وكنا خامس ايام الثورة كل من نزل الميدان
لدية شكوى وامل والم معا كل الوجوة واحدة تحمل الهموم على كتفيها وكلهم تلاقوا
ليرموا بهمومهم على بعضهم البعض
الكل يريد
ان يعيش بهدوء وسلام وان يحيا حياة كريمة طيبة بدون اهدار لانسانيتة وكرامتة
قال بأسى
عمرى تجاوز 59 سنة وامنيتى ان احس ان هذا وطنى ولى فية حق واحقية فى الحياة
نحن نعيش فى
قريتنا وندرك اننا فى اقصى الارض لا يعرف عنا احد شىء وكاننا فى منفى اختيارى
نستيقظ من
نومنا مبكرين مع شروق الشمس وننهى يومنا مع غروبة لم نشتكى يوما من العوز والفقر
والحاجة راضيين بما تخرجة الارض من تومها وبصلها وخيرها ولكن اصبح الزمان غير
الزمان وما كنا نقبلة امس اصبح أولادنا
يرفضونة اليوم ولم تعد حياتنا تناسبهم ولا خير الارض يكفى حتى سد الجوع وليس سد
تكاليف ما نزرعه فنحن اجراء وليست ارض ملك
اخذت اطيب
من روعه والمة فقال لى هل تعلم ان اولادى كلهم خريجى الجامعه ولم يعمل منهم اى
واحد فى وظيفة ولا يرضى ان يعذب حياتة فى حياتنا وكأنهم يرفضون ان يعيشوا فى جلباب
ابيهم الذى حرم نفسة الكسوة وكل شىء ليصلوا الى ما وصلوا الية
تخيلت بعد
تخرجهم انة ان الاوان الى ان استريح ويستكملوا هم المسيرة ولكن الحياة تسير بسرعه
تفوق طموحاتهم واحلامهم فمحمد خريج كلية التجارة يعمل فى محل فول وفلافل ومصطفى
خريج الحقوق فى محل كشرى ومحمود خريج الهندسة يعمل عامل فى الغردقة بعد ان فشل فى
ايجاد فرصة عمل مناسبة فهل علمت اولادى وحرمت نفسى لاجدهم كذلك
لقد جئت الى
الميدان لابحث عن مستقبلهم فطوال حياتى ابعدهم عن الاحتكاك بالحكومة ورجالها فنحن
لسنا قدهم عشنا جميعا كالنملة وكنت اكبت طموحهم بالتغيير وان الله خلق الناس درجات
فلا تعترضوا على خلق الله اليوم جئت قبلهم الى الميدان ومستعد ان اضحى بحياتى
وحياتهم فى سبيل المستقبل القريب للاخرين ولاجيال اتية من بعدى وبعدهم اليوم هو
يوم الخلاص وكشف الحساب جئت اتطهر من 59 عاما قضيتها نملة وسياتى اولادى جميعا الى
هنا سنقف جميعا فى وجة الظلم الذى عشناة والقهر الذى ادمنا علية سنطالب بحقنا فى
الحياة وحقنا فى هذة البلاد
يا ابنى
احنا لو الدنيا مطرت عندنا فى البلد انقطعت بنا الحياة وتوقفت تماما ولا يوجد
بالوحدة الصحية دكاترة انما تمرجى بيعمل كل حاجة وراضيين بية وبالدواء اللى بيكتبة
ولا فية تامين ولا اى حاجة من الحكومة ولا كأننا من الشعب اكيد احنا جنس اخر او
تبع دولة اخرى عايزين نعيش نشم هوا نحس ان دى بلدنا
انتم يا
ابنى الشباب اثبتوا ولا تعيشوا نمل كما عشنا اكسروا كل القيود التى تقيدكم الحلم
انتم والمستقبل لكم واثبتوا وتوحدوا وستنتصروا
ربت على
يدية ورايت فية صورة والدى مازلت اتذكر صورتة فقد جاء من اسيوط واتمنى لة الصحة
وان يكون ثابت على موقفة برغم كل الاحداث ومع خروج مبارك فمازال الظلم مستمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق