الجمعة، يوليو 16، 2021

عبدالغنى الحايس يكتب حكاية عصابة لاعاصفة الامريكية

 

شعور غريب بالحيرة وملىء بالأسئلة ما الذى يجعل فتاة من عائلة فاحشة الثراء وولدت وفى فمها ملعقة من ذهب تتهور بتفكيرها الى العنف وان تكون اخطر ارهابية فى العالم .فتلك قصة حقيقية لديانا أتون الفتاة الأمريكية التى كانت نهايتها فى شقة صغيرة لصنع القنابل المتفجرة لاستهداف مراكز الشرطة وكل المؤسسات الأمريكية.

وهى قصة فتاة مليونيرة تمردت على المجتمع الذى تعيشة برغم توافر كل مقومات الحياة الفارهة لها ولأسرتها عريقة الثراء والتى تمتلك اكثر من 600 فدان غير بنك فى نيويورك ومطعم فى قرية اتون بل ويملكون القرية بكل مافيها.

و علامات التغيير ظهرت على شخصيتها وهى فى سن صغيرة جدا عندما شاهدات أطفال الزبالين يتناولون طعامهم من الزبالة سألت لماذا نحن اغنياء وهم فقراء واستمر الهاجس معها حتى اثناء دراستها فى المدرسة الثانوية عندما قررت المدرسة فصل زميلتها لانها لم تدفع الرسوم وذهبت الى ابيها وهى تجهش بالبكاء فكان من ابيها ان دفع قيمة الرسوم لصديقتها وقررت السؤال علية لماذا يوجد فقراء فى هذا العالم.

وعندما بلغت الرابعه عشر من عمرها ذهبت الى مدرسة ماديرا بولاية فريجينيا حيث يذهب الى تلك المدرسة اولاد الطبقة الأرستقراطية ولم تنسى فى تلك الأثناء ألام المعذبين من الفقراء وانطوت فى عزلتها داخل المدرسة حتى ذهبت الى جامعة برين ماور .ولم تكف عن نقاشاتها وأسئلتها المتواصلة مع من حولها حتى تمتعت بشعبية هائلة بين اقرانها.

 وعندما بلغت 18 ذهبت الى ميونخ فى المانيا للدراسة وتعلمت الالمانية بسرعة وتعمقت فى مناقشة المشاكل الاجتماعية التى يعانى منها العالم وبدات تفهم دور امريكا الوصية على العالم وتدخلاتها فى كل شئون بلاد الارض تبعا لمصالحها حتى امنت بان امريكا دولة نازية ويجب ان تتحرر امريكا من كل تلك الفتن التى ستقضى عليها .

حتى كان عام 1962 قامت الحرب ضد  فيتنام وقمة الغليان فى امريكا فقطعت دراستها فى المانيا وعادت الى وطنها واتصلت لمقابلة جون كيندى تطلب لقائة فكان من مكتبة ان اتصل بها ليخبرها ان تكتب ما تشاء قولة للرئيس وسوف يرد عليها .وفرحت بذلك لكن رصاصه الغدر قتلت كيندى نوفمبر 1963 فبدا الشباب يتذمر وبدئوا فى تكوين حركات شبابية سلمية مثل البيستنيك والبيتلز والهيبز وغيرها ولكنها لفظتها وانضمت الى حركة الكويكرز املا منها فى قيام الثورة  وانضمت الى برنامج فولبرايت وهو برنامج تجريبى لمحو امية الكبار وسافرت الى جواتيمالا وتركت حياة الرغد وتقشفت ولم تعد تعتمد على ثروة ابيها وعانت من قسوة الحياة وتقشفها. ولكنها مؤمنة بما تفعل حتى انها كانت تدخر نصف راتبها لمساعدة الهنود الذين يعيشون فى اكواخ ليست ادمية ولا تتوافر حتى مقومات الحياة البسيطة لهم ومضت سنتان على كفاحها لتعليم هؤلاء الفقراء ومساعدتهم فى سكن بديل حتى توقفت المعونة التى تقدم لبرنامجها وكل يوم يمر يزداد سخطها على الأغنياء برغم حبها الشديد وارتباطها العميق بعائلتها ولكنها كانت تريد من امريكا ان تمحو الفقر من العالم وان توقف الحروب وتنهى حرب فيتنام وان تتخلى عن اطماعها فى بلاد غير بلادها .فهى لم تستطع ان تنسى كثرة التوابيت الصغيرة لدى الهنود وعندما سألت القس فقال لها انهم يدفعون الهنود الى قتل ابنائهم مقابل دولار او اثنين وعندما غضبت من كلام القس فقال لها يجب ان لا تثنيهم عن ذلك فهم لو كثر عددهم سيقتلوننا نحن .ورغم انها تدافع عن الفقر والامية والتخلف فى بلاد غير بلادها ولكنها الانسانية تدفعها الى التغيير ولكن الاحباط سيطر عليها فاعداد السكان كبير وهى لن تستطيع فعل المستحيل وحدها فقد فقدت بريقها واصبحت ملابسها رثة وكان القانون هناك لايسمح بخروج السيدات ليلا الا التى تحمل تصريح بغاء .و فى ذات مساء هوجمت من ذئب بشرى وقاومت وعرفت بعد ذلك انه من المخابرات الامريكية التى ترفض عملها هناك ويريدون عودتها الى امريكا .وكانت صدمتها الكبيرة عندما علمت ان كل البرامج التى تعمل فيها ممولة من المخابرات الامريكية وتوقف مساعدتها لها وقتما تريد وان هذه البرامج هى المسئولة عن الاطاحة بالحكم اليسارى فى جواتيمالا حتى انها اصبحت محاصرة عليها العيون الامريكية اينما ذهبت ولك ان تتخيل ان يد امريكا فى كل شىء وتبرر كل شىء وتفعل كل شىء فقط لما فيه مصلحتها . حتى اصبحت حانقة على وطنها وسياساتة وكانت الى تلك اللحظة تكرة العنف وتحاول التغيير السلمى لهذا المجتمع التى كانت تصفه بالمتعفن .وفى عام 66 سافرت الى آربو حيث التحقت بمدرسة الخريجين فى جامعة ميتشجان للحصول على الماجستير ولكنها مازلت متمسكة بمبادئها وعاشت حياة الفقر وشظف العيش وعملت فى بوفية الجامعة لتساعد نفسها ولم تعتمد على اموال ابيها وفى تلك الاثناء تعرفت على بيل والذى اندمجا معا فى علاقة عاطفية وخصوصا انه يحمل شخصيتها فوالدة من الاثرياء ولكنة اعتزله مثلما فعلت مع اهلها .وكان نقطة تحولها عندما قرات عن حادثة الرجل الذى ذبح ثمانى ممرضات والمجنون فى شيكاغو الذى قتل 14 شخصا قتلا بالرصاص من المارة فى الشارع وقالت ان المجتمع اصبح اشد قتامة .ولكنها مازالت ترفض العنف وتخشاة وكونت مع بيل حضانة لتعليم الصغار من السود والبيض تمولها هيئة المدينة والتى سحبت تمويلها بحجة ان السود يسيطرون على المدرسة ويرهبون الاطفال البيض .فسافرت الى شيكاغو مع بيل وكونوا جميعة الطلاب الديمقراطية واصبحت مؤمنة بان تغير المجتمع هو القيام بعمل مباشر بدلا من التثقيف والاصلاح السلمى .وانه يجب القضاء على عادات الناس الارستقراطية وان تتخذ الثورة طابع العنف لاحداث التغيير

فقام افراد الجمعية بقص شعورهم ولبس النظارات وكبر عدد المنضمين واطلقوا على انفسهم اسم العصابة عصابة جيسى جيمس وكان مبدأهم هو العنف ويحتقرون كل وسائل السلمية التى لم تاتى بثمارها طوال تلك السنوات السابقة

وانه يجب محاربة امريكا نفسها حتى يتم القضاء على تلك الجرثومة بعد فشل الحكومة فى التعليم وسياستها الخاطئة وبدات مع بيل فى دراسة تعاليم ماو وبرنامج كاسترو حتى انهم قابلوا كاسترو نفسة وبدئوا فى تكوين الخلايا التى سوف تستهدف بل استهدفت المؤسسات العسكرية والشرطية وقتل رجالهم واطلق على تنظيمهم اسم رجال العاصفة.

وديانا يصفها والدها بعد ذلك انها اصيبت بلوثة فكرية ولم يستطع اثنائها عن موقفها او تعديل فكرتها عن ثورتها التى تجرها الى الهاوية .وبرغم مطاردات الشرطة التى تحاول ان تثأر لافرادها او لسيارتها المحترقة .فكان افراد الجماعة ينقسمون الى فريقين متصارعين وعندما ياتى البوليس لفض الاشتباك بينهم يتحد المجموعتان ويقتلون رجال الشرطة ويستولون على اسلحتهم  بل كانوا يذهبون الى الاقسام لعمل محاضر كيدية ويتركون بداخلة قنابل تنفجر فى القسم .حتى ازدات الجماعة وحشية .برغم مطارادات البوليس لها والقبض على غالبية اعضائها حتى انهكت ديانا وكادت تعود الى عائلتها بعد السجن والتشريد والهروب من الاعتقال ولكنها كانت مؤمنة بالثورة وساعدتها صديقتها على العودة مرة اخرى بعد ان اخرجت بيل بكفالة  ولكنة سجن خمس سنوات وهى خرجت للاتصال بباقى افراد العاصفة الذين لم يقبض عليهم وعادوا الى تصنيع القنابل التى كانت تدوى باصواتها القوية الانفجار فى اقسام الشرطة وثكنات الجيش وكان اكبرها انفجار اوكلاوهوما الشهير .حتى كان انفجار بيت ديانا او مصنع القنابل التى كانت تعيش فية مع صديقتيها الذين نجوا من الانفجار وسافرا الى كوبا ولم يعرف عنها احد شىء

فى تلك الاحداث نرى كثير من المنظمات التى تحاول تغير الوضع بالعنف والقتل برغم ان معظم اعضاء العاصفة كانوا من اولاد الاثرياء والذين قبلوا ان يعيشوا حياة قاسية جدا وشبة عسكرية داخل جماعتهم وينفذون التعليمات بكل صرامة ودقة ضد المجتمع الامريكى الذى يكرهونة.

انها قصة حقيقة  غريبة ومليئة بكثير من الاسئلة التى نقف امامها للتحليل وشدتنى اثناء قرائتها فحاولت ان انقلها اليكم كيف لثرى تتوافر له كل عوامل الرفاهية والتعليم الجيد ان ينحرف كل هذا الانحراف الى الارهاب والقتل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق