الثلاثاء، سبتمبر 26، 2017

مؤسس سنغافورة

لى كوان يو .نظرت الى صورتة طويلا .وكأننى ابحث عن سر عبقريتة .فالرجل الذى صنع مجد وتاريخ دولتة وشعبه معا  . فرد واحد صنع المعجزات ونقل سنغافورة من دول العالم الثالث الى دول العالم الأول . وهنا استحضرت جملة جاك شيراك رئيس فرنسا عندما قال عجيب امر سنغافورة التى تحولت فى 30 عام الى بلد راق ومن يريد معرفة ذلك فعلية النظر الى لى كوان الذى نجح فى تحويل المدينة الى دولة وجمع حولة العقول اللامعة واستطاع ان يهتم بالتعليم ومحاربة البطالة والإدخار فكانت سنغافورة .
ولد لى كوان عام 1923 .واصبح اول رئيسا لحكومة سنغافورة .بعد انتخابات برلمانية فاز فيها حزبة الذى اسسه وتولى القيادة وعمره 35 عاما . وكانت دراستة للقانون بجامعة كامبريدج  هى التى اهلته للعمل السياسى والذى انتهى بتركه الحكم طواعيته عام 1990 معطيا الفرصة للشباب  بعدما اصبح رمز واب روحى لكل السنغافوريين برغم انه كان الديكتتاتور الرشيد وقد تعرض للانتقاد بسبب تقيده لحرية التعبير ومحاصرتة للمعارضة الا ان الكثيرين اعترف بعد ذلك بعبقريتة. ولقد قال قمت بفرض بعض السياسات القاسية من اجل الوصول الى الوضع الصحيح .كما كان يؤمن بافكار ميكافيلى لذا كان يقول اذا لم يكن هناك احد يخشانى فانا بلا معنى وكان كوان شخصية عملية وواقعية وقوية وطموحة. وكان يقول ان استطعت ان تنال منى وتؤذينى فافعل ولكن لايمكن ان تحكم مجتمع صينى سوى بهذة الطريقة .وهذا ما صنع نجاح سنغافورة شخصيتة وطموحة وارادتة الفولازية ورغبتة فى النجاح والتى انعكست على شعبة .
فقدكانت سنغافورة مستعمرة بريطانية و تعيش فى فقر وجهل ومرض وفساد وانتشار معدلات الجريمة والقتل والاغتصاب والسرقةوالدعارة  . وكانت قد انضمت الى اتحاد الملايو والذى لم يستمر سوى عاميين وتركتها ماليزيا ونالت استقلالها بعد انفصالها عن الإتحاد فى 9 اغسطس 1965 وهو نفس يوم استقلال سنغافورة.
ولكن استطاع لى كوان تحويل سنغافورة من جزيرة مليئة بالمستنقعات والبعوض وتتزاحم فيهااكواخ مواطنية الصياديين الى ناطحات سحاب. فقدغرس فيهم حب العمل وبنى المصانع واقام الشركات واغلق السجون  وطبق حكم القانون .وكان التعليم هو شغلة الشاغل وهوقاطرة التنمية لذلك اهتم بالتعليم واهتم بالمعلميين واعطاهم اعلى الرواتب وقال لهم انا على بناء الدولة وانتم عليكم بناء الإنسان وارسل البعثات للخارج للاستفاده من خبراتهم فور عودتهم فى نهضة بلدهم . وفتح ذراعية مع شعبة للتطلع الى مستقبل افضل بل وسعى الى ذلك حتى تحقق لة ما اراد. فقد قال رأيت فى الاحتلال اليابانى لسنغافورة كيف يخضع الناس لانهم يريدون الحياة والطعام وتعلمت بعد ذلك ماذا تعنى القوة.
فلقد استلم الجزيرة ونسبة البطالة مرتفعة وتنتشر الأوبئة والأمراض وليس لدية موارد طبيعية ولا بنية تحتية ولا شرطة لضبط النظام ليس سوى كتيبتين عسكريتين من وحدات الجيش الماليزى ولا مدارس ولا جامعات كافية.
كذلك انسحاب بريطانيا نهائيا من الجزيرة كان سبب قوى فى ازدياد الوضع السىء لما كانت توفرة تواجد القوات من فرص عمل كما كانت تشكل ثلاثة ارباع دخلها القومى وضياع اكثر من 30 الف فرصة عمل ولكن مع خروج اخر جندى استعاد جميع المبانى والقواعد التى كان يستخدمها الانجليز واقنعهم بعدم تدمير احواض سفنهم بغرض تحويلها للاستخدام المدنى واحسن هواستغلالها.
كانت تلك بعض اكبر التحديات التى كانت تواجة الزعيم ولكنة اخذ فى البدأ فى مواجة الأولويات وبدأ بالتسليح ثم قطاع السياحة والذى سيوفر فرص عمل ويقلل من البطالة ويوفر موارد مالية من اجل استمرار التنمية.
ثم بدأ فى انشاء المصانع الصغيرة وتشجيعها .وانه احسن اختيار العنصر البشرى الفعال والكفأ لأى مهمة دون النطر عن دينة او انتمائة واصولة. وتمسكة بالقيم الحضارية والتاريخية بالاضافة الى صرامتة فى ضرورة تحديد النسل لمواجهة الانفجار السكانى والذى هو العائق الأكبر فى عملية التنميةولكن بعد ذلك عندما تحسنت البلاد وضع برامج تحفيزية لزيادة النسل بعد ان ضمن لهم مستقبل مشرق وتعليم ممتاز ورعاية صحية وفرص عمل مستقبلية .
وقد بنى مدينة صناعية على مساحة 9 الاف فدان لجذب الاستثمارات الأجنبية .ونظرا لموقعها الفريد استطاعت فى تلك الفترة ان تستقبل 70% من تجارة حاويات العالم .وتكون انشط ميناء بحرى وثالث اكبر موقع لتكرير النفط فى العالم ومركز رئيسى للصناعات التحويلية والخدمات .واقنع الأروبيين والامريكان واليابانيين من تأسيس قاعدة للاعمال فى البلاد حتى اصبحت من اكبر مصدرى الإليكترونيات فى العالم وهيأ البلاد الى الاستقرار السياسى وتهيئة البنية التحية الجاذبة للاستثمار مع طمانة المستثمرين وكان لى كوان يتميز بالصرامة فى تنفيذ مخطاتاتة لعملية التطوير والتحديث .
كوان نجح فى وضع سنغافورة ان تكون رقم واحد فى كل احصاءسواءكان فى النمو او دخل الفرد او التعليم او النظافة او البيئة او مستوى المعيشة . كمااستحوذت على اى احصاء يتم الى وتصدرتة.
 واستطاع كوان فى تحويل كل مواطن من شعبة الى شخص مسؤل وغرس فيهم الجدية وحب العمل والواجب وعلمهم التسامح الدينى فيعتنق 15% منهم الاسلام وباقى السكان يعتنقون البوذية والكنفوشية والمسيحية بل كان هناك تنوع عرقى وثقافى ودينى وخليط من السكان الصينين والملاويين والهنود كما ان اللغة الاساسية الانجليزية وتنشر اللغة الصينية والماليزية .ورغم ذلك استطاع ان يوحد بينهم جميعا . وحارب معهم كل الأمراض المجتمعية . لذلك اصبحت بلادة اهم مركز مالى وتجارى فى العالم وقفزت الاستثمارات الأجنبية الى اعلى معدلاتها والتى انعكست على الناتج المحلى وعلى دخل الفردوكان موظفى القطاع العام يحصلون على رواتب تنافسية مع موظفى القطاع الخاص كما حارب الفساد حتى كانت رقم واحد فى الشفافية فى تقرير منظمة الشفافية الدولية  .
فلا تجد نجاح حدث فى سنغافورة الا واقترن اسمة لى كوان بة فحقا هو معجزة تستحق الدراسة والتامل والاقتداء بها رجل واحد استطاع ان يحول جزيرة نائية الى دولة حديثة متقدمة خلال 30 عاما فقط .لذلك نال ارفع الأوسمة والنياشين فى حياتة من بلدان العالم كما عمل مستشارا لبلادة ولابنة بعد ان سلم الحكم وعمل ايضا مستشارا خاصا للصين بشكل غير رسمى تقديرا لدوره.
 ومن اقوالة التى استوقفتنى قولة ان الجيران الغير مناسبيين يعلمونك الإعتماد على نفسك .وان على الدول استغلال كل مواردها البشرية والطبيعية بشكل كامل لتحقيق النمو المتوازن وأن الدول تبنى بالتعليم وانة اهتم بالاقتصاد على السياسة .كما ذكر كوان اصنعوا الانسان قبل اى شىء امنوا المرافق والخدمات ثم اجعلوه يستخدمها بطريقة حضارية ونظيفة واعيروا التفاصيل الحياتية اليومية للمواطن كل الأهتمام .كما وصفتة مجلة التايم بانة رجل عظيم الذكاء ليس لدية صبر على انصاف الحلول وهو ماتظهرة افعالة قبل كلماتة .
سيبقى لى كوان رغم رحيلة اسطورة وملهم فهل أن الأوان ان نستلهم سيرتة ومسيرتة فى مصرنا الحبيبة.



















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق