الأحد، سبتمبر 17، 2017

خواطر يناير -2

عيش . حرية . عدالة اجتماعية . كرامة انسانية
كانت الحناجر تنطلق مدوية .الجميع يهتف من اعماقة .
 الجموع تتجة صوب ميدان التحرير  .هناك من يترقب الحدث بحذر وقلق .وهناك قلوب تمتلأ باليقين فى احدث التغيير .احتكاك مع قوات الأمن ومطاردات .طلقات غاز ومدافع مياة وهرراوت تتصدى لها الأجساد .كر وفر  وتصميم على احداث الفارق وضرورة استمرار المواجهة .  الأعداد تتزايد ساعة بعد ساعة .قتلى ومصابين  .بيانات مخادعة واعلام كاذب لعين يصور ان الحياة طبيعية رغم ان هناك معركة تظنها الدولة رابحة فيها. وقوات امن تتسم بالغرور .وشباب عارى الصدر يواجة جحافل الأمن بكل عتادهم وفى النهاية الميدان لنا الميدان لنا    كنت اسير فى الميدان بين الجحافل البشرية .انظر الى الوجوة حولى أتطلع لها لا اعرفهم ولا يعرفوننى ولكننا جمعنا جميعا حلم ورجاء بالقضاء على الفساد والنظام المستبد وبناء دولة تحفظ للمواطن كرامتة وحريتة .
ثمانية عشر يوما عشناها فى رحاب الميدان لا فرق بين غنى ولا فقير ولا بين استاذ جامعى وعامل .الكل فى صلاة فى ميادين مصر يرفعون كف الضراعة الى الله ان يستجيب دعائهم باسقاط النظام .وسط تشابك فى الأيديى بين الجميع ليس فى الميدان مسلم او مسيحى ليس فى الميدان منصب او جاة الكل سواء هكذا عشنا وهكذا كنا .
تصدت الصدور العارية لطلقات الرصاص .هناك شهداء ومصابيين روت دمائهم الذكية تراب الوطن ثمنا بسيطا لنيل الحرية والكرامة ممن تبوئوا مقاعد السلطة وانغمسوا فى ملذاتها غير عابئين بأنيين المواطن البسيط .والذى عاش مرارة الحياة فى بؤس وفقر ومرض ووسط تدنى كل الخدمات المقدمة لهم من رعايا صحية او جتماعية او تعليمية وما بين تردى الوضع الإقتصادى وازدياد البطالة يجرعون الألم والحسرة وهؤلاء القابعين الفاسدين يسرقون وينهبون خيرات وطننا .
اليوم فقط وانا اجلس بجوار مسجد عمرمكرم اتابع الحشود تأتى وتروح ذهابا وايابا تجوب الميدان وأنا اسأل نفسى سؤالا واحدة من حرك كل هؤلاء البشر من ارغمهم على النزول ؟ واين هى وجبات كنتاكى التى يزعمون توزيعها ؟ بل اين المحرضين الذين يوزعون اموالا لنشر الفوضى ؟اظن ان الكثير من هؤلاء لا ينتمى الى حزب سياسى او تنظيم ثورى كلهم جائوا للصلاه هنا ولديهم الثقة انهم سينجحون ويكسرون الصمت وحاجز الخوف ويصرخون باعلى اصواتهم كفاية .لقد فاض الكيل منكم ارحلوا فهؤلاء ليسوا عملاء ولا خونة ولا مموليين ولا ينتظرون وجبات وهمية انما هم جائوا ليحرروا وطنهم وليسطروا فصلا جديد لمصر فى تاريخ الانسانية الحديث .
أيام يناير وقبل تنحى مبارك وبعد نزول الجيش .كانت عاليا ابنتى عمرها اربعة اشهر .طلبت من والدتها ان تحضر بها الى الميدان ومعها وعمرو وعلاء ابنائنا الى ميدان التحرير .قلت لها المصريين بيصنعوا تاريخ جديد وتلك لحظة يجب ان يعيشوها بكل مافيها وما يأتى بعدها حتى لو لم يدركوا ما يحدث حولهم لصغر سنهم .
فغدا ستمر الأيام والسنين ولكن ستبقى ذكرى يناير فى ذاكرتهم انهم كانوا هنا فى ميدان التحرير حولهم شباب يرفع العلم بيدية والأخرى تتصدى للرصاص  .شباب يحلم بالتغيير وينادى عيش حرية كرامة انسانية .
شباب كسر حاجز الخوف والصمت وخرج عارى الصدر ليواجة جحافل الشرطة المدججة بالسلاح لم يخاف الموت وهو يصرخ بأعلى صوتة حرية حرية .مما جعل بارك اوباما وقتها ليقول يجب ان نربى أبنائنا ليصبحوا كشباب مصر .
وجعل الرئيس النمساوى فيشر يقول شعب مصر يستحق جائزة نوبل للسلام
وجعل رئيس وزراء بريطانيا يقول يجب ان ندرس الثورة المصرية فى المدارس .
وتوالت الإشادات من كل حدب وصوب تؤيد حركة الشباب المصريين السلمية  .
كنت اجمع اولادى كل يوم لأحكى لهم تفاصيل كل يوم من احداث الثورة المصرية وادعم ذلك بصور لهم فى كل ارجاء الميدان حتى بعد تنحى مبارك .
وللحديث بقية





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق