الأربعاء، مايو 04، 2016

دائرة الصراع

نعيش فى معادلة صعبة .تحكمنا فيها الأهواء والمصالح والأيدلوجيات .ويغيب فيها المنطق والموضوعية .ولكل شخص فينا انحيازاتة وقناعاتة .يرفض دائما ما هو عكس توقعاتة ومصالحة .وكأن كل شخص يعيش فى عالمه ومنفصلا عن الواقع المحيط بة .ولا يريد ان يرى الصورة كاملة .حتى اصبح الإجتزاء هو من يحكم المواقف ككل .
ودعونا نرى صورة المشهد المصرى بشكل كامل .ستجدنا نعيش فى حالة انقسام كامل يرفض كل طرف فينا طرح الطرف الأخر . حتى ولو على حساب مصلحة الوطن .المهم ان تظل النرجسية مسيطرة وان يظل متشبع بأوهامة التى تملأ عقلة وترضى غرورة ونفسيتة .
حتى نظن أننا نعيش مع اشخاص يتسموا بالعناد .الكل يحاول الانتصار على الطرف الأخر .وكأديب يسطر قصتة  ومن حقة  ان يتلاعب بأشخاص روايتة كما يحلو لة ويرفض النهايات الحزينة حتى لو كان البطل لص أو محتال والبعض الأخر ينهى قصتة لما يتلائم مع طبيعة قرائة ومشاهدية .
المواطن المصرى البسيط والغير مسيس والذى لم ينخرط فى احزاب سياسية وهذا الكم من المواطنيين يشكلون غالبية المصريين .اصبح بعد الثورة يعيش هذا الصراع ولو من قبيل المؤيد والمعارض بعيدا عن كونة يسارى أو اشتراكى أو ليبرالى أو حتى شيوعى ناهيك عن اخوانى أو سلفى لم يعرف كل هذة التنوعات السياسية .ومع قلة خبرتة وايمانة البسيط وقناعتة بشيخ مسجدة ودخول الدين فى العمل السياسى وظهور حالات الاستقطاب باسم الدين كما حدث فى استفتاء مارس 2011 بدأ الشرخ يظهر جليا فى المجتمع .
كما زادت حدتة بعد حالة الانقسام لكتلة المجتمع الذى قام بالثورة وتغنى بها العالم اجمع .سرعان ما لبثت الانقسامات تدب فى اوصال المجتمع وكل طرف يذهب الى حيث انحيازاتة وبدأ الصراع يأخذ منحنى اخر فالكل يبحث عن البقاء حتى ولو على حساب الطرف الأخر .
فقد ظهر من يؤيد الجيش من الشعب ولا يرى عنه بديلا .وطرف يرى ويطالب بانهاء حكم الجيش وان سبب تدنى حالة مصر فى كل المناحى بسبب غياب الرؤية والقيادة الديكتتاتورية التى يمارسها الجنرالات وتحكمهم فى كل مؤسسات الدولة .
وطرف يرى ان يحكم الشعب نفسة بنفسة واخر يرى انه لا بديل عن حكم مدنى للخروج من عبائة الحكم العسكرى القابع من يوم خلع الملك فاروق .
وطرف يرى ان الشباب هم وقود الدولة المصرية وعليهم يجب ان تؤل القيادة وللاسف هو بدون خبرة كافية  .
وطرف يرى ان الأحزاب السياسية هى المنوطة بادارة البلاد بما لها من خبرة سياسية وتملك الرؤية والبرامج والكوادر وان العالم المتقدم والمتحضر بة تداول سلطة بين احزابها السياسية والتى يشكل قوتها ظهير شعبى من المواطنيين المؤمنيين بأفكارها .
ولكل طرف جيشة الاليكترونى والذى يعلن فية عن توجهاتة وتشتعل الحرب والكل يستخدم كل ادواتة ومن يملك فى النهاية يحكم وهذا ماكان .
فنلاحظ بعد تنحى مبارك دخل انصارة فى جحورهم .ونادى الشعب الجيش والشعب ايد واحدة .
وبعد فترة ارتباك فى حكم المجلس العسكرى ورائها جماعة الإخوان والصرعات الحزبية وبرغم تعففة عن القيادة الا انه فقد مكانتة وطالب الشعب بسقوط حكم العسكر .
وفى النهاية وصلنا الى الحكم المدنى والذى كان يطالب بة مدعى الديمقراطية .رئيس مدنى وليس من خلفية عسكرية بل واطاح فى ضربة واحدة بقيادات الجيش واصبح لة السيطرة والهيمنة فتعالى وتكبر على من اوصلة الى ذلك المقعد الرئاسى وظهرت انحيازاتة فقط لجماعتة .
مما جعل الجميع مرة اخرى يدرك الخطر ويعود الى حالة الكتلة الواحدة باستثناء جماعة الإخوان ومن على قناعتها من فريق الاسلام السياسى والذى يحلم بالخلافة ولا يؤمن بالوطن وكان ذلك جليا خلال عام من حكمهم للبلاد .حتى خرج الشعب بكل طوائفة وايدلوجياتة ليقول يسقط يسقط حكم المرشد وقد كان بعد ان سبقة عدة تحضيرات اعادت للشعب حيويتة وطاقتة .
ولأول مرة نرى الجيش والشرطة والشعب ومختلف التيارات السياسية والبعيدة عن الاسلام السياسى جميعها تتفق فيما بينها على سقوط جماعة الاخوان وعلى بدأ صفحة جديدة صنعتها ثورة 30 يونيو وكان اجماعهم هذة المرة على اختيار السيسى ذو الخلفية العسكرية
وقد نجح بفارق كبير جدا عن منافسة المدنى البغبغاء وسبب تأيد السيسى انه ان لم يملك الفكرة فكان لدية القدرة على تحقيق حلم المصريين بالعيش الكريم وانه رجل أفعال لا أقوال وهذا كان واضحا فيما حققة حتى الان فى فترة حكمة القصير من مشاريع مستقبلية عملاقة فى كل ربوع الوطن .
ولكن يأبى المثرثرون على الصمود فى دعم الرجل حتى خرج علينا من ينادى بسقوط حكم العسكر او سقوط السيسى ذاتة وتستمر دائرة الصراع برغم اننا نعلم جيدا ان الغلبة في ذلك الصراع للقوى الذى يملك الأدوات .وبرغم اننا عدنا الى المربع لما بعد استفتاء مارس ولكن تبقى للرجل القوى فيمن حولة من مؤسسات وظهير شعبى .
ولكن من عادة المعترضين ان يتحدثوا بلسان حال الشعب ككل ويخرج البعض الذى لا يذكر وينادى ويقول الشعب يريد سقوط النظام
كما تنادى جماعة الإخوان بسقوط حكم العسكر وان ما فى مصر انقلابا وبرغم انهم يعيشون فى غيهم وضلاللهم  ينعمون فى خيراتها وما وصلنا فية من امن واستقرار .
ولكن من الواضح والأكيد ان كل مجموعة تريد ان تقتنص لنفسها الفرصة لتعيش وحدها وتحكم بدون تدخل الأخرى وكأن الديمقراطية التى ينادون بها تغيب وقت ان يبدئوا هم عملهم .
فمتى يحترم المتصارعون اختيار الشعب ويؤمنون بانحيازاتة ويعلون مصلحة الوطن فوق ايدلوجياتهم وانتهازيتهم .
ولكن من المؤكد انه مستحيل ان يتحقق ذلك سيستمر الأخوان فى العمل على هدم الدولة حتى يتحقق امرهم بفشل السيسى وانهم البديل المناسب للقيادة .وستستمر الأحزاب تدين وتشجب وتصدر بيانات بدون ان تكون ظهير شعبى حقيقى وتهتم بالجماهير وتشكل له قاعدة تبنى عليها طموحاتها السياسية .
وتستمر المؤسسات فى الصراع حتى يبقى لها الريادة فى الاستحواز ولو على حساب مصلحة الوطن .ويظل الشباب المغيب اسير العيش فى المدينة الفاضلة التى يحلم بها بدون رؤية سياسية او خريطة طريق تجعلة يصل الى هدفة .
ويستمر الاعلام فى حالة استقطاب الكل يدافع عن انحيازاتة حتى لو كانت خاطئة وانا ادعو مواطن سليم العقل ان يشاهد قناة خاصة ولتكن مثلا صدى البلد او دريم وقناة الشرق الاخوانية والجزيرة القطرية والنيل الاخبارية ثم يكون راى عما وجده
ستجد كل منا يذهب الى حيث يريد ان يصدق ولكن لو تحولت كل تلك القناعات الى حالة حب للوطن واخلاص فى العمل والجد والاجتهاد لبناء الدولة المصرية سيصدق اننا نبنى جمهوريتنا بأيدينا ونتخطى كل الأخطار التى تحيط بنا ولنا فى ليبيا والعراق واليمن وسوريا مثل وعبرة ولا احد يريد ان تلك فزاعة لنرضى بما نحن فية من كبت او تكميم افواة فهل ذلك ضخب نصنعن بانفسنا واننا احرار فى وطن حر

حفظ الله الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق