الاثنين، يوليو 25، 2016

المدينة الباسلة..السويس

السويس ليست قلعه مصر عند خليج السويس ولا هى ميناء العبور انما هى ثغر كبير كان لة دور كبير فى الدفاع عن مصر وبوابتة الى سيناء .
ومدينة السويس لها تاريخ عريق بدأ مع العصر الفرعونى فى عهد الأسرة الخامسة وكانت تسمى سيكوت عند تل المسخوطة حاليا فرب الاسماعيلية .كما كانت عاصمة للاقليم الثامن من اقاليم الوجة البحرى واطلق عليها بيثوم وموقعها قرب تل رطانة بجوار القصاصين الان .
وفى العصر البطلمى عرفت باسم  ارسينوى وهى المدينة التى انشأها بطليموس الثانى اجلالا لأختة وزوجتة الثانية ارسينوى وكانت تقع قرب عجرود .
وفى اواخر العصر البطلمى اطلق عليها كليوباترا نسبة الى اخر الملكات التى حكمت مصر الملكة كليوباترا
وفى العصر الرومانى اطلق عليها اسم هيرو –اون ومعناها مدينة الأبطال وبعدها اطلق عليها كلسيما او قلزوما حتى حرفه العرب الى القلزم .
وفى اوائل العصر المسيحى كانت القلزم نقطة عسكرية منيعة وكانت تضم قلعة القلزم  الحصينة .وكان يوجد مدينتان باسم القلزم احداهما فى الشمال والأخرى بالجنوب وكان مزدهرتان حتى تم ردم قناة امير المؤمنين فى القرن الثامن الميلادى واصبح الاعتماد على الابار حتى خربت الحياة واصبحت بوادر الانهيار واضحة .
وفى القرن التاسع الميلادى اصدر خماروية بن احمد بن طولون امر بالغاء الأسماء القديمة واطلق اسم السويس على القلزم .واشتهرت السويس بجانب موقعها الاستراتيجى فى صد هجمات المعتدين والغزاه انها اشتهرت بصناعه السفن مثلها مثل الاسكندرية والروضة واولى بها الحكام المسلمين الاهتمام الاكبر لانها كانت غنية بالثروة المعدنية مثل الذهب والزمرد وكذلك اشجار السنط التى يصنع منها السفن .ولأنها اصبحت الميناء المصرى على البحر الأحمر وطريق للتجارة والحج والذى  ساعد على ازدهارها مرة اخرى وذلك بعد انتهاء الحرب الصليبية والتى كانت تهدد تلك الطريق وانتقالها الى ميناء عيذاب بدلا عنها وادى ذلك الى اختفاء مدينة القلزم وخصوصا بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح الذى هددها بالانهيار حتى أعاد محمد على الطريق البرى فعادت الى تألقها ورونقها .
واختلف المؤرخون فى اصل تسمية السويس بهذا الاسم منها ماذكرة النابلسى سميت السويس بهذا الاسم لظهور السوس  فيها .كما ان هناك رأى اخر هو ان اسم المدينة مشتق من اسم ملك حكم مصر فى الاسرة 19 وكان يدعى سوتيس او يوستفاليس والذى اتخذها قاعدة عسكرية لحماية مناجم الذهب فى سيناء وقاعدة لعملياته الحربية فى صد الغزاة.

 ولكن الراجح بعد اجتهادات المؤرخين هى عبارة رددها عبدالله الغريب القائد الفاطمى المغربى الذى جاء لصد القراطمة عن البلاد وفتح طريق الحج عندما نادى على جنودة قفوا سواسية ترهبوا اعداء الله  .
وظلت السويس مدينة هادئة صغيرة تكتفى بانها  ميناء للحجاج سعيا للوصول الى الأراضى المقدسة حتى القرن 19 تغيرت ملامح السويس كليا بحفر وافتتاح قناة السويس الممر المائى الذى يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر والذى يختصر طريق التجارة ويكون ذلك الممر عوضا عن طريق رأس الرجاء الصالح الطويل والشاق .عندها بدأت مدينة السويس بالعمران والاذدهار وكان من اكبر المشكلات فى السويس هو المياة العذبة حيث كانت تنقل اليها المياة عن ظهور الجمال من عيون موسى .حتى انشأ خط سكة حديد وهو اول خط فى مدن القناة واستخدمتة الحكومة فى نقل المياة فى صهاريج .حتى قام الخديوى اسماعيل باصدار اوامرة بحفر ترعة الاسماعيلية الحلوة والتى كانت تبدأ من النيل مباشرة بعد تعديل فيها .وان وصلت المياة العذبة حتى ساعد فى اتمام عملية حفر القناة والذى غير شكل المدينة بل والعالم اجمع بعد افتتاح قناة السويس .وفى ذلك يقول على مبارك ان ترعة الاسماعيلية من اهم اسباب اعمار السويس ووصول مياة النيل اليها وجعل فمها اى بدايتها من بولاق ومصبها فى البحر الاحمر فجرت مياة النيل فيها صيفا وشتاءا حتى احيى كثير من اراضيها وزرع القمح والشعير والخضر .
واخذت تزداد الملاحة فى القناة تدريجيا وازداد عدد السفن وازدات حمولتها  وتقرر انشاء ميناء السويس لنقل النفط ومشتقاتها ومازال التطوير مستمر والتغيير الى الأفضل المنشود يسير فى اتجاه الصحيح
فالسويس تاريخها لم ينقطع منذ العصر الفرعونى حتى الان ووكانت حقا مدينة الأبطال ومنها كان العبور فى حرب التحرير الأخيرة ضد اسرائيل .
ويحتفل بالعيد القومى للسويس فى 24 اكتوبر ذكرى صد المقاومة الشعبية للعدوان الاسرائيلى عام 1973 . وكما كانت السويس ايضا الشرارة الأولى لانطلاق ثورة 25 يناير المجيدة وسقوط اول شهداء ثورة 25 يناير بها حتى انتهت الثورة بتنحى مبارك  وانتصار ارادة الشعب المصرى
فحقا لى الفخر اننى انتمى الى تلك المدينة الباسلة مدينة الأبطال
يابيوت السويس يابيوت مدينتى

استشهد تحتك وتعيشى انتى  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق