الأربعاء، مارس 07، 2012

خيانة الثورة والفرصة الاخيرة للغفران


بعد أكثر من عام على الثورة قررت ان اعترف اننى خائن للثورة برغم اننى جزء اصيل منها مثلى مثل ملايين المصريين الذين خرجوا الى الميدان يريدون التغيير ويبحثون عن الحرية والكرامة
كنت مؤمنا بشعارها عيش حرية كرامة انسانية وكنا مستعديين جميعا ان نقدم الغالى والنفيس فى سبيل ذلك غير خائفيين ولا مباليين بالرصاص
لم يكن فى بغيتنا ان نصل الى ماوصلنا الية لكن الهمتنا ثورة تونس العزم على التحرك ووفقنا الله الى الخير  وخرجنا جماعات صغيرة حتى خرج الشعب بأكملة الكل يريد شىء واحد وهو الحرية وتحقيق شعار ثورتنا
حتى كان يوم 11 من فبراير وأجبر مبارك على ترك السلطة وانهمرت الدموع من الفرح وسجد من سجد على الارض ومن قبل الارض وغمرها بدموعه بعد ان سقط رأس النظام وعادت مصر لأحضان أبنائها
جرينا مسرعيين ننظف الميادين والشوارع وهو نفس الشعب الذى عندما سقطت الشرطة حمى البيت والكنيسة والمسجد والمتحف كنت فى الميدان كل يوم واهلى فى حماية الله وجيرانى وتم السيطرة على كل دواعى الانفلات والبلطجة وهتفنا للجيش وقبلنا رؤسهم على موقفهم النبيل وانحيازهم لشرعية الشعب
بعدها عدنا الى اعمالنا والتى تعطلت خلال 18 يوم هى عمر الثورة رجعنا بعزيمة لا تفتر وقوة لا تهزم لنبنى الأمجاد وندفع عجلة الانتاج الى الأمام بعد أن تعهد المجلس العسكرى بتنفيذ كل مطالبنا كاملة وبعد ان أقر بمشروعية تلك المطالب تركنا لة ادارة الامور بصدر رحب بعد تعهداتة ومواقفة لكنة تخاذل وتباطىء فى تحقيق كل المطالب مما جعلنا نعود الى الميدان مرة اخرى لأن النظام بأكملة مازل موجودا لم يحاكم على جرائمة والفساد والرشوة والفقر والبطالة وكل ما قامت من اجلة الثورة لم يسقط منهم سوى رأس النظام الذى كان فى ذلك الوقت مقيم فى شرم حيث الجاه والسلطان والحرس ولم يقدم أحد للمحاكمة فبرغم سلمية الثورة الا انة سقط مئات من الشهداء والاف من المصابيين لم يحصلوا على القصاص او يحاكم قاتليهم ولم يتم الغاء قانون الطوارىء او تنتهى المحاكمات العسكرية لمدنيين او ينتهى مسلسل الاعتقالات
وامام تخاذل المجلس العسكرى والذى يدير دفة الامور جعل هؤلاء الزبانية من انصار مبارك يتجرئون ويخرجون من جحورهم ينشرون الفتن ويكيدون المؤامرات ويمولون البلطجية لبث الرعب فى نفوس البسطاء حتى يجحدو على الثورة وينقلبوا على الثوار الذين كانوا بداية جذب الشعب اليهم وقد نجحوا فى ذلك بأفعالهم الخبيثة وبلطجيتهم وادواتهم الاعلامية
فى الوقت الذى انقسم فية الشباب وانا واحد منهم الى ائتلافات عديدة واسرعت الرموز السياسية لتشكيل الاحزاب وتفرق الجميع الى اشلاء ونجح المجلس فى استقطاب العديد من هؤلاء الى صفة وزادت الفجوة والخلاف ووقف المصريين الذين لا ينتمون الى اى ايدلوجية فى المنتصف رويدا حتى قرروا العودة الى صمتهم مرة اخرى بعد أن فشلوا فى تكوين رأى صالح بعد كل هذة الانقسامات ودارت الحرب اعلامية ونفسية وتوالت الدعوات الى مليونيات وكل مرة تتباهى القوى الداعية بعددها وبحجم من نزل الى الميدان ونحصل على فتات من جراء ارضاء المجلس لنا وكان ذلك بداية خيانتنا للثورة
كان ينبغى أن نفهم ان سبب ذلك هو تفرقنا وانة يجب ان نظل فى الميدان حتى تتحقق كل المطالب لا ان نعود بتحقيق مطلب من القائمة برغم مؤيد ومعارض حتى ضاقت ذات اليد ووقفت العجلة الانتاجية وخرجت الوقفات الاحتجاجية تطالب من البلد المريض مالا يستطيع ان يقدمة وحكومة لا تملك رؤية ولا شفافية وتزداد الأمور سوءا ونخرج من مطب ليلهينا المجلس عنة بموضوع اخر حتى اننا لم نسوى ما بيننا وبين المجلس فى اى مطب من ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء حتى مذبحة بورسعيد وانتهاءا بقضية التمويل وسفر الاجانب الامريكيين لم نسوى اى مشكلة او حادثة معه ليدخلنا الى اخرى وننسى السابقة ولم نفهم اى رسالة منة جرتنا نخب مثرثرة ما بين مؤيدة ومعارضة الكل يسعى الى مصالحة فقط وليس مصلحة البلاد ولا يهمة امور العباد من المصريين حتى زاد الاحتقان من جراء تردى الاوضاع اكثر واكثر والسبب فى ذلك نحن الثوار لاننا لم نتخذ موقف ولم نحل مع العسكرى ولا مسألة واحدة من بداية الثورة حتى الان
واقولها بكل ثقة سننسى قضية التمويل وينشغل الجميع بقضية اخرى يرميها المجلس فى طريقناوهى قضية تشكيل اللجنة التى ستضع الدستور او غيرها وهكذا دواليك حتى تغيب قضيتنا ويفعل بنا الفلول وارباب النظام السابق ما يحلو لة من مؤامرات وكل ذلك بسبب تشتتنا وعدم اتحادنا حتى تحقيق الاهداف
نعم يجب ان نعترف اننا كلنا اخطئنا فى حق الثورة الثوار انفسهم قبل جموع الشعب فقد رضينا بحالة التباطىء والتواطىء من المجلس فى ادارة الامور ووافقنا على محاكمة النظام محاكمة طبيعية وتركنا الثوار يحاكمون عسكريا
كيف بالله عليكم يحاكم نظيف فى قضية لوحات وجمال وعلاء فى فيلا او هبة بدون وجة حق واستغلال النفوذ كيف يحاكم والى وعبيد فى جزيرة البياضية فقط الاف الاسئلة ينبغى ان نسألها لأنفسنا لنقر ونعترف اننا مخطئين فى حق الثورة وسعينا الى تقويضها كيف وافقنا على ان ينزل اعضاء الوطنى المنحل معترك السياسة وهم الفاسدون المتربحون
كيف تركنا احمد شفيق وغيرة ليترشح فى الرئاسة لوكان هناك ارادة لما راينا هؤلاء على الساحة مرة اخرى وحوكموا نتيجة افعالهم المشينة واستغلال مناصبهم لم يتم التطهير فى اى مؤسسة وكل رجالات مبارك قابعون على كراسيهم كما هم مازالوا ينشرون شرورهم وفسادهم فى كل مناحى الحياة وارجاء البلاد فلا تحققت مطالب الثورة ولا شعارها ولا تم القصاص فى كل المذابح التى ارتكبت وتتوالى المصائب وتتراكم والمحصلة صفر
حتى شكل الاعلام عقلية اغلبية جموع البشر كيف لكم تطلبون بسقوط وانهيار الجيش وفهموا خطأ حقيقة الشعار الذى يردد حتى تحول الثوار الى بلطجية وعملاء يريدون هدم الدولة وخرج المنادون بالباطل يؤيدونة لانهم لم يفهموا الحقيقة ولن يفهموها اصلا وتجرأ الكل على الكل وغابت الاخلاق وحدث انفلات اخلاقى رهيب ناهيك عن الانفلات الامنى الخطير وبعد ان اخرجت الثورة احسن ما فينا وتحاكى العالم بزعمائة اجمعون عن عبقرية الثورة المصرية اليوم يخرج اسوء ما فينا ومن وقف فى صف الثوار يوما ما اصبح الان فى الجانب الاخر لاننا لم نهدا لنفكر ونعلم ونزرع ما نريد انما تهورنا وعناد المجلس وادواتة قتلتنا ونحن احياء
نعم الثورة مستمرة لم تنتهى لكن هل نستغل اخر ورقة وهى اختيار رئيس يحقق ما فشلنا فى تحقيقة
ان نختار رئيس مؤمن بالثورة ومطالبها ولة برنامج نهضوى يحقق المجد للبلاد ونلتف جميعا حولة نترك هذة الفرصة الاخيرة ليفعل المجلس مايريد بعد ان جاء البرلمان مخيبا للامال
لكن نرى مهرجانات مرشحين يسعون الى تفتيت الاصوات وتفيت الشعب مرة اخرى بالله عليكم افيقوا قبل ان نصدم ونكتئب انها فرصتنا الاخيرة قتعالوا نستغلها قبل ان نكون خائنين للثورة البيضاء
وحفظ الله الوطن  

هناك 6 تعليقات:

  1. هو كان فية ثورة اول الصدمات

    ردحذف
    الردود
    1. ونعم الكلأم يرتنا نتعلم و نلحق بلدنا ومستقبل
      اولأدنا.
      شكرا ليك على مقالتك اسمجلى انشرها
      وجدى صبحى

      حذف
    2. بكل تأكيد ا وجدى لكم جزيل الشكر والتقدير
      ويشرفنى مشاركنكم على المدونة

      حذف
  2. الوطنيون فى مصر قلة تعد على الاصابع للاسف الكل انتهازيون لا يعملوا الا لمصالحهمالشخصية لا لمصلحة الوطن اضف على ذلك شعب جاهل اعماة الجهل قرابة الخمسون عاما فلاامل الا بقائدعادل وطنى مخلص يريد النهضة لهذة الامة لا ينظر الى نفسة ولكن ينظر الى ربة والى مصلحة الوطن العليا لن ينصلح حال هذا البلدواهلة الا بقائد واعى مخلص عادل لايخشى فى اللة لومة لائم الديمقراطية لاتصلح مع المفسدون والانتهازيوننريد هذا القائد حتى يصلح ما افسدة الاخرون

    ردحذف
  3. رؤيه سليمه وواضحه اخى الكريم و حقا الاتحاد قوة

    ردحذف
  4. كلام 100% ولكن الحال بقى زى الزفت و المتسلقيين و الخونة
    كيف نقول الثورة مستمرة و المرشحين للرياسة فلول
    و ما ادراك من التزوير فهى حرفة جيدة ببلدنا ابعد كل دة الثورة مستمرة .
    يااخى دماء الشهداء راحت و نحن لم نستطيع اراحة اى ام او اب عليها. اى الثورة راحت و البقاء للخائن

    ردحذف