السبت، ديسمبر 06، 2014

عيون الحرية

تنحى مبارك 11 فبراير 2011 وكانت احداث محمد محمود بدأت بدعوة القوى الثورية الى جمعة المطلب الواحد وهدفها هو سرعة انتقال السلطة من المجلس العسكرى وكان ذلك فى مليونية الجمعه 18 نوفمبر 2011 .مع اعتبار ان المجلس العسكرى اعلن فى بداية تولية المسئولية انه غير راغب فى السلطة وانة سيبقى فترة انتقالية لمدة ستة اشهر وخرجت قوى ايضا سياسية تطالبة بان الأحزاب الناشئة غير مستعدة لخوض الانتخابات ويجب التمهل بعض الوقت ولترجعوا الى تصريحات الدكتور البرادعى وقتها على وجة الخصوص .وزاد الأمر تعيقدا هو وثيقة د على السلمى واشعل الاخوان النار فى الهشيم مع انهم انفسهم بعدها وقت كتابة دستورهم اعطوا للجيش اكثر ما اعطتة وثيقة السلمى .المهم كان من المفترض ان ينتهى اليوم عند هذا الحد ولكن بعض اسر الشهداء والمصابين كان لديهم الاصرار على الاعتصام فى ميدان التحرير .وكان اليوم 19 نوفمبر بداية دامية حيث قامت الشرطة بمحاولة اخلاء الصينية من الاعداد الزهيدة التى بها من اسر الشهداء والمصابيين وبعض القليل جدا من المتواجدين بميدان التحرير وبشكل مستفز قامت الدخلية بعملية الفض وسط الضرب والاعتقال واصابة البعض .حتى كانت الدعوات من الشباب الى التواجد فى ميدان التحرير وبدأت احداث حرب بسوس جديدة والتى انتهت بمئات من القتلى والاف من المصابيين بدون داعى ولا طائل فنحن لم نتعلم من احداث سابقة تبدأ دامية وتنتهى الى مكاسبة واهية او الى لاشىء من الاساس وهذا ماحدث ففى نهاية الاحداث كانت حكومة شرف استقالت وجاءت على اثرها حكومة الجنزورى واعلان المجلس العسكرى الاسراع فى تنفيذ خريطة الطريق .
ولقد كنت شاهد عيان على الأحداث من لحظة مليونية المطلب الواحد حتى انتهاء احداث محمد محمود او شارع عيون الحرية .وما بين مطالبات للمنظمات الحقوقية بتدخل المجتمع الدولى لافراط الداخلية فى استخدام العنف و فى استخدام الغاز والذى كان فعلا مختلف تماما عن اى غاز مسيل للدموع استنشقناة سابقا واستخدام الخرطوش والضرب المباشر والحى مع اننى لم اصدق بعدها منصور العيسوى وقسمة ان الدخلية لم تضرب نار حى واقسم بالله حدث وتم ضرب كل شىء واستخدموا كل شىء وكان صوت الطلقات يجعلنى ادرك انها تقصدنى انا وبدات حرب الشوارع وحالة الكر والفر بين الجانبيين وقيام الشباب بالرد بالحجارة والمولوتوف وتوالى النوبات بين الشباب لصد هجوم تقدم القوات وتبادل الاداور بين الشباب لخلق حالة من اثبات القوة امام بنادق الدخلية واتذكر صديقى م ف وهو يقول لى انا رايح اخد غطس حتى نمنع تقدمهم وكل يوم يزداد عدد الضحايا والمصابيين حتى بعد ان هوجمت المستشفيات الميدانية حتى تم اعداد مستشفى فى قلب الصينية واخرى فى عمر مكرم وكنيسة الدبارة وعدد ضحايا اختناقات الغاز مستمر وتتوالى الموتسيكلات فى نقل المصابيين وخلق طرق لها للمرور واجتهدت الدخلية فى صد الهجوم وافشال عملية الوصول الى مبنى وزارة الداخلية وجلسنا مع بعضنا البعض كشباب نحاول ان نثنى الشباب عن فكرة الدخول الى الوزارة وان حالة التكدس دائما تنتهى مع طلقة غاز او خرطوش وينتج عن هذا الافراغ من التكدس الى مصابيين كثر ومصادمات وانه علينا المكوث فى الميدان فلن تنهى تلك الحالة باقتحام الدخلية مثلا ولن تسمح اصلا القوات بحدوث ذلك حتى لو كانت الضحايا بالألاف وكفانا ما حدث ولكن الالتراس والشباب تحت السن وغيرهم لم يرضخوا واستمروا فى حالة الكر والفر حتى نزل الجيش ووضع الحوائط الأسمنتية لمنع الوصول الى الوزارة وحتى يهدا الطرفيين لالتقاط الانفاس وبعد خطاب المشير رفع البعض الاحذية ونادوا بسقوط المجلس العسكرى وغيرها من الهتافات ضد العسكر .
ورغم كل ذلك الاحداث لم يكن هناك حل فماهو القرار لو تنحى المجلس العسكرى الان والبلد تعيش من الاساس فى حالة فوضى والمظاهرات لاتنتهى فى المحافظات وكذلك الاحتجاجات والوقفات العمالية وغيرها فى المصانع سواء كانت قطاع عام او خاص وعجلة الانتاج متوقفة تماما والمجلس العسكرى يرضخ فى النهاية حتى لو كان القارا خطأ مثلما ماحدث فى قانون انتخابات مجلس الشعب بعد ذلك وادى الى حل مجلس الشعب ايضا بعدها اثناء حكم المعزول .فبرغم من انها كانت فترة سيئة فى كل شىء ادارة وتوجية حتى الشباب انفسهم فشلوا فى المحافظة على وحدنهم وانقسم الميدان الى ائتلافات وكيانات وجماعات وتفتت وحدة الجميع واصبحت النرجسية هى المتأصلة فى عقول الجميع .
وانتهت احداث محمد محمود كما قلت بعد مقتل البعض واصابة الاخر والزج فى السجن للبعض  بتهمة التخريب واثارة الشغب واعطاء الفرصة لابراز صورة سيئة للوطن فى الخارج وشجب المنظمات الحقوقية ومطالبات بالتدخل الدولى حالة من اللاوعى تنتاب الكثير وحالة من الارتباك تناب اولى الامر حتى انهت يوم الجمعه بمليونية التوافق الوطنى بعد ستة ايام من الاقتتال الداخلى والذى انتهى الى ما اسلفنا لنطوى صفحة من تاريخ اللاوعى لندخل فى صفحة اخرى بعد وهى احداث مجلس الوزراء .
فعلينا ان نعترف بأننا عجزنا على ان نتخذ موقف ثابت طوال تلك الفترة المضطربة وكنا كقطع شطرنج ننتهى من محنة لندخل اخرى بدون تسوية ما قبلها برغم ضريبتها الغالية من ارواح شهداء ودماء مصابيين .
وتحل علينا غدا ذكرى محمد محمود الأولى فرحم الله الشهداء وشفى الله المصابيين وشفانا الله من وعكة تفكيرنا السلبى .وصنع بطولة وهمية فى التصدى لقوات الشرطة القمعي مع اننى ضد هذا القمع وضد حرية التقييد على حرية التعبير والتظاهر وكذلك الاعتصام السلمى المكفول بالقانون وقد شاركت فى كل الاحداث من بداية الثورة ماعدا احداث العباسية فقط او جمعه قندهار او بعض المليونيات التى كانت تدعى لها حازمون وعلينا ان نتذكر ان الاخوان لم تشارك فى محمد محود ووصموا المتظاهرين وقتها بابشع الالفاظ وانهم يحاولون تعطيل العرس البرلمانى القادم برغم ان هناك كيانات كثيرة علقت حملاتهم الانتخابية وسحبت كذلك دعايتها من الشوارع .
وفى النهاية انتهت الاحداث مثلها كسابقيها من احداث ماسبيرو او مسرح البالون او 6 مارس او السفارة الاسرائيلة وغيرها من الاحداث بضحايا ومصابيين وبدون اى مكسب حقيقى وكان ثورة لم تقم او نقطة دم سالت    
واليوم يريدون احياء الذكرى وسط حالة من الضباب والترصد والتربص والتصيد والقوانيين التى تعوق ذلك فهل تحدث مصادمات ثم يكون هناك قتلى جدد ومصابيين ومسجونيين ولكم فى احداث مجلس الشورى بعظة فهل نتعلم ام نستمر فى اخطائنا ثم ندعى البطولة ومن يقول الحقيقة يسحب منة صك الثورية
حفظ الله الوطن والجيش ومؤسسات الدولة

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق