السبت، فبراير 09، 2013

مصرى أصيل



كان يعيش هادئا فى بيتة الصغير والذى يحتوى عن ثلاث حجرات منهم حجرتان للنوم وحجرة للمعيشة ومعه اولادة الخمسة وزوجتة ووالدتة
كان يخاف على أولادة من أى شىء وكان يحميهم مثلما يحمى الطائر عشة فوق أعالى الأشجار عندما جلست معة لأحاورة ونتسامر فى الميدان رأيت شقاء العالم كلة على وجة وتعب السنيين تعارفنا فى لحظة واحدة وأنا ابادلة القول وكنا خامس ايام الثورة كل من نزل الميدان لدية شكوى وامل والم معا كل الوجوة واحدة تحمل الهموم على كتفيها وكلهم تلاقوا ليرموا بهمومهم على بعضهم البعض
الكل يريد ان يعيش بهدوء وسلام وان يحيا حياة كريمة طيبة بدون اهدار لانسانيتة وكرامتة
قال بأسى عمرى تجاوز 59 سنة وامنيتى ان احس ان هذا وطنى ولى فية حق واحقية فى الحياة
نحن نعيش فى قريتنا وندرك اننا فى اقصى الارض لا يعرف عنا احد شىء وكاننا فى منفى اختيارى
نستيقظ من نومنا مبكرين مع شروق الشمس وننهى يومنا مع غروبة لم نشتكى يوما من العوز والفقر والحاجة راضيين بما تخرجة الارض من تومها وبصلها وخيرها ولكن اصبح الزمان غير الزمان  وما كنا نقبلة امس اصبح أولادنا يرفضونة اليوم ولم تعد حياتنا تناسبهم ولا خير الارض يكفى حتى سد الجوع وليس سد تكاليف ما نزرعه فنحن اجراء وليست ارض ملك
اخذت اطيب من روعه والمة فقال لى هل تعلم ان اولادى كلهم خريجى الجامعه ولم يعمل منهم اى واحد فى وظيفة ولا يرضى ان يعذب حياتة فى حياتنا وكأنهم يرفضون ان يعيشوا فى جلباب ابيهم الذى حرم نفسة الكسوة وكل شىء ليصلوا الى ما وصلوا الية
تخيلت بعد تخرجهم انة ان الاوان الى ان استريح ويستكملوا هم المسيرة ولكن الحياة تسير بسرعه تفوق طموحاتهم واحلامهم فمحمد خريج كلية التجارة يعمل فى محل فول وفلافل ومصطفى خريج الحقوق فى محل كشرى ومحمود خريج الهندسة يعمل عامل فى الغردقة بعد ان فشل فى ايجاد فرصة عمل مناسبة فهل علمت اولادى وحرمت نفسى لاجدهم كذلك
لقد جئت الى الميدان لابحث عن مستقبلهم فطوال حياتى ابعدهم عن الاحتكاك بالحكومة ورجالها فنحن لسنا قدهم عشنا جميعا كالنملة وكنت اكبت طموحهم بالتغيير وان الله خلق الناس درجات فلا تعترضوا على خلق الله اليوم جئت قبلهم الى الميدان ومستعد ان اضحى بحياتى وحياتهم فى سبيل المستقبل القريب للاخرين ولاجيال اتية من بعدى وبعدهم اليوم هو يوم الخلاص وكشف الحساب جئت اتطهر من 59 عاما قضيتها نملة وسياتى اولادى جميعا الى هنا سنقف جميعا فى وجة الظلم الذى عشناة والقهر الذى ادمنا علية سنطالب بحقنا فى الحياة وحقنا فى هذة البلاد
يا ابنى احنا لو الدنيا مطرت عندنا فى البلد انقطعت بنا الحياة وتوقفت تماما ولا يوجد بالوحدة الصحية دكاترة انما تمرجى بيعمل كل حاجة وراضيين بية وبالدواء اللى بيكتبة ولا فية تامين ولا اى حاجة من الحكومة ولا كأننا من الشعب اكيد احنا جنس اخر او تبع دولة اخرى عايزين نعيش نشم هوا نحس ان دى بلدنا
انتم يا ابنى الشباب اثبتوا ولا تعيشوا نمل كما عشنا اكسروا كل القيود التى تقيدكم الحلم انتم والمستقبل لكم واثبتوا وتوحدوا وستنتصروا
ربت على يدية ورايت فية صورة والدى مازلت اتذكر صورتة فقد جاء من اسيوط واتمنى لة الصحة وان يكون ثابت على موقفة برغم كل الاحداث ومع خروج مبارك فمازال الظلم مستمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق