الاثنين، يوليو 07، 2014

من اقصى الارض



أتيت من اقصى الارض .حيث كنت اقطن فى قريتنا الصغيرة .وبرغم قربها من المدينة الا انها كانت تفتقر الى كل الخدمات التى يتمناها الجميع فلا مركز شباب ولا مكتبات ولا طرق ممهدة ولا وسائل مواصلات ولا كهرباء ولا مياة نظيفة ولا اى نوع من الخدمات التى تهتم ببنى ادمى يقطن تلك البقعة من الأرض والحقيقية لا يوجد سوى مدرسة ابتدائى واعدادى وتتحول الى بيت مهجور وقت سقوط المطر فتتقطع السبل بالمدرسين فى الوصول الى القرية وتتشح القرية بالسواد عندما يجن الليل .والوحدة الصحية لا يبقى منها سوى لافتة لا اطباء ولا ممرضين .كنت أتسائل مع اصدقائى هل يعرف احد من المسئولين انة يوجد هنا بشر ينتمون الى بنى الانسان يجب ان يهتم بهم ويحقق لهم مطالب اسوة بأبناء الحضر .لماذا نرضى ان نعيش فى هذا الاهمال والنسيان .
فبرغم بساطة الحياة وقناعة أهالينا فى القرى بما قسم لهم من الرزق الا انهم مثابرون يعيشون بقناعه وقنوع ورضا غير متأففين من كل الأوضاع السيئة التى تحيط بهم لم يعرفوا شىء فى حياتهم سوى العمل والعبادة يستيقظون قبل شروق الشمس ويعودون مع غروبها يرون ارضهم بعرقهم وكدهم من اجل ان تستمر الحياة ومن اجل ان ينال اولادهم قسط من التعليم او تعليمهم وليعيشوا فى حياة أبسط من حياتهم المعقدة .ورغم كل شىء هناك عادات وتقاليد تحكم القرويين حب بعضهم بعضا وتكاتفهم الكل يعيش فى واحد سواء فى الفرح والحزن ونما ذلك عبر الأجيال .
ولكن الحياة تتطور مع الوقت فاصبحت قرية الأمس غير اليوم دخل فيها الكهرباء والماء واصبح فيها نادى اجتماعى ورياضى ودخلتها كل وسائل الترفية وغرف الانترنت .
ولكن للاسف غابت القدوة وغابت التقاليد والأصول التى كانت تحكم الجميع جيلا بعد جيلا فلم يعد هناك نفس اللحمة والوحدة لم يعد هناك صلة التراحم والود والتزاور .ونمت حالة التمرد على المجتمع وتم هجر الأرض الزراعية وتخلوا عن كثير من عاداتهم الجميلة والتى كانت تتميز بها القرية .
وبقى شىء واحد كان يعيش فى دواخلنا انا وبعض اصدقائى متى نرى قريتنا نموذجية متوافر بها كل شىء كما فى المدينة والحضر ؟ متى نرى المسئولون يهتمون بنا ولا يكونى زائينا وقت الانتخابات فقط
حلمنا بمركز شباب وبمكتبة ومدارس ثانوى وفنى وطرق ممهدة وكهرباء وصرف ووحدة صحية متقدمة وكل شىء اصبح متاح الان
ولكن بقى ان نعلم اولادنا معنى الولاء والانتماء
فالقرية اصل والعرق دساس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق