السبت، مايو 07، 2016

بين قنا ولندن سنيين ضوئية

وبعد فوز صادق خان ذو الأصول الباكستانية فى الفوز بعمدة لندن وكل المواقع المصرية والصحف تتناول الموضوع من زاوية واحدة .وهى فوز اول مسلم يفوزبمنصب بعمدة لندن .فهل فكر جماهير لندن واهلها بنفس تفكير هؤلاء المصريين .نعتقد لا بالطبع فالمعيار لديهم الكفاءة والبرنامج الانتخابى وحالة الصدق الذى تدركها الجماهير اللندنية والمزمع عليها اختيار مرشحهم بقناعة بعيدا عن فكرة انه مسلم او غير مسلم .
وصادق خان والدة مهاجر من باكستان وكان يعمل سائق حافلة وتوفى 2003 . اما والدتة فكانت تعمل بمهنة الحياكة .
وقد حصل خان من شهادة الحقوق وعملا محاميا بعد تخرجة .كما اصبح عضوا فى البرلمان عن حزب العمال عام 2005 .كما تولى خان وزير دولة لشئون الإدارة الذاتية والنقل فى حكومة بروان من عام 2008 الى 2010 .
كما ترأس حملة ايد لفوزة برئاسة حزب العمال البريطانى .
وبفوز خان يعد اول مسلم يفوز برئاسة بلدية لندن برغم كثير من الصعوبات التى واجهته وخصوصا من منافسة المليونير زاك جولد سميث مرشح حزب المحافظين والذى اتهمة بالتطرف وانه يدعم المسلمين المتطرفيين وهذا الاتهام الذى دعمة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون امام البرلمان ليحاول ان يقلل من فرص فوز خان ولكن سكان لندن اختاروا الأمل على الخوف ليبدأ خان معركتة فى لندن لتحقيق وعوده الانتخابية وليصبح الرجل الأول ذو النفوذ بعد ان اصبح رسميا محافظ لندن وستكون اولويتة حل مشاكل السكن والنقل وهى ما يوجة اللندنيين وليجعل منها مدينة تسودها العدالة ومن هنا نتمنى لة كل التوفيق  .
وكان مما قالة خان انا فخور بأننى مسلم . أنا لندنى بريطانى أنا اب وزج . انا مناصر لنادى ليفربول وانا كل هذا .
ودعونا نترك هنا مسألة انتمائة الدينى وهروع اللندنيين على اختيار الأمل بديلا عن الخوف فى تلك المدينة الكبيرة والعظيمة والتى لا تعترف بكل تلك الفوارق المهم ان تكون لندنيا. وكل ما يهمهم ان يحقق وعودة الانتخابية والتى تم اختيارة على اساس برنامجة وليس هويتة الدينية .
ولنعود الى الوطن مصر عندما تم تعيين اللواء مجدى ايوب محافظا لقنا فى 1/1/2006 واستمر حتى 14-4-2011 لتنطلق المواقع والصحف وقتها بالتهلليل لتعين اول قبطى محافظا برغم ان الرئيس السادات قد عين قائد الجيش الثانى الميدانى ابان حرب اكتوبر اللواء فؤاد عزيز غالى .ولكن اعلام مبارك وقتها بدأ فى التهليل لتلك الخطوة وخصوصا ان الاقباط يشتكون من التهميش ومن القيود المفروضة عليهم فى المناصب الحكومية وبناء الكنائس وكان مبارك وقتها يختار ايضا عدد من النواب الاقباط فى اطار حصتة للتعين فى مجلس الشعب .
وتمر السنوات وتحدث ثورة يناير ويتم الاطاحة باللواء مجدى ايوب بعد ان فشل فى استكمال العملية النهضوية بعد اللواء عادل لبيب .حتى جاء عصام شرف فى عهد المجلس العسكرى وتم تعيين اللواء عادل ميخائيل شحاتة محافظا لقنا خلفا لأيوب . فتذمر الأهالى من ذلك القرار ورفضوا ان يكون محافظهم مسيحيا وخرجت التظاهرات فى كل مكان ترفض قرار رئيس الوزراء بتعينة وضرورة تولى محافظ مسلم للمحافظة وقد تم احراج الحكومة امام تزايد وتيرة الاحتجاجات والتى هددت بقطع الطرق وعدم السماح لأى موظف بالدخول الى ديوان عام المحافظة . وان قنا ليست حقل تجارب ويحاولون جعلها كوتة للمسيحين على حد قولهم .ووقتها حاولت الحكومة وكل النخب ورجال الدين الاسلامى والشخصيات العامة  و التى ذهبت الى التهدئة واطفاء تلك المظاهرات المشتعلة والتى فشلت كل محاولتهم بالفشل وكان السؤال هل ترفضون اللواء عماد ميخائيل كونة  مدير لامن الجيزة السابق ومسئول عن قتل المتظاهرين او كونة من رجال الشرطة انما كان الرفض كونه مسيحيا قولا واحد وانهم يريدون محافظ يصلى معهم الجمعة لا ينتظرهم امام المسجد. وأفاضوا فى اسباب رفضهم وتمادوا فى انفلات وعنف تظاهراتهم مؤكدين على ضرورة تولى محافظ مسلم الى المحافظة حتى يتم انهاء كل اشكال التظاهرات وان ميخائيل لن يكون ابدا بديلا لمجدى ايوب القبطى والذى تدهورت احوال المحافظة فى عهدة بدلا من الاهتمام بها وتحسينها كما كانت ايام اللواء عادل لبيب .والتى انتهت باستقالة ميخائيل حتى تهدأ وتيرة الاحتجاجات ولا تدخل المحافظة فى براثن فتنة طائفية .
وشتان الوضع بين لندن وقنا وهنا نضع علامة استفهام كبيرة من السبب فيما حدث ولماذا حدث وكيف يتم اجتنابة ويقبل المصريين المصريين بعضهم البعض بعيدا عن الانتماء الدينى؟
وهناك واقعة ايضا غريبة وعجيبة حدثت فى بنى مزار عندما حرض بعض المدرسين الطالبات المحجبات على عدم السماح بقبول تعين الاستاذة ميرفيت سيفين مديرة للمدرسة  الثانوية الصناعية بنات خلفا للمدير السابق لا لشىء سوى كونها مسيحية .وانهم سوف يعتصموا بحوش المدرسة ولن يدخلوا الى الفصول حتى يتم الغاء قرار تعينها. والذى حصلت علية بعد اجتيازها كل شروط الوظيفة وامام الاحتجاجات قرر وكيل الوزارة الغاء قرار الندب وعودة المدير السابق .وقد اتفق معها على ان تتولى مديرة مدرسة الصناعية بنين ويتولى مدير مدرسة البنين مكانها ولكن ثار الطلاب وتظاهروا ضد القرار مما يؤكد ان هناك من يحرك كل تلك التظاهرات مستخدما الدين ومؤجج لمشاعر الوحدة الوطنية ونضع ايضا نفس السؤال السابق لماذا يحدث ذلك وكيف ان نتعايش قولا وعملا.
وهذا يؤكد ان لدينا مشكلة حقيقة ويجب ان يتم حلها وموجهتها لا ان نغمس رؤسنا فى الرمال نتغنى بالوحدة الوطنية بدون ان يكون هناك حياة حقيقية على أرض الواقع
فكلنا مسلمين مسيحين شركاء فى ذلك الوطن وينبغى ان يكون معيار الكفائة هو الوحيد المحدد لاختيار المناصب .فالعالم يتقدم من حولنا ونحن مازلنا قابعون فى سبات عميق .ولنرى ونشاهد تشكيل حكومة رئيس وزراء كندا جاستن تردوا حيث ضمت فى وزرائها من كل الأصول والأديان فكان فيها وزيرة مسلمة ووزير سيخى ووزير المحاربيين القدماء على كرسى متحرك ووزيرة الرياضة والمعاقين بها اعاقة بصرية ووزير بدا حياتة سائق حافلة .وكان المعيار الرئيسى هو الكفائة وحسن الادارة التى يتمتع بها اعضاء حكومة جاستين .
فهل نعى هذا الدرس جيدا ونقارن بين ماحدث فى لندن وما كان موجود فى السابق فى قنا وهل لو تكرر ذلك الاختيار فى اى محافظة مصرية سيكون لة نفس الأثر الذى حدث فى قنا سابقا
اتمنى ان لا يحدث ذلك وان يعلم الجميع اننا نعيش شركاء فى وطن واحد وكما قال البابا شنودة ان مصر وطن يعيش فينا و ليس وطن نعيش فية .
وتحيا مصر بكل المصريين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق